السبت, 18 أكتوبر 2008
سعيد العدواني - جدة
عندما هربت بعض الفتيات المعنفات من اسرهن بحثا عن الاماكن كن يعتقدن ان دار الحماية بجدة ستكون الملاذ الامن لهن لكن يبدو انهن كن يحلمن فالوضع بداخل الدار لا يختلف كثيرا عن خارجه حيث يتعرضن للتعذيب والاهانات وذلك على حد قولهن . الفتيات يتهمن المسؤلات على الدار بتعنيفهن وممارسة مختلف انواع العنف النفسي والجسدي ضدهن مستشهدات بعدد من حالات الانحار التي اقدم عليها بعضهن وحالات الهرب التي شهدتها الدار فيما نفت رئيس مجلس حماية الاسرة بجدة الدكتورة انعام الربوعي الاتهامات التي وجهتها النزيلات ضد العاملات بالدار مؤكدة اهمية الحزم حتى لا تكون الدار ملجأ للمتمردات على اسرهن والمجتمع .
محاولة انتحار الفتاة العربية ذات العمر العشريني قادت المدينة الى بحث الأسباب التي جعلتها تقدم على فعلتها خاصة انها لم تكن الاولى في الدار حيث اشارت مسئولات الدار السابقات لحدوث خمس حالات محاولات للانتحار الدار . تحدثت النزيلة ( أ . ي ) عن الاسباب التي جعلتها تحاول الانتحار قائلة : انها تعرضت لضغط نفسي رهيب من العاملات والمسئولات بعد ان اكدن لها إحالتها الى دار الفتيات بتهمة الهروب إذا لم تخرج من الدار مع اخوها على حد قولها وانها اقدمت على الانتحار حتى تضع حدا لمعاناتها غير ان العاملات والنزيلات اسعفنها وتم نقلها الى المستشفى وانها تلقت العلاج حتى تحسنت حالها.
وعن أسباب هروبها من اسرتها في الرياض برفقة شقيقتها التي تصغرها بعام قالت النزيلة “هربت من الرياض بعد تزايد عمليات التحرش من والدي واخوتي وقررت الهرب وانتقلت من الرياض الى مكة برفقة احد الاسر مقابل مبلغ مالي وفي مكة داخل الحرم التقيت بسيدة اوصلتني باحد المشايخ الذي عرضت عليه معاناتي مع شقيقتي وكان له الدور في وصولنا الى دار الحماية بجدة” .
(س. م) من المقيمات في الدار منذ اربعة اشهر وتحاول الحصول على حكم قضائي بحضانة اطفالها بعد وفاة زوجها ورفض والدتها وزوج والدها منحها حق الحضانة تقول: انها حضرت للدار بعد نشوب مشكلة حضانة اطفالها ومنذ دخولها وهي تلاحظ العديد اسلوب التعامال الذى لايساعد فى تخفيف معاناة النزيلة او الوقوف معها فى محنتها . وقالت “انها تعرضت للتهديد من مسئولة كبيرة في الدار بانها ستكتب عنها تقريرا يشير الى انها ام غير صالحة لحضانة اطفالي وانها ستخاطب القاضي”. مشيرة ايضا الى حرمانهن من الزيارات والخروج من الدار للتسوق وقضاء حوائجهن الا بعد مطالبات وتوسلات عديدة تمتد الى عدة اسابيع على حد قولها . وقالت : “ان قرار منع الخروج من الدار كان بسبب قيام النزيلات باستدعاء احد المشايخ بهدف عمل رقيه شرعية لاحداهن حيث كانت تنتابها حالات غريبة وعلمت مسئولة الدار بدخول الشيخ مع محرم المريضة فامرت بمنع الخروج”.
سحب بالقوة
اما النزيلة ( خ، ط) فتروي معاناتها وتقول: دخلت الى الدار بامر من امير منطقة مكة المكرمة قبل عامين بعد ان ثبت تعرضي للتحرش من قبل والدي كما تدعي النزيلة في حديثها وتضيف :“كل ما اجده فقط هو السكن وتستذكر ذكرياتها في الدار وتقول في شهر رمضان الماضي زارتنى والدتي من الطائف لتناول الافطار معي الا ان عدد منى العاملات في الدار طلبن منها الخروج رغم اذان المغرب بعشر دقائق ورغم توسلاتى الا انهم رفضن وخرجت والدتي وبقيت تبكي خارج الدار . وتضيف في احدى المرات قامت زوجة احد الشخصيات البارزة في المنطقة في الفترة الاخيرة بزيارة للدار وتم منع جميع النزيلات من لقاء الضيفة باستثناء نزيلتين او ثلاث يدن بالولاء الى المسؤولة عن الدار وتم منحهن الحرية في الدخول والخروج على حساب النزيلات الاخريات . واشارت النزيلة الى انها ابدت رغبتها في البحث عن وظيفة ولم تجد اى مساعدة رغم حصولها على درجة البكالوريوس في علم النفس بتقدير جيد جدا.
6 محاولات للانتحار
وتقول النزيلة ( ن. م ) البالغة من العمر 35 سنة وتسكن في الدار مع احد ابنائها انها تمكنت من الهروب من منزل زوجها الذي مارس كل انواع التعذيب معها ومع أبنائها مضيفة حاولت الانتحار 6 مرات منها خمس محاولات كانت خارج الدار والاخيرة قبل اشهر عندما تعرضت لعنف نفسي داخل الدار وتناولت جرعة زائدة من الادوية والحمد لله نقلت الى المستشفى وتلقيت العلاج اللازم وعدت الى الدار .
اما النزيلة ( لم . ع ) وافدة من جنسية افريقية عربية عمرها 24 سنة دخلت الدار بعد ان تخلى عنها زوجها وطلقها وطلب تسليمه طفلته ذات العام والشهرين وترحيل طليقته وتقول انها وضعت السكين على رقبة طفلتها عندما حضرت مسئولة في الدار برفقة مجموعة من رجال الامن وطلبوا تسليم الطفلة ونقلي الى ادارة الترحيل وقالت انها تواجه ضغوطا كبيرة من القائمات على الدار لتسليم طفلتها الى والدها وترحيلها الى بلادها .
اتهامات باطلة
اما مدير دار الحماية خديجة بن علي سعيد دافعت عن الدار والاتهامات التي طالت المسؤولات والعاملات وقالت : ان ماذكرته النزيلات غير صحيح لان العاملات في الدار جميعهن من المختصات في العمل الاجتماعي اما المسئولات والمسئولين في الدار فمعظمهم من المتبرعين ويعملون تطوعا وقالت :«إن عددا كبيرا من النزيلات قدمن الى وتم تقديم المساعدات لهن الى ان تعدلت اوضاعهن مع اسرهن وسلمن بموافقتهن». واشارت الى ان شكاوى النزيلات من سوء النطافة يرجع في المقام الاول الى انعدام ثقافة الاعتماد على الذات لدى النزيلات وعدم تقلبهن للعمل على نظافة الدار التي تقيم فيها واشارت الى ان المشكلة ظهرت بعد ان رفعت الشركة المتفق معها على صيانة ونظافة الدار اجر العاملات في النظافة ولم تتمكن ادارة الدار من الموافقة على ذلك وبينت الى ان الادارة لم تتوقف عند هذا الحد بل قامت بتوفير عاملات يعمل على تنظيف الفناء الخاص بالدار مشيرة الى وجود مستشارين ومستشارات قانونيين للترافع عن قضايا النزيلة متى ما رغبت وبدون اي مقابل مادي.
وعن اتهام النزيلات لادارة الدار بعدم السماح لهن بالخروج من الدار قالت المديرة : إن هذا الاتهام غير صحيح مستدلة على ذلك بخروج عدد من النزيلات الى الاسواق في اواخر رمضان وكذلك في بداية العام الدراسي الحالي مشيرة الى ان الدار ايضا منحت بعض النزيلات من ذوات الظروف الصعبة مبالغ مالية لقضاء حوائج اسرهن . وعن محاولة الدار تسليم طفلة الوافدة العربية الى زوجها ومواجهة الام لذلك وتهديداتها بقتل الطفلة قالت مدير الدار : “ العكس من ذلك فالنزيلة ذات الجنسية العربية حضرت الى الدار مع طفلتها وحضر والد الطفلة بعد مدة الى الدار ومعه صك شرعي من المحكمة العامة مصدق من محكمة التمييز وحكم له بحضانة ابنته ونحن في الدار واجهنا ذلك وسعينا الى تعطيل تسليم الطفلة الى والدها لفترة حتى نتمكن من إيجاد حل لصالح الطرفين وبقيت الطفلة مع والدتها حتى هذه اللحظة».