دراسة تأخر النمو اللغوي لدى أطفال الرياض
الباحث التربوي
عباس سبتي
11/1/2012
مقدمة :
اللغة عبارة عن وسيلة اتصال بين الإنسان وغيره والتعبير عن المشاعر والانفعالات ، لكن قد يفقد بعض الاتصال نتيجة مشكلات يعاني منها مثل تأخر اللغة تساعد نتائج الدراسة معلمات رياض الأطفال على علاج مشكلة تأخر النمو اللغوي لدى الأطفال التي تسبب لهن صعوبات في عملية تدريس هؤلاء الأطفال وتزويدهن بطرق و كيفية التعامل مع هؤلاء الأطفال وخاصة تزويدهم مهارات اللغة التي هم في حاجة لها في بقية المراحل التعليمية
تهدف هذه الدراسة على التعرف على مشكلة تأخر النمو اللغوي لدى أطفال الرياض وأسبابها وأثرها على هؤلاء الأطفال وطرق علاج هذه المشكلة
إجراءات الدراسة :
تشتكي معلمات الرياض من بعض الأطفال في عدم التواصل مع معلماتهم ومع زملائهم في الفصل الدراسي وتحاول هذه الدراسة إلى مساعدة للتعرف على أسباب تأخر النمو اللغوي لدى الأطفال ،وما تسببه هذه المشكلة لهؤلاء الأطفال من معاناة نفسية وتأخر دراسي
تتكون عينة الدراسة من بعض معلمات رياض الأطفال وعددهن( 15 معلمة ) وبعض أمهات الأطفال وعددهن (15أم) اللاتي يعانين من مشكلة تأخر النمو اللغوي لدى هؤلاء الأطفال ففي روضتي : الضياء وعبدالعزيز الشاهين بمنطقة مشرف من منطقةحولي التعليمية
وأما أداة الدراسة تتكون من "بطاقة مقابلة" لاستطلاع آراء عينة الدراسة وتحتوي الأسئلة على محاور : التعرف بمشكلة تأخر النمو اللغوي وأسبابها وأثرها على الأطفال وطرق علاجها الدراسات السابقة:
ـ كشفت دراسة { اسماء باداود2007 } أن التأخر النمو اللغوي بين أطفال الروضة تصل نسبته إلى 48 في المئة ، ويظهر ذلك لدى الأطفال الخجولين أكثر منه لدى غير الخجولين خاصة الأطفال بين 5و6 أعوام
وأوضحت باداود أن الأطفال الخجولين لديهم مفردات لغوية أقل،لذلك فهم اقل كلاما، مشيرة إلى أن الخجل هو المؤثر الوحيد في سلوك الأطفال اللغوي في جلسات اللعب مع اقرانهم.ولفتت إلى أن ارتفاع المحصول اللفظي عند الطفل الخجول لا يساعده على الكلام في المواقف الاجتماعية بشكل جيد
وأوصت بمزيد من الأبحاث والدراسات المهتمة بمرحلة الطفولة ، وإجراء دراسات طولية لمعرفة أثر الخجل في نمو اللغة على المدى البعيد.وأكدت اهمية إيجاد طرق فعالة في التدريس وأساليب التفاعل بين المعلمين والأطفال الخجولين لمساعدتهم في التغلب على الخجل
ـ دراسة مؤيد الحميدي ،2007 حول اضطرابات النطق لدى طلبة المدارس
وأشار الحميدي إلى المسح عدد من رياض الأطفال هذا العام بأن ذلك يأتي في إطار اهتمامهم في بالكشف المبكر لحالات أعمارها أقل من 5 سنوات ،وهنا يجب التمييز بين لغة الطفل والعيوب التي يمكن أن يعاني منها مستقبلا ، فإن اختصاصي النطق سيتابع التطور الطبيعي للغة الطفل ، ومن العلاج استخدام جهاز ( بلاتوميتر ) وهو أحدث جهاز لعلاج عيوب نطق الاصوات .
- (دراسة نولان التمان , 2004 ) وفريقه بشأن تأخر الكلام لدى أطفال مشتفى ميامي ذلك باستخدام التصوير بالرنين المغناطيس و أشارت النتائج أن هناك نشاطا للجانب الأيمن لدماغ الأطفال بينما مهارات اللغة ترتبط بالجانب الأيسر , وان أهم أسباب تأخر الكلام لدى هؤلاء الأطفال العجز العاطفي والسلوكي وفقدان السمع والتعقيدات عند الولادة .
نتائج الدراسة
1- يتبين من النتائج بالنسبة لسؤال : ما أسباب المشكلة ، فقد كانت الأسباب من وجهة نظر المعلمات هي :
العنف ، العقاب البدني والنفسي ، التأخر العقلي ، عدم رعاية الوالدين أو أحدهما للطفل ، وعدم متابعته في الروضة ، سوء معاملة الخدم للطفل ، عدم حوار الأم مع طفلها ، عدم إعطاء فرصة للطفل للتعبير عن رأيه ، بقاء الطفل مع الخادمة فترة طويلة ، عدم وجود أطفال يتحدثون مع الطفل في المنزل ، عدم نضج أعضاء الكلام والنطق للطفل ، الخجل ، الخوف من التعبير عن رأيه وذاته ، عدم الاصغاء للطفل وهو يتحدث ، إهمال الوالدين
بمشكلة الطفل في المنزل أو الروضة ، إهمال المعلمة للطفل ، الغيرة ، عيب خلقي بأعضاء النطق ، المشكلات بين الوالدين ، الوراثة
أسباب المشكلة من وجهة نظر الأمهات :
تأثر الطفل بالخدم ، عامل الوراثة ، دلال الوالدين للطفل ، انفصال الوالدين ، خوف الطفل من أحد الوالدين ، الخلافات الحادة بين الوالدين ، تعرض الطفل لصدمات نفسية ، مرض الطفل ودخوله المستشفى ، الغيرة بين الأخوة ، الخوف بعد موت أحد الوالدين ، ضرب الطفل وتوبيخه من قبل أحد الوالدين ، عيش الطفل وحده في المنزل ( وحيد الأبوين )
2- أما سؤال : ما مظاهر مشكلة التأخر اللغوي ، فقد كانت الإجابات حسب وجهة نظر المعلمات :
التأتأة ، الإنطواء ، عدم الكلام بصورة صحيحة ومفهومة ، عدم النطق الصحيح ، التعلثم ، استخدام إشارات اليدين أكثر ، استخدام مصطلحات دخيلة تعلمها من الخادمة ، عدم استخدام بعض الحروف ، كثرة البكاء ، لجلجة ، الغيرة ، ضرب الأطفال بسب أنهم يسخرون منه
وبينما كانت إجابات الأمهات هي :
الخوف ، التردد ، عدم الثقة بالنفس ، عدم نطق الحروف بالشكل الصحيح ، التأتأة ، كثرة البكاء ، عدم لفظ الكلمات بالشكل الصحيح ، تضخيم بعض الكلمات عند النطق بها ، عدم فهم المستمع ما يقوله ، الصمت ، اضطراب الكلام ، الدلع عند خروج الحروف ، نسيان الكلمات ، التهتهة ، العناد في المنزل ، بلع الحروف ، تكسير الألعاب لجذب الانتباه إليه ، اللجلجة ،
3- وسؤال ما أثر مشكلة التأخر اللغوي لدى طفل الروضة من الناحية النفسية والعاطفية والاجتماعية ؟
فقد كانت إجابات المعلمات هي كالآتي :
الناحية النفسية والعاطفية : خجل التحدث مع الآخرين ، ويشعر بالظلم والدونية ، عدم الشعور بالأمان وإحساسه أن الآخرين يضحكون أو يسخرون منه ، وقد تتولد فيه صفة العدوانية ، كره الروضة والأطفال ولا يحب أن يعزل عن أمه أو أبيه
الناحية الاجتماعية : انطوائي لا يختلط أو يتفاعل مع غيره من الأطفال ، عدم تقبل الأطفال له لوجود عيب فيه ، عدم مشاركته مع أطفال صفه في الأنشطة ويحب العزلة والوحدة
وأما إجابات الأمهات فهي :
الناحية النفسية والعاطفية : يكون إنطوائياً ، لا يستطيع التعبير عن رأيه ، الاتكالية وتعلقه بالخادمة
الناحية الاجتماعية : لا يشارك الأطفال في اللعب ، يحب العزلة عن المجتمع
4- كيف نعالج هذه المشكلة ؟
تعددت الآراء بين المعلمات والأمهات :
ركزت المعلمات على طرق العلاج : تشجيع الطفل بالاختلاط بالأطفال ، تدريبه على النطق السليم ، تشجيعه بعدم الخجل والتردد عندما يتحدث ، وإعطاؤه فرصة التعبير والحديث أمام الأطفال وتشجيعهم له ، عرضه على الطبيب المختص ، وجود اختصاصي النطق بالروضة ، قراءة القصص له ، تشجيع الأم على الحوار السليم مع طفلها ، التعاون بين البيت والروضة لعلاج مشكلة الطفل ، عقد دورات مكثفة للمعلمات والأمهات حول المشكلة ، إلحاقه بدور الحضانة قبل الروضة ، تعيين معلمة متخصصة للتعامل مع هؤلاء الأطفال
وكانت استجابات الأمهات ما يلي :
فتح الحوار مع الطفل ، إتاحة فرصة كافية ليعبر الطفل عن نفسه ، توعية الوالدين ، عرض المشكلة على طبيب مختص ، متابعة سلوك وكلام الطفل والتعرف أكثر مشكلته الاستعانة بمعالج لغوي ، التعرف على أسباب ومظاهر المشكلة ، دور الأسرة في علاج المشكلة من الرعاية والحب والعاطفة ، مشاركة الطفل باللعب مع الأطفال
التوصيات :
بعد تحليل النتائج والاستئناس بآراء أفراد عينة الدراسة حول طرق علاج مشكلة تأخر النمو اللغوي يمكن إجمال التوصيات على النحو التالي :
1- إجراء دراسات ميدانية في رياض الأطفال بهدف رصد مشكلة تأخر النمو اللغوي لدى الأطفال والتعرف على أسبابها ومظاهرها وآثارها السلبية
2- إبلاغ عن بعض مظاهر المشكلة من التأتأة واللجلجة في بداية كل عام دراسي من قبل الأمهات والمعلمات خاصة في الفصول الأولى في رياض الأطفال
3- التشخيص الطبي من قبل أخصائي القياس السمعي لفحص سمع الأطفال للتعرف على فاعلية الأذن
4- إشراك هؤلاء الأطفال في الأنشطة وفي الحفلات التي تقام في المناسبات في رياض الأطفال لتغلب على آثار ومظاهر المشكلات اللغوية لديهم
5- في حالة تفاقم مشكلة الطفل اللغوية ( حالة البكم أو الصم ) يجب تحويله إلى مدارس التربية الخاصة قبل فوات الأوان
الكويت 24/3/2012