مكة-الوئام- عمر فريد عالم:
نجح المعلم محمد شاكر الشنبري، في تكوين فريق كشافة من الأطفال التوحديين ومن ذوي الاحتياجات الخاصة (فئة التوحد والإعاقات العقلية ومتعددي الإعاقة) , ويروي الشنبري قصة تجربته المستمرة منذ 17 عاما في خدمة هذه الفئآت، ويسرد قصة كفاحه، بقوله الذي نشرته صحيفة عكاظ يوم الخميس الماضي في تقرير اعدته الزميلة منى الشريف الكشافة تسهم في تربية الشباب وتحقيق أقصى ارتقاء بقدراتهم الروحية، العقلية، الاجتماعية، والبدنية، كأفراد ومواطنين مسؤولين في مجتمعهم أو محيطهم، خصوصا أن الحركة الكشفية تقوم على مبادئ الواجب نحو الله، الالتزام بالمبادئ الروحية والعمل وفق الشريعة وتقبل الواجبات التي تنتج طبقا لذلك، ثم الواجب نحو الآخرين والذي يتمثل في الولاء للوطن في انسجام وتوافق مع تعزيز السلام والصداقة والتفاهم مع جميع شعوب العالم عربيا وعالميا، والواجب نحو الذات إذ إن كل شخص ينخرط في الحركة الكشفية مسؤول عن تنمية ذاته .
واستطرد قائلا: (استطعت بفضل الله زرع روح الكشافة في فئة تعاملت معها ودربتها في معهد التربية الفكرية، وهم طلاب من فئة التوحد وفئة الإعاقة العقلية، مع أن بعض البرامج الإعلامية أبرزت الشيء الكثير المحزن فيهم ولم تلتفت للإبداعات التي تقدمها هذه الفئات ما جعل المجتمع ينظر لهم نظرة سلبية)، مشيرا إلى أن أطفال التوحد يختلفون عن الفئات أو الإعاقات الأخرى بسبب عدم تواصلهم وصعوبة التواصل الاجتماعي اللفظي والبصري، وبين: ( واجهت صعوبات في الواقع في تدريب هذه الفئة وكثيرا من الوقت والجهد حتى إنني كنت أستغل حصص الفراغ في التدريب والتعليم حتى وصلت بهم إلى مرحلة أصبحوا يرتدون فيها الزي الكشفي بطريقة فنية دون الاستعانة بأحد وكأنهم طلاب أسوياء، ولا أخفيك بأننا كإدارة المعهد والزملاء المعلمين وأولياء الأمور كنا سعداء جدا بالتوصل إلى هذه النتيجة التي نعتبرها رائعة ) .
وأوضح الشنبري: «أن الفريق مكون من ستة طلاب وباقي الطلاب هم من الإعاقة العقلية، وبالنسبة لطلاب التوحد هم أول فرقة كشفية، ليس على مستوى المملكة فقط بل على مستوى الدول العربية جميعها ) وبالنسبة لطلاب التوحد ــ والحديث لايزال للشنبري ــ ( منذ استحداث البرنامج وأنا معهم معلم تدريبات سلوكية وتربية رياضية، ثم توليت القيادة الكشفية في المعهد منذ سنة، وتمكنت خلالها من تكوين هذا الفريق، ومن الملاحظ أنهم من أكثر الطلاب التزاما بالزي الكشفي، وهم يمارسون مهام تنظيم طلاب المعهد صباحا والوقوف على البوابات بطريقة منظمة ) .
سألنا المعلم الشنبري عما إذا كانت الأنظمة الكشفية تحوي لوائح خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، أجاب ( نعم، في الأنظمة الكشفية هناك لوائح تختص بذوي الاحتياجات الخاصة تهتم بالنسبة لأعمارهم وإمكانياتهم في مختلف المجالات ومن حيث الإنجاز من عدمه ) ، مشيرا إلى أنه يعتبر ما تحقق حتى الآن بداية جدا قوية في هذا الاتجاه، خصوصا أن ذوي الاحتياجات الخاصة حققوا إنجازات كثيرة في المجال الرياضي محققين ميداليات ذهبية في عدة بطولات) ، مؤكدا ( أن طلاب المعهد حققوا ميداليات ذهبية في أكثر من بطولة خصوصا في بطولة طلاب التوحد في عيون الرياضة في العاصمة الرياض) .
ويؤكد الشنبري في نهاية حديثه: ( فتحوا لي مجالات لم أتصور الارتقاء لها، وأقول هذا الكلام للمصداقية، ونحن كمعلمين ومسؤولين نعمل نحو هذه الفئات دون مقابل، وهم يؤثرون في مسارنا الاجتماعي وفي حياتنا بشكل عام، حيث نتأخر عن منازلنا ونبقى معهم معظم الوقت في أنشطة ومسابقات، وأحيانا نقضي معهم أياما كاملة في المعهد، وهم فئة كلما اقتربت منهم فإنك تحبهم أكثر)، وختم قائلا: (أتمنى إنشاء ناد رياضي خاص بهذه الفئات لأنهم بعد سن 18 سنة يغادرون المعهد ولا يكون لهم مكان يمارسون فيه نشاطاتهم وهوايتهم).