نتائج مهمة تكشفها دراسة تعد الأولى من نوعها على مستوى المجتمع
الباحثة نورة العنزي: 47.7% من المرشدين الأسريين في المملكة غير متخصصين و78.5% منهم غير متفرغين
تقرير - هيام المفلح
كشفت دراسة حديثة أن 47.7% من المرشدين الأسريين العاملين في مراكز الإرشاد والاستشارات الأسرية في المملكة (غير متخصصين)، وأن 4.6% منهم تنوعت مؤهلاتهم العلمية مابين (متوسط، معهد المعلمات، ولا يحمل مؤهل علمي) من إجمالي أفراد الدراسة.. كما اتضح أن 78.5% من المرشدين الأسريين طبيعة عملهم (غير متفرغين)!
ورد هذا ضمن نتائج بحث علمي، هو الأول من نوعه على مستوى المجتمع السعودي، قامت به الباحثة نورة بنت صياح مناور العنزي من كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لدراسة "تطبيق المرشدين الأسريين لأساليب الممارسة المهنية في التعامل مع المشكلات الأسرية"، كدراسة تقويمية طبقتها على مراكز الإرشاد الأسري في المملكة ونالت بها منذ أيام درجة الماجستير بتقدير ممتاز، وقد اختتمتها الباحثة بوضع تصور مقترح لتفعيل الإرشاد الأسري في المراكز الأسرية في المملكة، والتي عملت بها بعض المراكز، كما وضعت نماذج للعمل مع الأسرة.
نتائج.. إحصائية
كشفت الدراسة عن نتائج أخرى أوضحت أن 76.9% من المرشدين الأسريين ذكور، في حين أن 23.1% منهم إناث. وكان 49.2% من المرشدين الأسريين مؤهلهم العلمي بكالوريوس، مقابل 24.6% منهم مؤهلهم العلمي ماجستير، بينما 21.5% منهم مؤهلهم العلمي دكتوراه من إجمالي أفراد الدراسة.
كما تبين أن 47.7% من المرشدين الأسريين غير متخصصين (حيث تنوعت تخصصاتهم مابين شريعة، أصول دين، لغة عربية، زراعة، انجليزي، فقه مقارن، تربية خاصة، عقيدة، القرآن وعلومه، إدارة تربوية، علوم، آداب، وتعليم عام) ومن ليس لهم تخصصات (لا يحملون مؤهلات)!.. في حين أن 20.0% منهم تخصصهم العلمي كان خدمة اجتماعية، بينما 16.9% منهم تخصصهم العلمي علم نفس، و15.4% منهم تخصصهم علم اجتماع من إجمالي أفراد الدراسة.
وكان 78.5% من المرشدين الأسريين (غير متفرغين) في حين أن 21.5% منهم طبيعة عملهم متفرغون (مما يؤثر على فعالية عملهم المهني، فلا يستطيعون التعامل مع المشكلات الأسرية بالكفاءة المطلوبة نظراً لأنها متشابكة ومعقدة ومتداخلة الأطراف والجهات وبحاجة لقدرات ذهنية وعقلية صافية للتعامل معها).
أما من ناحية توزع المرشدين فقد اتضح أن38.5% من المرشدين الأسريين يعملون بمركز التنمية الأسرية في الإحساء، في حين أن 26.2% منهم يعملون بوحدة الإرشاد الاجتماعي بالرياض، مقابل 21.5% منهم يعملون بمركز المودة الاجتماعي بجدة، و13.8% منهم يعملون بالمركز الخيري للإرشاد والاستشارات الأسرية بالرياض من إجمالي أفراد الدراسة، وبالنسبة للتعيين فقد كان 80.0% من المرشدين الأسريين تم تعينهم عن طريق المركز مباشرة، في حين أن 20.0% منهم تم تعينهم عن طريق وزارة الشؤون الاجتماعية (وهذا يدل على عدم وجود دور بارز لوزارة الشؤون الاجتماعية باعتبارها جهة مشرفة)!
وكانت فترة عمل المرشدين الأسريين مسائية بنسبة 78.5%، في حين أن10.8% منهم فترة عملهم صباحية، مقابل 10.8% منهم يعملون لفترتين (وهذا يتعارض مع حقوق العملاء في الحصول على الخدمة المطلوبة وتقلل من إمكانية استفادة الأسر من خدمات مركز الإرشاد كون هذه المشكلات ليس لها وقت معين).
ومن جهة الخبرات والدورات فقد كشفت الدراسة أن 40.0% من المرشدين الأسريين عدد سنوات خبرتهم في مجال الإرشاد الأسري من(3- 6) سنوات، في حين أن 36.9% منهم عدد سنوات خبرتهم أقل من 3سنوات، مقابل 10.8% منهم عدد سنوات خبرتهم من ( 6- 9) سنوات، و7.7% منهم عدد سنوات خبرتهم في مجال الإرشاد الأسري من 12سنة فأكثر من إجمالي أفراد الدراسة، و4.6%منهم عدد سنوات خبرتهم في مجال الإرشاد الأسري من ( 9- 12) سنة.
كما اتضح أن 55.4% من المرشدين الأسريين تلقوا دورات تدريبية في مجال عملهم، وهذا يدل على حرص بعض مراكز الإرشاد الأسري على تأهيل المهنيين ليتمكنوا من التعامل مع المشكلات الأسرية، في حين أن 44.6% منهم لم يتلقوا دورات تدريبيه في الإرشاد الأسري، وبلغت نسبة 38.9% من المرشدين الأسريين عدد دوراتهم التدريبية (ثلاث دورات فأكثر)، في حين أن 33.3% منهم بلغت عدد دوراتهم التدريبية دورة تدريبية واحدة، بينما 27.8% منهم بلغت عدد دوراتهم التدريبية دورتين تدريبيتين من إجمالي أفراد الدراسة. كما اتضح أن 46.2% من هؤلاء المرشدين ليس لديهم علم بتطبيق مركزهم برنامجاً تقويمياً حول مستوى الخدمات أم لم يطبق، وقد يدل ذلك لعدم إشراكهم في العمليات التقويمية بسبب عدم تواجدهم بصفة مستمرة في المركز، في حين أن 27.7% منهم لم تطبق مراكزهم برنامجاً تقويمياً حول مستوى الخدمات ومقابل 26.2% منهم طبق مركزهم برنامجاً تقويمياً حول مستوى الخدمات.
واتضح كذلك أن 40.0% من المرشدين الأسريين تتراوح عدد الحالات التي يستقبلونها أسبوعياً من 8إلى أقل من 15حالة، في حين أن 33.8% منهم بلغت عدد الحالات التي يستقبلونها أسبوعياً أقل من 8حالات، مقابل أن 26.2% منهم بلغت عدد الحالات التي يستقبلونها أسبوعياً 15حالة فأكثر، وهذا يدل على زيادة وعي المجتمع السعودي بالدور التي تقدمه مراكز الإرشاد الأسري، وتؤكد الباحثة أن عدد مراكز الإرشاد وإمكانياتها تتعارض مع الزيادة في عدد الحالات التي تستقبلها. وقد تبين أن 53.8% من المرشدين الأسريين بلغت عدد حالات المتابعة لديهم أسبوعياً من حالة إلى أقل من خمس حالات، في حين أن32.3% منهم بلغت عدد حالات المتابعة لديهم أسبوعياً خمس حالات فأكثر، مقابل 13.8% منهم لا توجد لديهم حالات متابعة أسبوعياً.
أهم المشاكل الأسرية
ومن ناحية أخرى أظهرت الدراسة محوراً مهماً آخر حيث رتبت أكثر المشاكل الأسرية شيوعاً في التعامل معها عبر هذه المراكز، فقد تبين أن المشكلات الزوجية احتلت المرتبة الأولى بمتوسط 2.82، وكان هناك تسعة مشكلات أسرية يتم التعامل معها تعاملاً متوسطاً وهي مشكلات (الطفولة، إدمان زوج أو زوجة) وكانت بمتوسط 2.11، أما المشكلات الأخلاقية فكانت بمتوسط 2.11، والمشكلات النفسية بمتوسط 2.09، ومشكلات الطلاق بمتوسط 2.09، ومشكلات العنف الأسري بمتوسط 2.09، ومشكلات المراهقة بمتوسط 2.08، وكانت استجابات المبحوثين تشير إلى أن ابرز المشكلات الزوجية المتعلقة بالأبناء كانت (عدم الاتفاق على أسلوب تربية الأبناء) مما ينتج عنه مراهقة غير سليمة مستقبلاً.
وجاء مستوى التعامل ضعيف جدا مع مشكلات جنوح الأحداث، ومشكلات جنوح الفتيات لأن مثل هذه الحالات - غالباً - لا تحال للإرشاد الأسري وتتعامل معها الجهات الأمنية في المجتمع من قبل (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) وهم غير متخصصين ويتعاملون مع هذا النوع من القضايا بأنها أمنية وغير اجتماعية، وهذا بدوره أدى لحدوث الكثير من المشكلات والانعكاسات السلبية على الجانحين وأسرهم.
وقد أوضحت الدراسة أن هناك مشكلتان لا يتم التعامل معهما وهما مشكلة حضانة الأطفال بمتوسط 1.58والمشاكل القانونية بمتوسط 1.43وقد تفسر الباحثة سبب عدم تعامل المرشدين مع هاتين المشكلتين أنه غالباً ما يتعامل معها القضاء ولا يتدخل المرشدون الأسريون بهذا النوع من المشكلات بسبب المعوقات الوظيفية والاجتماعية التي تفرض عليهم عدم العمل خارج نطاق المركز.
نتائج الممارسة المهنية
ومن نتائج الدراسة بالنسبة للممارسة المهنية تبين أن المرشدين الأسريين متفقون على ممارسة سبعة أدوار مهنية عند التعامل مع المشكلات الأسرية أبرزها تتمثل في دور (المعلم) كما يتضح أن المرشدين الأسريين متفقون على عدم ممارستهم لدورين مهنيين عند التعامل مع المشكلات الأسرية تتمثل بدور (المدافع) ثم دور (المدير). كما تبين أن المرشدين الأسريين متفقون على تطبيق 14مهارة من المهارات المهنية يمارسونها عند التعامل مع المشكلات الأسرية أبرزها تتمثل في (مهارة المشاركة الوجدانية، المهارة في استخدام الأسئلة، مهارة التركيز، مهارة الملخصات التفسيرية، مهارة النتائج المنطقية). واتضح أنهم متفقون على عدم ممارسة مهارة واحدة عند تعاملهم مع المشكلات الأسرية تتمثل فيه مهارة (الملاحظة)، وتفسر الباحثة عدم ممارسة هذه المهارة بكون اغلب مراكز الإرشاد الأسري لا تتعامل مع الحالات بشكل مباشر.
ومن خلال هذه النتائج تبين أيضاً أن المرشدين الأسريين ملتزمون بخمس عشرة قيمة أخلاقية عند تعاملهم مع المشكلات الأسرية أبرزها) الالتزام بالسلوكيات المهنية في التعامل مع العملاء - الالتزام بالقيمة الأخلاقية في التعامل العملي).
كما تبين أن المرشدين الأسريين يطبقون عدة أساليب علاجية هي بالترتيب (الإفراغ الوجداني - كبح القلق- تكوين البصيرة- السلوك المخطط - المبادرة) وأحياناً يطبق المرشدون أربعة أساليب علاجية عند تعاملهم مع المشكلات الأسرية هي(التدعيم- زيادة درجة السماح- تعديل التوقعات- السلطة المهنية). وعلى الرغم من عدم تخصص بعض المرشدين الأسريين في مهنة الخدمة الاجتماعية إلا أنهم يستخدمون أغلب أساليب الممارسة المهنية للممارسين المهنيين مثل (الأدوار - المهارات - القيم الأخلاقية - الأساليب العلاجية) وتُرجع الباحثة ذلك إلى حصولهم على دورات تدريبية في الإرشاد الاجتماعي، وتدريبيهم من قبل أخصائيين اجتماعيين متخصصين في الخدمة الاجتماعية طول مدة عملهم بالمركز.