بعض المتغيرات المعرفية واللامعرفية لدى التلاميذ ذوي صعوبات التعلم والعاديين
رسالة مقدمة من الطالب
طارق محمد عبد النبي علي عامر
طالب منحة دراسية بقسم علم النفس التربوي
للحصول علي درجة الماجستير في التربية
تخصص " علم نفس تربوي "
ملخص الدراسة
مقدمة
تعد الحلقة الأولى من التعليم الأساسي من أهم حلقات السلم التعليمي لما يتم بها من تنمية للمهارات الأساسية التي تمكن الطفل من تحصيل المعرفة ، التنمية الشاملة ، اكتساب العادات السلوكية و المبادئ اللازمة لتحقيق النمو و التكوين كإنسان .
ولعل الفصل بين خصائص التنظيم العقلي المعرفي من جانب و التنظيم الانفعالي من جانب آخر لم يعد أمرا مقبولا ، فالشخصية وحدة كلية لا تتجزأ ، و لقد اثبت الدراسات و البحوث السيكولوجية أن مستوي الدافعية يؤثر أما سلبيا أو إيجابيا علي مستويات الأداء في مختلف المجالات.
أهمية الدراسة
تبدو أهمية الدراسة الحالية فيما يلي : -
أن ظاهرة صعوبات التعلم من أهم الظواهر التي لاقت اهتماماً كبيراً من الباحثين ، فالتلاميذ ذوو صعوبات التعلم يمثلون نسبة ليست بقليلة في مجتمع تلاميذ المراحل التعليمية المختلفة ، وتتزايد من وقت لآخر ، كما أن نسبة انتشارها أكبر من نسبة انتشار أي فئة من الفئات الخاصة الأخرى .
مساعدة المتخصصين في مجال التربية الخاصة على معرفة بعض الخصائص (المعرفية واللامعرفية) المميزة للتلاميذ ذوي صعوبات التعلم ، فضلاً عن تقديم مجموعة من المقترحات والتوصيات والتطبيقات التربوية لآباء ومعلمي هؤلاء التلاميذ مما قد تساعدهم في عملية اكتشاف حالات صعوبات التعلم التي قد تسهم في عملية إعداد وتقديم البرامج (والعلاجية – والتدريسية – والوقائية – والترفيهية …الخ) المناسبة لهم .
أن أداء التلاميذ ذوي صعوبات التعلم يتضمن الجانب الانفعالي والعقلي ، ولذلك فإن الفصل بين خصائص التنظيم العقلي المعرفي من جانب والتنظيم الانفعالي من جانب آخر لم يعد أمراً مقبولاً ، فالشخصية وحدة كلية لا تتجزأ ، ولقد أثبت الدراسات والبحوث السيكولوجية أن مستوي الدافعية يؤثر إما سلباً أو إيجاباً على مستويات الأداء في مختلف المجالات .
أن الأساليب المعرفية تفيد في تفسير السلوك الإنساني ، بالإضافة لفهم الأنشطة العقلية التي يمارسها الفرد في معظم مواقف حياته ، ومعرفة الأسس العلمية التي تكمن خلف أداء الأفراد في المواقف الحياتية المختلفة ، والتي يمكن الحكم عليها من خلال أخطاء الأداء وزمن كمون الاستجابة .
أن هناك اتفاق يكاد يكون عاماً بين معظم العلماء في أن مفتاح النجاح والسعادة في الحياة يكمن في تكوين صورة موجبة عن الذات ، وأن أغلب نتائج الفشل في التعلم تنجم عن تكون ونمو مفهوم- ذات أكاديمي سالب .
ندرة الدراسات والبحوث العربية التي تناولت تلك المتغيرات المعرفية (مفهوم- الذات الأكاديمي ، أخطاء الأداء وزمن كمون الاستجابة) والمتغيرات اللامعرفية (الكفاءة الاجتماعية ، العزو السببي للنجاح والفشل ، الإدراك الذاتي لصعوبة التعلم) لدى التلاميذ ذوو صعوبات التعلم ، وقد تصل في بعض هذه المتغيرات إلى انعدامها
التعرف على إعزاءات التلاميذ السببية والمتعلقة بنجاحهم أو فشلهم ، في المواقف والأحداث الأكاديمية والتي من شأنها مساعدتهم في تفسير ما يدور في أذهانهم من اعتقادات سلبية تؤدي بهم إلى الاضطرابات النفسية بأشكالها المختلفة والتي تؤثر سلباً وتعوق أدائهم في الامتحانات ، مما قد يؤثر على إنجازهم وتحصيلهم وتكيفهم الدراسي .
أننا نعيش في إطار مجتمع يتشكل من أفراد تربطهم علاقات ، وهذه العلاقات تحتاج إلى تدعيم وتقوية وتواصل مما يدفعنا إلى البحث عن الفرد الكفء اجتماعياً ، فالكفاءة الاجتماعية من أهم العوامل التي تؤدي إلى النجاح الاجتماعي والتكيف السليم وتحقيق التوافق .
الإدراك الذاتي الذي يختلف من فرد لآخر بالنسبة للعاديين فما شأنه بالنسبة لغير العاديين !.
مشكلة الدراسة
تعد العوامل الوجدانية والدافعية من أهم العوامل التي تقف خلف ظاهرة صعوبات التعلم ، وتلك العوامل تتسم بقابليتها للتعديل ، ومن ثم يركز عليها المتخصصون عند مواجهتهم لهذه المشكلة . كما تمثل صعوبة التعلم منطقة قلق في الحيز النفسي للتلميذ تتراكم حولها المشكلات الانفعالية والاجتماعية والمشاعر السلبية . فضلاً عن أن هناك اهتمام من قبل المجتمعات الحديثة بالتلاميذ ذوي صعوبات التعلم في المراحل الأولى من التعلم ، وخاصة المرحلة الابتدائية التي تعتني بها الدول المتقدمة عناية خاصة وتعمل على تأهيل هذه المرحلة وفق أحدث أساليب التأهيل .
وتعد القراءة لغة التعلم اللفظي وغير اللفظي ، كما أنها مفتاح النجاح في المجالات الأكاديمية ، ونشاط أساسي في تعلم المواد الدراسية الأخرى ، أما الرياضيات فهي لغة رمزية عالمية شاملة لكل الثقافات والحضارات ، كما أنها لغة تواصل وتعايش الإنسان . فالصعوبة في أي منهم يعد معوقاً للتعلم .
وينظر التلاميذ ذوو صعوبات التعلم إلى أنفسهم على أنهم منخفضوا الكفاءة في المجالات التي تتطلب استخدام القدرة العامة ، والمهارات الأكاديمية الخاصة ، والسلوك والقبول الاجتماعي ، ولديهم أداء دراسي متدني نظراً لعدم امتلاكهم مفاهيم ذات أكاديمية سليمة ، وأنهم ليس لهم أدني ذنب في نواحي فشلهم ، إذ ترجع إلي عوامل أخري تخرج عن محيطهم الذاتي ، وقد يترتب على ذلك انخفاض إدراكهم لذواتهم .
فضلاً عن أن التلاميذ ذوي صعوبات التعلم يفشلون في تتبع المهام التي يوكلون بأدائها . مما قد يقودهم إلى الفشل فيها .
وفي هذا الصدد تشير نصرة جلجل (1995) أن التلاميذ ذوي صعوبات التعلم يعانون من تدني في مفهوم- الذات والذي قد يلعب دوراً واضحاً في التأثير على نجاحهم أو فشلهم الناجم عن ذلك التدني في مفهوم- الذات .
(نصرة جلجل ، 1995 ، 75)
و تحاول الدراسة الحالية الإجابة عن التساؤلات الآتية :-
1 ما اثر كل من طبيعة العينة والجنس وتفاعلاتهما على بعض المتغيرات المعرفية (مفهوم- الذات الأكاديمي ، أخطاء الأداء وزمن كمون الاستجابة) لدى تلاميذ الصف الرابع الابتدائي .
2 ما اثر كل من طبيعة العينة والجنس وتفاعلاتهما على بعض المتغيرات اللامعرفية (الكفاءة الاجتماعية ، عزو النجاح والفشل الدراسي ، الإدراك الذاتي لصعوبة التعلم) لدى تلاميذ الصف الرابع الابتدائي .
أهداف الدراسة
تتبلور أهداف الدراسة الحالية في محورين :-
أ) - الأهداف النظرية : -
1. الكشف عن بعض الخصائص المعرفية التي تميز التلاميذ ذوو صعوبات التعلم في القراءة والرياضيات عن أقرانهم العاديين .
2. الكشف عن بعض الخصائص اللامعرفية التي تميز التلاميذ ذوو صعوبات التعلم في القراءة والرياضيات عن أقرانهم العاديين .
ب) - الأهداف التطبيقية 0 : -
1. توعية المعلمين والآباء بأهمية التدخل والاكتشاف المبكر لحالات صعوبات التعلم ، فضلاً عن تمييزها عن المفاهيم المرتبطة بها " كالتأخر الدراسي - التأخر العقلي - بطئ التعلم - مشكلات التعلم) .
2. تقديم توصيات ومقترحات تمكن المعلمين والتربويين ومخططي برامج التربية الخاصة الموجهة للتلاميذ ذوي صعوبات التعلم من الاستفادة منها في عملية اكتشاف التلاميذ ذوو صعوبات التعلم ، ومن ثَم في تصميم برامج جديدة تتلاءم مع طبيعة هؤلاء التلاميذ .
مصطلحات الدراسة
1- صعوبات التعلم
أ - صعوبات التعلم في القراءة
ب-صعوبات التعلم في الرياضيات 2- المتغيرات المعرفية
أ - زمن كمون الاستجابة
ب - أخطاء الأداء
ج - مفهوم الذات الأكاديمي 3- المتغيرات اللامعرفية
أ - العزو السببي للنجاح و الفشل
ب - الكفاءة الاجتماعية
ج - الإدراك الذاتي لصعوبة التعلم
فروض الدراسة
بعد عرض الباحث للدراسات والبحوث السابقة وجد أنه من الضروري صياغة فروض الدراسة الحالية وهي كما يلي :-
1. يؤثر كل من نوع العينة والنوع وتفاعلاتهما على مفهوم- الذات الأكاديمي لدى تلاميذ الصف الرابع الابتدائي .
2. يؤثر كل من نوع العينة والنوع وتفاعلاتهما على أخطاء الأداء وزمن كمون الاستجابة لدى تلاميذ الصف الرابع الابتدائي .
3. يؤثر كل من نوع العينة والنوع وتفاعلاتهما على الكفاءة الاجتماعية لدى تلاميذ الصف الرابع الابتدائي .
4. يؤثر كل من نوع العينة والنوع وتفاعلاتهما علي عزو النجاح والفشل الدراسي لدى تلاميذ الصف الرابع الابتدائي .
5. يؤثر كل من نوع العينة والنوع وتفاعلاتهما علي الإدراك الذاتي لصعوبة التعلم لدى تلاميذ الصف الرابع الابتدائي .
حدود الدراسة :
تتحدد الدراسة الحالية بالحدود التالية :-
العينة : حيث تضم الدراسة الحالية عينة مقدارها 48 من ذوي صعوبات التعلم ، 27 من التلاميذ العاديين بدون صعوبات تعلم من تلاميذ الصف الرابع الابتدائي بمتوسط عمري 9.11 سنة و انحراف معياري مقداره 0.334 تقريباﹰ من عينة مبدئية قوامها 930 تلميذاﹰ و تلميذة .
الزمان : في الفترة من 18/9 / 2004 حتى 18/12 / 2004 .
المكان : من 24 فصل من اثنتا عشر مدرسة من المدارس الحكومية التابعة لإدارة كفر الشيخ التعليمية في العام الدراسي 2004 / 2005 م .
الأدوات :
[1] اختبـار القـدرة العقـلية (9 – 11 ) .
[2] اختبـار المسـح النيورولوجي السريـع
[3] مقياس تقدير سلوك التلميذ .
[4] قـائمة ملاحـظة سلـوك الطفـل .
[5] اختبـار تـزاوج الأشكـال المألوفـة .
[6] اختبـار تشخيص صعوبات التعلم في الرياضيات . [7] اختبار تشخيص صعوبات التعلم في القراءة
[8] مقياس الكفاءة الاجتماعية .
[9] مقياس إدراك القدرة للطلاب .
[10] مقياس العزو السببي للنجاح و الفشل
[11] مقياس الإدراك الذاتي لصعوبة التعلم .
[12] مقياس المستوي الاجتماعي الثقافي الاقتصادي .
الأساليب الإحصائية :
1- مقاييس النزعة المركزية والتشتت والارتباط
2- اختبار تحليل التباين الأحادي . 3- اختبار تحليل التباين الثنائي.
4- اختبار " شيفية " .
نتائج الدراسة :
وقد أسفرت نتائج الدراسة الحالية عن النتائج التالية :
1- وجود تأثير دال لنوع المجموعة ( مجموعة التلاميذ العاديين ، مجموعة التلاميذ ذوي صعوبات التعلم في الرياضيات ، مجموعة التلاميذ ذوي صعوبات القراءة ) بالنسبة لمفهوم الذات الأكاديمي و مكوناته عند مستوي 0.01 ، بينما لم يكن هناك تأثير دال لنوع الجنس و كذلك التفاعل بينهم .
2- عدم وجود تأثير دال بالنسبة لنوع المجموعة و نوع الجنس و التفاعل بينهما بالنسبة لأخطاء الأداء ، وجود تأثير دال بالنسبة لنوع المجموعة بالنسبة لزمن كمون الاستجابة ، بينما لم يكن هناك تأثير دال بالنسبة لنوع الجنس و التفاعل بينهم .
3- وجود تأثير دال بالنسبة لنوع المجموعة بالنسبة للكفاءة الاجتماعية في بعض أبعادها " توجيه الخدمة ، القدرات الجماعية ، القيادة ، الدرجة الكلية " عند مستوي 0.01 ، و لبعد التأثير عند مستوي 0.05 ، ولبعدي المشاركة و التعاون ، بناء الروابط عند مستوي 0.05 ، بينما لم يكن هناك تأثير دال في باقي الأبعاد " فهم الآخرين ، التواصل ، عامل التغيير " ، ولم يظهر كذلك تأثير دال بالنسبة لنوع الجنس و كذلك التفاعل بينهم
4- وجود تأثير دال بالنسبة لنوع المجموعة بالنسبة لأبعاد العزو السببي للنجاح و الفشل عند مستوي دلالة 0.01 ، ولم يكن هناك تأثير دال بالنسبة لنوع الجنس و كذلك التفاعل بينهم ، فالتلاميذ العاديين يعزون نجاحهم أو فشلهم إلي الجهد و القدرة ، بينما يعزو التلاميذ ذوي صعوبات التعلم النوعية نجاحهم أو فشلهم إلي سهولة المهمة ، الحظ ، مساعدة الآخرين .
5- وجود تأثير دال بالنسبة لنوع المجموعة في الإدراك الذاتي لصعوبة التعلم عند مستوي 0.01 بينما لم يكن هناك تأثير دال بالنسبة لنوع الجنس و كذلك التفاعل بينهم .