التوحد يتوغل بقوة خاصة في المملكة العربية السعودية

[الصحفي الطائر]

 

التوحد يتوغل بقوة خاصة في المملكة العربية السعودية
اكتشاف نسب إصابات عالية بـ «التوحد» في المملكة خلال السنوات الماضية.

جريدة دار الحياة السعودية بتاريخ 7/4/2010

حذر خبير في التربية الخاصة جمال عبد الناصر الجندى، من تنامي نسبة الإصابة بمرض «التوحد»، «بشكل كبير»،موضحاً أنه انتشر في الآونة الأخيرة، «بصورة مخيفة، ومن دون معايير واضحة». وشددخبير التربية الخاصة وتعديل سلوك الأطفال التوحديين في مجمع شموع الأمل للتربيةالخاصة والتأهيل في الدمام الدكتور جمال عبد الناصر، على الدور الذي يلعبه الغذاءالذي يتناوله الأطفال في انتشار هذا المرض.
وأشار جمال عبد الناصر، في تصريح لـ «الحياة»، بمناسبة اليوم العالمي للتوحد، الذييصادف الثاني من نيسان (أبريل) الجاري، إلى دراسة كشفت مدى تأثير كل من القمحومنتجاته، والحليب ومشتقاته في الإصابة في مرض التوحد. وعزا السبب إلى «تحسسالمعدة، لدى البعض تجاه هذين العنصرين الغذائيين، ما يؤدي بالتالي إلى توقف عمليةالنمو العقلي، والإدراك، والتواصل اللغوي»، مؤكداً أن «الغذاء يشكل عاملاً أساسياًفي الإصابة بالتوحد». ونوه إلى طرحه برنامجاً غذائياً، يعالج من خلاله التوحد فيكتاب جديد له قيد الطبع».يحمل عنوان :التوحد بين إرهصات الواقع وحيرة الأمهات...فنيات علاجية وسلوكية . الذى وضع فيه كيفية تطبيق الحمية الغذائية التى من شأنها أن تساعد الأطفال التوحديين على التواصل اللغوى وتحسين مهارات السلوكيات غير المرغوبة والمتمثلة فى الحركة الذائدة ورفرفة اليدين
ودعا جمال عبد الناصر إلى تفعيل دور الإرشاد الأسرى فى مراكز الإعاقة لما له من دور بناء فى مساعدة الأسر على تخطى الأزمات النفسية بمجرد إكتشاف الإعاقة ، وقد قام د /جمال عبد الناصر بمساعدة الأسر فى كيفية تعديل سلوك أطفالهن المصابين بالتوحد وكانت النتائج تفوق التصور فى تحسن سلوك الأطفال المصابون بالتوحد واكسب الأمهات فنيات التواصل اللغوى والاجتماعى من خلال ورش عمل أقيمت خصيصا لتنمية التواصل اللغوى لدى أطفال التوحد .
دعا جميع مراكز التوحد إلى «تبني نظام العلاج الوقائي الثلاثي، الذي يشترك فيهكل من المنزل، والمدرسة والمجتمع»، لافتاً إلى إهمال بعض الأهالي علاج أولادهم. وذكر أن «التوحد حديث في المملكة، وأن أول جمعية أنشئت له في جدة لم يمض على إنشائها 18 عاماً. وقبل ربع قرن، لم يكن التوحد معروفاً على الصعيد المحلي»، مشدداً علىالحاجة إلى الاهتمام الطبي به». وتساءل عن دور الأطباء في «البحث العلمي، وهيئةالبحوث،والتى ينفق عليها الأموال وتخصص لها البنود المالية المفتوحة بدون حد أقصى وخاصة أن معظم الأمراض تم اكتشاف علاج لها، عدا هذا المرض». الذي عرفه بأنه «اضطراب في النمو، وفي قدرات الطفل العقلية»، مشدداً على أهمية «اكتشافه في سنمُبكرة». واعتبر انعزال الأمهات عن المجتمع سواء بالعمل أو ترك الطفل مع الخدمات طوال الوقت دون بناء حوار لغوى يساعد على تنمية التواصل الاجتماعى والكلامى وهمها«أحد أسباب الإصابة بالتوحد، إذ يبقىالطفل يُشاهد التلفاز لمدة تصل إلى خمس ساعات في اليوم، بصورة نمطية، تنعكس فيذاكرته، ومن ثم يحاكيها»، مشيراً إلى سبب آخر، هو «فقدان عاطفة الأمومة، إضافة إلىالمشكلات التي تحدث بين الوالدين، وانشغالهما، وإصابة الأم أثناء الحمل ببعضالأمراض، ومنها الحصبة الألمانية، والنكاف، والتطعيم الثلاثي للأطفال»، منوهاً إلىمنع هذا النوع من التطعيمات في بريطانيا،وأمريكا وحاليا جارى رفع القضايا فى وأمريكا على الشركات المنتجة للقاحات التى يطعم بها الأطفال حيث تحتوى نسبة من الزئبق وهى ربما تكون سببا فى إصابة الأطفال بالتوحد حيث أن قدرة الطفل على التخلص من السموم تكون ضعيفة وهذا بناء على إثر دراسة أكدت ارتباطه في مرض التوحد». وناشد عبد الناصر، المجتمع بالاهتمام بـ «زيادة الوعي بخطورة التوحد»، معرباً عنأسفه لأن «الإصابة بالتوحد لم تعد حصراً على الأطفال في سن سنتين ونصف السنة إلىخمس سنوات، بل أخذ يظهر أيضاً لدى الأطفال في سن 8 إلى 10 سنوات، نتيجة تعرضهم إلىصدمة نفسية، أو عصبية، تؤدي إلى ظهور أولى علامات التوحد، وهي الانزواء عن الآخرين،والتقوقع حول الذات، ومن ثم تبدأ اللغة في التلاشي تدريجياً». وشبه أعراض التوحد بـ «إدمان المخدرات»، ناصحاً الأمهات بـ «الخضوع إلى جلسات توعية قبل عملية الحملوأثنائه، وذلك لمعرفة طرق الوقاية منه»، مشيراً إلى نجاح أمهات في الغرب في علاجأطفالهن من خلال «إتباع حمية غذائية».
وقال: «جربت برنامج الحمية الغذائية، الذي تستغرق مدته 16 أسبوعاً، على أربعة منالمصابين، ولمست نجاحاً، وأن نسبة التحسن بعد أسبوعين من إتباع البرنامج، وصلت إلى 10 في المئة»، منتقداً «عدم توافر برامج خاصة بالمصابين بالتوحد، في السعودية». كماانتقد «افتقار معلمي ومعلمات هذه الفئة إلى الخبرات التعليمية، والتدريب، واكتفائهمبأخذ دبلوم تربية خاصة،أو دورة توحد، ما يتسبب في زيادة بعض الحالات سوءاً»،مطالباً بـ «إلمامهم أولاً في سلوكيات الطفل الطبيعي، ومن ثم التوحدي، ليمكنهم بعدذلك التمكن من علاجه.
»كذلك نوه إلى دور الملوثات» حيث أنهاتساعد على زيادة أعداد المصابين فيالخليج وخاصة فى تناول الأسماك الملوثة نتيجة تلوث البحر ببقع الزيت النفطى وحذر من تناول الأمهات تناول السماك بصفة مستمرة
وصف خبير التربية الخاصة الدكتور جمال عبد الناصر، «التوحد» بأنه «درجة من درجات مرض الزهايمر». كما وصفه بـ «الإعاقة الغامضة». وأكد انتشاره بشكل كبير في الـ10 أعوام الأخيرة، بخاصة في المملكة ودول الخليج. وعزا السبب إلى «حرب الخليج، والتلوث الكيماوي الذي حدث جرائها، وزراعة الأراضي المُلوثة»، مشيراً إلى ارتفاع نسبة الإعاقة في الكويت، ووجود إعاقات مزدوجة. وذكر أن مجمع شموع الأمل «يحوي نحو 25 مصاباً بالتوحد، و35 مصابة»، لافتاً إلى أن الطفل التوحدي «يحتاج من الأم مجهوداً يعادل 10 أطفال أصحاء»، مؤكداً «إمكانية الشفاء الكامل منه». واستشهد بتمكنه من علاج طفل في الإمارات، بعد إصابته بالتوحد، نتيجة صدمة نفسية ألمت به بعد سقوطه من مكان مُرتفع». وأشار إلى أن على النساء الحوامل «توقي إصابة أطفالهن بالمرض، من طريق تجنب تناول الطعام خارج المنزل، وعدم الإكثار من شرب المشروبات الغازية، وتجنب الإشعاعات، وعدم مخالطة المرضى، والابتعاد عن الأماكن الرطبة، والمزدحمة، والذهاب مُبكراً إلى المستشفى في حال الولادة ونؤكد على أهمية الكشف المبكر للوليد بمجرد خروجه للحياة إذ أن الكشف المبكر يقلل من فرص إعاقة الطفل ومن شأنها أن تحسن من أداء الطفل فى النمو فيما بعد ، كذلك ننصح الأمهات بعدم الاعتماد على نظام غذائي واحد لطفل فى المراحل المبكرة له .