التأهيل المهني للمعوقين : Vocational Rehabilitation
يعتبر التأهيل المهني من المراحل المهمة في عملية التأهيل الشاملة. وقبل الخوض في أية تفاصيل عن هذا الموضوع لابد من الإشارة إلى التقدير الخاطئ لأهمية التأهيل المهني للمعوقين والذي يمارس وللأسف الشديد في العديد بل في معظم الدول العربية، حيث أن التأهيل المهني يعني في الكثير من الدول العربية الاختيار الوحيد أمام معظم فئات المعوقين. ويعود ذلك إلى الاتجاهات السلبية والتوقعات المتدنية حول قدرات المعوقين التعليمية التي تميل في الغالب إلى اعتبار المعوقين غير قادرين على الاستمرار في عملية التعليم، غير أن بعض الدول أدركت أهمية إتاحة الفرصة للعديد من الأفراد المعوقين للاستمرار في عملية التعلم إلى الحد الذي تسمح به قدراتهم وإمكانياتهم، وهيأت لهم الفرص ليواصلوا تعليمهم حتى أعلى مراحل التعليم الجامعي، مع الإبقاء على التأهيل المهني كخيار بديل لمن لاتسمح لهم قدراتهم الاستمرار في التعلم.
لقد عرفت اتفاقية تأهيل واستخدام المعوقين عام 1983م رقم 159 توصية رقم 168، التأهيل المهني بأنه تلك المرحلة من عملية التأهيل المتصلة والمنسقة التي تشمل توفير خدمات مهنية مثل التوجيه المهني والتدريب المهني والاستخدام الاختياري بقصد تمكين الشخص المعوق من ضمان عمل مناسب والاحتفاظ به والترقي فيه (الزعمط،1992)، أما كما (1999) فيعرف التأهيل المهني بأنه برنامج شامل يتضمن خطوات منسقة ومتواصلة لتوفير مجموعة من الخدمات الفنية مثل التوجيه المهني والتدريب المهني بقصد تمكين المعاق من ضمان الحصول على عمل مناسب لظروفه وإمكانياته والاحتفاظ به والترقي فيه لتعزيز إدماج المعاق في المجتمع.
ويرى الطريقي بأن التأهيل المهني هو توفير الرعاية والخدمات المهنية اللازمة لتمكين المعوق من استعادة قدراته وتهيئته لمباشرة عمله الأصلي أو أداء أي عمل آخر يناسب حالته أو وضعه الحالي.
وفي النهاية يمكن القول بأن التأهيل المهني هو مجموعة البرامج والأنشطة التي تهدف إلى استثمار وتوظيف قدرات وطاقات الشخص المعوق وتدريبه على مهنة مناسبة يستطيع من خلالها الحصول على دخل يساعده على تأمين متطلباته الحياتية.
أهداف التأهيل المهني:
1. توظيف طاقات وقدرات الشخص المعوق في تدريبه على مهنة مناسبة.
2. ضمان عمل مناسب للشخص المعوق وضمان احتفاظه بهذا العمل والترقي فيه.
3. ضمان دخل اقتصادي دوري ملائم يستطيع من خلاله الشخص المعوق تأمين متطلباته الحياتية.
4. إعادة ثقة الشخص المعوق بنفسه وتقديره لذاته والشعور بالإنتاجية.
5. تعديل اتجاهات الآخرين نحو قدرات وإمكانات الشخص المعوق.
6. توجيه واستثمار الأيدي العاملة والطاقات المعطلة للأشخاص المعوقين كمورد من موارد التنمية الاقتصادية المنتجة في المجتمع.
7. دمج المعوق في الحياة العامة للمجتمع.
إن تحقيق أهداف التأهيل المهني يتطلب توفر العناصر التالية:
1. توفر الميول والاستعدادات المهنية والقدرات الشخصية المناسبة عند الشخص المعوق.
2. توفر مراكز التدريب المهني وتزويدها بالإمكانيات البشرية والمادية والتقنية المناسبة.
3. توفر فرص العمل اللازمة في المجتمع لتشغيل المعوقين بعد استكمالهم لمتطلبات عملية التأهيل والتدريب المهني.
4. توفر الاتجاهات الإيجابية والرغبة من قبل أصحاب المصانع والمصالح التجارية لتشغيل المعوقين في مراكزهم ومؤسساتهم.
5. توفر التشريعات والقوانين اللازمة لحفظ حقوق العمال المعوقين.
خطوات عملية التأهيل المهني:
تمر عملية التأهيل المهني عبر مجموعة من الخطوات نحددها في التالية: (انظر الشكل رقم 1)
1.التقييم المهني: Vocational Evaluation
وهي عملية تهدف إلى دراسة قدرات وإمكانيات الشخص المعوق المهنية والتعرف على
ميوله واستعداداته المهنية بهدف مساعدته على الاختيار المهني في حدود ماهو متوفر من برامج
مهنية في مراكز التدريب المهني.
ويقوم بهذه الخطوة أخصائي التقييم المهني أو مرشد التأهيل وتستخدم فيها عدد من المقاييس والاختبارات النفسية والمهنية التي تساعد على التنبؤ بالمجالات المهنية التي تناسب استعدادات وميول وقدرات الشخص المعوق.
2.التوجيه المهني: Vocational Guidance
وهي خطوة تهدف إلى مساعدة الأشخاص المعوقين على الاختيار المهني للمهنة التي تتناسب مع ميولهم واستعداداتهم وقدراتهم من جهة ومع فرص استخدامهم في سوق العمل من جهة أخرى.
3.التدريب المهني: Vocational Training
وهي الخطوة الرئيسية في عملية التأهيل المهنية التي تخصص للتدريب الفعلي للشخص المعوق على المهنة التي تم اختيارها بعد إجراء التقييم والتوجيه المهني. وتمر عملية التدريب المهني في ثلاث مراحل هي:
أ) التهيئة المهنية: وهي مرحلة يتم فيها تعريف المعوق على المهنة التي سوف يتدرب عليها وتعريفه بقوانينها ومستلزماتها والأدوات المستخدمة فيها والمهارات اللازمة لأداء المهنة وتزويده بالاتجاهات الإيجابية نحو العمل والإنتاج.
ب) التطبيق العملي: وهي المرحلة التي يتم فيها تدريب الشخص المعوق عملياً على المهنة التي تم اختيارها بحيث تضمن هذه العملية وصول المعوق في نهايتها إلى الأداء المهني الجيد الذي يؤهله للمحافظة على المهنة والاستمرار والترقي فيها.
ج) التدريب في سوق العمل: وهي المرحلة الأخيرة التي يتم فيها وضع المعوق في الشركات والمؤسسات ذات العلاقة تحت إشراف مباشر من عمال مؤهلين للتأكد من أداء المعوق المهني، مع ضرورة المتابعة من قبل مركز أو مؤسسة التأهيل.
4. التشغيل: Employment
هي الخطوة النهائية ومحصلة الخطوات السابقة والتي تأخذ أشكالاً متعددة منها:
أ) التشغيل في سوق العمل المفتوح والتي تمثل مجموعة فرص الاستخدام التي يوفرها قانون العرض والطلب في ظل قانون العمل والاستخدام في سوق العمل. ويسمى التشغيل في سوق العمل المفتوح بالتشغيل الانتقائي ويعتبر من
أهم أنواع التشغيل.
ب) التشغيل المحمي، Sheltered Work-Shops أو التشغيل في المشاغل المحمية، ونظراً لأن التشغيل الانتقائي يواجه أحياناً صعوبات في تكييف بيئة العمل لتناسب حاجات الأشخاص المعوقين، تم إيجاد فرص للتشغيل في المشاغل المحمية التي هي عبارة عن مشاغل بعيدة ومحمية من منافسة السوق، وتكون بيئة العمل فيها متناسبة مع احتياجات العمال المعوقين.
ج) التشغيل الذاتي Self Employment ، وفي هذا النوع يقوم المعوق بالعمل لحسابه الخاص بعد توفير رأس المال المناسب له.
د) التشغيل المنزلي Home-Paced Employment ، وهذا النوع مخصص للأشخاص المعوقين الذين تحول ظروف إعاقتهم من الالتحاق بالأنواع الأخرى، حيث يمارس المعوقين في هذا النوع أنشطة صناعية أو حرفية داخل المنزل وتتم عملية تسويق منتوجاتهم من قبل أشخاص أو هيئات صناعية أو تجارية أو خيرية لها علاقة.
هـ) التشغيل التعاوني Cooperative Employment ، ويعني تشغيل المعوقين في مشاريع أو مؤسسات أو جمعيات تعاونية أو في جمعيات تعاونية خاصة يشرف على إدارتها وتسويق منتوجاتها المعوقون أنفسهم ويتقاسمون الأرباح فيما بينهم.