التأخر الدراسي
مضحي ساير حميد المصلوخي العنزي
تعريف التأخر الدراسي:
يعد سيرل بيرت Cyrilburt أول مـن أطلـــق مصطلـح The Backward و قصد به الطفل المتخلف. ثم ظهرت بعد ذلك مصطلحات لعديد من العلماء منهم العالم Dull حيث أوجد مصطلحBackward أي المتخلف و كذلك مصطلح Normal law أي الأقل من العادي و كذلك مصطلح Borolerline و قصد به مجموعة الحد الفاضل بين العاديين و ضعاف العقول.
ومن خلال ذلك نستنتج الاختلاف الكبير بين العلماء على تفسير ظاهرة التأخر الدراسي، و ذلك لتشابك العوامل المسببة له وهي الذكاء العام، والحرمان الثقافي والاجتماعي، والاضطراب الانفعالي . ولكننا من الممكن أن نضع مفهوم فرضي لظاهرة التأخر الدراسي ، وهو: أن ظاهرة التأخر الدراسي إنما هي عبارة عن تكوين فرضي لا يمكن ملاحظته مباشرة، وإنما يمكن أن يستدل عليه عن طريق أثاره و نتائجه المترتبة عليه.والمتأخر ون دراسياً هم فئة تقع بين العاديين المتوسطين، و ضعاف العقول المتخلفين عقلياً.( دمنهوري 1995, 108) .
وعرفه زهران (1987, 20) بأنه انخفاض في نسبة التحصيل دون المستوى .
وعرفه عبد الرحيم (1980, 47) بأن الطفل يعتبر متأخراً دراسياً إذا كان تحصيله المدرسي يقل عن أقرانه في مستوى عمره الزمني.
وعرفه الخليفة (1416, 36) ضمن حدود دراسته بأنه الطالب الذي رسب في صفه الدراسي الذي هو فيه لمدة سنة أو أكثر،
ويعرفه الباحث الحالي بأن الطالب المتأخر دراسياً هو الطالب الذي رسب في صفه الذي هو فيه في مادة أو أكثر لمدة عام أو أكثر، وقت أجراء هذه الدراسة.
خصائص الطلاب المتأخرين دراسياً:
يجب التعرف على خصائص وصفات الطلاب المتأخرين دراسياً من أجل تقديم المساعدة لهم وفقاً لهذه الخصائص والصفات. وقد ذكركل من أبو علام ونادية شريف(1983) وحسين(1986) والحربي(1990) ومعوض(1994) أن أهم الخصائص التي يتميز بها الطلاب المتأخرين دراسياً مايلي :
أ- الخصائص الجسمية:
معدل النمو لدى المتأخرين دراسياً،هو أقل من النمو عند زملائهم المتفوقين رغم أن هذه الفوارق الظاهرية ليست ملحوظة، وأن كانت بعد فحص العينات التجريبية تظهر أن المتأخرين دراسياً هم أقل طولاً وأقل وزناً مع نضوج جنسي مبكر، و يقومون بحركة عصبية لا غاية منها تدل على عدم استقرارهم و ثباتهم. كما لو حظ إصابة معظمهم ببعض الأمراض قبل دخولهم إلى المدرسة، أو أصيبوا ببعض المشكلات الدراسية الأخرى ( كضعف السمع، أو ضعف البصر، أو الروماتيزم ) و هذه كلها إشارات لارتباط بين الخصائص الجسمية والتأخر الدراسي.
ب_الخصائص العقلية :
يتميز المتأخرون دراسياً بضعف الذاكرة، و ضعف القدرة على التركيز و تشتت الانتباه لكنهم في الغالب أكثر ميلاً للأمور العملية والأشغال اليدوية فلا طاقة لهم على حل المشكلات العقلية أو المسائل التي تتطلب تفكيراً مجرداً ، و يتميزون ببطء التعلم ، وبضعف القدرة على التحصيل.
ج-الخصائص الانفعالية :
المتأخرون دراسياً يميلون للعدوان على السلطة المدرسية ، ويتصفون بالبلادة والاكتئاب والقلق ، ويسترسلون أحياناُ أحلام اليقظة ، ويعانون من الاضطراب الانفعالي ، وعدم ثبات الانفعالات لوقت طويل، كما يعانون من الشعور بالذنب ، ومن المخاوف نتيجة لإحساسهم بالفشل ، واتجاهاتهم سلبية نحو رفاقهم ونحو ذويهم .
د-الخصائص الاجتماعية :
المتأخرون دراسياً لا يولون أهمية للعادات والتقاليد ، ولا يشعرون بالولاء للجماعة ، ولا يتحملون المسئولية ، صداقاتهم متقلبة ولا تدوم كثيراً ، ورغم أنهم هم الذين يتخذون المبادرة في غالب الأحيان لإنشاء هذه العلاقات ، وهم اقل تكيفاً مع المجتمع من رفاقهم المتفوقين دراسياً، وتنقصهم الصفات القيادية ، ويسهل انقيادهم نحو الانحراف ، و تقلبهم من الناحية الانفعالية يزيد من فرص انحرافهم ، وهم أكثر قابلية لذلك من أقرانهم الأسوياء دراسياً .
أسباب التأخر الدراسي :
يصبح التلميذ متأخراً دراسياً لأسباب متعددة منها الأسباب الوراثية والأسباب الاقتصادية، والاجتماعية، والنفسية، والتعليمية ،وقدذكردمنهوري(1995, 112ـ113) الأسباب التالية :
1. أسباب خلقية ( تكوينية ) .
2. أسباب اجتماعية ونفسية ناتجة عن الظروف الأسرية والبيئة المحيطة بالطالب ، وهي ما تسمى بالأسباب الوظيفية .
وربما يجتمع العاملان فيؤديان إلى زيادة حدة التأخر الدراسي ، ولابد أن نتعرف على هذين العاملين وهما :
1. الأسباب الخلقية(التكوينية) :
وهي التي ترجع للنواحي الوراثية ، أو قصور في نمو الجهاز العقلي أو في الأجهزة العصبية ، أو العمليات المتصلة بها ، أو ضعف الصحة العامة ، أو نتيجة للعيوب الولادية كعسر الولادة أو بسبب الإصابة بالتهابات بالمخ . وقد يكون للعيوب الخلقية كضعف السمع أو ضعف البصر تأثير في التأخر الدراسي إذا لم تستخدم المعينات كالنظارة والسماعة .
2. الأسباب الوظيفية (البيئة أو الاجتماعية) :
وهي جميع العوامل الخارجية سواء كانت مادية أو اجتماعية أو ثقافية ويمكن أن تقسم إلى قسمين هما :
• أسباب وظيفية تتعلق بالمتأخرين دراسياً : ومثالها الاتجاهات النفسية نحو العمل المدرسي ، وانشغال الطالب بالمشاكل الخاصة وأثرها في تنظيم أفكاره وتحصيله وكذلك جماعة القرناء والأمراض الطارئة وكثرة الغياب والتنقل بين الفصول المدارس ، وكذلك سوء التوافق النفسي وعدم القدرة على التكيف مع الأوضاع الجديدة .
• أسباب وظيفية تتعلق بالظروف البيئية والاجتماعية للمتأخرين دراسياً : منها موقع السكن ، وطرق المواصلات وازدحام المنزل والحي والتركيب الأسري والعلاقات بين أفراد الأسرة ، وطريقة التدريس غير المناسبة ، وثقافة الوالدين ووعيهما ، والاتجاهات النفسية السلبية نحو أبنائهم ، وكذلك تعامل إدارة المدرسة ومعلميها مع سلوكيات الطالب وعدم تقبله .
حاجات الطلاب المتأخرين دراسياً
من أهداف التوجيه والإرشاد النفسي مساعدة الطالب المتأخر دراسياً على فهم نفسه ومعرفة مشكلاته وقدراته ، واستغلاله لإمكانياته وقدراته واستعداداته ومهاراته ، ومعرفة إمكانيات بيئته ، فيحدد أهدافاً تتفق مع إمكانياته من ناحية وإمكانيات بيئته من ناحية أخرى نتيجة لفهمه لنفسه ولبيئته ، ويتبع الطرق المحققة لها بحكمة وتعقل ، فيتمكن من خلال ذلك من حل مشاكله بطرق علمية صحيحة تؤدي إلى تكيفه مع ذاته ومع مجتمعه ، ومن حاجات الطلاب المتأخرين دراسياً ما يلي :
- الحاجة للتوجيه المهني والتعليمي المناسب لهم .
- تنمية الدوافع وخلق الثقة بالنفس لديهم .
- تكوين مفهوم ذات أكثر إيجابية لديهم .
- تغيير الاتجاهات السلبية نحو التعليم والمدرسة والمجتمع .
- تقوية الدافعية للطلاب المتأخرين دراسياً .
_ الاهتمام بالطلاب المتأخرين دراسياً من الناحية الصحية ومتابعتهم بشكل دوري.
- التعرف على مشكلاتهم التي أدت إلى تأخرهم الدراسي .
- توفير المناخ التعليمي المناسب لهم من حيث الوسائل التي تساعد على مساعدتهم لتجاوز التأخر الدراسي .
- الحاجة للانتماء للرفقة .
- الحاجة للفهم العميق للعقيدة وأصول الدين وتطبيق التشريعات الإسلامية .
مشكلات المتأخرين دراسياً
ذكر زهران (1423: 421) بعض المشكلات التي تواجه الطلاب المتأخرين دراسياً , ومن هذه المشكلات :
نقص الذكاء وصعوبة التعلم وتشتت الانتباه ونقص القدرة على التركيز وضعف الذاكرة والضعف العقلي واضطراب الفهم والإجهاد والتوتر والقلق والخمول والبلادة الحركات العصبية واللزمات الحركية وهروب الأفكار واضطراب العاطفة وعدم الأمن النفسي والخمول والاكتئاب العابر وعدم الثبات الانفعالي والشعور بالذنب والغيرة والحقد والخجل والاستغراق بأحلام اليقظة وشرود الذهن والمخاوف المدرسية والشعور بالنقص بالدراسة والغياب المتكرر أو الهروب من المدرسة وقلة الاهتمام بالدراسة والفشل والجناح .
وقد ذكر الشخص(1992) عدة محاور تندرج تحتها مشكلات الطلاب المتأخرين دراسياً ومنها مايلي :
مشكلات المتأخرين دراسياً الأسرية :
من أهمها مايلي :
• كثرة المشكلات والمشاحنات بين الوالدين والأخوة .
• وفاة أحد الوالدين .
• ضعف الموارد المالية لدى الأسرة .
• جهل الوالدين بأهمية الدراسة .
مشكلات المتأخرين دراسياً المدرسية :
من أهمها مايلي :
• انتشار الدروس الخصوصية .
• صعوبة المواد الدراسية .
• عدم الرغبة بالمذاكرة .
• الغياب والهروب المتكرر من المدرسة .
• عدم المشاركة في الصف أثناء المناقشة .
• سوء العلاقة مع بعض الزملاء وبعض المعلمين .
مشكلات الطلاب المتأخرين دراسياً الانفعالية والاجتماعية :
من أهمها مايلي :
• الشعور بالتوتر والقلق .
• الخمول والبلادة والشعور بالنقص .
• الاستغراق بأحلام اليقظة .
• عدم السيطرة على الانفعالات .
• الخوف المستمر من الرسوب .
• الانسحاب من المشاركات الاجتماعية لدى بعض المتأخرين دراسياً .
• الانطواء والانعزال عن الآخرين .
• الاعتداء على الآخرين .
• الإحباط والإحساس بالفشل أهم ما يميز السلوك الاجتماعي للمتأخر دراسياً.