جمعية قرية الأمل.. هي أول جمعية تؤسس لرعاية أطفال الشوارع في مصر في عام 1986، بواسطة الراحل مستر/ ريتشارد هميسلي الانجليزي الجنسية بالاشتراك مع مجموعة من رجال وسيدات الأعمال المصريين المحبين للخير.وقد اعتمدت في عملها علي منظومة عمل خاصة ومختلفة جعلت أحد خبراء منظمة الصحة العالمية يصفها بأنها جمعية متميزة علي مستوي الشرق الأوسط، وبلغ بها النمو في نشاطها حدا كبيرا إلي أن أصبحت مصدر تدريب وتأهيل الجمعيات الأخري في نفس المجال سواء في مصر أو العالم العربي. ويوجد للجمعية 16 فرعا في القاهرة وحدها ، وفي طريقها لتأسيس فروع أخري بالمحافظات.
الدكتورة عبلة البدري مديرة جمعية قرية الأمل، تحدثت معنا عن أهداف ونشاط جمعية قرية الأمل موضحة فكرة الجمعية التي تعمل من خلالها وقالت: أن الجمعية تقوم علي هدف رعاية الأطفال ذوي الظروف الصعبة بشكل عام، وبخاصة أطفال الشوارع والأطفال الأيتام والأطفال في الأسر المفككة، من خلال منظومة خاصة لمواجهة هذه الظاهرة: حيث وجدنا أنه علي الرغم من الظروف الصعبة التي يعيش فيها الأطفال في الشارع إلا أن حياة الشارع تتيح للطفل الحرية، وهذا عامل جاذب للطفل، فبدأنا بتقليل الارتباط بين الطفل وبين الشارع من خلال (مراكز الاستقبال) وهي مكان مخصص لاستقبال الأطفال والتعامل معهم وهو مؤهل بوسائل ترفيه ومشرف اجتماعي ومطبخ، ويقوم المشرف الاجتماعي بالالتقاء مع الأطفال والتحاور معهم وجذبهم كي يتعامل معهم وكي نرعاهم في الجمعية بدلا من حياة الشارع.
وتكمل الدكتورة كلامها.. إن الجمعية تقوم بدراسة حالة كل طفل، ودراسة إمكانية إعادته لأسرته مع حل المشكلة التي أدت إلي خروجه للشارع، وهذا أدي بنا إلي أنشاء وحدة قروض ونقدم مشروعات صغيرة للأسر المستحقة لهذا مع اشتراط دخول الطفل للمدرسة، كما أسسنا فصول محو الأمية للكبار، وبالتالي فالطفل قبل إقامته بالجمعية يمر بمرحلة التأهيل التي يقوم بها أطباء متخصصون، وإذا كان الطفل في سن التعليم يتم إلحاقه بالمدرسة ولو تعداه يلحق بتدريب مهني في ورش تابعة لنا في مدينة العاشر من رمضان، ونظل نرعي الطفل حتي ينهي تعليمه وينهي مرحلة التجنيد، ونوفر لكل طفل منذ التحاقه بالجمعية دفتر توفير، وعند انتهاء التعليم وإقباله علي الزواج نعطيه مبلغا مخصصا للإسكان بالتنسيق مع متبرعين وبهذا نصل به إلي درجة مواطن صالح بشكل تام.
وعن كيفية رعاية المغتصبات في الجمعية.. قالت الدكتورة عبلة.. نقوم بهذا بالتعامل مع البنات من أطفال الشوارع اللاتي تعرضن للاغتصاب والتحرش الجنسي في الشارع علي أيدي مجهولين، فقد بدأت الظاهرة في الأولاد فقط ثم انتشرت بين الفتيات أيضا منذ ما يقرب من 10 سنوات، وبدأنا التعامل مع البنات لأنهن الأكثر تعرضا للمخاطر والفساد في الشارع لإمكانية استغلالهن في أعمال الدعارة وممارسة البغاء، فنوفر لهن الرعاية، وبخاصة لو كانت حاملا، من خلال مشروع أسميناه الأمهات الصغيرات الخاص بالبنات الصغيرات اللاتي حملن ولا يعرف والد الطفل، ونوفر لهن الرعاية الصحية والنفسية ونحاول تعديل سلوكهن ونقدم لهن أيضا فكرة المشروع الصغير، كما توجد حضانة للطفل المولود في مدينة العاشر من رمضان، مع تأهيل الأم كي تقوم بدورها، ويشرف علي هذا فريق طبي متخصص من الأطباء النفسيين من كلية الطب.
وعن فكرة الجمعية والصعوبات التي تعرضت لها يقول الأستاذ سيد منير نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية : كنت مسافرا خارج مصر لفترة وعند عودتي في الثمانينيات وجدت ظاهرة أطفال الشوارع بدأت في الظهور بشكل واضح، فمن هنا عرضت الفكرة علي مجلس الآباء بمدرسة أولادي ووجدت منهم استجابة واشتركنا معا في رأس المال اللازم لإنشاء الجمعية، وكنت أول من رأس إدارة الجمعية.
وقد واجهتنا صعوبات في التمويل والاجراءات فالتراخيص بحاجة إلي وقت وصبر وجهد للحصول عليها، علاوة علي بعض المشكلات في البداية مع وزارة الداخلية لأن الأطفال الذين يقبض عليهم يتم التعامل معهم بشكل سيئ فبنينا جسور علاقات طيبة مع وزارة الداخلية، فأصبحوا يتصلون بنا عند القبض علي الأطفال من أجل رعايتهم، كما نقيم برامج مشتركة معهم لتوعية رجال الشرطة بخطورة ظاهرة أطفال الشوارع وكيفية التعامل معهم.
حصلنا علي التموين المبدئي للجمعية من المؤسسين، ثم بعد توسع النشاط نحصل علي 80 % من الاحتياجات المادية من الأهالي، علاوة علي مشروعات مشتركة بيننا وبين جهات دولية مانحة.
وحول أهم ما حققته الجمعية من نجاحات في نشاطها الخيري قال منير.. نقوم برعاية ما يزيد علي 250 بالإضافة إلي ما يرد علي مراكز الاستقبال ما بين 2530 طفلا يوميا وما يساوي 5 آلاف إلي 6 آلاف طفل سنويا.
وأضاف منير.. فقد وصف خبير من الأمم المتحدة الجمعية بأنها متميزة علي مستوي الشرق الأوسط، كما أننا استحدثنا مركز استقبال متنقلا أخذته عنا ونفذته منظمة اليونيسيف العالمية لرعاية الطفل، كما قمنا بتدريب الجمعيات ذات النشاط الشبيه في عدد من الدول العربية مثل لبنان والمغرب واليمن وعمان. كما نقوم بتقديم التدريب بالتنسيق مع جهات دولية لمن يطلب خبرتنا.
وعن الخطط المستقبلية للجمعية صرح منير.. بان الجمعية تسعي لإنشاء مشروعات استثمارية تنفق علي الجمعية وأبنائها، بإنشاء نشاط تجاري علي مستوي واسع، كما سنقوم بإنشاء فرع للجمعية لرعاية الإناث من أطفال الشوارع في الإسكندرية بالتعاون مع منظمة بلان الدولية
http://www.egyhopevillage.com/ansheta.htm