الانتباه والادراك البصري وعلاقتهما بالتحصيل الدراسي لدى عينة من ذوي الاحتياجات السمعية الخاصة من طلاب الصف الأول والصف الثالث الابتدائي
د. محمد جعفر ثابت
الهدف من الدراسة الحالية هو معرفة ما إذا كان هناك اختلاف بين المعاقين سمعياً وسليمي السمع في عمليات الانتباه والإدراك، وكذلك إلى معرفة ما إذا كان هناك اختلاف في الجوانب المذكورة عائدة إلى عامل مستوى الصف الدراسي. فقد أشارت الدراسات السابقة إلى قصور الفهم القرائي والعمليات المعرفية المرتبطة به لدى المعاقين سمعياً. وقد افترض الباحث في الدراسة الحالية بان سبب هذا القصور قد يكون عائداً إلى اختلاف عمليات الانتباه والإدراك لدى هذه الفئة من أفراد المجتمع عن سليمي السمع. وقد قام باختبار الانتباه باستخدام برنامج حاسوبي بطريقة "مهمة البحث البصري" (visual search task)، وقام بقياس الإدراك باستخدام نسخة الكترونية من "اختبار مولرلاير لقياس خطأ الإدراك". وقد تم تطبيق الاختبارات على عينة من الأطفال المعاقين سمعياً قوامها 43 طالباً من طلاب الصف الأول والصف الثالث الابتدائي، وعينة أخرى مكونة من 71 طفلاً من سليمي السمع من نفس المستويات الدراسية. وقد أيدت نتائج الدراسة فرضيات الباحث حيث وجد فروق دالة إحصائياً بين المعاقين وسليمي السمع لصالح الفئة الأخيرة في اختبار الانتباه، كما وجد أن درجات طلاب الصف الثالث الابتدائي كانت درجاتهم أفضل من درجات طلاب الصف الأول الابتدائي لدى كلتا المجموعتين. وبالنسبة لاختبار الإدراك فقد أيدت النتائج كذلك فرضيات الباحث حيث أشارت إلى وجود فروق دالة إحصائياً بين المعاقين سمعياً وسليمي السمع في اختبار الإدراك وقد كانت الفروق هذه المرة في صالح الأطفال المعاقين سمعياً، حيث كانت نسبة خطأ الإدراك لديهم أقل منها لدى سليمي السمع، وكانت نسبة خطأ الإدراك لدى طلاب الصف الثالث الابتدائي أقل منها لدى طلاب الصف الأول الابتدائي لدى كلاً من فئة المعاقين سمعياً وفئة سليمي السمع. وقد قام الباحث بمناقشة النتائج في ضوء ما توصلت إليه الدراسات السابقة.