الحماية الشرعية والقانونية للأطفال
د. ياسر يوسف الخلايلة
أستاذ مساعد القانون الدولي العام كلية الدراسات القانونية العليا جامعة عمان العربية للدراسات العليا
د. أحمد محمد المومني
أستاذ مساعد الشريعة الإسلامية كلية الدراسات القانونية العليا جامعة عمان العربية للدراسات العليا
مجلة دراسات الطفولة المجلد 11 عدد يناير 2008 م
إن الاهتمام بتربية ورعاية الأطفال هو أساس فى تقدم وازدهار الحضارة للشعوب لأن الأطفال يمثلون جيل المستقبل ومكونات الشعب، فان صلحوا صلحت الأمة، وإن تركوا تأخرت مظاهر التقدم والازدهار لدى الأمة، من هنا كانت عناية الإسلام بالأطفال وتقديم حقوقهم التى تبدأ قبل تكوينهم فى بطون أمهاتهم بحسن اختيار أمهاتهم وحسن تسميتهم، وبعدها برعايتهم وتقديم النفقة الكافية لهم من قبل آبائهم، فان لم يكن الولى موسرا فبيت مال المسلمين يتولى النفقة عليهم. ويحث الإسلام أبناءه للتبرع بما يسد حاجات المعوزين صغارا وكبارا، ولا يمانع فى تنظيم مؤسسات تتولى عملية جمع وتوزيع المساعدات على مستحقيها، بالإضافة إلى أن الإسلام جعل حوافز كبيرة لمن يسير فى قضاء حاجة أخيه من الأجر العظيم فى الآخرة بالإضافة لما فيه من مساهمة فى بناء المجتمع السليم من الأمراض الصحية والاجتماعية والخلقية، وكذلك تنبهت الدول فى أوائل القرن العشرين فسنت قوانين واتفاقيات لعلاج ومساعدة الأطفال المعوزين والمحرومين، إلا أن هذه الاتفاقيات والقوانين بقيت فى معظم الدول نصا بلا تنفيذ، لعدم إيجاد إلية ملزمة لمثل هذا التنفيذ. وتوقف هذه القوانين عن التطبيق أدى إلى انتشار كثير من الإمراض المتنوعة التى أصابت المجتمع ومنهم الأطفال، فانتشرت ظاهرت التشرد والنزوح والفقر والتجهيل، والاستغلال البدنى والجنسي، وهضم الحقوق، وظهر الفساد حتى وصل إلى انتشار أسواق لبيع الأطفال واستغلالهم، ويمكن للدول والمؤسسات أن تعالج هذه المشاكل وغيرها بالعودة إلى النصوص فى الإسلام وتطبيقها خاصة فى الدول العربية والإسلامية التى تدين بالإسلام، واحترام الاتفاقيات الدولية المبنية على المبادئ السامية لرفع معانات الشعوب، والتى تدعو إلى زيادة الميزانية التى تعنى بمثل هذه الأمور بالإضافة إلى تدخل الدول فى جميع الوسائل الإعلامية والتعليمية المعنوية والمادية لرفع المعانات التى تعيشها كثير من الشعوب فى ويلات أبنائها ليصلح المجتمع بأسره.