القسم الرابع: إدارة الخيارات
الفصل الثالث عشر:خيارات وخيارات
الأم:"ما رأيك في هذا الأمر؟", الطفل:" لا يهمني ذلك". الأم: "حسناً يابني, إنك لاتهتم, ولكني أهتم, ولذلك فأنا أتخذ القرار. وعندما تهتم بالنتائج سيكون القرار لك". فالقرار في يد الوالدين ريثما يصبح الأطفال على نضوج يكفي لاتخاذ قراراتهم بأنفسهم.
@المفتاح الثامن: اجعل القرارات ذات المسؤولية في الأيدي ذات المسؤولية
وخطأ التربية السائدة, أنها أعطت القرار للأطفال, ليتحملوا المسؤولية من خلال نتائج أعمالهم قبل أن يكونوا أهلاُ لذلك, ولنتوسع هنا في بعض النواحي المتصلة باتخاذ القرار, مثل الخدمات المنزلية, والواجبات الدراسية, وأدب المعاشرة.
الخدمات المنزلية
القرارات المتعلقة بها في يد الكبار حتى يكبر الأطفال ويدركوا أهميتها وينضجوا, بحيث يقومون بها من تلقاء أنفسهم. وهذه الخدمات مهمة لتعليمهم مهارات تنظيمية, وتعليمهم العناية بممتلكاتهم, وأهمية النظافة للصحة..
لا تعلق هذه الأعمال على المصروف, فالمصروف يعطى ليتعلم الطفل كيف يتصرف بالمال.
الدرجات الدراسية(وعلاقتها بالواجبات)
في نظام التربية السائد, الطالب الذي ُينقص الواجب, ُتنقص درجاته, ليهتم أكثر!! إن الذي لا يهتم لن تؤثر عليه النتيجة. لذلك يقول: " أعطني درجة منخفضة فهذا لا يهمني ".
لا تجعل القرار بيد الطفل فلا تقل له: " أعطيتك درجة منخفضة, لعل الأفضل أن تحسّنه, ثم تعيده".
لكن قل:"إن هذا العمل ليس مقبولاً, وعليك أخذه وعمله ثانية, ولن أكتب الدرجة حتى تعيده". فالدرجات ليست مكافأة أو عقوبة, وإنما مقياس لاستيعاب التلميذ.
الكياسة وحسن المعاشرة
تلقينها للأطفال ضروري وليست اختيارياً, فهي أساس العلاقات والتعاون بين الناس. والقرار فيها للكبار ريثما يدرك الصغار أهميتها.
معالجة التقلبات في نمو الطفل (فترة المراهقة)
سببها الهرمونات أو ضغط الأقران أو الاضطرابات العاطفية. ويرافقها عادة إهمال الأمور الملحة, وعلى الوالدين سحب بعض الحرية من المراهق في اتخاذ القرار بصفة مؤقتة, ريثما يعود للسلوك الصحيح.
الفصل الرابع عشر: العلاقة (الحب)
الطفل ينظر إلى النظام من خلالك. فإن كانت العلاقة معه سلبية اعتبره تحكماً.
@المفتاح التاسع: إن أقوى طرق تعليم النظام أن تخاطب القلب وليس العقل
فالطفل يريد إدخال السرور على أبويه, وأن يجلب أنظارهم وتقديرهم, ومستعد لممارسة ضبط النفس لتجنب إغضابهم, وتؤلمه العقوبة أكثر إن كانت من محب. وهذه ست طرق لكسب علاقات حميمة:
1-ركز على الجوانب الإيجابية: فالعتاب طوال الوقت يفسد العلاقة. والمدرسة عندنا ترسل فقط رسائل بالأخطاء.
2-امسح الماضي:علمهم بدء صفحة بيضاء كل يوم. وتحدث عن خطة اليوم, وكيف تنجح اليوم.
3-لا تتراجع فيما يخص تطبيق النظام: مع ما فيه من قيود لا يحبها الأطفال. لا تتردد, وتبحث عن الشعبية.
4-قدم جوائز مجانية للطفل: في أوقات عصيبة تبدو الواجبات ثقيلةً, ولا بأس أحياناً من أن تؤدي جزءً من واجب طفلك. وتضع له ورقة: " لقد أخرجتُ القمامة ", لهذه الكلمة وقع بليغ على نفس الطفل. وليست رشوة.
5-كن رائداً لطفلك (قدوة): فهو يتعلم من أفعالنا أكثر من توجيهاتنا. فعلاقة ايجابية معه تعطيه مثالاً على الاهتمام بحقوق الآخرين وحاجاتهم. واستمع إلى وجهة نظره باهتمام, واثن عليه عندما يستحق.ولا تستعمل الإهانة, ولا توبخه أمام أقرانه. ولكن لا تنس تنبيهه أمام الضيوف لإعادة السلوك, بحركة أو إشارة يفهمها.
6 - لا تنبذ الأطفال بل انبذ سلوكهم :أقسى شيء على الطفل إشعاره أنه غير مرغوب. فلا تطلق عبارات سلبية, م مثل" ليس فيك خير, أنت طفل سيء"...
الفصل الخامس عشر: تقدير الذات أم تدليل الذات
نظام التربية السائد ولّد ظاهرة الطفل الذي يرى نفسه مركز الكون, الطفل الذي يأخذ ولا يعطي. والنتيجة جيل من الأطفال المدللين المزعجين. ويرد الآباء بزيادة التهديد بالعقوبة, أو عرض مكافآت.
الدافعية
يقول التربويون:لابد من إيجاد الدافعية لكي يسلك الأطفال السلوك المناسب. ولايمكن أن تجعل الطفل يقوم بواجباته, مالم تحصل عنده رغبة. وهذا هراء!!
إن من أهم ملامح تعليم النظام السليم أن تجعل الأطفال يقومون بأعمال لا يرغبون بها. وأن تعلمهم كبح رغباتهم التزاماً بالنظام كما يفعل الكبار. والإنسان يحتاج أن يرغم نفسه على اكمال الأعمال, وإن كان لا يحب ذلك.
الدوافع شيء عظيم ! ولكن نظام التعليم لا يجوز أن يعتمد على الدافعية, فالعالم مليء بأشياء تعجبنا وأخرى لا تعجبنا. ولابأس أن تحاول إيجاد أعمال تسر, فهذا يقلل مرات المواجهة.
لا تستخدم المال لدفعه للعمل, واستخدم التحدي بأن ينهي في وقت محدد,أو التنافس مع طفل آخر
المكافآت(والعقوبات)
هي ذات نفع عظيم , فكل إنسان يحتاج إلى من يلاحظ إنجازه, وينوه به, ولكن المكافآت يجب أن تكون داعمة للتدريب والتعليم الجيد, وليست بديلاً عنه.
وأهم مكافأة حسن علاقتك بهم, وأهم عقوبة عدم رضاك عن سلوكهم. أعط من وقتك لأطفالك, وابدِ اهتماماً بنشاطهم واكتشافاتهم, واحرص على ملاحظة صادقة.
وعندما تعطيه هدية مادية مثل اللاصقات أو البسكويت, فقدّم أكثر من قطعة, ليعطي غيره. فذلك يجعل الآخرين يتمنّون نجاح الطفل الأول.
الثناء
هو أكثر المكافآت استخداماً. وزيادته قد تؤدي إلى التواكل. وادخار الثناء لحين يستحق, يُسرّع من نضوج الطفل, وصحته النفسية. أفضل المدرسين يواجهون التلميذ بعمل أعلى قليلاً مما يتصور الطفل أنه في حدود طاقته. وبذلك يبقى الطفل في تحد وسعي للوصول للمستوى المطلوب.
حوافز لا رشاوي
ما الفرق؟ إذا كان بإمكانه التخلص من العمل, ورفض المكافأة, فهي رشوة. وإذا كان عليه القيام بالعمل حتى ولو رفضها, فهي حافز. مثلاً تقول له" نظف الحديقة ولك 5 ريالات", " شكراً لا أريد مالاً", "إذن نظف الحديقة".
لامكافأة على عمل ناقص
مثلاً طفل سنتين يركّب صورة.. فيصفق إشعاراً بإنجازه. فيشاركه الكبير تصفيقه. يعيدها ثانية. وفي الثالثة يشرع في العمل ولا ينجزه. فعلى الكبير ألا يصفق له. لأنه سيضع في ذهنه أن عملاً ناقصاً يكفي للتصفيق. ولا حاجة لجهد أكثر.
تقدير الذات
كثير من الكتاب يؤكدون على تقدير الذات على أنها لجعل الأطفال ناجحين وحاملين للمسؤولية. ولكن كثيراً من الطرق المتبعة تؤدي به أن يصبح مدللا ً لذاته. ومنها البرامج الدراسية التي لا رسوب فيها. ومنها السماح له أن يُظهر غضبه بلا قيد. وعدم انتقاد الطفل قد يؤدي إلى غياب الشعور بالخجل, فلا يمارس ضبطاً ذاتياً لأفعاله, " لقد شعرت أنه يسرني أن أفعل هذا ففعلته", تبريراً لفعلته.
@المفتاح العاشر:احذر من تدليل الذات المتخفي تحت قناع تقدير الذات
إن تقدير الذات ينبغي أن يكون له جذور في الواقع العملي, فيعكس قدرته على حل المشكلات, وتطوراً في علاقاته وتعاونه مع الآخرين. لذلك ساعد الطفل على اكتساب تقدير النفس الحقيقي باكتساب المهارات لذلك. وعلّمه نظرة متوازنة لنفسه ليكتسب الثقة الهادئة, فهي العلامة الحقيقية لتقدير الذات.
الفصل السادس عشر: مخطط بسيط يٌقلل الصراعات
إن نظام التعليم السليم لا يقوم على ردود الأفعال ومعالجة الزلات, بل يقوم على الوقاية من الزلات. وكل دقيقة ننفقها في منع الخطأ توفر ساعات في الإصلاح.
@المفتاح الحادي عشر: الوقاية خير من العلاج
1امتصاص النشاطات للفراغ الفراغ مفسدة فلا يبقى الأطفال دون عمل, في المدرسة أو المنزل. املأ وقتهم بالمفيد من قراءة, وحل أحاجي.. وفي الرحلات الطويلة ليكن لدينا صندوق للنشاطات, محتوياته مثيرة ومجهولة, وهذا أفضل من وعد الأطفال بشيء ممتع حين الوصول.
2التخطيط المبكر للنشاطات الأطفال وخاصة الإندفاعيين قد يواجهون صعوبات عند الخروج للّعب, وقد يتورطون في سلوكيات ضارة. لذلك أصرّ عليهم أن يخبروك قبل ماذا يريدون أن يلعبوا, ومع من, وأين, وإلى متى؟..
3هيّء الجو قبل التغيير من نشاط إلى آخرتحدث مشكلات عند الانتقال من نشاط إلى آخر أقل إثارة. فاحرص على تنبيه الأطفال:" بقي دقيقتان". وساعدهم على إعادة الألعاب إلى أماكنها.
4أوقف النشاطات قبل حدوث المشكلات حين يكون الأطفال في نشاط طويل نسبياً, كزيارة متحف, يملّ الأطفال فتظهر مشكلات, فيوقف المربي النشاط عقوبةً, بينما الحكيم يوقف النشاط قبل المشكلة.
5أتسمح لي:لاتملّ من تعليم الأطفال كلمات الكياسة. وخاصة" أتسمح لي", فلها أهميةخاصة, إنها اعتراف بسلطة الكبير.
6هل هناك مشكلة عدم انتباه؟ الحياة المتسارعة تؤدي إلى شرود الذهن. أما الطفل كثير الشرود, فأجلسه إلى جوار آخر حسن الإنتباه. وإذا أعطيته عملاًً فقسمه إلى أقسام لا يتجاوز كل منها 10دقائق. واجعله يكرر تعليماتك.
الفصل السابع عشر: حل المشكلات
نتعامل مع أكثرها شيوعاً
الكذب والسرقة
أساس المشكلة شعور الطفل بنفعهما له, والتهديد لا يفيد, ولكن دربه على أعمال تربي الثقة. كلما طلب الطفل عمل شيء أو الذهاب إلى مكان, فأصرّ أن يكون تحت المراقبة, ليس عقاباً له. وسوف يضجر ويطلب الحرية, فابدأ بإعطائه حرية محدودة للتجربة, فإذا ثبت أنه استحقها فزدها قليلاً..فهذا يعلمه قيمة الثقة.
وإذا تكرر سلوك السرقة أو الكذب, فقد تحتاج بعض العقوبة, ولكن لا تعتمد عليها, فقد يتخفّى الطفل.
الواجبات المدرسية
دور المعلم التأكد من دقة الواجب وإكماله, ولا ينفع خصم الدرجات, بينما دور الوالدين الإشراف وإيجاد البيئة المريحة.وإذا كان لا يقوم بالواجب بمبادرة منه, فيجب متابعة ذلك. وأول خطوة هي تعيين وقت للدراسة, فإن لم يكن هناك واجب, فالتحضير للغد.
النزاعات
الصغيرة منها مشهد يومي. فلا تتدخل إلا في حالة الصغار(أقل من أربع), وبأقل حد من المناقشة. أما الكبار فإنهم يستطيعون إنهاء النزاع. فإذا اضطررت للتدخل, فامر الطفلين أن يذهبا إلى مكان محدد, لإنهائه ثم العودة. ولا تسألهما عن الحل,إلا إذا شعرت أن أحدهما خضع للتهديد, فأعدهما إلى مكان النقاش.
وتذكر أن الأطفال لايتعلمون مهارة حل النزاعات بأنفسهم, بل عليك أن تجلس معهم عدة مرات لتعليمهم.
نوبات الغضب الجامح
قد تصدر من الصغار لعجزهم عن التعبير, وتختفي بعد الرابعة. فإذا استمرالغضب فهو يستخدمه سلاحاً للضغط. فلا تستجب ولا تهدد ولكن أصرّ على موقفك بهدوء, وإذا قبلت صفقة فإنك تعزز عنده عودة الغضب.
وبيّن لأولادك في وقت الهدوء أن من طلب بأدب ينظر في طلبه, ومن طلب في غضب لن ينظر في طلبه.
المقاطعات
علّم أولادك متى تكون المقاطعة غير مقبولة. وإذا قاطعك فأشر إليه بيدك, ولا تكلمه ولا تنظر إليه, فالنظر معناه الإذن بالكلام. ولاتنس أن تسأله فيما بعد ماذا كان يريد أن يقول.
الإغاظة
إذا كانت دون قصد, فيجب أخذها بروح مرحة, فإن زادت وجب ايقافها. وإن كانت بقصد الإهانة فيجب منعها تماماً, كيلا تؤدي إلى العراك.
الفصل الثامن عشر:حان وقت الانطلاق
إن استعداد أولادنا لتحمل المسؤولية و ليكونوا متعاونين منتجين, يعتمد على نجاحنا في تربيتهم. ويجب أن نفرق جيداً بين تعليم النظام والعقوبة. والمهمّة ليست سهلة’
إن تحريك الجبال يأخذ وقتاً
إن أسلوب التعليم السائد مريح ومتناسب مع عالم الوجبات السريعة, ولكنه لا يؤدي المهامّ المطلوبة. على عكس نظام التعليم الصحيح. فالتعليم والإشراف يستغرقان وقتاً, وكذا بناء علاقات إيجابية.
إذا كنت تعلّم أولادك أن أداء الواجب مقدّم على الرغبة, فالتزم به في سلوكك. وتنازل مثلاً عن بعض برامج التلفاز. إن وضع الطفل في فراشه بحب واهتمام, يستغرق وقتاً أطول. فاترك أريكتك وسر مع الطفل, واستخدم الأفعال بدل الأقوال, والسلطة بدل التهديد.
تَسَلَّم القيادة
لا مساومة ولا صفقات للحصول على الطاعة والتعاون. ولا نعامل الأطفال على أنهم أكفاء لنا, ونطبق الديمقراطية. فليس دور الأطفال وضع الأنظمة, وإنما احترام دورنا كمصدر للسلطة.
أصرّ على حدوث تقدم
إن نظام التربية السائد بتركه الخيار للطفل, يجعله أقل التزاماً وكياسة يوماً بعد يوم. وبالإمكان أن يكتسب الأطفال الاستقلال مع بقائهم مؤدبين شريطةً أن تصرّ على ذلك.
@المفتاح الثاني عشر:إن التعليم الناجح للنظام لا يأتي دون بذل الجهد الكافي.
الخطوات الأولى من أين نبدأ؟ من سن مبكرة
- لا تحاول تغيير كل شيء دفعة واحدة, ابدأ بتغييرات متواضعة, وأضف إليها تغييرات أخرى بعد نجاحك.
-طبق طريقة إعادة السلوك: عند أي تصرف فظ أوقفهم, وأصرّ على أن يعيدوا السلوك بطريقة مؤدبة. إذا ركضوا على الدرج مثلاً, أعدهم ليمشوا مشية متزنة.
- في الخدمات المنزلية: أعط تعليمات صغيرة, وقسّم العمل إلى أجزاء, يفصل بينها فاصل يحبه الطفل.
-علّم أطفالك سلوكاً جيداً, سيحتاجونه في القريب. علّمهم مثلاً الإجابة على الهاتف.
-تذكّر, وأنت تمارس هذه المهمة الضخمة تحقيق التوازن بين الجوانب الثلاثة للنظام.
-يحتاج أبناؤك إلى التعليم الكافي للحصول على المهارات اللازمة والمواقف الصحيحة لتحمّل المسؤولية.
-ويحتاجون أن يعطوا القدرة على الاختيار والاستقلال, وذلك بما يتناسب مع ما لديهم من قدرة على اتخاذ القرار.
وفي الختام جزى الله المترجم على ترجمته الواضحة. وكنا نتمنى لو انه أعطى نبذة عن المؤلف ومركزه العلمي ومهامه التربوية, ومدى تقبل الأوساط التربوية لآرائه, وهل هناك كتب تربوية أخرى لها نفس وجهة النظر. وهل للمؤلف كتب أخرى. كما أنه لم يوضح دوره في الكتاب , هل هو تلخيص أم اختيارات منه, حيث ذكر على الغلاف أنه بتصرف. بل إنه لم يدرج اسم الكتاب ومؤلفه باللغة الإنجليزية ودار النشر وتاريخه. وقد استطعت أن أجده في موقع Amazon.com
..