جسم البنت يحتاج ما بين خمس إلى ست سنوات بعد البلوغ لتصل إلى سن النضج الجسدي والنفسي والجنسي
أكد الدكتور محمد عدار استشاري أمراض النساء والأورام أن زواج القصر اللواتي لم يتجاوزن سن العاشرة او الحادية عشرة من العمر يعتبر ظاهرة مزعجة وخطيرة من الناحية الصحية حيث تكون الفتاة في سن الطفولة وليس لديها الإدراك النفسي والصحي والاجتماعي بالمسؤولية التي سوف تلقى على عاتقها كزوجة اولاً ومن ثم أم في هذه المرحلة المبكرة من عمرها. ومن المعروف أن الطفلة في هذه المرحلة العمرية المبكرة لا تعي حجم المسؤولية ولا يمكنها تمييز الامور وتحتاج إلى الكثير من التوجيه والنصح في مسار حياتها المستقبلية كالاهتمام بنموها وصحتها وتربيتها وهذا يتطلب سنوات إلى ان تصل الفتاة إلى نضوج يمكنها من خلاله تحمل مسؤولية الاهتمام بالحياة الزوجية.
وعن مكونات جسم البنت في هذا السن الصغير ومدى ملائمته لمتطلبات الزواج يشير د. عراد أن مكونات جسم الطفل في هذا السن الصغير غير قادر على متطلبات الزواج لان هذها السن بداية البلوغ والتي قد تستمر إلى سن الثامنة عشر من العمر حيث تبدأ التغيرات الهرمونية ويبدأ نزول الحيض ويبدأ الثدي بالنمو وتنمو العظام وتحدث تغيرات هيكلية في بنية الجسم بالكامل ويتغير شكل الحوض ويبدأ حجم الرحم بالنمو وتستغرق هذه التغيرات من خمس إلى ست سنوات بعد سن البلوغ اي عند وصولها مابين ستة عشر إلى ثمانية عشر عاماً ويصاحب هذه الفترة تغيرات نفسية عديدة تحتاج فيها الفتاة إلى الرعاية الخاصة والكثير من الحنان حتى تتغلب على آثار هذه التغيرات النفسية والبدنية وليس إدخالها في معمعة الحياة الزوجية المحملة بالكثير من الاعباء النفسية والصحية والاجتماعية. وعن التأثيرات الصحية لهذا الزواج أكد د.عراد أن تأثيراتها الطبية عديدة فالطفلة في هذا السن ليس لديها نضوج جسدي ولا نفسي ولا جنسي . فتكثر لدى الفتاة مشاكل الجماع المهبلية فتحدث الألم بسبب التشققات التي تحدث في المهبل وذلك بسبب عدم نضوج المهبل وكذلك عدم إفراز الهرمونات الأنثوية بشكل طبيعي في هذه السن وتكثر الالتهابات في الجهاز التناسلي والبولي. وفي هذه السن تكون غير مدركة للجنس وتفقد المتعة الجنسية في المستقبل.
وأشار إلى أن البلوغ يحدث في الغالب مابين سن 11و 13عاماً وقد يحدث نادراً في سن التاسعة او العاشرة وقد يتأخر سن البلوغ إلى السادسة عشر عاماً. وأبان بأن معظم الدراسات الطبية أشارت إلى أن أفضل سن للزواج هو مابين سن الثامنة عشر والخامسة والعشرين فيفضل عدم تأخير الزواج إلى سن مابعد الخامسة والعشرين ولا تقديمه إلى سن قبل سن الثمانية عشر عاماً.
كما أثبتت جميع الدراسات الطبية ان الحمل في سن مبكرة دون سن الثامنة عشرة من العمر يصاحبة العديد من المشاكل الطبية على الأم والجنين فتزداد حالات الولادات المبكرة وضعف نمو الجنين وارتفاع معدلات موت الاجنة وتزداد الحاجة للعمليات القيصرية وتزداد حالات فقر الدم وحدوث تسمم الحمل. وفي حال اكتمال الحمل والولادة تواجه الفتاة الصغيرة مشاكل عديدة في رعاية طفلها والاهتمام به وتزداد مشاكل ضعف نمو الاطفال وزيادة المشاكل الطبية لهم وتتكرر حدوث الالتهابات والعدوى ويصعب على الأم الصغيرة اكتشاف اي تغيرات غير طبيعية في الطفل تحتاج لعلاج مبكر حتى تتفاقم المشكلة ويصعب على الأم الصغيرة الرضاعة والتغذية الجيدة للطفل.
وأبان د.عراد أن أفضل الطرق لمعالجة هذه الظاهرة هي التوعية والتثقيف للآباء والأمهات عن طريق وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وبالمخاطر الصحية والنفسية التي قد تحدث للاطفال في هذه السن حيث ان الاطفال ليس لهم دراية بهذة المخاطر وليس لديهم القدرة على الاختيار والرأي بالزواج. وارى أن الطفل يجب ان يمارس طفولته بكل براءة والاستمتاع بأفضل سنوات العمر دون تحميله مسؤولية لا يقدر عليها.
لخميس 3 جمادى الأولى1429هـ -8 مايو 2008م - العدد14563