الطائف.. رحل اليوم العالمي للتوحد وخلّف وراءه الأسى والخذلان
فهد العتيبي- سبق- الطائف: مضى يوم الاحتفال العالمي بالتوحد في محافظة الطائف، ليخلف وراءه مشاعر اﻷسى والخذلان لهذه الفئة وأسرهم، رحلَ وخابت اﻵمال وزادت مشاعر الغضب تجاه من تحملوا مسؤولية عظمى لم يؤتوها أدنى حقوقها؛ حيث حمّلت أسر التوحديين المسؤولين، أمر تعطيل افتتاح مركز التوحد ﻷكثر من عامين رغم الميزانيات المرصودة له، مؤكدين أن محافظة الطائف مقبرة للتوحديين.
أقيم الاحتفال يوم الخميس الماضي، بحضور محافظ الطائف ومدير التعليم والطلاب الجامعيون المتخصصون بذوي الاحتياجات، وفي المساء كان هناك احتفال أقيم في مول "قلب الطائف" وألقي العبء فيه على الطلاب الجامعيين وشاركت بعض أسر التوحديين والمتسوقين في فعاليات لم تقدم أو تؤخر أو تساهم في حل مشكلة التوحد بأي شكلٍ من اﻷشكال.
واحتوت الفعالية على مرسم شارك فيه أطفال طبيعيون، وألقيت بعض اﻷناشيد التي لا تتحدث عن التوحد ولم تسعد قلوب ضحايا التوحد نهائياً وزاد اعتراف الجميع بأن الطائف من أكثر المدن افتقاداً لخدمة إيجاد مراكز تدخل مبكر وتعديل السلوك من الغضب الذي جعل الأسر يتساءلون: "كيف لاحتفال كهذا يتخلف فيه المسؤول عن مقابلة أولي الشأن ليسمعوا عمق المعاناة من أفواه أصحابها؟".
وأبدى العديد اندهاشهم من عدم حضور مسؤولين عن تلك الاحتفالية لتكتسب طابع المصداقية والاهتمام وليس مجرد مباهاة باحتفال يخلو من المحتوى، فهل معنى ذلك اعتراف المقصرين واختباؤهم منعاً لسماع انتقاد واستهجان أمهات وآباء التوحديين أم أنه لامبالاة بالمشكلة واستبعاد النية في حلها.
بعض أولياء أمور مضطربي التوحد قالوا: "فعلاً إنها جريمة بحق أبنائنا وبناتنا فبماذا يحتفلون في يوم التوحد وهم خلف اﻷسوار محجوبون لا يرون معاناتنا ولا يشعرون بها، يحتفلون بماذا وقد أضاعوا على التوحديين فرصة التدخل المبكر والتدريب السلوكي وتنمية المهارات واكتشافها، يحتفلون بماذا وهم أول من قصر في حقوق التوحد فعطلوا مركز التوحد ﻷكثر من عامين رغم الميزانيات المرصودة له، يحتفلون بماذا والمسؤول غير آبه بتحقيق وعوده الكاذبة بأنه قريباً سينفرج الهم فكبر أبناؤنا وما زال الهم يزداد، يحتفلون بماذا والمبالغ المصروفة ﻷبنائنا لا تكفي لشراء أبسط احتياجات التوحدي ولا لتوفير معلم منزلي لسد العجز الذي أوقعونا فيه بإهمالهم".
يذكر أن أسر ضحايا التوحد بالطائف أنشأوا حساباً للبوح بغضب وآمال ومخاوف اﻷهالي وكذلك للمطالبة بالنظر بشكلٍ جدي وحازم وسريع في وضع التوحد بالطائف، وهي على وصف المغردين مقبرة التوحديين، ومحاكمة كل مسؤول عطل فتح المركز المقرر افتتاحه منذ عامين، ومساءلة الجميع عن ميزانية التوحد كيف ولمن صرفت، ومقابلة أسر التوحديين وجهاً لوجه لسماع مطالبهم ومعاناتهم مع معدومي الضمير.