1-تعريف الفصام
يقال في الفرنسية "Schizophrénie" وفي الإنجليزية "Schizophrenia".
وفي العربية تذكر المراجع تسميات عديدة منها: "الشيزوفرينيا"، "الفصام"، "انفصال الشخصية"، "انفصام الشخصية"، "إزدواج الشخصية"، "إزدواجية الشخصية"، "انفصام العقل"، "انشقاق الشخصية".
يوجد في كلمة Schizophrénie جزءين "Sgizo" ويعني في اليونانية "منقطع" أي "منقطع عن العالم" ويعني أيضا "انشطار" و"انقسام"، و"phrénie" ويعني "التفكير.
يعرف مورسوف وروماسنكور (Morosov & Romasenko, 1968)الفصام بأنه <<كلمة من أصل يوناني، معناها تفكك النفس أو العقل>>، ويعرفه هنري. إي (Henri. Ey, 1973)بأنه <<ذهان مزمن يتميز بتحول عميق وتدريجي في الشخص، فيتوقف عن بناء عالمه الذي يكون في اتصال مع الآخرين وينتهي إلى تفكير خلوي أي تشوش خيالية>>. أما جورج ديفريه (G. Devereux, 1977)فيقول في مقال له بعنوان: "الأصول الاجتماعية للفصام" نشر في مجلة "المعلومة الطبعقلية" سنة 1965 ثم أعاد نشره في كتابه "نصوص في الطب العقلي الإثني العام المنشور سنة 1977 بعد أن غيّر عنوانه إلى "الفصام، ذهان إثني أو الفصام بدون دموع"، إن الفصام هو: "الذهان الأكثر شيوعا في المجتمع المعاصر، وإن الفصام المسمى "فصام نووي" لا يشاهد أبدا عند المجموعات التي مازالت بحق بدائية".
و يعرف أحمد عكاشة (1980) الفصام بأنه << مرض ذهاني يتميز بمجموعة من الأعراض النفسية والعقلية التي تؤدي –إن لم تعالج في بادئ الأمر- إلى اضطراب وتدهور في الشخصية والسلوك. وأهم هذه الأعراض اضطرابات التفكير، والوجدان، والإدراك، والإدارة، والسلوك>>. ويعرفه نوبار سيلامي (1983) بأنه << حالة مرضية تتميز بفقدان البنية أو تفكك الشخصية، مما يؤدي إلى فقدان الاتصال مع الواقع وعدم تكيف تدريجي مع الوسط>>. وهو << حالة مرضية تتميز بانقطاع الاتصال مع العالم المحيط، والانقطاع عن الواقع والتفكير الخلوي >>. وحسب "ريشل" و "دروز" (M. Richelle, R. Droz, 1988) يشير مصطلح فصام إلى << صنف واسع من الاضطرابات العقلية، ويشكل مع الذهان الهومي-الاكتئابي أكبر فوج في الذهانات، ويدل على التقطع على مستوى الشخصية مما يؤثر سلبا (يمنع) تكيف الفرد مع وسطه >>. أما اوجان مينكوفسكي (Eugène Minkowski, 1997)فيرى: << إن الاضطراب الأول في الفصام لا يتمثل في تلاشي التداعيات (الترابطات) وإنما في فقدان الاتصال الحيوي مع الواقع >>. ويجمع الفصام حسب "ف. بران" و "س. كورييه" و "إ. ليدرل" (F. Brin, C. Courrier, E. Leder, 1997) << كل الحالات العقلية المرضية التي يتمثل طابعها الأساسي والتطوري في تفكك تدريجي للعناصر المكونة للشخصية، مع فقدان الاتصال مع الواقع وعدم تكيف تدريجي مع الوسط >>. وحسب لقاموس الأساسي في علم النفس (1997) هو: << ذهان خطير يظهر عند الراشد الشاب، وهو مرض في الغالب مزمن ويتميز إكلنيكيا بعلامات التفكك العقلي والتنافر الوجداني والنشاط الهذياني غير المنسجم، مما يؤدي عموما إلى انقطاع الاتصال مع العالم الخارجي وانطواء خلوي>>. ويقدم "القاموس الكبير في علم النفس" نفس هذا التعريف. والفصام عند "بوسنر" و "رايكل" (M.I. Posner, M.E. Raichle, 1998)<< اضطراب عميق في الحالات العقلية، ويظهر عموما في بداية سن المراهقة على شكل هلوسات سمعية، وحالة حصرية وعظام (بارانويا) وانطباع بتحكم قوة خارجية في الشخص >>.
ويورد "رولوند شماما" و "بارنارد واندرمارش"(R. Chemama, B. Vandermersch, 1998) << رأي سيجموند فرويد في الفصام حيث يعتبره تناذر إكلينيكي يتميز عن مجموعة الذهانات الأخرى بوجود تثبيت في مرحلة مبكرة جدا من نمو "الليبيدو"، وبميكانيزم خاص في تكوين الأغراض: استثمار مفرط لتصورات الكلمة (اضطرابات اللغة) وتصورات الموضوع (الهلوسات) >>. ومن جهته يخصص جاك بوستال (Jacque Postel, 1998) سن الإصابة بالفصام حيث يقول أنه<< ذهان خطير يصيب الراشد الشاب >>.
ويعرفه كوزان (F.R. Cousin, 1999) بأنه: << مجموعة غير منسجة من الإصابات المتميزة بأعراض نوعية وتتطور عموما نحو سوء تنظيم عميق للشخصية >>.أما "ليلورد" و "أندري" (F. Lelord, C. André, 2000)فيريان أن << المرضى المصابين به يتميزون بظهور نوبات من الأفكار الهذيانية واضطرابات في القدرات الذهنية >>.ويصفه حامد عبد السلام زهران (2000) بأنه: << مرض ذهاني يؤدي إلى عدم انتظام الشخصية وإلى تدهورها التدريجي، ومن خصائصه الانفصام عن العالم الواقعي الخارجي، وانفصام الوصلات النفسية العادية في السلوك >>. أما "كارول واد" و "كارول تافريس" (C. Wade, C. Tavris, 2002)فتريان أن الفصام هو: << حالة تجزئية أين تنفصل (تنقطع) الكلمات عن دلالتها، والانفعال عن أهدافها، والإدراكات عن الواقع، والفصام مثال عن الذهان، وهو مرض عقلي مصحوب بإدراك مشوّه للواقع وعدم القدرة على النشاط (العمل) في معظم مظاهر الحياة>>.(وهو أيضا << اضطراب أو مجموعة اضطرابات ذهانية تتميز بأعراض موجبة (أفكار هذيانية، هلوسات، أقوال غير منسجمة وسلوكات غير متوافقة) وأعراض سالبة (فقدان الدافعية، وفتور عاطفي) >>. وفي الأخير يتظاهر الفصام حسب "قازنيقا" و "ايفري" و "مانغان"(M.S. Gazzaniga, R.B. Ivry, G.R. Mangun, 2001)في شكل << إخلال في الأنساق المعرفية للشخص ويصيب في آن واحد الأنساق القشرية وما تحت القشرية >>.