التحرش الجنسي بالأطفال
دكتور محمد مرسى محمد مرسى
وان هذا المصطلح بثقله على مسامع مجتمعاتنا العربية والإسلامية ذات الطبيعة المحافظة، يدفعها (المجتمعات) للتعامل معها بإحدى طريقتين، التهويل أو التهوين وفي الحالتين تتعامل الأسرة بجهل تام مع الظاهرة ويفقد الآباء القدرة على تقديم النصح والإرشاد إلى الأبناء، أو حتى التعامل المفترض مع أي حادثة تحرش جنسي قد يتعرض لها أطفالهم. والتحرش الجنسي بالأطفال شكل من أشكال الإساءة للأطفال والتي تنقسم إلى:
أ
- الإساءة الجسمية Physicl Abuse
هي إيقاع أثر مؤلم على الجسد، تحس به الوصلات العصبية عن طريق الشعيرات الدموية المنتشرة في أجزاء الجسم، وتنقله إلى الذهن، ويرتبط به ألم نفسي إلى جانب الألم الحسي المباشر، ولذلك يتضاعف أثره، ويقوى تأثيره وأن إصابة الطفل إصابة شديدة غير عرضية ـ متعمدة ـ قد تنتج عن أي اعتداء من أى نوع يتعرض له الطفل مثل الضرب بالسياط وحشو في فمه لخنق الصوت، ولكم وضرب الوجه. كذلك الدفع بعنف والرجرجة الشديدة، والركل بالرجل، كذلك القرص، والعض، والخنق، وشد الشعر، والحرق بواسطة السجائر، والماء المغلي، أو أشياء أخرى ساخنة.
وتأخذ الإساءة الجسمية أشكالاً متنوعة، ولكنها دوماً تتشابه في نواتجها هذه الأشكال هي:- 1
- الآثار الظاهرة على الجلد: وتكون على شكل حروق أو كدمات أو آثار تقييد وتسلخات في أجزاء الجسم المختلفة أبرزها في الوجه آثار اللطمات واللكمات..
2
- الآثار غير الظاهرة: وأبرزها الكسور، حيث توجد أجزاء غضروفية في عظام الأطفال تسمى بدايات التعظم وهى سهلة الكسر... كما يسهل ملاحظة حالات التمزق، والالتواء، وخلع مفاصل الكتف، والكوع، والرسغ نتيجة تعرض الطفل للجذب بعنف. وهذا النوع من الإساءة عرف قديماً ففي أمريكا مثلاً وجدت حالات مسجلة اتخذت شكل الظاهرة الملفتة للنظر منذ عام 6491 حينما لاحظ أحد أطباء الأشعة الأمريكيين واسمه كافي (Caffey) زيادة أعداد الأطفال الذين يصورهم بالأشعة السينية ويشخصون بأن لديهم كسور متعددة وضربات بالرأس.. وفي عام 2691م أطلق كمب (Kempe) على هذه الحالات اسم (متلازمة الطفل المضروب).
ب
- الإساءة النفسية العاطفية Emotional Abuse
هي كل ما يحدث ضرراً على الوظائف السلوكية والوجدانية والذهنية والجسدية للمؤذى مثل: رفض وعدم قبول الفرد، إهانة، تخويف، تهديد، عزلة، استغلال، برود عاطفي، صراخ، سلوكيات غير واضحة. وأشكالها هى على النحو التالي: رفض الطفل وعدم تقبيله أو احتضانه ـ نقص مكافأة الطفل أو حتى التعليقات الإيجابية على ما يصدر منه من سلوك جيد. تهديد الطفل وإخافته، ومقارنته السالبة مع الآخرين والتقليل من شأنه أمامهم، شتم الطفل ووصفه بأنه شيء، ودائماً ما يخطىء، وتسميته ووصفه بأسماء مشينة، لوم الطفل باستمرار ووضعه ككبش فداء في أي مشكلة قد تحدث، وهذا النوع من الإساءة دائماً ما يكون مصاحباً لنوع آخر من سوء معاملة الأطفال مثل الإيذاء الجسمي أو الجنسي.
والإساءة النفسية لا تقتصر على الازدراء والاستهزاء أو السباب فحسب، بل تأخذ أشكالاً أخرى من شأنها قهر الطفل ومهاجمة نموه العاطفي ومن ذلك التفريق في المعاملة بين الطفل وإخوته أو الآخرين ممن يشاركون المكان وكذلك النبذ واغتصاب حقوقه من الدفاع عن نفسه مما يحفز ظهوره روح العداء والانتقام لديه ضد الآخرين.
ج
- الإساءة الجنسية Sexual Abuse
هي عمل جنسي بين إنسان ناضج وطفل، ويتضمن الأشكال التالية:- 1
- دعارة الأطفال، ومداعبة ولمس وتقبيل الأعضاء التناسلية للطفل.
2
- إجبار الطفل على مداعبة الأعضاء التناسلية للإنسان الناضج
3
- تعريض الطفل للمارسات الجنسية بين البالغين.
4
- التلصص على الطفل للتلذذ بمشاهدته وهو عار أو إجباره على خلع ملابسه (تعريته).
5
- تشجيع الأطفال على الاشتراك في الأفلام والمجلات والمواقع الإباحية في (الإنترنت).
وتعد الإساءة الجنسية من أخطر أنواع الإساءة التي يتعرض لها الطفل وتكمن خطورتها في بقاء أثرها حتى البلوغ إذ يظل يذكرها ذلك الطفل المعتدى عليه جنسياً فتسيطر عليه مشاعر الكآبة والمحرجة التي يتعرض لها في صغره، وحاله أهون بقليل ممن لو كان المعتدى عليها جنسيا (طفلة) لأن ذلك يؤثر مستقبلا وبدرجة أكبر في اتجاهها نحو الزواج والحمل وفكرة الارتباط بالرجل وربما أثر ذلك حتى على مدى إقبالها على الحياة.
د
- إهمال الطفل Child Neglect
رغم الصعوبة التي تواجه المهتمين بموضوع الإهمال من باحثين وغيرهم في تعريف الإهمال، إلا أنه في الغالب يقصد به التقصير في القيام بما يجب من سلوك كاستجابة تلبى احتياجات الطفل الضرورية ومن ذلك إهمال طعامه وشرابه ولباسه والعناية بصحته العامة، كذلك إهمال حاجته للاحتواء العاطفي، ومنح الحب والدفء والتدعيم الإيجابي ـ وحاجته للتعليم. وتعزى صعوبة تعريف الإهمال إلى تداخل السلوكيات التي تعبر عن درجته، مع السلوكيات التي تنتمي تحت أنواع أخرى من الإساءة كالإساءة النفسية والوجدانية.
وتعريف إهمال الطفل هو أنه: هو الفشل في إمداد الطفل باحتياجاته الأساسية الجسمانية أو التعليمية أو العاطفية ومن ذلك عدم الإمداد الكافي بالطعام أو توفير المأوى المناسب أو الملابس أو الطرد من المنزل أو رفض تقديم الرعاية الطبية أو تأخيرها أو إهمال تسجيل الطفل في المرحلة الدراسية المناسبة لسن الطفل أو السماح للطفل بالهروب المتكرر من المدرسة أو التشاجر والنزاع مع الكبار في المنزل أمام الطفل. لهذا فإنه لا يمكن للطفل أن ينمو بشكل سليم في كافة مظاهر نموه المختلفة كالنمو الجسمي، والنمو العقلي، والنمو الاجتماعي، والنمو الانفعالي، وغيرها من مظاهر النمو المختلفة دون ان يتوفر له الاحتياجات الأساسية المشبعة لكل مرحلة، والمتمثلة بالمأكل والرعاية الطبية والحماية من الأخطار، ومنح الفرصة الكافية للتعليم والإمداد بالحب العاطفي، غيرها من الاحتياجات الضرورية.
ومن خلال التعريفات والتصنيفات السابقة لأشكال أو أنماط الإساءة يتضح أنها متداخلة ومتشابكة وإلى حد كبير. فحين يتعرض الطفل لضرب ـ إساءة جسمية ـ فإن أثرها ليس جسدياً فحسب بل إنها ستترك أثراً نفسياً، قد يكون وقعة أشد من مجرد التألم جسدياً.
أسباب إساءة معاملة الأطفال
يمكن تفسير أسباب إساءة معاملة الأطفال من خلال أربعة أبعاد أو مناح وهي: بعد طبي نفسي وبعد نفسي اجتماعي، وبعد اجتماعي موقفي، وأخيراً بعد بيئي تكاملي. والتي يرى الباحث أنها الأكثر شيوعاً من خلال ما هو متاح من أبعاد ومناح ووجهات نظر أخرى متعددة، توفرت للباحث خلال بحثه.
أولاً: البعد الطبي النفسي Psychiatric Approach
يعد البعد أو المنحى التفسيري من أكثر المناحي والأبعاد تفسيراً لإساءة معاملة الطفل، كما يعرف هذا البعد التفسيري بالبعد النفسي المرضي. واشتق هذا البعد من تحليل الطب النفسي للوالد المسئ، ويفترض أن الوالد المسيء لديه مجموعة من خصائص الشخصية تميزه عن غيره وأنه غير سوي. ويمكن أن يصنف في إحدى الفئات التشخيصية الطبية النفسية، مثل الفصام، أو ذهان الهوس، والاكتئاب. كما تضمن هذا المنحى الإشارة إلى أهمية تاريخ طفولة الوالد المسيء من جيل لآخر فلم يقدم أصحاب هذا البعد ذكر (روس وكولمر) تفسيراً واضحاً عن كيفية انتقال إساءة معاملة الطفل من ذرية إلى أخرى وربما يقصد هؤلاء أن للابن البالغ الذي أسيئت معاملته وهو طفل كان لديه راشدين مسيئين كنماذج يحاكيها، والأطفال يمتصون معاييرهم ودروسهم التربوية بعمق، وفي سن مبكرة كثير من الأطفال الذين أسيئت معاملتهم يطبقون تلك الدروس على أطفالهم تلقائية وبنفس الأسلوب عندما يكبرون ويصحبون آباء.
أما المواصفات المميزة والتي تعكس شخصية الوالدين المسيئة لأطفالهم فهناك أربع مجموعات للآباء صنفها (Merril) في مجموعات كالآتي:
ثانياً: البعد الاجتماعي Social Approach
ويرتكز هذا البعد على العوامل الاجتماعية البيئية والتي تقف وراء إقدام بعض الآباء أو الأمهات أو المربيين على ممارسة الإساءة ضد الأطفال. فالبيئة الاجتماعية بما تحتويه من متغيرات واعتبارات ثقافية سائدة تمارس في حقيقتها ضغوط نفسية تعد سبب من أسباب إساءة معاملة الأطفال التي لا يمكن إغفالها أو التقليل من شأنها كمنحى تفسير، هذه الضغوط الاجتماعية تزداد عندما يشعر الوالدان بالعجز عن مسايرة الآخرين اجتماعياً لضعف مستواهم الاقتصادي. وإلى أن العوامل الاجتماعية البيئية مثل الوضع الاجتماعي الاقتصادي، والبطالة المادية، وظروف السكن والمعيشة، وحجم الأسرة، والآباء المراهقين، والعزلة الاجتماعية تعد من عوامل مفاجأة للضغط الذي يؤدي إلى سوء المعاملة.
وقد قدم هذا البعد بعض الدراسات التي تؤيد ما ذهب إليه وهو أن مستويات العنف في المجتمع تنعكس على العلاقات الأسرية وعلى طبيعة التفاعل بين أفرادها فهي تستخدم العدوان اللفظي، والبدني كوسيلة لحل الخلافات والمشكلات الأسرية بما فيها التعامل مع ما يصدر من الأطفال من سلوكيات، وبالتالي فهي تميل إلى استخدام أنماط متشابهة في تربية أطفالها، وأن السلوك المسيء هو نتاج المشقة والانعصابات والإحباط، وترتبط المشقة بالوضع الاجتماعي للفرد.
ثالثاً: البعد الاجتماعي الموقفي Social Approach Situational
ما يميز هذا البعد التفسيري عن غيره من الأبعاد والمناحي التفسيرية الأخرى هو تركيزه المباشر على العوامل الاجتماعية الموقفية التي يرى أنها تسهم في حدوث إساءة معاملة الأطفال، ومنها ما يتعلق بطبيعة التفاعل الاجتماعي الذي ينشأ بين الطفل ووالديه أو القائمين على رعايته، أو ذلك ا لتفاعل الذي ينشأ تحديداً بين الوالدين داخل نطاق الأسرة، والتي هي في مجملها متغيرات تسهم في حدوث الإساءة. ويعطى هذا المنحى أهمية لدور الطفل في عملية الإساءة.
ومن هنا برزت فكرة انتقائية الإساءة Selectivity Abuse التي ترى أن ليس كل الأطفال يساء معاملتهم، ولكن عادة يتم انتقاء طفل معين داخل الأسرة للمعاملة السيئة وذلك بعدة طرق منها: أن الطفل قد يكون لديه بعض الخصائص المزاجية ومشكلاته الارتقائية أي أن عدم نضج التصرفات السلوكية هي أهم ما يتسم به الأطفال الذين يتعرضون للإساءة.
ومن هذه التصرفات كثرة بكاء الطفل وصراخه المستمر وهناك مجموعة من الدراسات التي تبنت هذا البعد التفسيري والتي تؤكد على أهمية المواقف الاجتماعية المهيئة لحدوث العقاب الجسمي والإساءة للطفل عموماً.
من هذه الدراسات ما أوردها (إسماعيل، وتوفيق، 1996) وهى (دراسة كادوشين ومارتين Martin Kadushin) ومن إحدى نتائج هذه الدراسات أن سلوك الأطفال والمراهقين يسهم في ترسيب الإساءة وأحياناً يكون سبباً للإساءة.
وفي سلسلة التفاعلات التي تبلغ ذروتها بإساءة معاملة جسدية للطفل تبدأ ببعض مظاهر سلوكية يدركها الوالدين على أنها تبلغ ذروتها بإساءة معاملة جسدية للطفل تبدأ بعض مظاهر سلوكية من الطفل يدركها الوالدين على أنها بغيضة وسيئة، فالإساءة وفقاً لنتيجة هذه الدراسة مرتبطة بسلوكيات الطفل.
رابعاً: البعد التكاملي التفاعلي Approach Integrativw
أصحاب هذا البعد التفسيري يفسرون أسباب إساءة معاملة الطفل إلى مجموعة عوامل متعددة ومتفاعلة، فلا يعتمدون في تفسيرهم لإساءة معاملة الطفل على عامل واحد مهما كانت درجة قوته، فإساءة معاملة الطفل من منطلق هذا البعد ممكن أن تحدث سمات شخصية معينة، ولا تحدث الإساءة بسبب عامل واحد فقط كالعامل الاجتماعي أو الاقتصادي أو المرضي ولكن يمكن أن تحدث بسبب تداخل وتفاعل تلك العوامل مجتمعة وبشكل تبادلي، وذلك في موقف واحد من مواقف التفاعل الذي ينشأ بين الوالدين والطفل أو القائمين على رعايته، فإنه عندما يبدأ الوالدان اللذان يمارسان الإساءة واللذان قد دخلا في تكوين الأسرة، ومرا في حياتهما التطورية بخبرات أليمة في مرحلة التنشئة قد تجعلهما مهيئين لمعاملة الطفل بأسلوب تعسفي أو بشكل مهمل. بالإضافة إلى عوامل زيادة الضغط سواء الداخلية ضمن نطاق الأسرة أو الخارجية ضمن نطاق المجتمع الكبير قد تزيد من إحتمال حدوث الخلاف بين الأبوين والطفل.
حجم مشكلة التحرش الجنسي بالأطفال
تواجه العديد من المجتمعات الإسلامية ظاهرة التحرش الجنسي بالأطفال منها:
1
- مصر:
تعد قضية التحرش الجنسي بالأطفال في مصر واحدة من أهم القضايا التي طرحت نفسها على أجندة العاملين بمجالات حقوق الإنسان، وبخاصة المتهمين بحقوق الطفل بداية من الرصد والاشتباك مع الانتهاكات الواقعة على الأطفال وبخاصة الاعتداءات الجنسية.
وفي الغالب تسود ثقافة مجتمعية ترفض الاعتراف بالأمر كظاهرة، كما لا تتوافر أي بيانات حكومية إحصائية وبخاصة بعد منع إعلان تقرير الأمن العام، برغم وجود عدد كبير من المؤسسات الحكومية معنية بالرصد والتدخل في مثل هذه الانتهاكات، وعلى سبيل المثال شرطة الأحداث ونياباتها، وأقسام وزارة الشؤون الاجتماعية المختصة بالتأهيل النفسي لضحايا العنف الجسدي.
/وتشير أو لدراسة عن حوادث التحرش بالأطفال في مصر أعدتها الدكتورة فاتن عبد الرحمن الطنباري أستاذ الإعلام المساعد في معهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس إلى أن الاعتداء الجنسي على الأطفال يمثل 18٪ من إجمالي الحوادث المتعلقة بالطفل، وفيما يتعلق بصلة مرتكب الحادث بالطفل الضحية أشارت الدراسة إلى أن النسبة هي 53٪ من الحوادث يكون الجاني له صلة قرابة بالطفل الضحية، وفي 65٪ من الحالات لا توجد بينهم صلة قرابة.
والإحصائيات التي نشرها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في المؤتمر السنوي الرابع تحت عنوان (الأبعاد الاجتماعية والجنائية للعنف في المجتمع المصري) والذي أشار إلى أن إحصائيات الإدارة العامة للأحداث تظهر تزايد الجرائم الماسة بالشرف بصفة عامة في الفترة من عام 1997 حتى عام 2000، والتي تضم الفعل الفاضح وهتك العرض وممارسة الدعارة والتعرض للأنثى والمعدة من الجنح، حيث بلغت (5909) منها (5427) جنحة تعرض للأنثى.
وبلغت جنايات هتك العرض والاغتصاب 92 جناية عام 1997 32 جناية عام 2001 ومن بين 2143 طفلاً مودعين بدار أحداث المرج خلال عام 2001 بلغت نسبة المتهمين في قضايا هتك العرض والخطف المقترن بهتك العرض والاغتصاب 30٪ وهو الأمر الذي يدعونا للتوقف ومراجعة مواقفنا تجاه هذه الظاهرة، والتي أصبحت تحتاج إلى المكاشفة والصراحة في التعامل، حتى نتمكن من توفير الحماية الحقوقية، ومن قبلها الإنسانية لهؤلاء الأطفال، وبخاصة في ظل مجتمع يرفض البوح بتلك الجريمة محملاً المسؤولية على الضحايا وبخاصة إذا كانت أنثى.
الخطير في الأمر ما رصده مركز حقوق الطفل المصري من تحول الاستغلال الجنسي والجسدي للأطفال من ظاهرة وقتية مرتبة بعوامل محددة، إلى ظاهرة قائمة على مؤسسات غير شرعية تعمل بشكل منظم على استغلال الأطفال جنسيا؛ لتحقيق أرباحها على حساب براءة الطفولة وإنسانيتها (الأمر الذي أظهرته ملفات شبكات الدعارة في مباحث الآداب القبض على مخرجة تليفزيونية سابقة تم فصلها من العمل لسلوكها المنحرف؛ لإدارتها شبكة لممارسة الدعارة مستخدمة الصغيرات، وتضم الشبكة 11 فتاة أقل من 15 سنة، تقدمهن إلى الزبائن وبخاصة الأثرياء بأسعار أغلى من الأخريات الأكبر سناً).
وفي منطقة روض الفرج تم الكشف عن شبكة تديرها ربة منزل تتكون من 15 فتاة بينهن 7 أقل من سن 15 سنة، وشبكة أخرى تديرها راقصة وممثلة مغمورة ضمت 14 فتاة.
أما الإدارة العامة لمباحث الأحداث فقد ألقت القبض على أحد الأشخاص يقوم باختطاف أطفال دون سن الحادية عشرة من مناطق مختلفة من القاهرة والجيزة ويجبرهم على التسول، ويقدم الصبية للراغبين في متعة الشذوذ الجنسي.
وهناك أيضا قضية (القنصل الفرنسي) المتهم بممارسة الشذوذ الجنسي مع أربعة من الأطفال الذكور وقيامه باصطحاب مراهق من الإسكندرية إلى شقة بباريس ليمارس معه الشذوذ، كما شهد عام 2002 الكشف عن قضية أستاذ جراحة اللثة بكلية طب الأسنان كان يهوى استغلال الأطفال جنسيا، وجاءت اعترافات الفتيات (الضحايا) الأربع مثيرة لقدراته في ابتداع كل أشكال التعذيب، وقيامه بتسجيل أشرطة فيديو لعملية الاغتصاب وهتك عرض الفتيات.
كما تدخل فئات اجتماعية جديدة مثل الأطباء والمدرسين، سوق الاستغلال الجنسي للأطفال، وهو ما ينذر بخطورة الظاهرة، وبخاصة إذا كانوا من المسؤولين عن عملية الرعاية والتنشئة.
وعلى سبيل المثال وليس الحصر، قضية قيام مدرس بهتك عرض تلميذة عمرها تسع سنوات بالمدرسة بعد انتهاء اليوم الدراسي، واعتداء طبيب مزيف لمدة سنتين على مرضاه، وهتك عرض بعض المترددات على العيادة.
ثم حالات أخرى أبرزها قيام خمسة من العاطلين بخطف فتاة (16 سنة) معاقة عقلياً وقاموا بهتك عرضها، وقيام آخر باعتداء جنسي على طفلة (6 سنوات) وقتلها وسرق قرطها الذهبي، انتقاماً من أسرتها التي اتهمته بالاعتداء الجنسي على شقيقتها الكبرى.
واتهام شاب بالخطف والاغتصاب بالإكراه لفتاة عمرها 11 عاماً، والقبض على 6 ذئاب بشرية قاموا بخطف فتاة عمرها 16 سنة مستخدمين السلاح الأبيض لتهديد المجني عليها واغتصابها وإلقائها في الشارع في حالة إعياء شديد، وقيام أحد الأشخاص باختطاف فتاة عمرها ست سنوات إلى منطقة المقابر بغرض اغتصابها، ولما حاولت الاستنجاد بالمارة قتلها وفر هارباً، وقد أوضحت التحقيقات أن المتهم الذي يبلغ من العمر 51 عاماً سبق أن اتهم في قضية هتك.
ورغم صعوبة الحصول على أرقام حقيقية حول مسألة التحرش الجنسي الأطفال، فإن بعض الدول قد أعلنت عن إحصاءات وما استطعت الحصول عليه من أرقام يعطى دلالة واضحة على انتشار ظاهرة التحرش الجنسي بالأطفال في مصر.
2
- التحرش الجنسي بالأطفال في الأردن:
تبين سجلات عيادة الطب الشرعي في وحدة حماية الأسرة بالأردن أن عدد الحالات التي تمت معاينتها خلال عام 1998 قد بلغ 437 حالة، شملت 174 حالة إساءة جنسية على الأطفال، وكانت مصنفة حسب ما يلي: 48 حالة إساءة جنسية كان المعتدى فيها من داخل العائلة، 79 حالة إساءة جنسية كان المعتدى فيها معروفاً للضحية ـ قريباً أو جاراً أو غيره ـ و 47 حالة كان الاعتداء على الطفل فيها من قبل شخص غريب.
3
- التحرش الجنسي بالأطفال في لبنان:
ذكر الدكتور (برنار جرباقة) عام 0002م أن المؤتمر الرابع اللبناني لحماية الأحداث أشار إلى ارتفاع عدد الاعتداءات الجنسية على القاصرين خاصة الذكور منهم على يد أقرباء لهم أو معتدين قاصرين.
4
- إيذاء الأطفال في السعودية:
أكدت إحدى الدراسات التي قامت بها اللجنة القومية لمنع إيذاء الأطفال كما ذكرت جريدة الوطن السعودية أن هناك عشرات الآلاف من الأطفال الضحايا الذين يعانون من الصدمات النفسية الشديدة مدى الحياة نتيجة إيذائهم.
وقد تبين أن هناك 77 من هؤلاء المعتدين (آباء) للأطفال الضحايا، و 11 من أقاربهم، وإن أكثر من 75 من المعتدين هم أشخاص معروفين للضحية تربطهم بالطفل علاقة قربى أو معرفة، والتحرش الجنسي أحد أنواع هذا الإيذاء.
5
- التحرش بالمعتقلين الفلسطينيين:
في دراسة أعدها نادي الأسير الفلسطيني تبين أن أسلوب التحرش الجنسي بالمعتقلين والتهديد بالاغتصاب تصاعد بشكل يبين أنه اعتمد كنهج في الآونة الأخيرة من قبل المحققين داخل حجرة التحقيق.
وأشارت الدراسة أن هذا الأسلوب يستخدم بشكل كبير مع الأطفال القاصرين (أقل من 18 سنة) بهدف ترويعهم وبث الفزع في صفوفهم من أجل اعترافات منهم، ولم يقتصر الأمر على التهديد بل دخل في حيز التطبيق ضد المعتقلين الفلسطينيين.
وأشارت تقارير (نادى الأسير الفلسطيني) إلى أن هذا الأسلوب اللاأخلاقي أصبح جزءاً من أساليب التعذيب والمعاملة القاسية التي يلقاها الأسرى أثناء التحقيق معهم، وهو يتنافى مع مبادئ حقوق الإنسان التي تحرم التعامل مع الأسير بأساليب تمس الكرامة أو تعتمد توجيه الإهانات والأذى له. وأظهرت الحالات التي تابعها (نادى الأسير) أن هذه الظاهرة تنتشر داخل السجون الإسرائيلية، وتمارس ضد معتقلين فلسطينيين، ولاسيما الأطفال منهم.
لذلك لا تملك الدوائر الرسمية الإسرائيلية أي إحصاءات رسمية حول ظاهرة التحرش؛ لأنه يتم الحديث عنها بشكل قليل جدا، وخاصة إذا كان الحديث يدور حول وقوعها من الحاخامات باعتبارهم مقدسين، وإذا قام بها أصحاب السلطة والنفوذ من وزراء ومسؤولين.
6
- التحرش الجنسي في إسرائيل:
إن عشرات الفتيات المتدينات يتعرضن يومياً لحالات الاغتصاب والتحرش الجنسي من قبل رجال الدين أو العاملين في المؤسسات الدينية الإسرائيلية، هذا ما تؤكده وثائق إحدى الجمعيات الإسرائيلية التي تعالج ضحايا الاعتداءات الجنسية، والتي تؤكد أن هذه الاعتداءات بين المتدينين اليهود أكثر عددا ونسبة وأقسى وحشية من غيرها.
وتشير هذه الجمعيات إلى أن ما يزيد الأمر سواء هو أن المستهدفين هم الأطفال، وأيضاً صمت المجتمع تجاه ذلك؛ ما يدفع المتعدى عليهم إلى عدم تقديم شكوى ضد المعتدين خوفاً من مقابلة ذلك باستهزاء من قبل المجتمع، لما يتمتع به رجال الدين من مكانة محترمة في المجتمع.
وأكثر الجرائم التي تقع من قبل رجال الدين في إسرائيل بالإضافة إلى جرائم التحرش الجنسي والاغتصاب هى تجارة المخدرات وتهريب المجوهرات، فمنذ فترة أقامت 5 سيدات من جنوب إسرائيل دعوى قضائية ضد أحد الحاخامات يتهمنه بالتحرش بهن جنسياً، وكشفت أن الحاخام يخدع أنصاره ومريديه بأنه صاحب خوارق وقوى غير طبيعية.
وقد تلقت الشرطة الإسرائيلية شكوى أخرى من إحدى الفتيات تتهم فيها حاخاما من مدينة حيفا باغتصابها بعد أن لجأت إليه كى يساعدها على التوبة والإقلاع عن ذنوبها، فما كان منه إلا أن قام باغتصابها بدعوى منحها البركة!! وبعد القبض على هذا الحاخام تبين أنه متورط في عدة قضايا مماثلة.
ولا يتورع الحاخامات في إسرائيل عن اغتصاب الأطفال والمراهقين، والسنوات الأخيرة شهدت ثورة عارمة داخل المجتمع الإسرائيلي تطالب بإلغاء التعليم الديني في إسرائيل في أعقاب اتهام رئيس إحدى المدارس الدينية في إسرائيل وهو الحاخام (زئيف كوبلوفيبتش) بأنه خلال السنوات العشر الأخيرة قام بالاعتداء جنسياً على المئات من تلاميذ مدرسته، ومن خلال التحقيقات تبين أن هناك عدداً كبيراً من الحاخامات كانوا على علم بما يجرى داخل جدران المدرسة، إلا أنهم فضلوا الصمت وتجاهل ما يجرى.
وفي بداية شهر فبراير العام الماضي (2002) تقدمت تلميذة بإحدى المدارس الدينية وتبلغ من العمر 15 سنة ببلاغ ضد الحاخام (إيلان مور) الذي يتولى وظيفة الجابي في المعبد اليهودي تتهمه فيه باغتصابها داخل المطبخ الملحق بالمعبد، وتم الإعلان قبل فترة عن إحالة (شموئيل هولاندر) المدرس بإحدى المدارس التكنولوجية الدينية إلى التحقيق بعد اتهامه بممارسة الشذوذ مع 4 من تلاميذه.
كل ذلك يتم في المجتمع الإسرائيلي الذي يعتبر منغلقاً على ذاته، مما يمثل أرضية خصبة لوقوع جرائم الاعتداءات الجنسية وعدم وصولها إلى المؤسسات العاملة في الدفاع عن الضحايا.
فخلال عام 2002 وصلت 65 فتاة فقط لا تتجاوز 18 عاما (وهو سن الطفولة) وصلن للعلاج من آثار الاعتداءات الجنسية بعد تعرضهن للاغتصاب.
نشر في نهاية عام 2003 استطلاع حول التحرشات الجنسية بين الطلاب، حيث يستدل من المعطيات أن 6,9٪ من طلبة المدارس الإعدادية و 3,9٪ من طلبة المدارس الثانوية ثبت أنهم تعرضوا إلى التحرش الجنسي .
وقال 4,8٪ من طلبة المراحل الإعدادية و 3.10٪ من المدارس الثانوية، إن الآخرين حاولوا مضايقتهم جنسيا، أو أسمعوهم ملاحظات جنسية.
ويبلغ عدد الأولاد في «إسرائيل» (وهم من لم يتجاوزوا سن 18 عام 2002) ما يقارب 656 ألف ولد.
ويشترك الأطفال أنفسهم في ممارسة أعمال جنائية، منها الاعتداءات الجنسية، ومنها التحرش الجنسي، وتبين إحصاءات حديثة أن 1,42٪ من القاصرين المشبوهين بارتكاب أعمال جنائية هم من المهاجرين اليهود الجدد إلى «إسرائيل» وذلك بالرغم من أنهم يشكلون 9,21٪ من السكان في إسرائيل.
واتضح أن عدد الأحداث المشبوهين بارتكاب أعمال جنائية ارتفع 3 مرات منذ العام 1993، وخلال عام 2002 قدمت 2887 شكوى إلى الشرطة حول أحداث عنف وقعت في المدارس ويشار إلى أن هناك 5 تصرفات بارزة تعتبر تحرشا جنسيا وهى اللمس، ملاحظات فظة، أي تصرف جنسي محرج، الضم، والنظرات.
ويعاني الجيش الإسرائيلي من أزمة تعتبر خانقة بسبب الاعتداءات الجنسية وظاهرة التحرش الجنسي التي تقع من قبل الجنود ضد المجندات، وخاصة صغيرات السن اللاتي يخدمن في الجيش في سن 17 و 18 وفقاً لقوانين إسرائيل.
7
- في الغرب الذي انتشرت عنده الإباحية الجنسية، والذي يريد البعض من مجتمعاتنا العربية والإسلامية أن يتبنى أفكار وأخلاقيات تلك الدول، فإن إحدى الدراسات صدرت في الولايات المتحدة عن الجمعية الأمريكية للتعليم الجامعي للنساء قالت: «إن نحو 80٪ من طلاب المدارس الأمريكية ذكورا وإناثا قد تعرضوا إلى نوع من أنواع التحرش الجنسي في حياتهم المدرسية».
التحرش الجنسي بالأطفال
الأسباب ـ التأثيرات ـ الوقاية
التحرش الجنسي على الطفل هو استخدام الطفل لإشباع الرغبات الجنسية لبالغ أو مراهق، وهو يشمل تعريض الطفل لأي نشاط أو سلوك جنسي ويتضمن غالبا التحرش الجنسي بالطفل من قبيل ملامسته أو حمله على ملامسة المتحرش جنسيا. ومن الأشكال الأخرى للاعتداء الجنسي على الطفل المجامعة وبغاء الأطفال والاستغلال الجنسي للطفل عبر الصور الخلاعية والمواقع الإباحية. وللاعتداء الجنسي آثار عاطفية مدمرة بحد ذاته، ناهيك عما يصحبه غالبا من أشكال سوء المعاملة. وهو ينطوي أيضا على خذلان البالغ للطفل وخيانة ثقته واستغلاله لسلطته عليه.
ما مدى شيوع هذه المشكلة ؟
إن التحرش الجنسي على الطفل هو مشكلة مستترة، وذلك هو سبب الصعوبة في تقدير عدد الأشخاص الذين تعرضوا لشكل من أشكال الاعتداء الجنسي في طفولتهم، فالأطفال والكبار على حد سواء يبدون الكثير من التردد في الإفادة بتعرضهم للاعتداء الجنسي ولأسباب عديدة قد يكون أهمها السرية التقليدية النابعة عن الشعور بالخزي اللازم عادة لمثل هذه التجارب الأليمة، ومن الأسباب الأخرى صلة النسب التي قد تربط المعتدى جنسياً بالضحية، ومن ثم الرغبة في حمايته من الملاحقة القضائية أو الفضيحة التي قد تستتبع الإفادة بجرمه، وأخيرا فإن حقيقة كون معظم الضحايا صغارا ومعتمدين على ذويهم مادياً تلعب دوراً كبيراً أيضاً في السرية التي تكتنف هذه المشكلة، ويعتقد معظم الخبراء أن الاعتداء الجنسي هو أقل أنواع الاعتداء أو سوء المعاملة انكشافاً بسبب السرية أو (مؤامرة الصمت) التي تغلب على هذا النوع من القضايا.
ولكل هذه الأسباب وغيرها أظهرت الدراسات دائماً أن معظم الضحايا الأطفال لا يفشون سر تعرضهم إلى الاعتداء الجنسي، وحتى عندما يفعلون فإنهم قد يواجهون عقبات إضافية، ونفس الأسباب التي تجعل الأطفال يخفون نكبتهم هي التي تجعل معظم الأسر لا تسعى للحصول على دعم خارجي لحل هذه المشكلة، وحتى عندما تفعل فإنها قد تواجه بدورها مصاعب إضافية في الحصول على الدعم الملائم.
كيف يقع التحرش الجنسي؟
هناك عادة عدة مراحل لعلمية تحويل الطفل إلى ضحية جنسية:
أعراض الاعتداء الجنسي ومؤشراته:
ومن أهم أسباب تفشى التحرش الجنسي لدى الأبناء قد يعود إلى:
آثار التحرش الجنسي على الأطفال:
إن للتحرش الجنسي على الطفل له آثاراً وخيمة جسدياً وعاطفياً واجتماعياً نوضحها فيما يلي:
وأي رعاية أوجب من هذه؟؟
إن الاعتداء الجنسي على الأطفال خطر محدق، وإذا كان هذا الاعتداء من قريب فإنه عادة ما يصاحبه تهديد ووعيد حتى لا يفشي الصغير السر، كما أن الاعتداء غالباً ما يكون متكرراً، نظراً لسهولة تواجد هذا القريب في محيط الطفل، وبذلك قد يستمر الخطأ ربما لوقت طويل، وتظهر آثاره على حالة الطفل النفسية، من اضطرابات سلوكية، وكوابيس، وضعف شهية، وميل للعزلة، وضعف وتراجع دراسي، وأكثر من ذلك تتشوه شخصيته تشويها قد يلازمه طوال حياته، ويصعب علاجه والتخلص تماما من مفاسده، وقد يستمر الطفل في ممارسة الخطأ حتى يكبر بل ويشيخ.
لقد قال الله تعالى: *{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُون*} (التحريم: 6)
يقول الإمام الطبري في تفسير هذه الآية:
«يقول تعالى ذكره: يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله [قوا أنفسكم] يقول: علموا بعضكم بعضا ما تقون به من تعلمونه النار، وتدفعونها عنه إذا عمل به من طاعة الله، واعملوا بطاعة الله.
وقوله: [وأهليكم نارا] يقول: وعملوا أهليكم من العمل بطاعة الله ما يقون به أنفسهم من النار».
ويقول الإمام القرطبي:
«قال مقاتل: ذلك حق عليه في نفسه وولده وأهله وعبيده وإمائه، فعلينا تعليم أولادنا وأهلينا الدين والخير، وما لا يستغني عنه من الأدب، وهو قوله تعالى: *{وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى*}.
إن التحرش الجنسي سببه الأول الوالدين والمربون، وهم المسئولون الأوائل في أن يقوا أنفسهم أولاً نارا سبيها تقصيرهم في حق أطفالهم، وذلك عبر أن ينشئوا أطفالهم وفق منهجية الإسلام وإيمانياته وأخلاقه، فيدخلوهم الجنة، ويدخلوا بسببهم الجنة.
هم أطفال في ربيع العمر، لا يفقهون شيئاً في الحياة، ولا يفكرون إلا في شيئين اللعب والحلوى. تلمس البراءة في كل سكناتهم وحركاتهم، ورغم كل هذا فهناك أياد تنتهك تلك البراءة وتتعدى على أجساد ومشاعر أولئك الأطفال دون أي شعور بالألم النفسي أو حتى تأنيب الضمير.
نحو وقاية الأطفال من ظاهرة التحرش الجنسي
إذا وقع التحرش الجنسي بالأطفال يجب على الآباء اتباع الخطوات التالية:
كما يجب عليك اتباع بعض التعليمات التي تحمى الأبناء من التحرش الجنسي مثل:
ومن الطبيعي أن الوقاية خير من العلاج وتتم وقاية الأبناء وحمايتهم من شرور الوقوع بهذه المخاطر بعدة وسائل سأذكر منها ما يلي:
لمواجهة ظاهرة التحرش الجنسي بالأطفال وفي ضوء هذا البحث أوصي بما يلي:
المراجع