طالبتي لم تحفظ الدرس.. إذاً صعوبات تعلم
إبتســــام العتيبـي
هكذا أغلب تفكير بعض معلمات الصف العادي بالمدارس الابتدائية، وحسب ما شاهدت من مواقف أحزنتني، كان أولها طالبة بالصف الرابع الابتدائي رشحتها معلمة الصف العادي لمعلمة الصعوبات، لتدريسها بغرفة المصادر، وصادف ترشيحها تواجدي لزيارة المدرسة لتكليف من الجامعة، ولانشغال معلمة الصعوبات طلبت مني مساعدتها بإملاء الطالبة بعضاً من الكلمات؛ للتأكد بأن لديها صعوبة في الإملاء، وبعد الانتهاء من اختبارها بالإملاء، وتسليم ورقة الإجابة للمعلمة، والاطلاع على دفتر الإملاء المخصص للطالبة، تناقشنا فأبدت رأيها بأن الطالبة لا يوجد لديها صعوبة في الإملاء سوى انحرافها البسيط عن السطر أثناء الكتابة، وأن الكثير من المعلمات حسب خبرتها وتنقلها بين المدارس يعتبرن الطالبة التي لم تحفظ الدرس أو غيرها من القصور البسيط الذي يواجه أي طالبة، بأنها تستحق دخول برنامج الصعوبات لتقويتها!
وأيقنت بعد ذلك بأن التوعية بصعوبات التعلم ضعيفة بمجتمعنا التعليمي أولاً، فعندما لا تفقه معلمة الصف العادي قصور الضعف، التي من خلالها يتم ترشيح الطالبة للصعوبات، غير إجراء الاختبار المسحي والاختبارات التشخيصية الذي تقوم به معلمة التربية الخاصة للتأكد من استحقاقه لمقعد لدى معلمة الصعوبات، فهذي مصيبة!
فأنا من هذا المنبر أتمنى تكثيف البرامج والحملات التوعوية من قبل وزارة التربية والتعليم- وبالذات إدارة التربية الخاصة- لتثقيف معلمات الصفوف العادية بدور معلمة الصعوبات، إلى جانب صفات طالبة صعوبات التعلم والمشاكل الأكاديمية والنمائية، التي تدل عليها، وعدم ربط الطالبة المهملة أو التي تعاني من ظروف نفسية وأسرية بأنها طالبة صعوبات!!