أسباب التوحد
تعددت البحوث والدراسات التي تناولت التوحد لمحاولة معرفة الأسباب المؤدية إليه لكن هذه البحوث لم تتوصل إلى نتائج قطعية ومؤكدة حول السبب المباشر للتوحد .
1- العوامل البيئية :
كان الاعتقاد السائد لدى الباحثين في علم النفس أن العوامل البيئية تلعب دورا كبيرا في ظهور التوحد لدى الأطفال وأكدوا على ذلك من خلال بحوثهم في هذا المجال .
وكان كانر أول باحث كتب في دور العوامل الوالدية في أسباب هذا الاضطراب وقد وصف والدي الطفل التوحدي بأنهم أذكياء وميالون إلى الاستحواذ واعتادوا على وضع قواعد كبدائل للتمتع بالحياة وهم يتسمون بالبرود العاطفي وأحيانا قلقين .
وفي دراسة لنرود وآخرين Lenerd 1965 توصلوا إلى أن والدي الأطفال التوحديين يوجهون أسئلة واستفسارات أكثر مما فعلت أسر الأسوياء
أما بتلهيم Battle him 1976 فقد افترض أن التوحدية تنشأ من الخبرات المبكرة الغير مشبعة .
وتشير الدراسات إلى أن الأطفال المصابين بالاضطراب التوحدي تكون بيئتهم أقل تفاعلية وتتسم بالجمود والانسحابية والميل إلى العزلة مما يؤثر على قدرات الطفل من حيث نموه النفسي والاجتماعي وعلاقته بالآخرين واهتماماته وأنشطته حيث لن تجد مبادرات الطفل الدعم اللازم ولا توفر له البيئة الاستشارة اللازمة لدفعه إلى عملية التعلم والنمو .
ولقد ظهرت بعض البحوث الحديثة لتؤكد إلى أن والدي الطفل التوحدي لا يختلفان جوهريا عن والدي الطفل الذي يعاني من مشكلات عضوية سيكاترية .
ومنها دراسة ميروا وآخرين Mwer , M , k & Others 1972 عند مقارنتها بين خصائص والدي الأطفال التو حديين ووالدي الأطفال ذوي المشاكل السلوكية ولم تتوصل الدراسة إلى وجود خصائص نفسية أو بيولوجية لوالدي الطفل التوحدي وتتفق مع هذه النتائج دراسات بايس وميرل Byassee & Murrel مع الدراسات السابقة في عدم وجود فروق بين خصائص والدي الأطفال التوحديين ووالدي الأطفال العاديين .
ولى رأي في هذه النقطة فالبرغم أنى اوكد من خلال تجاربي الشخصية فقط على أن معظم أباء الأطفال التوحديين (مختلفين) فعندما تتعامل معهم تشعر ان هناك شي مختلف عن الآخرين غير أنه لا بد من أن نأخذ في الاعتبار أنه قد يكون العكس تماما هو الحادث فوجود طفل منعزل في عالم خاص به عاجز عن الاتصال قد يمثل استفزازا للوالدين ينتج عنه تغير فى السمات الشخصية الخاصة بالوالدين وينتج عنه معامله خاصة خالية من التواصل الفعال للطفل مما يدعم المرض . وهذا ما يحدث فى معظم الأمراض طويلة المدى فنتيجة لطول المرض وعدم الشفافية فى هذا المرض فالأسباب غير معروفة وأساليب العلاج غير معروفة كما أن التوحد مرض خاص بأساليب التعامل والتواصل والتفاعل مع الاخرين فهو يمثل تهديد للاحتكاك المباشر بالعلاقات الإنسانية كما انه يمثل تهديد للأسرة من خلال نظرة المجتمع لهذا الطفل الذي يراه البعض على انه( مجنون) ويراه الآخرون على انه (مختلف) ويراه البعض نتاج للوراثة ويراه البعض نتاج للتربية الخاطئة ويتبرع البعض بإعطاء النصح للوالدين عن أساليب التربية الصحيحة وعن أنواع العلاجات السليمة والغير سليمة وربما كان الوالدين من أصحاب الموهلات الثقافية والاجتماعية العليا وربما كانت موهلاتهم تجعلهم اعلي بكثير ممن يقدمون لهم أساليب النصح والإرشاد ولقد رأيت ذلك بنفسي فوجدت بعض أصدقاء الأهل يقدمون النصح بالذهاب إلى الدجالين لإخراج الجان من جسد الطفل أو إعطاء أعشاب معينة من الهند وبلاد ألواق واق ويضطر الاهالى إلى إتباع ذلك فى محاولة منهم لإتباع كافة الوسائل والسبل لمحاولة الخروج بالطفل من هذا النفق المظلم وربما يجب أن نلتمس بعض العذر للأهل فكلما كان المرض غير معروف الأسباب وليس له دواء شافي كلما اضطر البعض منا من ذوى الثقافات المحدودة إلى العودة إلى الوراء لأساليب الدجل والشعوذة ( كل ما ذكرته إلا يجعل الأهل يتأثرون ويحدث نوع من التغير فى شخصياتهم اعتقد ذلك أمر طبيعي )
اضطرا بات الكيمياء الحيوية
وتشمل اضطرا بات الايض ( الهدم والبناء ) وهناك اعتقاد أنها تسبب التوحد لكن السبب العلمي غير معروف حتى الآن .
وتشير سيمون إلى احتمال نقص الجلوكوز والأنسولين في بعض الأطفال التوحديين الذين يعانون من زيادة في تركيز الرصاص في بلازما الدم .
وفى بحث في الدانمارك نشر في شهر أكتوبر 2003 قرر أن معدلات الإصابة بمرض التوحد انخفضت في الدانمارك بعد إزالة مادة الثيوميروسال من التطعيمات . وهذا يلفت النظر بشدة إلى التفكير في إنتاج تطعيمات جديدة لا تحتوي على الثيوميروسال في سبيل حماية الأجيال الجديدة من هذا المرض الصعب
وأفاد باحثون إيطاليون عام 2009 أنهم اكتشفوا بروتينات شاذة في لعاب المصابين بمرض التوحد autism، وهو الأمر الذي قد يتيح في المستقبل إمكانية التعرف على مؤشرات هذا المرض، الذي يحدث لدى حصول اضطراب في عملية النمو لدى الإنسان.
وقال ماسيمو كاستاغنولا وفريقه العلمي من باحثي جامعتي روما الكاثوليكية وكاغلياري، إنه قارن البروتينات الموجودة في لعاب 27 طفلا مصابا باضطرابات طيف التوحد ASD) autism spectrum disorders) مع البروتينات الموجودة لدى أطفال في مجموعة مراقبة كانوا سليمين من هذا المرض.
واكتشف الباحثون الذين نشروا نتائج دراستهم في مجلة «جورنال أوف بروتيوم ريسيرتش» المعنية بأبحاث البروتينات في عددها لشهر يناير\2009 ، وجود بروتين واحد على الأقل من بين أربعة بروتينات لدى 19 من الأطفال المصابين بالمرض. كان مستوى الفسفرة (التحويل إلى فوسفات عضوي) phosphorylation فيه قليلا بشكل ملموس. وهذه المركبات تقوم عادة بتنشيط البروتينات بهدف تأدية مهمتها بنجاح.
وتفترض نتائج البحث الإيطالي أن هذه البروتينات الشاذة ربما تشكل مفاتيح لفك أسرار الظواهر الشاذة التي تحدث لعملية زيادة الفسفرة داخل البروتينات، التي تشارك في عملية نمو الجهاز العصبي للإنسان في أثناء الطفولة المبكرة.
وهنا نستطيع القول أن كل هذه الدراسات والبحوث لم يتم التأكد منها وحتى أذا تم التأكد منها فيبقى لنا سوال ماذا تفعل مادة الثيوميروسال؟ ولماذا تسبب التوحد لدى بعض الأطفال ولا تسببه لدى البعض الأخر ؟ وهل البروتينات الشاذة لدى أطفال التوحد فقط ام انه من المحتمل أن تكون لدى عينات أخرى من الأطفال ؟ وإذا كانت لدى أطفال التوحد فكيف تودي بهم إلى هذه السلوكيات؟ ونفس هذه الأسئلة من الممكن أن تثار عند الحديث عن اضطرابات الايض .
2- خلل في الجهاز العصبي
أثبتت دراسات أخرى حديثة أن هناك جزء من المخ يتأثر في التكوين وأوضحت هذه الدراسات أن هناك اختلافات في جزء في المخ لدى الأطفال التوحديين عن غيرهم من الأطفال العاديين وهذا ما أشارت إليه دراسة Woterhose وترهوس من أن هناك شذوذ لدى الطفل التوحدي على جهاز رسم المخ الكهربائي 10 % : 80 % وهذا الشذوذ يشير إلى فشل في التجنب المخي والاستجابة السمعية المستثارة من جذع المخ لدى الأطفال التوحديين .
كما أظهرت بعض صور الأشعة مثل تصوير التردد المغنطيسي PET, MRI وجود بعض العلامات الغير طبيعية في تركيبية المخ مع وجود اختلافات واضحة في المخيخ بما في ذلك في حجم المخ وفي عدد نوع معين من الخلايا المسماة خلايا بيركنجي Purkinje Cells .
3- العوامل الجينية
أثبتت الدراسات الحديثة أن هناك ارتباطا بين التوحد وشذوذ الكروموزومات ولقد اعتقد العلماء أن الكرموزوم الذي يرتبط بظهور مرض التوحد يسمى Fragilex Syndrome ويعتبر Fragilex شكل وراثي حديث مسبب للتوحد وله دور أساسي في حدوث مشكلات سلوكية مثل النشاط الزائد Hyperactiocy والانفجارات العنيفة Vtolent Outdurst والسلوك الأناني Autistic- Like Oeharior ويظهر عند الفرد الذي لدية XF تأخر لغوي شديد وتأخر في النمو الحركي ومهارات حسية فقيرة وهذا الكروموزم يكون شائعا بين البنيين أكثر من البنات ويؤثر هذا الكروموزوم في حوالي 7 : 10 من حالات التوحد .
وتشير دراسات ماكدونالدز وآخرون إلى أن الإصابة بالتوحد بين التوائم المتماثلة تصل إلى 36 % بينما التوائم الغير المتماثلة تكون نسبة الإصابة صفر .
ويرى الدكتور كريستوفر ستوجد يل من جامعة ونشستر نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية أن هناك احتمالات أخرى بأن الجينات المسئولة عن تنظيم عمل الموصلات العصبية بالإضافة إلى الجينات المرتبطة بالتعلم والذاكرة والمرتبطة بالسلوك القهري واللاإرادي وبالقلق و الاكتئاب وهي تتراوح بين 3 : 20 جين هي المسئولة عن هذا المرض و اثبت مجموعة باحثين فرنسيين بواسطة التصوير الرنين المغنطيسي وجود علاقة بين مرض التوحد وعوامل غير عادية في الدماغ تتمركز بشكل اساسي على مستوى الفلقة الصدغية الدماغية.
وأظهرت صور الرنين المغنطيسي ل77 طفلا مصابين بالتوحد عند مقارنتها بصور 77 طفلا سليما وجود اختلاف في شكل المادة بيضاء لدى 48% من الاطفال المصابين بالتوحد وهي التي تؤمن التواصل بين مختلف المناطق الدماغية. ويتمركز هذا الشذوذ على مستوى الفلقة الصدغية الدماغية حيث قدرات النطق والادراك الاجتماعي.
وبحسب الدراسة التي اعدتها مفوضية الطاقة الذرية والمعهد الوطني للصحة والابحاث الطبية (اينسيرم) والمساعدة الاجتماعية ونشرتها صحيفة “بلوس وان” الالكترونية وقدمت لكلية الطب فان التصوير بالرنين المغناطيسي يشكل “اداة ملائمة للدراسات الطبية للتوحد” و”خيطا جديدا في الابحاث المتعلقة بدراسة الاسباب العصبية” للمرض (300 الف مريض في فرنسا تقريبا حالة واحدة كل الف ولادة عالميا).
وكانت كلية الامراض العصبية الاميركية قد اعتبرت عام 2000 ان التصوير بالرنين المغناطيسي غير فعال لدراسة التوحد.
وبحسب فريق البحث الفرنسيي بقيادة ناتالي بودار فان هذه التقديرات كانت مبنية على نتائج دراسات اجريت على عدد قليل من المرضى وبخاصة على مجموعة صور رنينية مغناطيسية غير كافية.
وكانت دراسات اخرى اظهرت بوضوح انخفاضا “كبيرا” لكمية المادة الرمادية على مستوى الثلم الصدغي الاعلى ل21 طفلا مصابين بالتوحد وتقلصا كبيرا لتدفق الدم في الدماغ لدى 32 طفلا مصابين بالتوحد.
وشدد المحلل النفسي ورئيس قسم الطب النفسي للاطفال في مستشفى نيكير في باريس برنار غولس امام كلية الطب ان هذه النتائج لصور الاعصاب “تتوافق تماما” مع التحليل النفسي للتوحد.
وتجمع الدراسات على علاقة مرض التوحد الوثيقة بالفلقة الصدغية الدماغية والوظائف المتمركزة فيها كالتعرف الى الوجوه والصوت وتحليل الحركات.
وكشفت دراسة علمية حديثة عن أحد العوامل المحتملة والمرتبطة بمرض التوحد أشارت إلى دور الجهاز المناعي عند الأمهات خلال فترة الحمل في إصابة الطفل بهذا المرض.
وتقول الدراسة، التي أعدها باحثون من جامعة جون هوبكنز الأمريكية، إن إنتاج الجهاز المناعي عند الأم أجساماً مضادةً تهاجم النسيج الدماغي للطفل، بعد عبور المشيمة، قد يكون له دور محتمل في الإسهام بإصابة الطفل بمرض التوحد.
ويوضح الباحثون بأن أمهات الأطفال المصابين بالتوحد أظهروا امتلاكهم لنوع من الأجسام المضادة للأنسجة الدماغية عند الجنين، والتي يمكن أن تعبر إلى الأخير عن طريق المشيمة، لتُسبب تغيرات عصبية قد تؤدي إلى إصابة الطفل باضطرابات النمو العصبي ومنها التوحد.
وأجرى فريق الدراسة تجارب على حيوانات مخبرية بهدف البحث في تأثير الأجسام المضادة، وهي بروتينات ينتجها الجهاز المناعي لمهاجمة الأجسام الغريبة، عند الأمهات الحوامل في زيادة احتمالية إصابة الجنين بمرض التوحد.
وتضمنت التجارب حقن مجموعة من إناث الفئران الحوامل بأجسام مضادة، أُخذت من أمهات لأطفال مصابين بالتوحد. كما تم حقن مجموعة أخرى بأجسام مضادة كان مصدرها أمهات لأطفال لم يصابوا بهذا المرض، بالإضافة إلى ذلك حرص الباحثون على أن تبقى بعض الإناث الحوامل دون حقن بهدف المقارنة.
وقام الفريق بتقييم السلوكيات العصبية عند الفئران المواليد من تلك المجموعات في ثلاث مراحل؛ الأولى تمت عقب الولادة، والثانية أجرت بعد مرور خمسة أسابيع تقريباً من عمر الفئران الصغيرة وهي تناظر مرحلة المراهقة عند البشر، والأخيرة أُجريت عندما أصبحت تلك الفئران بالغة.
وتشير نتائج الدراسة، التي نشرتها دورية “علم المناعة العصبي”، إلى أن الفئران التي تعرضت لأجسام مضادة من أمهات المصابين بالتوحد، كانت أكثر قلقاً وتبدي نشاطاً زائداً. كما أظهرت سلوكيات غير طبيعية؛ حيث بدت أقل مخالطة للفئران الأخرى، وأكثر تأثراً بالضوضاء، وتميل إلى قضاء الوقت في زيارة الحجرات الفارغة.
وطبقاً للنتائج؛ فبالرغم من أن الفروق بين مجموعات الفئران بدت أقل وضوحاً خلال مرحلة المراهقة، إلا أن الأعراض المشابهة للتوحد عند تلك الفئران ازدادت مع تقدمها بالعمر.
وبحسب ما أشار الباحثون؛ أثبت الدراسة زيادة نشاط الخلايا المناعية الدماغية عند الفئران، التي ُحقنت أمهاتها بأجسام مضادة من سيدات أصيب أطفالهن بمرض التوحد، وفقاً لفحوص أجريت لهذا الغرض.
وعلى الرغم مما توصلت إليه الدراسة من نتائج؛ إلا أن الباحثين يرون انه من غير السليم افتراض وجود آلية واحدة تقود إلى هذا المرض.
ويُعلق على هذا الأمر البروفيسور “هارفي سينغر”، مدير دائرة الأمراض العصبية عند الأطفال في مستشفى جون هوبكنز للأطفال، وهو عضو في فريق الدراسة، حيث أوضح أنه من المرجح أن يكون لعدد من العوامل تأثير على نشوء هذا المرض، ومنها العوامل البيئية، والعوامل المرتبطة بالمورثات، وأخرى ذات العلاقة بعمليات الاستقلاب، مؤكداً في الوقت ذاته أن الدراسة الأخيرة لم تكشف سوى عن واحدٍ من تلك العوامل.
وتنحصر هذه العوامل في الحالات التي تسبب إصابة الدماغ قبل الولادة أو أثنائها أو بعدها ونعني بذلك إصابة الأم بأحد الأمراض المعدية أثناء الحمل أو تعرضها أثناء الولادة لمشكلات مثل نقص الأكسجين أو استخدام آلة أو عوامل بيئية أخرى وهي تعرض الأم للنزيف قبل الولادة أو تعرضها لحادث أو كبر سن الأم كل هذه العوامل قد تكون سبب متداخل في حالات توحدية كما أن إصابة الأم بالحصبة الألمانية والحالات التي لم تعالج من الفينل كيونيوريا وأيضا التصلب الدرني وتشنجات الرضع وحالات التهاب الدماغ قد يكون أحد الأسباب
وأخيرا الا ترى مثلى انه قد حدث لك نوع من التشتت نعم هذا ما يحدث لى عندما أقوم بقراءة كل هذه الدراسات المتباينة ومن هنا لا نستطيع ألا أن نقول أن السبب الحقيقي مازال غامضا ولم تكشف عنه الدراسات العلمية حتى ألان .