مديرون ومواطنون: إلزام الفنادق بمعايير «ذوي الاحتياجات».. خطوة تحتسب لـ «السياحة»
تحقيق - جميل عبود وزينب محمد
وقعت الهيئة العامة للسياحة ومركز الشفلح أول أمس مذكرة تفاهم تهدف إلى وضع معايير جديدة للفنادق والمنشآت السياحية في دولة قطر لتسهيل استضافة ذوي الاحتياجات الخاصة، وتم التأكيد خلال التوقيع على حرص الهيئة مستقبلا على اعتبار موضوع تقديم الخدمات الاستثنائية الخاصة من قبل الفنادق، وتأهيل مرافقها أحد معايير التصنيف الفندقي الذي يهدف إلى الارتقاء بمستوى قطاع الضيافة بالبلد عموما.
منوعات الوطن استطلع آراء عدد من مديري الفنادق العاملة في قطر، وبعض المواطنين حول هذه الخطوة، واهميتها، وانعكاسها الانساني والحضاري على قطاع الضيافة عموما، إلى جانب تسليط الضوء على مدى توفر هذه الخدمات في فنادق قطر حاليا، وامكانية تأهيل الفنادق التي لا تقدم هذه التسهيلات في الوقت الراهن، وأهمية ربط هذا الموضوع بتصنيف تلك المنشآت مستقبلا.
بداية أكد حمد الملا مدير عام فندق مروب على اهمية الخطوة، وقال: الخطوة جيدة جدا، وبادرة مهمة من قبل الهيئة العامة للسياحة، ولكن من الضروري أن يكون هناك تطبيق فعلي لهذه الاتفاقية، وان يتم تفعيلها ومتابعتها بالمستقبل، الا أنها ودون شك خطوة جريئة ومطلوبة في كل القطاعات وليس قطاع الفنادق فقط. وقال: تأتي أهمية هذا الموضوع باعتبار أن ذوي الاحتياجات الخاصة بحاجة إلى أن يتم دمجهم في المجتمع، وفي كل المرافق الموجودة فيه، ومن بينها الفنادق، فمن حق أصحاب الاحتياجات الاستفادة من الخدمات التي يقدمها هذا القطاع، بل اكثر من ذلك فإن من حقهم العمل فيه أيضا، بعد اعدادهم بالشكل المطلوب وبالطريقة الصحيحة. واشار إلى أن فنادق الدوحة حاليا مؤهلة لاستقبال ذوي الاحتياجات الخاصة في بعض المرافق، الا أنها بحاجة إلى اعادة تأهيل في مرافق وأقسام أخرى، وخصوصا الفنادق القديمة، التي قد تكون بحاجة للتعديل، اما بالنسبة للفنادق الجديدة، فيمكن فرض هذا الامر عليها بشكل أسهل، والزامها بمراعاة الحاجات الاساسية للمعاقين. وأكد الملا أنه من الضروري أن يكون هناك اشراف من الهيئة العامة للسياحة على هذا الموضوع وتطبيقه، وأن يتم تخصيص مركز تدريب متخصص باصحاب الاعاقات، لتدريبهم وتحضيرهم ليكونوا قادرين على العمل والخوض في قطاع الضيافة اذا ما ارادوا ذلك، وهذه خطوة حضارية جدا، ومهمة في حال تم فعلا تطبيقها ومتابعتها من قبل الجهات المختصة.
واشار إلى ان اعتبار تأهيل الفندق ومدى ملائمته لاستقبال ذوي الاحتياجات الخاصة، معيارا أساسيا لتصنيف الفندق في المستقبل هو امر ضروري جدا، مشيرا إلى أن التصنيف في النهاية يجب أن يركز على مدى اتساع وتنوع الخدمات التي تقدمها كل منشأة، وعلى رأسها الخدمة التي تتوجه للمعاقين.
تعبير عن احترام المجتمع لابنائه
ومن جانبه أكد سعيد الحيدري مدير عام فندق ماريوت الدوحة أن موضوع الاهتمام بأصحاب الاحتياجات الخاصة هو امر مطلوب ليس لان الاتفاقيات تقول ذلك فقط بل لأن ديننا وعاداتنا وتقاليدنا واخلاقنا تفرض علينا تقديم العون والمساعدة والدعم لهم -على حد تعبيره- وقال: بكل تأيكد فإن أصحاب الاحتياجات الخاصة هم قلب المجتمع، وهم أهلنا وابناؤنا واخوتنا، وبالتالي فإن واجبنا تجاههم هو تقديم كل العون والمساعدة والدعم، واتاحة الفرص امامهم والتسهيلات من أجل دمجهم بالمجتمع، والحصول على حقهم بالاستفادة والاستمتاع بالخدمات التي تتاح لغيرهم من الناس العاديين.
وقال: ان الاهتمام بأصحاب الاعاقات وذوي الاحتياجات الخاصة يظهر احترام المجتمع لذاته بالاساس، وعلينا نحن جميعا أن نحمد الله على ما نتمتع به من صحة وسلامة، ولكن يجب ألا ننسى ان الجزء الاخر من المجتمع الذي يحتاج الينا، وقد لا يكون احتياجه الينا باكثر من ابداء الاحترام تجاهه، وهو امر مطلوب وهام ويعبر عن معان انسانية وحضارية يجب أن يتحلى بها الجميع، فأي شخص معرض لان يكون بحاجة للمساعدة يوما ما، ويجب عليه أن يحرص دائما على النظر إلى الموضوع من هذه الناحية، وبان الجميع متساوون في الحقوق وفي العيش بطريقة محترمة وبكرامة عالية، وذوي الاحتياجات الخاصة لهم الحق في الاستفادة من كافة الخدمات التي تقدمها الفنادق وكل القطاعات الاخرى. وتابع قائلا: ان توقيع هذه الاتفاقية هام من ناحية أنه يعطي صورة حقيقية عن حضارة البلد وأخلاق وتقاليد اهله من ناحية، ومن ناحية اخرى فإن تعاليم ديننا وتاريخنا يفرض علينا ذلك قبل اي شيء آخر، وليس كفنادق فقط. واضاف: نحن في الماريوت وضمن سياستنا العالمية لدينا غرف خاصة للمعاقين، ومزودة بكل ما من شأنه تسهيل اقامتهم لدينا والاستفادة من كل الخدمات التي نقدمها، وذلك وفق معايير يلتزم بها اي فندق يعمل تحت اسم الماريوت، بالاضافة إلى مبادرات خاصة بنا مع معهد النور للمكفوفين والشفلح، ونشاطات خاصة نقوم بها للتواصل مع ذوي الاحتياجات الخاصة في قطر.
وقال: ان ربط تصنيف الفنادق بتوفير مستلزمات وتسهيلات خاصة باصحاب الاعاقات هو امر مهم وضروري جدا، وبالطبع فإن الهيئة العامة للسياحة تستلهم خطواتها من سياسة البلد العامة، وتوجهات سمو الأمير للارتقاء بالانسان عموما، ومراعاة اصحاب الاحتياجات الخاصة خصوصا، وبالتالي فهو امر جيد وجهد مشكور من قبل الهيئة العامة للسياحة، وبالطبع فإن هذا الامر قابل للتطبيق وخصوصا في الفنادق الجديدة التي قد تمتلك امكانية التحضير لهذه الامور بشكل افضل من غيرها، كما انه من الضروري أن يتم تأهيل الفنادق الاخرى الموجودة حاليا لتتناسب مع هذا الموضوع.
تلبية الخصوصيات في صميم عمل منشآت الضيافة أساسا
وبدوره أوضح أيمن لطفي مدير عام فندق غراند ريجنسي ان الفكرة بحد ذاتها ليست جديدة، بل هي موجودة في جميع مؤسسات الضيافة الراقية حول العالم، الا أن الجديد هو الزام الفنادق الموجودة بالدوحة بتطبيقها، وهي اساسا مطبقة وخصوصا في الفنادق الراقية ذات الخمس نجوم، ولكن الاهم هو أن يتم التركيز على الفنادق المتوسطة، وأن يتم التنسيق مع هذه الفنادق لتأهيل نفسها لتكون قادرة على تقديم كل التسهيلات والخمات المطلوبة في هذا المجال، وقال: بالمحصلة فإن اي خطوة تأتي في اطار تقديم التسهيلات والخدمات لاصحاب الاعاقات هو امر مرحب به، وايجابي بكل تأكيد، ونحن في فندق غراند ريجنسي لدينا غرف مخصصة لاصحاب الاعاقات، بالاضافة إلى تسهيلات كثيرة أخرى من المدخل الرئيسي للفندق وصولا إلى كل المرافق والمطاعم المتواجدة ضمنه، كما أننا راعينا هذا الموضوع في التوسعة الجديدة ومرافقها عموما. واضاف: بغض النظر عن الاهمية الانسانية والحضارية لهذا الموضوع، الا انه اساسا يدخل في صلب العمل الفندقي عموما، باعتبار أن الهدف الاساسي لمؤسسات الضيافة هو التعامل مع الزبائن من مختلف الشرائح والمستويات والاعراق، وتقديم كل الخدمات التي يطلبونها والسهر على تلبية متطلباتهم، وبالتالي فإن اصحاب الاحتياجات الخاصة هم نزلاء كغيرهم من النزلاء، والتعامل معهم يجب أن يراعي متطلباتهم بكل تأكيد، وهو أمر بديهي كما قلت في الفنادق الراقية ذات الخدمة الخمسة نجوم، وليس امرا يجب فرضه باتفاقية بل واجب اساسي لعمل تلك المنشات.
تعكس صورة البلد الحضارية
أما مجدي خلة مدير عام فندق السلطان فأكد على اهمية هذه الخطوة وخصوصا أنها مطبقة في مختلف دول العالم، وتعتبر من المعايير الاساسية لحضارة أي شعب وتطوره، وقال: تحرص جميع الفنادق ذات الاسماء العالمية على تطبيق هذا الموضوع، والالتزام بجراء تعديلات في مبانيها ومداخلها ومرافقها من أجل تسهيل قامة ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو أمر جيد أن يتم تطبيق وتعميم هذا الموضوع في الفنادق العاملة في قطر ايضا، باعتبار أن ذوي الاحتياجات الخاصة لهم الحق في الاستفادة من الخدمات والتسيهلات التي تقدمها الفنادق، والاستمتاع بها كغيرهم من النزلاء من دون اي تفريق. وتابع قائلا: نحن في فندق السلطان لدينا بعض المرافق التي تراعي حاجة ذوي الاحتياجات الخاصة، ولكن في الوقت ذاته هناك عدد من التعديلات التي يجب أن نجريها، وبالطبع سيتم ذلك بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة، وبإشراف مختصين يحددون هذه التعديلات وفقا ما هو معمول به عالميا، وبكل تأكيد نحن جاهزون لتطبيقها لنكون قادرين على تقديم التسهيلات لابنائنا من ذوي الاحتياجات.
وأشار قائلا: أهمية تطبيق هذه الفكرة يأتي من أن نسبة ذوي الاحتياجات الخاصة كبيرة جدا في العالم عموما، وفي الشرق الاوسط ومنطقتنا على وجه خاص، وبالتالي فلا يمكن اغفال هذه النسبة لأن لهم الحق في الاستفادة من الخدمات التي تقدمها الفنادق بداية، ومن ناحية اخرى هو امر ضروري من الجانب الانساني، بأن من حق المعاقين مشاركة الناس والمجتمع في جميع النشاطات المتاحة امامهم، بالاضافة إلى جانب حضاري كما ذكرنا، ويتمثل في الارتقاء بسمعة البلد، وصورته في عيون الاخرين، لان مراعاة الفنادق لحاجات جميع نزلائها وخصوصا اصحاب الاعاقات هو امر حضاري، وسيعكس الصورة الحضارية للبلد، كما هو موجود في اكثر البلدان العالمية تحضرا.
رأي المواطنين
في البداية اشار عبيدة الشمري إلى اهمية توقيع مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة للسياحة والمعارض ومركز الشفلح لذوي الاحتياجات الخاصة التي تقضي بوضع معايير جديدة لاستضافة طلاب المركز من قبل الفنادق العاملة في السوق القطرية، قائلا: مما لاشك فيه ان هذه المفكرة سيكون لها اهمية كبيرة ومهمة في المجتمع حيث ستساهم في دعم ذوي الاحتياجات الخاصة والقضاء على النظرة السلبية من قبل المجتمع اتجاههم كونهم لا يستطيعون الخوض في اي عمل ميداني، وانا على يقين بان مركز الشفلح عمل ومنذ افتتاحه وإلى الوقت الحالي اي بصورة مستمرة على تدريب طلابه وتأهليهم علميا وعمليا من اجل الخوض في مضمار العمل مستقبلا. ومن جانبه رأى خالد المنصوري ان توفير فرص للعمل والاماكن المناسبة لاقامة وتشغيل ذوي الاحتياجات الخاصة في الفنادق والمنتجعات نابع من الشعور الايجابي للمؤسسات والشركات العاملة في قطر تجاههم وللدور المهم والضروري الذي يمكن ان يمثلوه داخل المجتمع، قائلا: بعد ان تم توقيع مذكرة التفاهم بين هيئة السياحة ومركز الشفلح ستتشجع العديد من الجهات على احتضان الاشخاص من ذوي الاعاقة الحركية او العقلية البسيطة، سيما وان هناك العديد من مؤسسات الضيافة والفنادق قد عملت مسبقا على احتضان طلاب مركز الشفلح من خلال الاسواق الخيرية داخل اروقة الفندق والتي تعرض جزءا من اعمالهم اليدوية والحرفية التي تعلموها داخل المركز.
http://www.al-watan.com/data/2009030...asp?val=var3_
__________________
(( المسمى الجديد الآن هو الأشخاص ذوي الإعاقة وليس المعاقين أو ذوي الاحتياجات الخاصة بناء على طلبهم في اجتماعات اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في نيويورك .. الرجاء نسيان المسميات السابقة كلها ))
والله أحبك يا قطر ** قدّ السما وقدّ البحر ** وقدّ الصحاري الشاسعة ** وقدّ حبات المطر ** والله أحبك يا قطر **