إنه في السنوات الأولى من عمر الطفل تكون بعض المراكز العصبية والحسية في الجهاز العصبي لا تزال في طور التشكل، ما يجعل من السهل تعديلها وتطويرها .
كذلك فإن عدم الكشف عن المشكلة في مرحلة مبكرة يؤثر سلباً في مظاهر النمو الأخرى لدى الطفل
فعدم معالجة أنماط السلوك الحركي الشاذ لدى الطفل التوحيدي، يؤثر سلباً في مظاهر النمو الحركي والمعرفي لديه .
تلعب الخبرة المبكرة لدى الأهل دوراً مهماً ، من خلال إتباعهم منذ سنوات الأولى ، من عمر الطفل، الأساليب العلمية التربوية السليمة للتعامل مع طفلهم ، وبالتالي التقليل من السلوكيات غير المرغوب فيها، وذلك لما يتصف به الطفل في هذا العمر ، من المرونة والقابلية للتغيير، إضافة إلى تقليل الضغط والقلق، الناتجين عن عدم معرفتهم الطرق والأساليب المناسبة للتعامل مع طفلهم.
هناك دور كبير ومهم، تلعبه الخبرة المبكرة في حياة الطفل، تلك الخبرة التي يكتسبها الطفل من والديه ومن بيئته المحيطة به، فتأخر الأهل في الكشف عن مشكلة ما ، يعاني منها الطفل، يؤدي إلى التأخر في تقديم الخدمات المناسبة له، فالطفل التوحيدي مثلاً، الذي يعاني من ضعف شديد في اللغة، إذا لم تتوافر له الخدمات العلاجية المناسبة في مراحل مبكرة من عمره، أدى به ذلك إلى التأخير في النمو اللغوي.
وكمحصلة نهائية، ثبت أن التدخل المبكر يقوم بتسهيل تطوير نمو الطفل، إضافة إلى تقديم الدعم والمساعدة للأهل ، وإيصال الأهل والطفل التوحيدي إلى أقصى حد ممكن، من الإفادة والمساعدة لمجتمعهم.
تقوم المراكز المتخصصة بعلاج مرض التوحد، بزيادة وعي المجتمع بحاجات الأشخاص الذين يعانون من التوحد وأسرهم ومن يعتني بهم، كما تعمل على زيادة وعي وكفاءة المتعاملين مع الأشخاص، الذين يعانون من التوحد وأسرهم ومن يعتني بهم أيضاً، وتوفير الخدمات التربوية والنفسية والتأهيلية، والرعاية السليمة والدعم للأشخاص الذين يعانون من التوحد وأسرهم.
هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله و اصحابه اجمعين