ماهو التدخل المبكر؟
هو تقديم خدمات متنوعة طبية واجتماعيه وتربويه ونفسيه ،للأطفال دون السادسة من أعمارهم الذين يعانون من أعاقه أو تأخر نمائي أو الذين لديهم قابليه للتأخر أو الاعاقه
قد لا يعرف البعض معنى مصطلح (التدخل المبكر) في مجتمعنا العربي او السعودي بالاخص حيث انه لا وجود له بمؤسساتنا التعليميه الحكوميه حيث ينحصر على المؤسسات التعليميه الخاصه وبأسعار مبالغ بها ، ففي العالم العربي ليس هناك مركز للتدخل المبكر الا في الشارقه وهو المركز الوحيد الحكومي ، وعلى سبيل المثال بمنطقة جده اقل مركز للتدخل المبكر لذوي اضطراب التوحد بخمس الاف ريال شهرياً اي ان اصحاب الدخل المحدود لا يستطيعون الاستفاده من خدمات التدخل المبكر ، وتكمن اهمية التدخل المبكر انه كلما كان التدخل مبكراً اكثر كانت االفوائد بالنسبة للاطفال وأسرهم اكبر، ايضاً أن تدهوراً قد يحدث لدى الطفل المعوق بدون التدخل المبكر مما يجعل الفروق بينه وبين أقرانه غير المعوقين أكثر وضوحاً مع مرور الأيام ، أي بمعنى ان التدخل المبكر من الممكن ان يتدارك بعض الاضطرابات او الاعاقات النمائيه قبل تطورها في مراحل الدراسه الابتدائيه ، ومن اسباب عدم معرفة مصطلح التدخل المبكر ايضاً غياب الكشوف المبكره ومن المؤكد سيتم االتساؤل حول كيفية تحديد الفئات المستهدفه من البرامج الكشفيه ؟ إن الإجابة عن هذا السؤال ليست سهله فهي تتحدد في ضوء الأهداف المرجوة من الكشف , والمصادر والإمكانيات المتاحة في المجتمع المحلي .وبوجه عام ,غالباً ماتوجه الجهود الكشفيه نحو الفئات الرئيسيه التالية :
1- الكشف عن جميع الاطفال الذين تتراوح أعمارهم بين يوم واحد وخمس سنوات ،وينفذ هذا الإجراء عادة في موقع مركزي او في مواقع عديدة في المجتمع .
2- الكشف عن الاطفال من فئات عمريه معينه (مثلاً:الاطفال من يوم واحد إلى 18شهراً، أو أطفال الروضة ، وهكذا )إن هذا الاجرء يقود الى التركيز على فئات بعينها ولكنه في الوقت ذاته لا يغفل الفئات الأخرى .
3- الكشف عن الاطفال في منطقه جغرافيه محدده .
4- الكشف عن الاطفال الذين يتم إحالتهم من قبل :
أ- المؤسسات. ب- المعلمين . ج-أولياء الامور.
ولقد اصبح ممكناً في الاونة الاخيره الكشف عن عدة اضطرابات لدى حديثي الولادة وذلك من خلال سحب عينات من الدم وتحليلها . ومن تلك الأضطرابات مثلاً قصور الغدة الدرقية الولادي الفينل كيتون يوريا المعروف اختصاراً بـ( pku) والجدير بالذكر ان التعرف المبكر على مثل هذه الحالات المرضيه ومعالجتها قبل حدوث تلف من الدماغ يمنع حدوث التخلف العقلي .ولا ننسى ان هناك عوامل اخرى تقف عائقاً أمام التدخل المبكر ومن تلك العوامل :
• نزعة اولياء الامور للأنتظار أو توقع حلول أو علاجات سحريه لمشكلات أبنائهم
• عدم رغبة أولياء الامور في الاقتناع بأن طفلهم معوق لأن ذلك يبعث الخوف في نفوسهم بسبب اتجاهات المجتمع بوجه عام نحو الإعاقة .
• تعامل الاطباء مع الاعاقه من منظور طبي فقط مما يدفعهم الى تبني مواقف متشائمه حيال امكانية تحسن الطفل .
• لجوء الاشخاص المحيطين بالاسره الى تبريرات وافتراضات واهية لطمأنة الاسره وشد ازرها مما يقود الى توقع حدوث معجزات تساعد الطفل على التغلب من الاعاقه او حتى منها بدون تدخل .
وهذه الاسباب كفيله بأن تجعل موقف الطفل في حرج فالسنوات التي تليها فمن ضمن التحديات فإن اتفاقاَ عاماَ على أن حوالي (10%) من الأطفال في سن ما قبل المدرسة في أي مجتمع لديهم إعاقة أو انهم في وضع غير مطمئن بمعنى ان اعاقة ما قد تتطور فـ (10%) ليس بالرقم السهل على أي مجتمع وانه امر قد يؤثر على المجتمع باكمله فإن هذه الفئة لها حق على الاسره وعلى الوطن كما فرضه الاسلام على القادرين من حقوق في اموالهم تدفع الى المحتاجين في صورة زكاة كما دعا الى البر بجميع وجوهه ( وفي اموالهم حق للسائل والمحروم )
كما دعا الرسول عليه الصلاة والسلام الى مساعدة الضعفاء (ابغوني في ضعفائكم , فانما تنصرون وترزقون بضعفائكم) ولا ننسى ان الاسلام هو اول دين اهتم بهذه الفئه فهذا الخليفة الاموي عمر بن عبدالعزيز جعل لكل مقعدين خادماَ يقوم على شؤونهم ولكل كفيف غلاما يدله(دليل) ويعتبر المسلمون اول من اتاحوا فرصة التعليم الرسمي للمكفوفين وذلك من خلال المدارس الموجوده في المساجد مثل الجامع الازهر والذي يعتبر من اقدم الجامعات في العالم حيث انشئ عام 1961ميلادي فعندما نرى او نسمع مثل هذه الامثله من ديننا الاسلامي نشعر بالعزه ويجب ان نحول هذا الشعور الا واقع لكي يشعروه الاجيال التي تلينا لكي يعلمون ان جيلنا لم يقصر مع هذه الفئه ولكي نصبح قدوه لهم لا خيبة امل .
نايف الزهراني