#1  
قديم 05-22-2013, 07:34 PM
الصورة الرمزية معلم متقاعد
معلم متقاعد معلم متقاعد غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 1,190
افتراضي

 


أسباب القلق :-
1-الاستعداد الوراثي وقد تختلط العوامل الوراثية بالعوامل البيئية .
2-الاستعداد النفسي : الضعف النفسي العام – الشعور بالتهديد الداخلي أو الخارجي – التوتر النفسي الشديد – الأزمات والصدمات النفسية – الشعور بالذنب والخوف من العقاب وتوقعه – مخاوف الطفولة الشديدة – الشعور بالعجز والنقص – قد يؤدي فشل الكبت إلى القلق بسبب التهديد الخارجي الذي يواجه الفرد أو لطبيعة الضغوط الداخلية التي تسببها الرغبات المُلحّة ، ومن الأسباب النفسية الصراع بين الدوافع والاتجاهات والإحباط (زهران ، 2001م) وأيضاً الافتقار للأمن ، فالسبب الرئيسي للقلق هو انعدام الشعور الداخلي بالأمن عند الطفل وكذلك فإن الشكوك تعتبر مصدراً آخر .( العزة ، 2002م)
3-مواقف الحياة الضاغطة ، الضغوط الحضارية ، الثقافية والبيئية الحديثة ومطامح المدنية المتغيرة والبيئة القلقة المشبّعة بعوامل الخوف والهم ومواقف الضغط والوحدة والحرمان وعدم الأمن ، اضطراب الجو الأسري وعدوى القلق وخاصةً من الوالدين .
4-مشكلات الطفولة والمراهقة والشيخوخة ومشكلات الحاضر التي تنشّط ذكريات الصراعات في الماضي والتنشئة الأسرية الخاطئة .
5-التعرض للحوادث الحادة والخبرات الجنسية الصادمة خاصة في الطفولة والمراهقة ، الإرهاق الجسمي ، التعب ، المرض ، ظروف الحرب .
6-عدم التطابق بين الذات الواقعية والذات المثالية وعدم تحقيق الذات .( زهران ، 2001م)
أما (العزة ، 2002م) فيرى أن أسباب القلق تندرج في النقاط التالية :-
7-عدم الثبات في معاملة الطفل سواءً كان المعلم في المدرسة أو الأب في البيت واللذان يتصفان بعدم الثبات في معاملته يكونان سبباً آخر في القلق عنده .
8-الكمال والمثالية عندما تكون توقعات الكبار من الأطفال أن تكون انجازاتهم هامة وغير ناقصة تشكل مصدراً من مصادر القلق عندهم ويأتي قلق الأطفال بسبب عدم قيامهم بالعمل المطلوب منهم بشكل تام .
9-الإهمال حيث يشعر الأطفال عادة بأنهم غير آمنين عندما لا تكون هناك حدود واضحة . إن حاجتهم إلى الثقة والخبرة يُشعران الأطفال بالضياع وبالتراجع ، إنهم يفتقرون إلى توجيه سلوكياتهم لتصبح تسرّ الآخرين وتسرّهم أنفسهم ، حيث أنهم يبحثون عن حدود يحددها لهم الكبار، وبعض الأطفال يتصرفون كما لو أنهم يرغبون في أن يُعاقبوا من أجل أن يعرفوا ردّ فعل الكبار الواضح.
10-إن النقد الموجّه من الرفاق والراشدين للأطفال يجعلهم يشعرون بالقلق والتوتر ، وبالشكوك في أنفسهم . إن التحدث عنهم وعن سيرتهم يقودهم إلى القلق الشديد خاصةً إذا عرف الأطفال بأن الآخرين يقومون بعملية تقييم لهم أو محاكمتهم بطريقة ما ، وكذلك فإن الاختبارات المراوغة أو قيامهم بأداء معين يمكن أ يثير القلق لديهم .
11-بعض الراشدين يثق بالأطفال كما لو كانوا كباراً . إن نضج الأطفال قبل الأوان يكون سبباً في القلق عندهم ، وعندما نتكلم مع الأطفال عن مشاكلنا كآباء فإن موجات من القلق سوف تجتاحهم لأنهم سوف يقلقون في المستقبل وسوف يشعرون بالتعب والإعياء كما لو أنهم يريدون القيام بعمل ما لمساعدتنا . وحتى الأولاد الأذكياء و الذين يشعرون بأنهم مغمورون بالحب إلاّ أن مشاكل الكبار تشوشهم وتقلقهم .
12-يشعر الأطفال بالقلق عندما يعتقدون بأنهم قد ارتكبوا خطأً وتصرفوا بشكل غير معقول وملائم ، وبعض الأطفال يشعرون بالقلق بمجرد أنهم يتخيلون ضرب الآخرين أو التسبب بالآم لهم ، حيث أنهم لا يميزون بين مجرد التفكير والقيام بالعمل .كما أن الأطفال المماطلين يقلقون بدلاً من أن يعملوا حيث يستحوذ عليهم القلق .
13- يكون الأطفال على الغالب قلقين كآبائهم ، يتعلم الأطفال كيف يقلقون وكيف يبحثون عن الغضب من خلال مراقبة آبائهم وهم يعاملون مع المواقف بكل توتر واهتمام .
14-الإحباط الكثير يسبب الغضب والقلق ، إن الأطفال لا يستطيعون التعبير عن الغضب بسبب اعتمادهم على الراشدين ولذلك فهم يعانون من قلق مرتفع ، ومصادر الإحباط عديدة منها:-
o يشعر الأطفال بأنهم غير قادرين على الوصول إلى أهدافهم المختلفة .
o يشعر الأطفال بأنهم لم يعملوا جيداً في المدرسة مع الأصدقاء أو الأقران .


أنواع القلق :-
1- قلق الهلع Panic anxiety : يظهر بوصفه إحساساً بالرعب أو الفزع من موضوعات محددة كما في حالة المخاوف المرضية ( الخوف من الأماكن المفتوحة ، الخوف من الزحام ).
2- القلق العام Generalized anxiety : ويعتبر الشخص مصاباً بالقلق إذا عانى من ستة أعراض أو أكثر من هذه الأعراض مرة كل شهر وعلى نحو دوري :-
- التوتر الحركي Motor tension : الرعشة ، التنميل ، الشعور بالاهتزاز ، التوتر العضلي ، عدم الارتياح ، القابلية للتعب .
- زيادة النشاط الاستشاري للجهاز العصبي اللاإرادي Automatic hyperactivity :وتتمثل في صعوبة التنفس ، برودة الأطراف ، جفاف الحلق والفم ، الإسهال المتكرر ، الغثيان ، الاحمرار خجلاً ، التبول المتكرر .
- الحرص والتيقظ Vigilance & Seanning : حيث صعوبة التركيز والأرق واضطرابات النوم وسرعة التهيج .
3- الرهاب Phobias : وتُحدد في ثلاثة أنواع من رهاب الأماكن العامة وهي الخوف من الأماكن العامة Agora phobia ، الرهاب الاجتماعي Social phobia مثل الخوف من مواقف يجد فيها الشخص أو يتصور أنه أصبح محاصراً بنظرة الآخرين وهذا الاضطراب غالباً ما يبدأ في الطفولة المتأخرة أو المراهقة ، وعادةً ما يكون مزمناً ،والرهاب البسيط Simple phobia ( الخوف من الأماكن العالية – الخوف من الأماكن المغلقة - الخوف الأحادي البعد كالخوف من الكلاب والثعابين والحشرات ...الخ ).
4- اضطراب الوسواس القهري : وينقسم إلى وساوس Obsession وأفعال قهرية Compulsive
5- اضطرابات ضغوط ما بعد الصدمة : وهي نتاج موقف صدمي ، من شأنه أن يولد أعراض القلق على النحو السابق الإشارة إليه .( عيد ، 2000م)


رأي المدارس النفسية في القلق :-
تعددت الآراء والنظريات التي حاولت تفسير القلق كحاله وستتعرض الباحثة في إيجاز لبعض هذه النظريات، كما يلي:
أولاً: نظريه التحليل النفسي Psychological Analysis theory:
أشار علاء كفافي، وفاء صلاح الدين، أحمد روبى (1990، 575 - 578) عن فرويد Freud أن مشاعر القلق تعنى اقتراب دوافع الهيى والأفكار غير المقبولة والتي تعاونت الأنا مع الأنا الأعلى على كبتها من منطقه اللاشعور، ولذلك تكون وظيفة القلق هنا إنذار الأنا لكي يحشد مزيداً من القوى الكابتة ليمنع المكبوتات من الإفلات من أثر اللاشعور والنفاذ إلى الشعور.
وأوضح فرويد أن القلق يختلف عن بقيه العواطف الأخرى مثل الغضب والاكتئاب النفسي، وذلك لما يسببه القلق من تغيرات فسيولوجية داخليه في الإنسان وأخرى خارجية تظهر عليه ملامحها بوضوح.
وقد ميز فرويد بين ثلاث صور للقلق كل واحده تقابل المنظومات النفسية للشخصية حسب افترا ض نظريته وهى: القلق الموضوعي: وتقابل الأنا، القلق العصابي ويقابله الهو، القلق الأخلاقي ويقابله الأنا الأعلى.
1- القلق الموضوعي Reality anxiety : ويطلق عليه قلق الواقع وهو اقرب أنواع القلق إلى السواء وهو ينتج عن إدراك الفرد لخطوباً في البيئة وهو يشبه ما أسماه "سبيلبرجر" بقلق الحالة أي انه ينشأ عن مصادر خطر حقيقية أو مثيرات خارجية في البيئة.
2- القلق العصابي Neurotic anxiety : وهو ينشأ نتيجة محاوله المكبوتات الإفلات من اللاشعور والنفاذ إلى الشعور والوعي وهو يرجع إلى عامل خارجي، وهو يقابل الهي الغريزية.
3- القلق الأخلاقي Moral anxiety: وهو ينشا نتيجة تحذير أو لوم الأنا الأعلى للأنا عندما يفكر في الإتيان بسلوك يتعارض مع القيم والأخلاق التي يمثلها الأنا الأعلى، ومصدر هذا القلق هو الخوف من تجاوز المعايير الاجتماعية والخلقية وما يترتب على ذلك من شعور بالخزي والإثم والخجل.
وأشار الهواري، الشناوي (1987، 172: 196) إلى إن هورني Horni أضافت نوع آخر من القلق أطلقت عليه القلق الأساسي والذي أرجعته إلى العداوة التي تتولد من الطفل نتيجة للخبرات المهددة لأمنه والتي يمارسها الوالدان معه، في صوره حيل الدفاع النفسي كأحد الأسلحة التي يستخدمها في معركته مع القلق.
ويتضح مما سبق أن تلك النظرة الفرويدية هي نظره من جانب واحد إلى النفس البشرية وهو الجانب المادي، حيث ركز في نظريته على الصراع بين العقل والمبادئ والأخلاق من اجل التحكم في الغرائز، وفى هذا تبسيط مخل في تفسير السلوك الإنساني المعقد.
ثانياً: المدرسة الإنسانية " Humanistic School":
أشار حميدان (1988، 109: 111) إلى أن أصحاب المذهب الإنساني يرون أن القلق هو الخوف من المجهول وما يحمله المستقبل من أحداث قد تهدد وجود الإنسان وإنسانيته وتؤكد هذه المدرسة أن كل إنسان يسعى لتحقيق وجوده عن طريق استغلال إمكانياته وتنميتها، والاستفادة منها إلى أقصى درجه ممكنة في تحقيق حياه إنسانية راقيه ويشعر الفرد بالسعادة بالقدر الذي يحقق به ذاته، ويشعر بالضيق والتوتر النفسي بنفس القدر الذي يفشل فيه في تحقيق ذاته، وعلى ذلك فكل ما يعوق محاولات الفرد لتحقيق ذاته يثير قلقه، وهذا يعنى أن مثيرات القلق عند المدرسة الإنسانية ترتبط بالحاضر والمستقبل بعكس مدرسة التحليل النفسي التي تعزى أسباب القلق للماضي حيث تشير إلى أن الاستعداد للقلق ينمو من خلال خبرات مؤلمه تعرض لها الشخص في حياته خاصة في مرحلة الطفولة.
والاتجاه الوجودي كأحد روافد المدرسة الإنسانية يعتقد أن القلق ينشأن عند الفرد إذا فشل فى معرفه مغزى وجوده والهدف من حياته، وهو القلق الذي يعرف كثير في الكتابات النفسية بالقلق الوجودي (كفافي ، روبي، 1990، 575 - 578)
ويتضح مما سبق تركيز تلك المدرسة في تفسيرها للقلق على الحاضر والمستقبل وفى ذلك تجاهل لماضي الفرد والذي قد يساهم في تشكيل حقيقة الحاضر وطموحات المستقبل، كما ان خبرات الماضي سواء كانت سعيدة أو مؤلمه يتم تخزينها في الذاكرة بعيده المدى وقد ينعكس ذلك على اتزان الفرد الانفعال أثناء مواقف التقويم والتي ربما تهدد ذات الفرد.
ثالثاً: النظرية السلوكية Beheviouristic theory:
أشار كفافى، روبي (1990، 575: 578) إلى أن أصحاب النظرية السلوكية يرون القلق كسلوك متعلم من البيئة التي يعيش فيها الفرد تحت شروط التدعيم الايجابي والسلبي، وتفسر النظرية السلوكية قلق الحالة في ضوء الاشتراط الكلاسيكي، وهو ارتباط مثير جديد بالمثير الأصلي، وبذلك يصبح المثير الجديد قادراً على استدعاء الاستجابة الخاصة بالمثير الأصلي، وهذا يعنى أن مثيراً محايداً يمكن أن يرتبط بمثير آخر من طبيعته أن يثير الخوف، وبذلك يكتسب المثير الجديد صفه المثير المخيف ويصبح قادراً على استدعاء استجابة الخوف، ولما كان هذا الموضوع لا يثير بطبيعته الخوف فإن الفرد يستشعر هذا الخوف المبهم الذي هو القلق.
ويتضح من النظرية السابقة التبسيط الشديد لمظاهر السلوك الإنساني المعقد، حيث اقتصر تفسيرهم على العلاقة بين المثير والاستجابة، كما أن هناك خلط واضح بين مفهوم القلق والخوف، فالخوف Fear ينشأ كنتيجة لمثير واضح مصدره، أما القلق Anxiety ربما ينشأ من مثير غير محدد، فإذا كان الفرد يستطيع تحديد ما يثير خوفه فإنه يجد صعوبة في تحديد ما يثير قلقة.
وأشار على شعيب (1987، 296) عن سبيلبرجر Spielberger أن كلا من الخوف والقلق ما هما إلا انفعال إنساني ظهر منذ القدم كرد فعل طبيعي وكوسيلة دفاع تكيفيه مع المواقف المتسمة بالخطر.
رابعاً: مدرسة الجشطلت:
أشار الهواري، الشناوي (1987، 172: 196) إلى أن أصحاب تلك المدرسة يرون القلق كتعبير عن جشطلت ناقص أو عمل لم يتم وأن القلق يعبر عن عدم التطابق بين الذات والخبرة، فإذا مر الفرد بخبره ما قد لا تكون مهمة عنده لذلك لا يستطيع أن يعيها ويحاول تجنبها أو معرفتها بشكل مشوه، وإذا كانت مهمة بالنسبة له فيحاول أن يدمجها في ذاته، ولكن هذه الخبرة قد لا تتفق مع شروط الأهمية التي تمت مع الفرد وبذلك فإنه لا يستطيع أن يرمز هذه الخبرة بدقة في الوعي، وقد يرمزها بشكل به قصور ولذلك فإن حيل الدفاع النفسي تكون هي الوسيلة الوحيدة لتجنب القلق الناشئ عن عدم التطابق بين الخبرة والذات، وأشار فرانكل Frankl إلى ما اسماه بقلق الفراغ الداخلي وهو الذي ينشأ نتيجة انعدام معاني الحياة عند الفرد، وهو نوع من القلق الوجودي.
ويتضح مما سبق أن بتلك الرؤية لمدرسة الجشطلت قصور في استعراض الأسباب المؤدية إلى القلق، حيث ترى أن عدم التطابق بين الذات والخبرة هما السبب في حاله القلق في حين أن هناك الأسباب الكثيرة والمتشعبة المؤدية إلى القلق.
خامساً: رأى الإسلام:
أشار الهوارى، الشناوي (1987، 172: 196) أن الإمام الغزالي يرى أن القلق حاله من حالات الضعف والخضوع والاستسلام وكلها صفات لا يتصف بها المؤمن الحقيقي الذي أخلص العبادة لله وحده، وأحسن العمل لأن هذا المسلم يتسم بنفس مطمئنه تزداد اطمئناناً بالقرب من الله، وهى بذلك ليست بحاجه إلى حيل دفاعيه للتخلص من القلق وإنما هي في حاجه إلى مواجهة ذاتيه وتصميم ذاتي مستمر يجعل الاطمئنان سمتها في كل وقت، وان تلك النفس الساكنة المطمئنة التي دفعت هواجسها بعيداً واسترسلت مع الله واستطاعت أن تقهر غلبه هوى النفس وغواية الشيطان وميزت بين الخاطر الشيطانى والخاطر الربانى... قال تعالى " وهو الذي انزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم" صدق الله العظيم . (سورة الفتح 4).
ويتضح مما سبق أن ذلك هو ابسط وأدق تفسير لحاله القلق بل وعلاجها والتخلص من تلك الحالة.

 

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-22-2013, 07:35 PM
الصورة الرمزية معلم متقاعد
معلم متقاعد معلم متقاعد غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 1,190
افتراضي

 

النتائج والآثار التي يخلفها القلق على الإنسان بشكل عام:-
1- القلق يؤدي إلى تشتيت التفكير وعدم القدرة على التركيز أو اتخاذ القرار في الموضوعات التي تواجه الإنسان.
2- القلق يؤدي إلى الشعور بالعجز وفقدان الأمن وعدم السعادة والرضا.
3- أن القلق الزائد يقف عقبة شديدة في طريق التعليم.
4- القلق يتسبب في قرارات طائشة وسلوك غير سوي يحاول به الفرد تغيير حالة القلق التي تسيطر عليه ، وقد يوقفه هذا السلوك تحت طائلة القانون أو يزيد من إحساسه بالإثم الذي يؤدي إلى ازدياد القلق وإلى تردي حالته.
5- قد يؤدي القلق إلى أمراض جسمية خطيرة فمثلاً بعض الغدد يزداد إفرازها توقعاً لحالة الخطر، هذا الخطر الذي لا يحدث ولا ينتهي أبداً. ومع استمرار إفرازات هذه الغدد يؤدي الأمر إلى اضطرابات جسمية.
6- مع استمرار القلق و ازدياد الصراعات قد يتطور الأمر إلى أمراض نفسية أخرى أشدّ وأخطر فالقلق مقدمة لجميع الأمراض النفسية والعقلية .
7- القلق يؤدي إلى انفصام في الشخصية وفي العلاقات مع الآخرين ، فينعزل الفرد عنهم وبالتالي تزداد دائرة المرض حول إحكاماً وشدة .
8- يؤثر القلق على مستوى الإنتاج لدى الفرد فيضطرب عمله ويقل إنتاجه . ( الهواري 1986م)
علاجات القلق نفسياً:-
القلق ظاهرة لا تقتصر على المرضى النفسيين فقط ، بل هو عام في شرائح المجتمع جميعا ، لا يفرق بين دولة غربية وأخرى شرقية ، يصيب الغني كما يصيب الفقير ، ويحل بالكبير كما يحل بالصغير ، وينتقل إلى القوي كما ينتقل إلى الضعيف ، يصول ويجول بين الرجال والنساء ، والصغار والكبار ، والمتعلمين وغير المتعلمين ، إنها الظاهرة الفريدة والآفة العصرية التي ليست من مقامات الدين ، ولا من منازل السائرين والمتفائلين ، بل هي أقرب إلى مكائد الشيطان ووساوسه . وهناك أساليب مختلفة ومتعددة للسيطرة على القلق الذي تعاني منه النفس وإن كانت هذه الأساليب في مجموعها ليست أساليب سوية مألوفة صحيحة، بل إن البعض منها ملتوٍ غير سليم من وجهة نظر الصحة النفسية. ويمكن أن نضعها تحت تعريف محدد وهو "الحيل الدفاعية" والتي تكون عن أحد طريقين:
أ) انكسار الدوافع أو الذكريات، وذلك مثلما يحدث في حالات فقدان الذاكرة التي يمكن شفاؤها.
ب) مسخ هذه الدوافع أو الذكريات وتشويهها وذلك مثلما يحدث في التبرير والإسقاط ويمكن أن نستعرض عدداً من هذه "الحيل الدفاعية":
1- التبرير: التبرير ليس معناه أن تكون كل تصرفاتنا معقولة، ولكن معناه أن نبرر سلوكنا حتى يبدو في نظرنا معقولاً، وهو يعد حيلة دفاعية لأنه يمكّن الفرد من تجنب الاعتراف بما يدفعه إلى سلوكه غير المعقول، الناتج عن دوافع غير مقبولة. والتبرير يختلف عن الكذب تمام الاختلاف، إذ أن التبرير هو عملية لا شعورية يقنع فيها الفرد نفسه بأن سلوكه لم يخرج عما ارتضاه لنفسه عن قيم ومعايير، في حين أن الكذب عملية تزييف شعورية إرادية، غايتها تشويه الفرد لوجه الحقيقة، وهو على علم بما يفعل، وبأن ما يصوره للناس ويحاول إقناعهم به ليس صحيحا بل هو مجرد محض خيال.
2- الإسقاط: يمكن تعريفه بأنه هو: " أن تنسب ما في نفسك من صفات غير معقولة إلى غيرك من الناس، بعد أن تجسمها وتضاعف من شأنها، وبذلك تبدو التصرفات كلها منطقية معقولة، ومثال ذلك أن يلجأ الطالب إلى أن يقنع نفسه بأن كل ما عداه من الطلاب يغشون في الامتحانات، وذلك حتى لا يبدو غشه في نظره نقيصة من النقائص، أو رذيلة يتفرد بها، وإنما يصبح غشه مجاراة منه لسائر زملائه، ومسايرة منه لهم.
ومن هنا يتبين أن " الإسقاط" نوع من "التبرير" وأنه كثير الشيوع في تصرفات جميع الناس.
3- التقمص: التقمص يشبه التقليد في الغالب، وأن كان يختلف عنه في بعض النواحي ففي التقليد يتخذ المرء من سلوك غيره نموذجاً ومثالاً يحتذ به، فالطفل يلذّ له أن يقلد والده، ويرتدي ملابس الكبار، ويميل إلى أن ينهج نهجهم في تصرفاتهم، بيد أن المرء لا يتقمص أفعال وحركات وتصرفات الفرد الذي يقلده إلا إذا كان يكنّ له الحب في قلبه ووصلت درجة الإعجاب به إلى حدّ التشبع. والتقمص الحق لا يقتصر على التقليد فحسب بل يتضمن شعور الفرد بأنه أصبح في الخيال والوهم الشخصية المتقمصة ذاتها، فيحس بنجاحه وفشله، وفرحه وحزنه، والتقمص والتقليد لازمان من أجل نمو شخصية الفرد، إذ لابد للطفل من أن يتعلم القيام بدور "ما" في الحياة، وهو لا يستطيع أن يخرج من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرشد والنضوج إلا بأن يتخذ لنفسه نموذجاً صالحاً يحتذ به ونموذج الطفل والده ونموذج الطفلة والدتها ولا يكفي في ذلك عملية التقليد البحتة بل لابد من عملية الامتصاص.
4- الكبت: الكبت هو الوسيلة التي يتقي بها الإنسان إدراك توازنه ودوافعه التي يفضل إنكارها، وهو يتميز عن قمع الإنسان لنوازعه، فالكبت نوع من تهذيب الذات للذات، في حين أن القمع هو خضوع النفس لنواهي المجتمع وتصرفاته. والكبت الكامل يؤدي إلى النسيان، واختفاء الدوافع غير المقبولة اختفاءً تاماً كاملاً عن وعي الفرد وإدراكه، بيد أن الكبت لا يكون تاماً وكاملاً في معظم الأحيان، ولذلك تلتمس الدوافع والنوازع وسائل أخري غير مباشرة تعبر بها عن نفسها.
5- الإبدال: الإبدال هو أفضل "الحيل الدفاعية" على الإطلاق في حلّ المشكلات، وإنقاص حدّة التوتر، دون أن يترتب على ذلك اطلاع الناس أو الفرد على ما لديه من دوافع غير مقبولة أو نزعات يحرمها المجتمع، وعن طريق الإبدال يعمل الفرد من أجل أهداف صالحة تختلف كل الاختلاف عن الأهداف الأصلية غير المقبولة، ويحاول أموراً ينتظر له فيها من النجاح ما لا ينتظر له في غيرها. (عبد المتجلي، الغامدي، 1986م).
6- معرفة السبب وراء القلق وتناول هذا السبب بموضوعية . والوصول إلى السبب أو الأسباب " التي قد تعود إلى مرحلة الطفولة " يتم عن طريق الاستقراء الذاتي أو التأمل أو التحليل النفسي أو العلاج الجماعي .
7- الاسترخاء .
8- العلاج الطبي بالأدوية المهدئة . ( السباعي ،1986م)
تهدف Lumpkin " 1999م " إلى دراسة مدى فاعلية علاج سلوكي معرفي جمعي " GCBT " في التعامل مع أنواع غير متجانسة من اضطرابات القلق لدى عينة من الأطفال والمراهقين قوامها 12 طفلاً و 12 مراهقاً ، تتراوح أعمارهم ما بين 6 إلى 17 سنة ، شخصت أنواع قلق المجموعتين وفقاً لمعايير الدليل التشخيصي و الإحصائي " DSMVI " ، حيث قسمت أنواع القلق إلى اضطراب العصاب القهري ، المخاوف البسيطة ، اضطراب قلق الانفصال ، الرهاب الاجتماعي ، اضطراب القلق العام ، وقسمت المجموعتين إلى ثمان مجموعات ، كل مجموعة تحتوي على 3 أطفال أو مراهقين ، وطُبق عليهم العلاج السلوكي المعرفي ، وأسفرت النتائج بعد فترة تتراوح ما بين 6 شهور إلى سنة إلى القليل من حدّة الأعراض المرضية لدى الأنواع المتباينة من القلق ، وقد أظهرت النتيجة المحورية للبحث مدى فاعلية العلاج السلوكي المعرفي في علاج اضطراب القلق . ( Lumpkin , 1999 )
القلق النفسي العام :-
وتعريف القلق النفسي العام هو :" حالة من القلق المستمر الزائد عن الطبيعي يشعر به المريض بصورة مزعجة ، لا يستطيع معها التكيف أو القيام بأعماله اليومية أو المشاركة في الحياة الاجتماعية " ويكون هنا المريض في حالة قلق - عصبية – كثير الاهتمام بالأمور الصحية والعائلية ، دائم التوقع السيئ ويستثار من أقل مؤثر خارجي أو داخلي ، له ردود أفعال عصبية وعنيفة وغير متناسبة مع حجم الفعل الأساسي . ( رضا ،2008م)
ويتصف مرض القلق العام بالقلق المستمر والمبالغ فيه والضغط العصبي. ويقلق الأشخاص المصابين بالقلق العام بشكل مستمر حتى عندما لا يكون هناك سبب واضح لذلك. و يتركز القلق العام حول الصحة أو الأسرة أو العمل أو المال. وبالإضافة إلى الإحساس بالقلق بشكل كبير مما يؤثر على قدرة الإنسان على القيام بالأنشطة الحياتية العادية، و يصبح الأشخاص المصابين بالقلق العام غير قادرين على الاسترخاء ويتعبون بسهولة ويصبح من السهل إثارة أعصابهم ويجدون صعوبة في التركيز وقد يشعرون بالأرق والشد العضلي والارتعاش والإنهاك والصداع. وبعض الناس المصابين بعرض القلق العام يواجهون مشكلة القولون العصبي. ويختلف مرض القلق العام عن أنواع القلق الأخرى في أن الأشخاص المصابين بهذه الأعراض عادة يتجنبون مواقف بعينها. ولكن، كما هو الحال في أعراض القلق الأخرى، فإن مرض القلق العام قد يكون مصحوبًا بالاكتئاب والإدمان وأعراض القلق الأخرى. وبشكل عام فإن المرض يبدأ في الطفولة أو المراهقة. ويحدث هذا المرض عادة في النساء أكثر من الرجال ويبدو أنه شائع في عائلات بعينها. ويؤثر هذا العرض في 2-4% من الأفراد سنويًا. ( أبو العزائم ،2008م) .
في بحث منشور عن العوامل الحاسمة في عضوية المراهق المعاق جسمياً في مجموعة العلاج الجماعي ( Bill weinman ) بيل وينمان ، تم إحالة 14 مراهقاً وشاباً معاقين جسمياً من سن 16 -20 سنة لمجموعة العلاج النفسي عن طريق عيادة العلاج المهني التابعة للمدرسة الثانوية والمشكلات التي ذكرت بشأنهم هي :-
1- ضعف الاستجابة الانفعالية .
2- ضعف التكيف السلوكي بالنسبة لبيئة المدرسة والبيت .
وقد تم تقسيم الطلاب إلى مجموعتين :-
1- مجموعة تضم مراهقين من صغار السن وكبار السن .
2- مجموعة تضم مراهقين من كبار السن .
وكان التقسيم بناء على العمر الزمني والتقدير الاجتماعي العام للمهارات الاجتماعية بحسب المقابلة الإكلينيكية والتقدير الشامل لقضايا نوع النمو التي قد تعامل معها الفرد . ولم يستخدم نوع تشخيص العجز الجسمي كمعيار لعضوية المجموعة . وبالتركيز على المجموعة الأولى لأن أعضاءها ذوو تشخيص طبي متنوع ، ولأن أعضاء هذه المجموعة أظهروا قدرة على اتخاذ القرار على نحو مستقل فيما يتصل بانتظامهم في العلاج الجماعي ، وتتألف مجموعة الدراسة المختارة من 5 ذكور و3 إناث . وكانت موضوعات المناقشة المثارة في العلاج يحددها الأعضاء بأنفسهم ، وقبل البدء في العلاج تم تطبيق مقياس Piers-Harris لمفهوم الذات لدى الأطفال ( Piers , 1984 ) والذي يتألف من 80 بنداً باستخدام نعم / لا ، والاستبيان يتناول ستة عوامل :" السلوك ، الذكاء ، الحالة التعليمية ، المظهر الجسمي ، وسمات القلق والتقبل والسعادة والرضا " . ويمكن تقسيم الأفراد تشخيصياً إلى مجموعتين :-
1- الذين يتعاملون مع إعاقتهم طوال حياتهم .
2- الذين حصلت إصابة الإعاقة لديهم مؤخراً أو بسبب مرض مدمر .
وكانت النتائج أن الذين أنهوا عضويتهم في مجموعة المعالجة قد أظهروا قلقاً دالاً على مقاييس مفهوم الذات أقل من الذين بقوا في مجموعة المعالجة . كما أم مستويات القلق المنخفض من قبل المراهقين حديثي الإعاقة أو ممن ظروفهم غير مستقرة قد تعكس الفارق بين المجموعات في تقدم نموهم في التعامل مع حالات الإعاقة لديهم . (Weinman,1987)

 

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-13-2014, 02:34 AM
ليدومان ليدومان غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2014
المشاركات: 19
افتراضي

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معلم متقاعد مشاهدة المشاركة
النتائج والآثار التي يخلفها القلق على الإنسان بشكل عام:-

1- القلق يؤدي إلى تشتيت التفكير وعدم القدرة على التركيز أو اتخاذ القرار في الموضوعات التي تواجه الإنسان.
2- القلق يؤدي إلى الشعور بالعجز وفقدان الأمن وعدم السعادة والرضا.
3- أن القلق الزائد يقف عقبة شديدة في طريق التعليم.
4- القلق يتسبب في قرارات طائشة وسلوك غير سوي يحاول به الفرد تغيير حالة القلق التي تسيطر عليه ، وقد يوقفه هذا السلوك تحت طائلة القانون أو يزيد من إحساسه بالإثم الذي يؤدي إلى ازدياد القلق وإلى تردي حالته.
5- قد يؤدي القلق إلى أمراض جسمية خطيرة فمثلاً بعض الغدد يزداد إفرازها توقعاً لحالة الخطر، هذا الخطر الذي لا يحدث ولا ينتهي أبداً. ومع استمرار إفرازات هذه الغدد يؤدي الأمر إلى اضطرابات جسمية.
6- مع استمرار القلق و ازدياد الصراعات قد يتطور الأمر إلى أمراض نفسية أخرى أشدّ وأخطر فالقلق مقدمة لجميع الأمراض النفسية والعقلية .
7- القلق يؤدي إلى انفصام في الشخصية وفي العلاقات مع الآخرين ، فينعزل الفرد عنهم وبالتالي تزداد دائرة المرض حول إحكاماً وشدة .
8- يؤثر القلق على مستوى الإنتاج لدى الفرد فيضطرب عمله ويقل إنتاجه . ( الهواري 1986م)
علاجات القلق نفسياً:-
القلق ظاهرة لا تقتصر على المرضى النفسيين فقط ، بل هو عام في شرائح المجتمع جميعا ، لا يفرق بين دولة غربية وأخرى شرقية ، يصيب الغني كما يصيب الفقير ، ويحل بالكبير كما يحل بالصغير ، وينتقل إلى القوي كما ينتقل إلى الضعيف ، يصول ويجول بين الرجال والنساء ، والصغار والكبار ، والمتعلمين وغير المتعلمين ، إنها الظاهرة الفريدة والآفة العصرية التي ليست من مقامات الدين ، ولا من منازل السائرين والمتفائلين ، بل هي أقرب إلى مكائد الشيطان ووساوسه . وهناك أساليب مختلفة ومتعددة للسيطرة على القلق الذي تعاني منه النفس وإن كانت هذه الأساليب في مجموعها ليست أساليب سوية مألوفة صحيحة، بل إن البعض منها ملتوٍ غير سليم من وجهة نظر الصحة النفسية. ويمكن أن نضعها تحت تعريف محدد وهو "الحيل الدفاعية" والتي تكون عن أحد طريقين:
أ) انكسار الدوافع أو الذكريات، وذلك مثلما يحدث في حالات فقدان الذاكرة التي يمكن شفاؤها.
ب) مسخ هذه الدوافع أو الذكريات وتشويهها وذلك مثلما يحدث في التبرير والإسقاط ويمكن أن نستعرض عدداً من هذه "الحيل الدفاعية":
1- التبرير: التبرير ليس معناه أن تكون كل تصرفاتنا معقولة، ولكن معناه أن نبرر سلوكنا حتى يبدو في نظرنا معقولاً، وهو يعد حيلة دفاعية لأنه يمكّن الفرد من تجنب الاعتراف بما يدفعه إلى سلوكه غير المعقول، الناتج عن دوافع غير مقبولة. والتبرير يختلف عن الكذب تمام الاختلاف، إذ أن التبرير هو عملية لا شعورية يقنع فيها الفرد نفسه بأن سلوكه لم يخرج عما ارتضاه لنفسه عن قيم ومعايير، في حين أن الكذب عملية تزييف شعورية إرادية، غايتها تشويه الفرد لوجه الحقيقة، وهو على علم بما يفعل، وبأن ما يصوره للناس ويحاول إقناعهم به ليس صحيحا بل هو مجرد محض خيال.
2- الإسقاط: يمكن تعريفه بأنه هو: " أن تنسب ما في نفسك من صفات غير معقولة إلى غيرك من الناس، بعد أن تجسمها وتضاعف من شأنها، وبذلك تبدو التصرفات كلها منطقية معقولة، ومثال ذلك أن يلجأ الطالب إلى أن يقنع نفسه بأن كل ما عداه من الطلاب يغشون في الامتحانات، وذلك حتى لا يبدو غشه في نظره نقيصة من النقائص، أو رذيلة يتفرد بها، وإنما يصبح غشه مجاراة منه لسائر زملائه، ومسايرة منه لهم.
------------------------------------------------------------------

ومن هنا يتبين أن " الإسقاط" نوع من "التبرير" وأنه كثير الشيوع في تصرفات جميع الناس.
3- التقمص: التقمص يشبه التقليد في الغالب، وأن كان يختلف عنه في بعض النواحي ففي التقليد يتخذ المرء من سلوك غيره نموذجاً ومثالاً يحتذ به، فالطفل يلذّ له أن يقلد والده، ويرتدي ملابس الكبار، ويميل إلى أن ينهج نهجهم في تصرفاتهم، بيد أن المرء لا يتقمص أفعال وحركات وتصرفات الفرد الذي يقلده إلا إذا كان يكنّ له الحب في قلبه ووصلت درجة الإعجاب به إلى حدّ التشبع. والتقمص الحق لا يقتصر على التقليد فحسب بل يتضمن شعور الفرد بأنه أصبح في الخيال والوهم الشخصية المتقمصة ذاتها، فيحس بنجاحه وفشله، وفرحه وحزنه، والتقمص والتقليد لازمان من أجل نمو شخصية الفرد، إذ لابد للطفل من أن يتعلم القيام بدور "ما" في الحياة، وهو لا يستطيع أن يخرج من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرشد والنضوج إلا بأن يتخذ لنفسه نموذجاً صالحاً يحتذ به ونموذج الطفل والده ونموذج الطفلة والدتها ولا يكفي في ذلك عملية التقليد البحتة بل لابد من عملية الامتصاص.
4- الكبت: الكبت هو الوسيلة التي يتقي بها الإنسان إدراك توازنه ودوافعه التي يفضل إنكارها، وهو يتميز عن قمع الإنسان لنوازعه، فالكبت نوع من تهذيب الذات للذات، في حين أن القمع هو خضوع النفس لنواهي المجتمع وتصرفاته. والكبت الكامل يؤدي إلى النسيان، واختفاء الدوافع غير المقبولة اختفاءً تاماً كاملاً عن وعي الفرد وإدراكه، بيد أن الكبت لا يكون تاماً وكاملاً في معظم الأحيان، ولذلك تلتمس الدوافع والنوازع وسائل أخري غير مباشرة تعبر بها عن نفسها.
------------------------------------------------------------
------------------------------------------------------------

5- الإبدال: الإبدال هو أفضل "الحيل الدفاعية" على الإطلاق في حلّ المشكلات، وإنقاص حدّة التوتر، دون أن يترتب على ذلك اطلاع الناس أو الفرد على ما لديه من دوافع غير مقبولة أو نزعات يحرمها المجتمع، وعن طريق الإبدال يعمل الفرد من أجل أهداف صالحة تختلف كل الاختلاف عن الأهداف الأصلية غير المقبولة، ويحاول أموراً ينتظر له فيها من النجاح ما لا ينتظر له في غيرها. (عبد المتجلي، الغامدي، 1986م).
6- معرفة السبب وراء القلق وتناول هذا السبب بموضوعية . والوصول إلى السبب أو الأسباب " التي قد تعود إلى مرحلة الطفولة " يتم عن طريق الاستقراء الذاتي أو التأمل أو التحليل النفسي أو العلاج الجماعي .
7- الاسترخاء .
8- العلاج الطبي بالأدوية المهدئة . ( السباعي ،1986م)
تهدف lumpkin " 1999م " إلى دراسة مدى فاعلية علاج سلوكي معرفي جمعي " gcbt " في التعامل مع أنواع غير متجانسة من اضطرابات القلق لدى عينة من الأطفال والمراهقين قوامها 12 طفلاً و 12 مراهقاً ، تتراوح أعمارهم ما بين 6 إلى 17 سنة ، شخصت أنواع قلق المجموعتين وفقاً لمعايير الدليل التشخيصي و الإحصائي " dsmvi " ، حيث قسمت أنواع القلق إلى اضطراب العصاب القهري ، المخاوف البسيطة ، اضطراب قلق الانفصال ، الرهاب الاجتماعي ، اضطراب القلق العام ، وقسمت المجموعتين إلى ثمان مجموعات ، كل مجموعة تحتوي على 3 أطفال أو مراهقين ، وطُبق عليهم العلاج السلوكي المعرفي ، وأسفرت النتائج بعد فترة تتراوح ما بين 6 شهور إلى سنة إلى القليل من حدّة الأعراض المرضية لدى الأنواع المتباينة من القلق ، وقد أظهرت النتيجة المحورية للبحث مدى فاعلية العلاج السلوكي المعرفي في علاج اضطراب القلق . ( lumpkin , 1999 )
القلق النفسي العام :-
وتعريف القلق النفسي العام هو :" حالة من القلق المستمر الزائد عن الطبيعي يشعر به المريض بصورة مزعجة ، لا يستطيع معها التكيف أو القيام بأعماله اليومية أو المشاركة في الحياة الاجتماعية " ويكون هنا المريض في حالة قلق - عصبية – كثير الاهتمام بالأمور الصحية والعائلية ، دائم التوقع السيئ ويستثار من أقل مؤثر خارجي أو داخلي ، له ردود أفعال عصبية وعنيفة وغير متناسبة مع حجم الفعل الأساسي . ( رضا ،2008م)
ويتصف مرض القلق العام بالقلق المستمر والمبالغ فيه والضغط العصبي. ويقلق الأشخاص المصابين بالقلق العام بشكل مستمر حتى عندما لا يكون هناك سبب واضح لذلك. و يتركز القلق العام حول الصحة أو الأسرة أو العمل أو المال. وبالإضافة إلى الإحساس بالقلق بشكل كبير مما يؤثر على قدرة الإنسان على القيام بالأنشطة الحياتية العادية، و يصبح الأشخاص المصابين بالقلق العام غير قادرين على الاسترخاء ويتعبون بسهولة ويصبح من السهل إثارة أعصابهم ويجدون صعوبة في التركيز وقد يشعرون بالأرق والشد العضلي والارتعاش والإنهاك والصداع. وبعض الناس المصابين بعرض القلق العام يواجهون مشكلة القولون العصبي. ويختلف مرض القلق العام عن أنواع القلق الأخرى في أن الأشخاص المصابين بهذه الأعراض عادة يتجنبون مواقف بعينها. ولكن، كما هو الحال في أعراض القلق الأخرى، فإن مرض القلق العام قد يكون مصحوبًا بالاكتئاب والإدمان وأعراض القلق الأخرى. وبشكل عام فإن المرض يبدأ في الطفولة أو المراهقة. ويحدث هذا المرض عادة في النساء أكثر من الرجال ويبدو أنه شائع في عائلات بعينها. ويؤثر هذا العرض في 2-4% من الأفراد سنويًا. ( أبو العزائم ،2008م) .
في بحث منشور عن العوامل الحاسمة في عضوية المراهق المعاق جسمياً في مجموعة العلاج الجماعي ( bill weinman ) بيل وينمان ، تم إحالة 14 مراهقاً وشاباً معاقين جسمياً من سن 16 -20 سنة لمجموعة العلاج النفسي عن طريق عيادة العلاج المهني التابعة للمدرسة الثانوية والمشكلات التي ذكرت بشأنهم هي :-
1- ضعف الاستجابة الانفعالية .
2- ضعف التكيف السلوكي بالنسبة لبيئة المدرسة والبيت .
وقد تم تقسيم الطلاب إلى مجموعتين :-
1- مجموعة تضم مراهقين من صغار السن وكبار السن .
2- مجموعة تضم مراهقين من كبار السن .
وكان التقسيم بناء على العمر الزمني والتقدير الاجتماعي العام للمهارات الاجتماعية بحسب المقابلة الإكلينيكية والتقدير الشامل لقضايا نوع النمو التي قد تعامل معها الفرد . ولم يستخدم نوع تشخيص العجز الجسمي كمعيار لعضوية المجموعة . وبالتركيز على المجموعة الأولى لأن أعضاءها ذوو تشخيص طبي متنوع ، ولأن أعضاء هذه المجموعة أظهروا قدرة على اتخاذ القرار على نحو مستقل فيما يتصل بانتظامهم في العلاج الجماعي ، وتتألف مجموعة الدراسة المختارة من 5 ذكور و3 إناث . وكانت موضوعات المناقشة المثارة في العلاج يحددها الأعضاء بأنفسهم ، وقبل البدء في العلاج تم تطبيق مقياس piers-harris لمفهوم الذات لدى الأطفال ( piers , 1984 ) والذي يتألف من 80 بنداً باستخدام نعم / لا ، والاستبيان يتناول ستة عوامل :" السلوك ، الذكاء ، الحالة التعليمية ، المظهر الجسمي ، وسمات القلق والتقبل والسعادة والرضا " . ويمكن تقسيم الأفراد تشخيصياً إلى مجموعتين :-
1- الذين يتعاملون مع إعاقتهم طوال حياتهم .
2- الذين حصلت إصابة الإعاقة لديهم مؤخراً أو بسبب مرض مدمر .
وكانت النتائج أن الذين أنهوا عضويتهم في مجموعة المعالجة قد أظهروا قلقاً دالاً على مقاييس مفهوم الذات أقل من الذين بقوا في مجموعة المعالجة . كما أم مستويات القلق المنخفض من قبل المراهقين حديثي الإعاقة أو ممن ظروفهم غير مستقرة قد تعكس الفارق بين المجموعات في تقدم نموهم في التعامل مع حالات الإعاقة لديهم . (weinman,1987)
موضوع رائع
مشكورين وما قصرتم ويعطيكم العافية

 

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 المكتبة العلمية | المنتدى | دليل المواقع المقالات | ندوات ومؤتمرات | المجلات | دليل الخدمات | الصلب المشقوق وعيوب العمود الفقري | التوحد وطيف التوحد  | متلازمة داون | العوق الفكري | الشلل الدماغي | الصرع والتشنج | السمع والتخاطب | الاستشارات | صحة الوليد | صحة الطفل | أمراض الأطفال | سلوكيات الطفل | مشاكل النوم | الـربـو | الحساسية | أمراض الدم | التدخل المبكر | الشفة الارنبية وشق الحنك | السكري لدى الأطفال | فرط الحركة وقلة النشاط | التبول الليلي اللاإرادي | صعوبات التعلم | العوق الحركي | العوق البصري | الدمج التربوي | المتلازمات | الإرشاد الأسري | امراض الروماتيزم | الصلب المشقوق | القدم السكرية



الساعة الآن 09:50 AM.