تغيير الاتجاهات المجتمعية نحو الإعاقة
أ.د. طلعت منصور
لقد حاولت أن انظم تفكيري في القضية المجتمعية نحو الأطفال ذوي الإعاقة، منها التصنيف والمفاهيم ولماذا نخصص أهمية للإساءة ضد الأطفال ذوي الإعاقة، سوف أبدأ بجزئية مهنية وهي الإرشاد النفسي وسأتكلم عن حالات خبرة وأذكر خمس حالات من خلال خبرة مهنية ، ففي وقت قريب حضرت إحدى الأمهات للعيادة النفسية وقالت عندي ابني معاق وسوف يتسبب في تفكك الأسرة وأنها تريد إما أن نعالجه أو نخلصها منه، ولها خلفية اجتماعية ثقافية وتحمل اتجاهات معينة في صميم ثقافة المجتمع. وحالة أخرى غريبة، ففي الشارع الذي أسكن فيه في أحد المباني حدث حريق في مبنى والناس نزلت منه ويفاجأ من في الشارع بطفل لأول مرة يرونه عمره يتجاوز 10 سنوات ولم ير النور ولا الشارع إلا هذه المرة وكان شكله غريبًا، ولم يعش في بيئة إنسانية يتفاعل فيها مع الآخرين. حالة ثالثة: من شهور في أحد الأيام كنت في العيادة النفسية بالمنيرة وكان بالقرب منا مدرسة تربية فكرية، لاحظت أن الأطفال يقذفون الأطفال بالحجارة في المدرسة التربية الفكرية ويقولون: الأطفال المجانين. إحدى الحالات الأخرى كانت لفراش القسم واسمه عبد اللطيف ولديه طفل عنده إعاقة عقلية خفيفة وكان دائمًا يُنْزل عقابًا شديدًا على الطفل؛ ولكن نفاجأ في يوم بخبر في الصحف الأب القاتل ، فقد ضربه إلى أن مات وبعدها مات بستة شهور، حالة خامسة في طنطا كان يوجد تاجر من تجار الحمص يضع شخصًا لديه حالة خلل عقلي بسيط أمام المحل كنوع من البركة والشفقة! وما سنقوم به هو تجارب واقعية نقوم بتحليلها وإجراء تحليل وإرشاد نفسي لفهم هذه الفئات بصورة واضحة وفهم سليم. طبعا هذه كلها تحمل اتجاهات بالفعل كامنة ومطمورة في الثقافة لأنه قطعًا فهم الأطفال ذوي الإعاقة وفهم الإعاقة يتكون على أساس نوع من المخاطبة المعرفية وأفكار عن الإعاقة ، فهناك مفهوم خاطئ أن الإعاقة ممكن أن يكون فيها عدوى للطفل العادي والأفكار الخاطئة للفهم العادي قد تكون من الفنيات الرئيسة في عملية تغيير الاتجاهات نحو الأطفال ذوي الإعاقة، ونحن هنا نتكلم عن الاتجاهات المجتمعية. يجب أن نبحث عن المفاهيم الخاطئة والتشوه المعرفي؛ وبالتالي يمكن استثمار هذه الفنيات الإرشادية في إعداد الدليل الاسترشادي عن المفاهيم المرتبطة بالأطفال ذوي الإعاقة.
ومن مكونات الاتجاه المعرفة، ويصاحب المعرفة شحنات انفعالية تتفاعل مع المعرفة الخاطئة تُؤوَّل إلى فعل العنف ضد الطفل في الأشكال المختلفة.
وممكن أن نقسم الاتجاهات إلى رافضة أو اتجاهات متحاملة وشاقة، وقد تميل هذه الاتجاهات إلى عزل الأطفال ذوي الإعاقة عن المجتمع واستلاب هذه الفئة لحقوقها وكيف نغير هذه الاتجاهات. وأعتبر أن أهم محاولة في مجال التربية الخاصة وقضية الدمج الأمثل هو تهيئة البيئة الثقافية بصفة عامة والبيئة الأسرية والبيئة المدرسية والمؤسسية وتهيئة المناخ النفسي والاجتماعي العام لفهم هذه الفئة، وأن أول شرط من شروط النجاح هو التقبل الايجابي غير المشروط للطفل المعاق دون أي عوامل أو أمور تتعلق بالإعاقة وتأثيره على المجتمع. وهذه أول نقطة لتقبُّل الطفل ذي الإعاقة في المجتمع وللإعلام هنا دور كبير.
أيضًا أشير إلى قضايا مهمة في تغيير الاتجاهات المجتمعية، عملية المشاركة وإيجاد الأسر فرصًا للطفل المعاق في المشاركة وتقبل إعاقته وتجاوز أزمة الأسرة الناتجة عن وجود طفل معاق في الأسرة، وأيضًا مشاركة الأطفال في المواقف المختلفة في الرياضة والأعمال الترويحية بين الطفل والطفل المعاق لتغيير الاتجاهات بين التلاميذ العاديين وغير العاديين كما نقول، ويجب ألا ننظر للمكاسب من ناحية واحدة فهناك مردود إيجابي على الطفل غير المعاق فإذا تعلم الطفل العادي كيف يعامل الطفل المعاق، فهذا يخفف من العنف من قِبل الطفل العادي، وهناك فنيات يمكن استثمارها في إعداد الدليل مما يزخر به الإرشاد النفسي وعملية تغيير الاتجاهات هي قضية مهمة.