معهد الدراسات و البحوث التربوية
قسم المناهج وطرق التدريس
استراتيجية مقترحة قائمة على التعلم المنظم ذاتيا لعلاج
الضعف في مهارات الفهم القرائي لدى التلاميذ
ذوي صعوبات التعلم بالمرحلة الإعدادية
إعداد الباحث
محمود مصطفى محمود السيد
رسالـة مقدمة للحصـول على درجـة الماجستيـر في التربيـة
تخصص المناهج وطرائق تدريس اللغة العربية
إشراف
الدكتور
محمد لطفي محمد جاد
أستاذ المناهج وطرق التدريس المساعد
والقائم بأعمال رئيس قسم المناهج وطرق التدريس
معهد الدراسات والبحوث التربوية
جامعة القاهرة
الدكتورة
إيمان أحمد محمد هريدي
أستاذ المناهج وطرق التدريس المساعد
معهد الدراسات والبحوث التربوية
جامعة القاهرة
1433 هـ / 2012 م
ملخص البحث
المقدمة والاحساس بالمشكلة :
القراءة أهم الوسائل التي تنقل إلينا ثمرات العقل البشري ، وهي عملية مركبة تتألف من عمليات متشابكة يقوم بها القارئ وصولا إلى المعنى الذي يقصده الكاتب ؛ لاستخلاصه وإعادة تنظيمه ، والإفادة منه (حسن شحاته 1993).
والفهم أساس عملية القراءة ، فقراءة بلا فهم لا تعد قراءة بمفهومها الصحيح ، وهذا الفهم القرائي لا يحدث فجأة ، لأنه ليس عملية سهلة ميسورة تتوقف عند حد التعرف على الرموز المكتوبة ، والنطق بها ، لكنها عملية معقدة تسير في مستويات متباينة تتطلب قدرات وإمكانات عقلية ، وتحتاج إلى كثير من المران والتدريب ، وإعمال الفكر ، والتفسير ، والتحليل ، والموازنة ، والنقد (محمد لطفي 2003) .
ويعد الفهم القرائي أساس القراءة ، وهو الغاية الرئيسة من منها ، وهذا الفهم يتطلب تفاعل القارئ مع المادة المقروءة تفاعلا تكون محصلته بناء المعنى . وفهم النصوص يتطلب معالجة تتعلق بالعناصر اللغوية وما يرتبط بها من مفاهيم وعلاقات . وتؤدي الخبرة السابقة دورا بارزا في فهم القارئ للموضوع . وكلما امتلك القارئ رصيدا من الخبرات الثرية استطاع الوصول إلى فهم المقروء أسرع من غيره .(ماهر شعبان 2009)
ونظرا لأهمية الفهم القرائي للتلاميذ العاديين فإن هذه الأهمية تزداد مع التلاميذ ذوي صعوبات التعلم ، حيث إن هذه الفئة من التلاميذ لديها مشكلات في التحصيل الدراسي نتيجة الفرق بين تحصيلهم الضعيف ، ودرجة الذكاء التي يتمتعون بها ، فالذكاء لديهم متوسط أو فوق متوسط وتحصيلهم الأكاديمي منخفض ، مما يوجب ضرورة الاهتمام بهذه الفئة، وهذا الاهتمام يجب أن يتضمن الفهم القرائي ؛لأنه لب التحصيل الدراسي .
ومن أكثر المشكلات انتشارا بين ذوي صعوبات التعلم انخفاض معدل التحصيل الدراسي، و ضعف الفهم القرائي ، وضعف القراءة الشفهية وضعف القدرة على تحليل الكلمات المسموعة . (تيسير كوافحة 2003) ، والفشل في الفهم القرائي يعتبر من أكثر المشكلات الأكاديمية شيوعا لدى الأطفال ذوي صعوبات التعلم . والصعوبة في الفهم القرائي قد تنبئ بحدوث صعوبات تعلم في مجالات أكاديمية أخرى و التلاميذ ذوي صعوبات التعلم يعانون من قصور في النواحي المعرفية الآتية :
1– انخفاض مستوى التحصيل الدراسي .
2 – انخفاض مستوى الفهم القرائي للتلميذ عن معدل عمره العقلي بعام أو أكثر وتتضمن تلك الصعوبة ضعف اهتمام التلميذ بالفكرة العامة أو قلة الاهتمام بالتفاصيل أو معاني الكلمات أو تدني فهم التعليمات وضعف القدرة على اتباعها أو ضعف القدرة على إدراك العلاقات بين المفاهيم والأشياء . (اسماعيل الصاوي 2009)
وذوو صعوبات التعلم لديهم صعوبة في إدراك الكلمات بسبب عدم قدرتهم على تحويل الأحرف إلى كلمات ذات معنى ولديهم كذلك صعوبة في تعرف الكلمات وذلك بإدخالهم حروفا أو حذفها أو استبدالها ، وكذلك ليست لديهم القدرة على فهم النص المقروء . (على سعد ، وحيد حافظ ، ماهر شعبان 2009) ، والأطفال ذوي صعوبات التعلم يعانون من قصور واضح في عملية التجهيز المعجمي ، وكذلك استراتيجياتهم في تجهيز المثيرات اللغوية مما يؤثر بالتبعية على عمليات التجهيز التركيبي والدلالي ومن ثم ضعف الفهم لديهم . (السيد سليمان 2005)
ثانيا : تحديد المشكلة
تتحدد مشكلة هذا البحث في ضعف مهارات الفهم القرائي لدي التلاميذ ذوي صعوبات التعلم بالصف الأول الإعدادي، وللتصدي لهذه المشكلة يحاول الباحث الإجابة عن السؤال الرئيس التالي : كيف يمكن علاج الضعف في مهارات الفهم القرائي لدى التلاميذ ذوي صعوبات التعلم بالصف الأول الإعدادي من خلال استراتيجية مقترحة قائمة على التعلم المنظم ذاتيا ؟
ويتفرع عن السؤال الرئيس الأسئلة التالية :
1 – ما مهارات الفهم القرائي المناسبة لتلاميذ الصف الأول الإعدادي؟
2 – ما مهارات الفهم القرائي المتدنية لدى التلاميذ ذوي صعوبات التعلم بالصف الأول الإعدادي ؟
3 – ما الاستراتيجية المقترحة القائمة على التعلم المنظم ذاتيا ؛ لعلاج الضعف في مهارات الفهم القرائي لدى التلاميذ ذوي صعوبات التعلم بالصف الأول الإعدادي، وما خطواتها ؟
4 – ما فاعلية الاستراتيجية المقترحة في علاج ضعف مهارات الفهم القرائي لدي التلاميذ ذوي صعوبات التعلم بالصف الأول الإعدادي؟
أدوات البحث :
لتحقيق أهداف البحث استخدم الباحث الأدوات الأتية :
• اختبار الذكاء المصور إعداد (أحمد زكي صالح 1979).
• الاختبار التشخيصي ، إعداد الباحث .
• اختبار( بندرجشتلت البصري الحركي ) ،إعداد (لوريتا بندر 1938) تعريب (مصطفى فهمي ، سيد غنيم ، ب ت ) .
• مقياس سلوك التلاميذ لفرز حالات صعوبات التعلم ، إعداد مايكلبست (Myklebust, 1971 ) ، اقتبسه وقننه على البيئة المصرية ( مصطفى كامل 1990) .
• اختبار الفهم القرائي ، إعداد الباحث .
• الاستراتيجية المقترحة ، إعداد الباحث .
التصميم التجريبي للبحث :
تكونت عينة البحث من مجموعة من تلاميذ الصف الأول الإعدادي ذوي صعوبات التعلم عددها (52) تلميذا وتلميذة قسمت إلى مجموعتين ، مجموعة تجريبية عددها (26) تلميذا وتلميذة ، ومجموعة ضابطة عددها (26) تلميذا وتلميذة ، واستخدم الباحث تصميم المجموعتين التجريبية والضابطة ، والقياس القلبي – البعدي ، ولمقارنة متوسطي المجموعة التجريبية ، والمجموعة الضابطة استخدم الباحث اختبار (T – Test ) للمجموعات المستقلة ،و قام الباحث بالتحليل الإحصائي باستخدام الحزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية SPSS,V 14)) الإصدار الرابع عشر .
نتائج البحث :
توصل الباحث إلى النتائج الأتية :
1) تحديد مهارات الفهم القرائي المناسبة لتلاميذ الصف الأول الإعدادي وعددها (15) مهارة
2) تحديد مهارات الفهم القرائي المتدنية لدي التلاميذ ذوي صعوبات التعلم بالصف الأول الإعدادي (مجموعة البحث) ، وعددها (8) مهارات .
3) بناء الاستراتيجية المقترحة لعلاج الضعف في مهارات الفهم القرائي لدي التلاميذ ذوي صعوبات التعلم بالصف الأول الإعدادي، وقد تكونت من (8) خطوات .
4) يوجد فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) بين متوسطي المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في القياس البعدي، لصالح المجموعة التجريبية ، في مهارات الفهم القرائي (ككل) ، وفي كل مهارة بشكل منفرد .
5) فاعلية الاستراتيجية المقترحة في علاج الضعف في مهارات الفهم القرائي لدى التلاميذ ذوي صعوبات التعلم بالصف الأول الإعدادي، وكان حجم الأثر للاستراتيجية المقترحة (كبيرا) ، في تنمية مهارات الفهم القرائي (ككل) ، وفي تنمية كل مهارة بشكل منفرد .