#1  
قديم 06-01-2012, 03:09 AM
الصورة الرمزية عبقرينو
عبقرينو عبقرينو غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 456
افتراضي

 

أهم المشكلات التي تعاني منها أسر ذوي الإحتياجات الخاصة :


1. اكتشاف حالة الإعاقة لدى أطفالهم ، وإدراك حقيقة عدم قابليتهم للشفاء ؛
2. القيود التي تفرضها الإعاقة على نشاطات الأسرة الإجتماعية والترويحية ؛
3. صعوبة في ضبط سلوك الإبن من ذوي الإحتياجات الخاصة ؛
4. تأثير الإعاقة على استقرار الوضع الأسري وعلى الأخوة بشكل عام ؛
5. مواقف الأقارب أو الأصدقاء أو أفراد المجتمع من الأسرة ؛
6. عدم شعور الوالدين بإستجابة طفلهم لجهودهم .


وكما اتضح لنا أعلاه تنوع المشكلات التي تعاني منها أسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، وإن كانت هذه المشكلات تتميز بإرتباطها بالخصائص الشخصية لأبناء هذه الأسر من ذوي الإحتياجات الخاصة ، وسيتضح لنا ذلك في الفقرة التالية .

ديناميات عملية إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة :

ترتبط المشكلات التي تواجهها أسر الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة ، بالخصائص الشخصية لأبنائهم ، حيث تلعب الديناميات السلوكية في الأسرة دورا ً هاما ً في نمو شخصية الطفل من ذوي الإحتياجات الخاصة وتطورها ونظرا ً لإستجابات الحزن والأسى يبدأ الوالدان سريعا ً في إظهار استجابات أخرى تجاه طفلهما من ذوي الإحتياجات الخاصة كا لإعراض ، وفي حالات أخرى الحماية الزائدة المبالغ فيها للطفل بل إن هناك بعض الأطفال لايحصلون على العناية اللازمة من آبائهم .

وتنعكس هذه المشاعر على عملية التنشئة والتطبيع الإجتماعي ، وتعتبر في غاية الأهمية بالنسبة لتكوين شخصية الأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة ، وهنا يتوقف سلوك الطفل إلى حد كبير على نوع المعاملة التي يعامل بها من قبل أسرته . ولذلك يعاني ذوي الإحتياجات الخاصة إلى حد كبير على نوع المعاملة التي يعامل بها من قبل أسرته . ولذلك يعاني ذوي الإحتياجات الخاصة من سوء التكيف الأسري ويلقي بالتبعية في ذلك على الوالدين ويعتبران هما المسؤولان . وفقدان الحب والرعاية داخل الأسرة هو أحد منابع الإحباط التي تؤدي إلى نمو العدوان عند الطفل ، حيث إن الإفتقار إلى الحب من الوالدين يعتبر مؤشرا ً لإكتساب العدوان وعاطفة الحب عند الوالدين تلعب دورا ً هاما ً في نمو نزعات السلوك المقبول ، ولقد أظهرت العديد من الدراسات بأن الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة يعانون من مشكلات سلوكية خطيرة تتمثل في الحدة وغياب التحكم الداخلي والإندفاعية والعدوان والعنف وخاصة لأشكال السلطة .

وطبيعي أن يختلف الآباء والأمهات في شعوهم بالقلق تجاه انحراف أطفالهم وكذلك في وجهات نظرهم فيما يتعلق بحاجات هؤلاء الأطفال .

ولاشك أن أعضاء فريق العمل متعدد التخصصات يدركون أهمية برامج الإشاد النفسي، وهنا يؤكد الكثير من المختصين في هذا المجال على أهمية أن يبدأ الإرشاد النفسي للوالدين في وقت مبكر ، حتى لايواجه كل من الطفل والأسرة مشكلات في التوافق .


وفي هذا الصدد لابد ان نشير إلى أن برامج التوجيه والإرشاد النفسي يجب أن توجه أهمية قصوى في تبني استراتيجية أولية ومهارات لدى العاملين بالبرامج ، ومن ثم فإن فرد في فريق التأهيل هو العميل ثم أسرة العميل .

ولكن لابد من لمن ينفذ هذه المهمة ويعمل على المساعدة في تغيير وتعديل سلوك أسر ذوي الإحتياجات الخاصة وحل مشكلاتهم ، حيث سنركز فيما يلي على الخصائص الشخصية والمهارات التي يحتاجها مقدمو المساعدة ( المرشدين النفسيين ) والكفايات الضرورية للمرشد النفسي ، والمواصفات التي يجب ان يتمتع بها هذا المرشد حتى يتمكن من إقامة علاقة مشاركة فعالة مع عملائهم ، وأن يكون قادرا ص على يحقق الهدف من هذه العملية بشكل عام ، وهي مساعدة أسر الأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة .

كفايات المرشد الفعال ومواصفاته :

حتى يكون المرشد النفسي ناجحا ً يتوقع منه أن يكون قادرا ً على :
1. إعداد برنامج إرشادي ؛
2. تحقيق أهداف البرنامج الإرشادي ؛
3. إدارة الجلسة الإرشادية ؛
4. تكوين الثقة المتبادلة بين المرشد والمسترشد ؛
5. المساعدة في اتخاذ القرارات السلبية ؛
6. تفهم السلوك الاجتماعي .
إضافة إلى الإشارة للجوانب المكونة كفاية المرشد ، فهناك من يتحدث عن مواصفات يجب توافرها في المرشد وشخصيته ، وفيما يلي سنحدد المواصفات الآتيه للمرشد والممثلة فيما يلي :
1) معرفة المرشد لذاته Self - knowledge :
المعرفة الجيدة للذات تتضمن :
· وعي المرشد لحاجاته وإنفعالاته ؛
· التعرف على مصادر توتره في أثناء عملية الإرشاد ، ومحاولة التغلب عليها ومعالجتها ؛
· التعرف على جوانب قوته وضعفه .
2) الكفاءة Competence :
الكفاءة تعني ا متلاك المرشد لمجموعة من المواصفات التي تجعله شخصا ً مفيدا ً في مساعدة الآخرين ، ويمتلك مواصفات عقلية و إجتماعية و إنفعالية و خلقية و بدنية . والمرشد الفعال هو الذي يتمكن من المزاوجة بين معارفه الأكاديمية وسماته الشخصية ، ومهاراته المساعدة في عملية الإرشاد ، وهو الذي يسعى لكي يصبح أكثر كفاءة ويعمل على :
· زيادة معرفته بالسلوك الإنساني وبمشكلاته ؛
· تعريض نفسه لخبرات حياتيه جديدة ؛
· تجريب أفكار وطرائق إرشادية جديدة ؛
· تقييم أدائه الإرشادي بصورة مستمرة .
3) الصحة النفسية Psychological health :
يتصف المرشد بالصحة النفسية عندما يتمكن من :
· الإشباع المناسب لحاجاته النفسية و الإجتماعية و البيولوجية ؛
· تحييد خبراته السابقة و الحالية عن المواقف الإرشادية ؛
· إدراك ووعي تحيزاته ونقاط ضعفه التي يمكن أن تؤثر في المساعدة الإرشادية ؛
· التمتع بحياة هادئة مستقرة .
4) الثقة Trust worthiness :
تعني أن المرشد لا يشكل موضع تهديد للمسترشد في العملية الإرشادية ، والمرشد الثقة هو الذي يتصف بالآتي :
· الثبات والإتساق في أقواله و أفعاله ؛
· سلوكه اللفظي وغير اللفظي يعزز ثقة الطرف الاخر به ؛
· الإصغاء وحسن الإنتباه بدون إصدار أحكام قيمية ؛
· التجاوب مع المسترشد في إطار قواعد العلاقة الإرشادية .
5) الأمانة Honesty :
الأمانة تعني أن المرشد يتصف بالأصالة والصدق والوضوح في علاقته مع المسترشد ؛
6) القوة Strength :
القوة تعني أن لدى المرشد الشجاعة الكافية لعمل مايعتقد بقرارة نفسه أنه يخدم العملية الإرشادية ؛
7) الدف ء Warmth :
الدفء يعني أن يحيط المرشد المسترشد باللطف والعناية والإهتمام ، والذي يظهر من خلال نبرة صوته في أثناء حديثه مع المسترشد ؛
8) الصبر Patience :
المرشد يعطي الفرصة لتطور المسترشد في أثناء العملية الإرشادية بصورة طبيعية تلقائية ، حتى يصبح المسترشد أكثر قدرة على النضج والتعلـّم والإعتماد على الذات ؛
9) الحساسية Sensitivity :
تعني قدرة المرشد على وعي الجوانب التي يمكن أن تلحق الأذى بمشاعر المسترشد ؛
10) الحرية Freely :
تعني قدرة المرشد على وعي الجوانب التي يمكن أن تلحق الأذى بمشاعر المسترشد ؛
11) الإدراك الكلي Holistic Awareness :
الإسلوب الكلي في الإرشاد يعني أن يدرك المرشد المسترشد ككل من مختلف جوانبه الشخصية والإجتماعية .

وكما أن لكل عملية منفذّه ويرجى نجاحها ، لابد لها من خطة معينه ، فإن العملية الإرشادية بشكل عام لابد أن تمر من خلال استراتيجية مخطط لها ، وذلك لضمان هذا النجاح ، وكذلك الحال أيضا ً بإرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، ولكن ماهي هذه الخطوات العملية ؟.

خطة إرشــــاد أســر ذوي الإحتياجات الخاصة :

غالبا ً ماتواجه أسر ذوي الإحتياجات الخاصة جملة من المشكلات الخاصة أثناء محاولتها التكيف والتعايش مع وجود الأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة .
وفي الوقت ذاته ، فإن هذه الأسر عرضة للضغوط والتوترات التي تواجهها كل أسرة في المجتمعات المعاصرة .

هناك ست خطوات فعلية يمكن أن يكون لها دور في وضع خطة لإرشاد أسر الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة ، ومساعدتهم على التكيف مع الوضع الذي يعيشونه ، وهذه الخطوات هي :

1. مساعدة الوالدين للنظر للشخص من ذوي الإحتياجات الخاصة والإعاقة بصورة موضوعية بقدر الإمكان ؛

2. مساعدة الوالدين على فهم ماهو محتمل أن يكون سلوك الشخص من فئة الإحتياجات الخاصة مستقبلا ً ؛

3. مساعدة الوالدين على التعلم والتعرف على الأساليب التي تساعدهم على التكيف والتأقلم مع الشخص من فئة ذوي الغحتياجات الخاصة ؛

4. مساعدة كافة أفراد الأسرة بمافيهم الأخوة على الفهم بأن الشخص من ذوي الإحتياجات الخاصة لديه نفس الإحتياجات التي لديهم مثل الإحتياجات الجسمية والجنسية والترفيهية والتربوية ؛

5. مساعدة الوالدين التعلم والتعرف على كافة المصادر المتوفرة في المجتمع؛

6. مساعدة الوالدين بالإستمرارية في التعقب أو إقتفاء أثر التحسن ل دى الشخص من ذوي الإحتياجات الخاصة ، نحو الأهداف العامة والأهداف الفرعية التي يجب وضعها من أجل تأسيس جهد الحوار المشترك مابين المرشد والوالدين .

وبعد بحثنا للمشكلة ، أو الموضوع الأساسي ، من حيث المفهوم والتعريف ودواعي العمل به ، والإهتمام بتنفيذ خطة خاصة للإرشاد نسير عليها رغبة في تحقيق أهداف ضرورية لأسرة هذا الطفل ، كنتيجة نتطلـّع إليها في مساعدة أسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، وأداء المرشد النفسي لوظيفته بفعالية .

أهداف إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة :

يمارس المرشد النفسي عمله مع آباء الأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة واسرهم في إطار ثلاث مجموعات من الأهداف ، وغالبا ً مايتم الإقتصار على استخدامها جميعا ً طبقا ً للإحتاجات الوالدية والأسرية ، وذلك في إطار خطوات التخطيط لبرنامج الإرشاد ، وهي :

أ‌- التقييم الواقعي وتحديد المشكلة ؛
ب‌- تحديد الإحتياجات الإرشادية ؛
ت‌- تحديد أولويات الإحتياجات ؛
ث‌- تحديد وصياغة الأهداف ؛
ج‌- تحديد التكنيكات المناسبة للعمل وتخطيط النشاطات اللهزمة لتحقيق الأهداف ؛
ح‌- تقويم النتائج .

وتتلخص تلك الأهداف فيما يلي :
  • الأهداف المعرفية ( خدمات المعلومات ) Information Services :

وتنصب الخدمات في هذا المستوى على توفير الحقائق والمعلومات الأساسية اللازمة لإشباع الإحتياجات المعرفية للآباء فيما يتعلق بحالة الطفل الراهنة ومستقبله والخدمات المتاحه ، أو توجيههم إلى كيفية البحث عن مصادر هذه المعلومات .
  • الأهداف الوجدانية ( الإرشاد النفسي العلاجي ) Affective :

ويهدف الإرشاد في هذا المستوى إلى إشباع الإحتياجات الوجدانية للآباء وافراد الأسرة ، ومساعدتهم على فهم ذواتهم ، والوعي بمشاعرهم و ردود أفعالهم ، و إتجاهاتهم وقيمهم ، ومعتقداتهم بخصوص مشكلة الطفل ، وعلاج ما قد يترتب على ذلك كله من خبرات فشل وصراعات وسوء توافق ومشكلات بالنسبة للوالدين وفي المحيط الأسري بما يكفل استعادة الصحة النفسية .
  • الأهداف السلوكية ( تدريب الوالدين والأسرة ) :

وتختص خدمات الإرشاد في هذا المستوى بمساعدة الوالدين و أعضاء الأسرة على
التحرر من الإستجابات و الأنماط السلوكية غير الملائمة للتعامل مع المشكلة ، وتطوير مهارات أكثر فاعلية في رعاية الطفل سواء بالمشاركة في خطط تعليمه وتدريبه في البيت ، أم بمتابعة تعليمه في المدرسة ، إضافة إلى تمكين الوالدين من اتخاذ القرارات المناسبة وجعلهما أكثر مقدرة على التحكم في الإحتمالات المستقبلية لمشكلة الطفل .

ويمكننا صياغة الأهداف الأساسية لعملية الإرشاد لأسر ذوي الإحتياجات الخاصة بشكل مباشر على النحو التالي :

· محاولة المرشد مساعدة الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة في إمكانية ت التغلب على الآثار المباشرة لإعاقته ؛
· محاولة المرشد في مساعدة ذوي الإحتياجات الخاصة على إزالة الآثار النفسية الناجمة عن الإعاقة ، والتي تتمثل في الإنطواء أو السلوك الإنعزالي ؛
· محاولة المرشد في إمكانية تعديل إتجاهات الأسرة ، نحو طفلهم ذو الغحتياجات الخاصة ؛
· مساعدة ذوي الإحتياجات الخاصة في تحقيق ذواتهم وفقا ً لقدراتهم ؛
· تحقيق التوافق والصحة النفسية لذوي الإحتياجات الخاصة وأسرهم .


وقد تكون النقطة التالية في البحث ، هي من أهم مواد هذه الدراسة ، بل قد تكون أهمها على الإطلاق ، ألا وهي الأساليب التي يستطيع المرشد النفسي بإنتهاجها إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، وهي :


طرق إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة :

لاتوجد طريقة جامعة مانعة للإرشاد النفسي لأسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، نظرا ً لإختلاف احتياجاتهم الإرشادية ، وأوضاعهم الثقافية والإقتصادية والإجتماعية ، والمراحل التي يتقدمون فيها لطلب المساعدة وتوقيت عملية التدخل الإرشادي .

لذا .... فإنه من الضروري أن يكون المرشد النفسي على دراية بالطرق الإرشادية جميعا ً ، والنظريات التي تستند إليها كل منها ، بحيث يمكنه الإختيار الوظيفي من بينها تبعا ً لمقتضيات الموقف ، و احتياجات المسترشدين ، وغالبا ً ما يتم الجمع بين أكثر من طريقة أو إسلوب واحد إعتمادا ً على عدة مصادر لإشباع احتياجات المسترشد بشكل أفضل ، وهو ما يشار إليه بالإسلوب الإنتقائي Electic Technique .

وفيما يلي عرض لبعض أهم هذه الطرق :

v الإرشاد النفسي الفردي : Individual Technique

يعد الإرشاد الفردي بمثابة نقطة الإرتكاز في عملية الإرشاد وبرامجه ، ويمثل مع الإرشاد الجماعي وجهين لعملة واحدة ، ولاغنى عنهما في أي برنامج متكامل للإرشاد النفسي ، وقد يبدأ الإرشاد الفردي قبل الإرشاد الجماعي ، ويمهد له أو العكس ، كما قد تتخلل جلسات الإرشاد الفردي جلسات أخرى جماعية أو العكس .

ولعل من بين أهم العوامل التي تحتم الإرشاد الفردي كطريقة للعمل مع آباء ذوي الإحتياجات الخاصة وأسرهم مايكفله من خصوصية في العلاقة الإرشادية من جانب ، وتنوع الإحتياجات الإرشادية للمسترشدين والفروق الواسعة فيما بينها من جانب آخر ، ذلك أن :

" حاجات الآباء القلقين المتوترين تختلف عن حاجات المتشككين في التشخيص ، وحاجات الآباء غير المتبصرين تختلف عن حاجات المتبصرين بالمشكلة :
· فالفئة الأولى في حاجة إلى المساعدة على التخلص من القلق ومشاعر الذنب واليأس ؛
· والفئة الثانية في حاجة إلى الإقناع والتبصير بالحكمة والموعظة الحسنة ؛
· والفئة الثالثة في حاجة غلى التبصير والحصول على المعلومات ؛
· أما الفئة الرابعة فهي في حاجة إلى تشجيع على الإستمرار في رعاية الطفل " .

ويجب أن يعي المرشد النفسي بأنه لا يتعامل مع مشكلات في فراغ ، بل مع في بشر ،
فقد تتشابه مشكلات الآباء لكنهم يتوزعون في مستويات متفاوته في مواقفهم من تلك
المشكلات قبولا ً أو رفضا ً ، كما أنهم لايستمرون في نفس المواقف من حيث القبول أو الرفض من مرور الوقت ، فالمشكلة الإنسانية تختلف حدة الإحساس بها عبر الزمن .

v الإرشاد النفسي الجماعي : Group Technique

وهو أحد أهم طرق الإرشاد النفسي المكملة للإرشاد الفردي ، حيث تتم العملية الإرشادية في موقف جماعي مع آباء الأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة ، أو أعضاء أسرهم لمناقشة همومهم وإنفعالاتهم ، وخبراتهم وهمومهم المشتركة بهدف زيادة فهمهم لها وإدراكهم لأنفسهم ، ومساعدتهم على تعديل أو تغيير إتجاهاتهم ، وتطوير قدراتهم على التعامل مع مشكلاتهم على أسس واقعية وبطريقة بناءة . ويتميز الإرشاد الجماعي لآباء ذوي الإحتياجات الخاصة ، وأسرهم بمميزات عديدة من أهمها مايلي :

أ‌. كسر طوق العزلة الإجتماعية الذي ربما فرضته أسرة الطفل من ذوي الإحتياجات الخاصة حول نفسها ، والإنفتاح على الآخرين ممن لهم ظروف مماثلة ، وتبادل التجارب والخبرات معهم ، مما يسهم في تحسين توافقها من جانب ، وتعلـّم إكتساب مهارات و أنماط سلوكية جديدة تزيد من درجة التكيف مع الصعوبات التي تواجهها من جانب آخر ؛

ب‌. الحد من مقاومة الوالدين وأعضاء الأسر ، وطرح مشاعرهم و أحاسيسهم بخصوص الطفل ومشكلته ، ومساعدتهم على التنفيس الإنفعالي عنها في مناخ
يتسم بالود والفهم ، مما يتيح مزيد من الفرص لتخفيض حدة التوتر والقلق
والضغوط الإنفعالية ، ويساعد على عدم الإستغراق في لوم الذات ؛

ت‌. إشعار الوالدين بالمساندة والتأييد والدعم الإنفعالي والطمأنينة من خلال شعورهما المتزايد بأنهما ليسا الوحيدان اللذان يعانيان بمفردهما من مشكلات الطفل من ذوي الإحتياجات الخاصة ؛

ث‌. يتضمن الإرشاد النفسي الجماعي قدرا ً أقل من الشعور بالتهديد لا سيما بالنسبة للآباء الذين يتحرجون من التعبير اللفظي عن مشاعرهم ، ويتجنبون الإرشاد الفردي المباشر ، فضلا ً عن أنه - من حيث الكلفة - يخدم مجموعة من الأفراد في وقت واحد بكلفة أقل من مقارنة بالإرشاد الفردي .

ونلخـّص المباديء الواجب مراعاتها في الإرشاد النفسي الجماعي على النحو التالي :

· مراعاة التجانس في تكوين الجماعة الإرشادية من حيث العمر الزمني ، والإحتياجات الإرشادية ، والمستوى الثقافي والإقتصادي الإجتماعي ؛

· أن يكون المرشد خبيرا ً بدينامية الجماعة ؛

· أن يتم توضيح طبيعة الإرشاد الجماعي للأعضاء ، و أهدافه وفائدته بحيث يعرفوا مسئولياتهم ، وماذا يتوقع منهم ؛

· أن تكون مدة الجلسة ساعة واحدة ؛

· أن يكون حجم الجماعة الإرشادية مابين 6- 7 أو 10 أشخاص على الأكثر بحيث يتيح للأعضاء المشاركين فيها الحديث بحرية ، كما يتيح فرصا ً أوسع للتفاعل اللفظي والتعبير عن الذات والمشاركة التعاونية ؛

· يفضل أن تعقب جلسة الإرشاد الجماعي جلسة على الأقل من الإرشاد الفردي ، حيث يرجح في مثل هذه الحالة أن الأعضاء يحصلون على فائدة أكبر .

v الإرشاد النفسي المباشر ( الموجه ) :
Directive Technique

يطلق على هذه الطريقة أيضا ً الإرشاد المتمركز حول المرشد ، Counselor Centered حيث يتضمن الإفتراض الأساسي لها أن على الناس إتخاذ قرارات غالبا ً معرفة وخبرة يكون المسترشد قادرا ً على إكتسابها ، ولكن لا تتوافر لديه الفرصة لذلك ربما لتوتره أو تعجله وعدم معرفته ، وبإستخدام خبرة المرشد المدرب ، ومعلوماته وكفاءته المهنية يستطيع المسترشد تعلـّم كيفية اتخاذ القرارات واختبارها .

ومهما يكن من شأن القول بأن طريقة الإرشاد الموجه أو المباشر:

o يكون دور المرشد فيها أكثر إيجابية من دور المسترشد ؛

o وأن من شأنها تعزيز الإعتماد على المتخصص ، فإن هذه الطريقة تعد الأكثر جدوى في تحقيق أهداف المستوى العقلي المعرفي من الخدمات الإرشادية ، وفي إشباع الإحتياجات التعليمية والمهارية لآباء الأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة وأسرهم ، حيث يفترض أنهم يعانون من عدم التأكد وغموض الأفكار، ومن الإعتقادات الخاطئة عن حالة الطفل ، كما يعانون من قصور المعرفة بالأساليب التي تساعدهم على حل مشكلاتهم العملية اليومية التي يواجهونها، وبالطرق المناسبة لتدريب الطفل .

لذا ، فإن أكثر ما يحتاجونه هو المعلومات الأساسية عن معنى الإعاقة ،
ودرجتها ، وقدرات الطفل وإمكاناته الحقيقية ، وحاجاته ، و تأثيرات الإعاقة
على جوانب نموه الأخرى ، وعلى إخوته وحياة أسرته ، وكيفية تعليمه
وتدريبه.

o وعن طريق الإرشاد المباشر يمكن للمرشد استثارة هذه الحاجة إلى المعلومات لدى الوالدين وتزويدهم بالحقائق الموضوعية عن حالة الطفل بأمانة ، وطرح اقتراحات وبدائل فيما يتعلق بأنسب القرارات وطرق العمل ، ويشجعهم على مناقشتها وتمحيصها ، ويستخدم في ذلك كله النصح المباشر ، والشرح والتفسير والإقناع بما يجب عمله من قبل الآباء في ضوء مهاراته وخبراته المهنية .

v الإرشاد النفسي غير المباشر
( غير الموجه ) Non - Directive Technique
ويطلق عليه أيضا ً الإرشاد المتمركز حول المسترشد Client Centered ، ويقوم على افتراض مؤداه أن المسترشد يملك حق تقرير مصيره ، كما يملك بداخله طاقات كافية للنمو الشخصي ، وإمكانات ومصادر ذاتية إيجابية إذا ما أحسن استثمارها واستخدامها في ظروف بيئية مشجعة خالية من التهديد ، فإنه يستطيع إعادة تنظيم نفسه وخبراته ، وتغيير أساليب سلوكه كي يستعيد اتزانه وتوافقه دون اعتماد على مصدر خارجي .

وبناءا ً عليه يتمثل دور المرشد في هذه الطريقة غير المباشرة في :

o تقبـّل المسترشد كما هو ، والإصغاء التام له ، ومساعدته على طرح مشاعره الحقيقية ، وتفهمها كما يدركها المسترشد ، وفي تهيئة مناخ إرشادي يقوم على التسامح والتعضيد دون تدخل مباشر بإعطاء نصائح أو تقديم حلول جاهزة حتى يتسنى للمسترشد اكتشاف ذاته على حقيقتها ، ويخبر شعوريا ً العوامل التي أدت إلى سوء توافقه ، ويصل إلى فهم أكثر لمشكلاته ، ويزداد إعتماده على نفسه في تحمل مسئولياته واتخاذ قرارات مناسبة بنفسه لحل هذه المشكلات .

o ويغلب أن يكون الإرشاد النفسي غير المباشر أكثر فاعلية في تحقيق أهداف المستوى الوجداني من الخدمات الإرشادية بالنسبة لآباء الأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة واسرهم ، وذلك لما يمكن أن يسهم به في حل مشكلاتهم الإنفعالية ، وتحقيق المزيد من توافقهم وصحتهم النفسية ، وتمكين الوالدين
وأعضاء الأسرة من فهم ماقد يكون لديهم من ردود أفعال ومشاعر سلبية نحو
الطفل وتحريرهم منها ، وزيادة تقبلهم الوجداني له ، ومساعدتهم على عدم
الإستسلام للضغوط ومشاعر الإحباط .

v الإسلوب السلوكي في الإرشاد النفسي :

يركز الإرشاد السلوكي على تعديل السلوك الخاطيء بدلا ً من التركيز على إحداث تغييرات أساسية في الشخصية ، وبدلا ً من سبر غور اللاشعور أو النفاذ إلى أفكار المريض ومشاعره ، فإن المعالج السلوكي يهتم بإستبعاد الأعراض وتعديل الأنماط القاصرة والمعبرة عن سوء التكيف بتطبيق فنيات التعلـّم الأساسية مثل التشريط البافلوفي والتشريط الإجرائي والعلاج التنفيري والكف المتبادل والتحصين التدريجي .

v الإرشاد النفسي الديني :

يعد الإرشاد الديني من أنجح أساليب الإرشاد في مساعدة الوالدين في التخفيف من مشاعر الصدمة ، وتحريكهما صوب الرضا بما أصابهما وتقبل إبنهما من ذوي الإحتياجات الخاصة ، لاسيما وان تدين الوالدين هو احد العوامل الهامة المؤثرة في نمط استجابتهما وطبيعة ردود أفعالهما إزاء أزمة ولاة طفل من ذوي الإحتياجات الخاصة ، وعلى أساس أن الإيمان بقضاء الله وقدره هو من أهم مصادر السكينة و الطمأنينة والأمن النفسي ، والتكيف مع المتغيرات و الأحداث من حولنا ، والسيطرة على مشاعر القلق والخوف والجزع واليأس التي تولدها المصائب و الأحداث الأليمة والمفجعة في حياتنا ، وذلك بالصبر على المكاره والتحرر من مشاعر الإثم ، والتحلي بروح الأمل والتفاؤل ، و الأخذ بالأسباب وتحمل المسئولية عن طريق العمل الموضوعي في مواجهتها ابتغاء لرحمة الله ومثوبته ، مصداقا ً لقوله سبحانه وتعالى " ...... ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ماكانوا يعملون " وقوله عزوجل " من عمل صالحا ً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون " .

وهذا ينطبق على التدين عند المسلمين والمسيحيين ، حيث يعتقد المسيحيون أن الإعاقة من قضاء الله ، وفيه تكفير عن الخطيئة البشرية بصفة عامة ، أو فيه عقاب
لوالدي الطفل أو أحدهما لتخليصهما من خطيئة ارتكبت في الماضي أو الحاضر ، ولحصولهما على الثواب في الآخره .
أما المسلمون فيعتقدون أن إعاقة أبنائهم ابتلاء من الله لتمحيص إيمانهم ، وعليهم بالصبر والإحتساب ، وطلب الثواب من الله في الدنيا و الآخره ، كما يشير أيضا ً إلى أن
الإرشاد النفسي سوف يكون أكثر تأثيرا ً في تخفيف أزمة الإعاقة ، إذا اعتمد المرشد النفسي على الفسير الطبي على التفسير الديني الذي يرجع الإعاقة إلى مسبب الأسباب وهو الله سبحانه وتعالى ، الذي يصور مافي الأرحام ويجعل من يشاء سويا ً أو غير طبيعي .

v الإسلوب الإنتقائي في الإرشاد النفسي :

هذا الإسلوب يمثل مايخص الإرشاد بأن الطريقة التي تعالج معها هذه الحالات ، ليس الإرشاد التقليدي أو النظريات الأخرى ، وإنما هو إختيار أنسب الطرق من بين كافة النظم والنظريات والأساليب ، لذلك تعتقد هذه النظرية ، إن الإرشاد التوفيقي أو الإنتقائي ، لاتتبنى إسلوب واحد أو تفضل نظرية على غيرها ، لأنها كما تقول هذه النظرية ، إن إعتماد المرشد على إسلوب أو نظرية ما تجعله محصورا ً ومقيدا ً في نطاق ضيق ، وعليه أن يستخدم المرشد مايلبي حاجات العميل .

وبناءا ً عليه يتميز المرشد الذي يتبنى هذا الإسلوب :

o أن يكون المرشد متبني وجهة نظر علمية عن الإنسان ؛
o أن يكون المرشد ذو مهارة تشخيصية عالية ؛

أن يتميز المرشد بالإنفتاح الذي يتيح له المرونة في الإسلوب الذي يقدمه ، وذلك لأن في تعامله مع حالات المسترشد سوف يأخذ من كل النظريات مايتلائم وطبيعة الحالة ، فتوفر المرونة تعني العلم المسبق بهذه الأساليب ، فيجب أن يكون لديه العلم والدراية والخبرة في النظريات


سنحاول فيما يلي أن نضع عددا ً من الإقتراحات ىالعملية لتفعيل العلاقة بين المرشد النفسي والمسترشد من أسر ذوي الإحتياجات الخاصة .


اقتراحات لتكوين علاقات بناءة بين أسرة ذوي الإحتياجات الخاصة والمرشد النفسي :

الإقتراحات التالية تهدف إلى تشجيع العلاقات البناءة القائمة على التعاون بين الخصائيين و الآباء . هذه الإقتراحات ، في حالة تنفيذها ، يجب أن تحد من المشكلات الحتملة التي وصفت سابقا ً ، وهذه الإقتراحات هي :

· تبادل المعلومات والأفكار بجو مفتوح ؛

· التواصل في المشاعر والحاجات والأولويات دون التخوف من ردود أفعال سلبية من قبل الاخرين ؛

· طلب المساعدة دون الشعور بالضعف و عدم الشعور بالحرج عند قول " لا أعرف " أو " لا أفهم " ؛

· تجنب استخدام المصطلحات أو أية إجراءات تجعل الشخص اآخر يشعر أنه طرف غريب ؛

· يجب على المرشد قبول أعضاء الأسرة على ما هم عليه ، وأن يطوروا مهارة الإستماع لهم وتشجيعهم على التعبير والإنفتاح ، وعليهم أن يقاوموا النزعة نحو إنتقاد اتجاهات الآباء التي تتعارض و إعتقاداتهم الشخصية ؛

· من المفيد في كثير من الأحيان السماح لأعضاء الأسرة بأن يعبروا لفظيا ً عن المشاعر غير البناءة ، لكي يتمكنوا من التعامل معها والتغلب عليها .



وللمرشد عدة نصائح و رسائل مهمة تساعده على أدآء عمله بفاعلية و مهارة ، وهي :

- كن مستمعا ً جيدا ً .......
- ساعد الوالدين لتقبل الطفل من ذوي الإحتياجات الخاصة كما هو ....
- ساعد الوالدين على التخلص من مشاعر الذنب .......
- تذكر ... إنك تتعامل مع أناس يحملون مشاعر الإحباط والألم..
- اللقاء مع الوالدين ..... اجعله مثمرا ً بأقصى درجة ممكنة .....
- تذكر دائما ً إنك إنسان قبل أن تكون مرشدا ً أو أخصائيا ً نفسيا .......


إنه ليس بمقدور جميع أولياء الأمور والمرشديين أن يطوروا علاقات مثالية ، ولكن الإعتقاد بإمكانية و بأهمية تلك العلاقة يساعد على مثالية العلاقة ، وبالتالي فإن تطوير علاقات تقوم على التعاون والتواصل المثمر سيكون ذا فائدة ، من أجل اتخاذ القرارات والتعامل مع المشكلات والإنفعالات الجادة والمعقدة فإن كلا ً من أعضاء الأسرة والمرشديين يحتاج إلى الآخر .

بعد كل ما تم استعراضه وبحثه فيما يخص موضوع الإرشاد النفسي لأسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، كان لابد لنا من وقفة مع هذا الموضوع ، وبحث مدى تطوره في مجتمعتنا المحلي ومجتمعنا العربي بشكل عام .

 

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-01-2012, 03:11 AM
الصورة الرمزية عبقرينو
عبقرينو عبقرينو غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 456
افتراضي

 


وقفة مع الإرشاد النفسي لذوي الإحتياجات الخاصة :

فيمايلي سنناقش الإرشاد النفسي لأسر ذوي الإحتياجات الخاصة من حيث تأديتها لمهمتها في مجتمعنا المحلي بشكل خاص ، ودورها في المجتمعات الخليجية والعربية بشكل عام .

إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة
نظـــــرة عامــــــة
لابد لنا بداية ً من وقفة إكبار و إحترام لذوي الإحتياجات الخاصة أنفسهم ، و إحترام و إعزاز لأسر هؤلاء الأطفال ، للمعاناة التي يعيشونها سواءا ً الأطفال أنفسهم أو أسرهم من آباء وإخوة ، فلابد من معين لهم ، يعمل على التخفيف ولو قليلا ً من المعاناة التي يعانوها ، وتعتبر الخدمات الإرشادية من أهم الخدمات التي تقدمها التربية الخاصة ، حيث إن الإحتياجات الإرشادية للأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة و أسرهم تزداد تنوعا ً عن أقرانهم العاديين ، كما إنها تستمر مع هؤلاء الأشخاص عبر مراحل حياتهم المختلفة ، بدءا ً من مرحلة الطفولة إلى العمل والزواج ، مرورا ً بمرحلتي الدراسة والتأهيل ، يحدث ذلك لأن حالات القصور التي يصاب بها الأشخاص ذو الإحتياجات الخاصة تفرض قيودا ً على سلوكهم ونشاطهم اليومي ، مما يزيد من تعرضهم لظروف معوقة نفسيا ً و إجتماعيا ً ، صحيح إن الإعاقة لاتعني بالضرورة وجود مشكلات أو صعوبات تحتاج إلى خدمات الإرشاد النفسي ، ولكنها تعني زيادة إحتمال تعرض الأشخاص من ذوي الإحتياجات الخاصة لهذه المشكلات والصعوبات .ضاعف من حدة هذه الظروف المعوقة الإتجاهات السالبة – غالبا ً – لدى أفراد المجتمع نحو الإعاقة وذوي الإحتياجات الخاصة ، إلى جانب ذلك ، فإن نتائج البحوث و الدراسات تشير إلى إرتفاع نسبة الإضطرابات النفسية ومظاهر سوء التوافق النفسي أو الإجتماعي أو المهني بين ذوي الإحتياجات الخاصة مقارنة ً بنسبتها بين العاديين .
وبالرغم من الأهمية الكبيرة للخدمات الإرشادية الخاصة فإنها تعاني من قصور ملحوظ من بين مختلف خدمات التربية الخاصة المقدمة في الدول العربية ودول الخليج العربي على وجه الخصوص .يتبدى لنا هذا القصور في :
· ندرة المتخصصين في هذا المجال ؛
· قلة البرامج الإرشادية الخاصة سواء بالنسبة لذوي الإحتياجات الخاصة أو أسرهم .
مع الأخذ في الإعتبار أن هذه الصورة أفضل نسبيا ً في مجال الإرشاد المهني عنها في مجال الإرشاد النفسي .
فلابد والحال هكذا ان يزيد الإهتمام بهذا الفرع الهام من فروع الإرشاد النفسي ، لما له من أهمية ، فخدمات الإرشاد النفسي لذوي الإحتياجات الخاصة لاتقتصر على ذوي الإحتياجات الخاصة أنفسهم ، بل تمتد لتشمل الأفراد و الجماعات الذين يتفاعلون معهم . فتأتي الأسرة بكل أعضائها في مقدمة هذه الجماعات ، ثم زملاء الدراسة والمعلمون .





وبعد استعراضنا لمواد هذا البحث ، وتناولنا لموضوع إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، من جوانب عدة ، نتمنى من خلالها أن نكون قد غطينا هذا الموضوع بشكل جيد ، ويستحق عناء قراءته لمن سيطلع عليه، فلابد بعد كل ماسبق ، نضع تصورنا للشكل الذي نتمناه لهذا الجانب من الإرشاد ، بمعنى آخر نضع عددا ً من التوصيات القابلة للتنفيذ ، والتي تخدم هذه العملية في نفس الوقت .

التوصيات :

o عقد ندوة موسعة لمناقشة الإحتياجات الإرشادية لأسر ذوي الإحتياجات الخاصة ؛
o عقد دورات تدريبية وورش عمل لتطبيق هذا الجانب من الإرشاد في مؤسسات التربية الخاصة ؛
o التركيز على الإرشاد الأسري في مجال التربية الخاصة ، وتفعيل دور الأسرة في العملية التربوية و التعليمية ؛
o إيجاد متخصصين للإرشاد الأسري في مؤسسات التربية الخاصة مؤهلين تاهيلا ً عاليا ً لممارسة هذا الجانب من الإرشاد ؛

فطموحاتنا الإرشادية ، قد تكون متعددة وطموحة نظرا ً لأهمية هذا الجانب من الإرشاد وخدمته للكثير من أفراد مجتمعنا الذي نعيش فيه ، لذلك تتعدد طموحاتنا وتتنوع ، فهي :
  • من ناحية عامة :
نطمح بتوجيه عام ، من قبل جهة معينة ، لتبني تعريف المجتمع والأسرة والأفراد ، بجدوى وأهمية الإرشاد والتوعية ، وذلك من خلال بث مشروع برنامج التأهيل المبني على المجتمع المحلي ، بجميع مقوماته ومصادر الدعم اللازمة لإنجاحه ، وبالتالي إنجاح البرامج الإرشادية والتوعوية المنفذه من خلاله ؛
  • من ناحية خاصة :
نطمح لتوفير مراكز إرشادية وتأهيلية وبرامج متكاملة للإرشاد ، على جميع المستويات ، وتكون إمكانات واعية لمختلف قضايا الإعاقة .


ولابد أن نخلص لعدد من النتائج التي توصلنا لها في نهاية بحثنا هذا ، وقد تمثل المعلومة الأساسية التي وصلت إلينا ، وكانت هي السمة البارزة في هذا المجال ، والتي صغناها بالشكل التالي .


الخلاصـــة :

عالجت هذه الورقة موضوع إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة ،واتضح لنا مايلي :

§ إن ضعف هذا الجانب من جوانب الإرشاد في الدول العربية ، لايتناسب مع تلك الأهمية التي يتمتع بها ، فلازالت برامج إرشاد ذوي الإحتياجات الخاصة وأسرهم قاصرة ، ولاتتسم بالفاعلية ، وإن كانت المجتمعات العربية ، والمؤسسات الراعية لفئات التربية الخاصة في الدول العربية ، تعمل جاهدة للتقدم بهذه الجوانب التي تخدم وتساعد هذه الفئات الخاصة ، ومحاولة التقدم بشؤون رعاية الفئات الخاصة وأسرهم مشاركة ً في التنمية الإجتماعية لهذه الدول ؛

§ أما بالنسبة للمجتمع القطري ، نجد كما سيتضح للمطلع على الجزء الخاص بالملاحق ، وهو الخاص بالجمعية القطرية لذوي الإحتياجات الخاصة ، محاولات الجمعية تغطية هذا الجانب الهام للأشخاص من ذوي الإحتياجات الخاصة في المجتمع المحلي ، وإن كانت هذه المحاولات لازالت في بداياتها ، ونتمنى المزيد والمزيد خدمة ً لهذه الفئة وتنمية إحتياجاتها ، سواءا ً خدمة ً للأفراد من ذوي الإحتياجات الخاصة أو أسرهم ، من الوالدين و الأخوة .



الخـــــــــاتمة :

كانت هذه التجربة في اعداد هذه الدراسة ، من التجارب الممتعة ، والمجهدة التي قامت بها الباحثة ، حيث تعرفنا لأول مرة - بالتفصيل - لمفهوم إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، وإن كنا لانستطيع أن نغفل ذكر عدد من الأمور التي صادفتنا شخصيا ً أثناء إعدادنا لهذه الدراسة ، ومنها على سبيل المثال :


· توافر المراجع العربية الواسعة في الإرشاد النفسي ، وصعوبة الحصول على مراجع متخصصة في الإرشاد النفسي لذوي الإحتياجات الخاصة ؛

· قد أسعدنا الحظ فاستطعنا الحصول على محاضر المؤتمرات والندوات المتخصصة في مجال التربية الخاصة ، وخصوصا ً مايتعلق منها بالإرشاد النفسي لذوي الإحتياجات الخاصة ، بل و أحدثها ، حيث استطعنا الحصول على أوراق العمل المقدمة لهذة التجمعات العربية الرسمية في مجال التربية الخاصة ، مما كان له أكبر الأثر في إثراء الدراسة ، وتوثيقها بدراسات من واقع التجارب العربية ؛

· ونهاية لانستطيع القول ، أنه صادفتنا مشكلات صعبة لم نستطع التغلب عليها أثناء اعدادنا لهذه الدراسة ، بل ولله الحمد ، تيسرت لنا أمور البحث والدراسة ، إلا من مشاكل تتعلق بقصر الفترة الزمنية ، وزيادة العبء الأكاديمي في هذا الفصل الدراسي ؛






وكذلك لم نصادف مشاكل وعقبات في تعاون المسئولين عن تنفيذ مثل هذه التجارب في الدولة ، بل وجدنا منهم التعاون الكبير والمثمر .

· وبالطبع فالاستفادة الكبيرة التي عادت على الباحثة ، هي التعرف إلى مفهوم جديد بالنسبة لنا ، ومدى مايمثله هذا المفهوم من أهمية كبيرة وتأثير واضح في حياة المجتمعات بشكل عام ، وليس في حياة الطفل من ذوي الإحتياجات الخاصة وأسرته فقط .


ونرجو في نهاية هذه الدراسة ، أن نكون قد وفقنا في موادها ، وان يكون اسلوبنا في عرض المعلومات ، إسلوب شيق و صحيح ، وأن يكون اختيار للألفاظ سليم ، وأن تكون معاني كلماتنا صحيحة وفي موضعها المناسب .

فدراستنا هذه اختصت بمفهوم ـ ما زال ـ حديث بالنسبة لنا ، ألا وهو إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، وهي ـ كما نعتقد ـ تجربة قابلة للنقد والنقد الكبير ، فلازلنا بعيدين عن الأمور المهنية والمتخصصة في هذا المجال ، وإن كنا لانستطيع أن نغفل ذكر عدد من الأمور الإيجابية التي صادفتنا شخصيا ً أثناء إعدادنا لهذه الدراسة ، وهي ماذكرناه أعلاه .

وكلنا أمل أن يكتسب المطلع على دراستنا هذه ، القليل من المعلومات في مجال إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، وأن يستحق بحثنا هذا عناء قراءته وتصفحـّه .

وفي نهاية الأمر ، نتمنى أن نـُعذر إذا جانبنا الصواب ، أو كانت أفكارنا غير منظمة ، أو معلومانتا غير دقيقة ، فمازلنا نحتاج الكثير لنتمكـّن من العلوم الجديدة التي إكتسبناها حديثا ً في مجال التربية الخاصة ، ومازلنا نتعلـّم ـ من أساتذتنا الأفاضل ـ كل يوم الشيء الكثير ، فكلنا أمل أن يكون ماقدمناه يتناسب وما هو مأمول منا ..... مع شكرنا الجزيل لعناء قراءة نتيجة جهدنا في جمع المعلومات وتنسيقنا لها بطريقة نتمنى أن تكون محل قبول ورضى من قبل المطلعين عليها ........... وشكرا ً جزيلا ً للإطلاع والقراءة .

 

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-01-2012, 03:12 AM
الصورة الرمزية عبقرينو
عبقرينو عبقرينو غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 456
افتراضي

 


قائمة المراجع

1. أوراق عمل " ندوة الإرشاد النفسي والمهني من أجل نوعية أفضل لحياة الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة" والتي نظمتها جامعة الخليج العربي ، مسقط من 19 – 21 إبريل 1999 م ؛


2. كفافي ، علاء الدين ، الإرشاد والعلاج النفسي الأسري : المنظور النسقي الإتصالي ، القاهرة : دار الفكر العربي ، الطبعة الأولى ، 1999 م ــ 1419 هـ ؛


3. الزعبي ، أحمد محمد ، الإرشاد النفسي : نظرياته – اتجاهاته – مجالاته ، صنعاء : دار الحكمة اليمانية ، الطبعة الأولى ، 1994 م ــ 1415 هـ ؛


4. الإستعانة بمحاضرات مقرر / إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، للدكتور / نادر فهمي الزيود ؛


5. الخطيب و آخرون ، إرشاد أسر الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة : قراءات حديثة ، العين : مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع ، الطبعة الأولى ، 1992 م – 1412 هـ ؛


6. الخطيب و آخرون ، إرشاد أسر الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة : قراءات حديثة ، العين : مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع ، الطبعة الثانية ، 2002م – 1422 هـ ؛


7. أوراق عمل الندوة العلمية السابعة للاتحاد العربي للهيئات العاملة في رعاية الصم ، " حقوق الأصم في القرن 21 " ، والذي عقد في الدوحة في الفترة من 28 ــ 30 إبريل 2002 م .


8. أوراق عمل الملتقى الثاني للجمعية الخليجية
للإعاقة ، " تقبـّل الإختلاف بين الأفراد ... سلوك
حضاري راق ِ "، والذي تم عقده بالإمارات العربية
المتحدة ، من الفترة من 9 – 11 فبراير 2002 م ؛


9. www. Gulf net. ws / vb / index . php


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 المكتبة العلمية | المنتدى | دليل المواقع المقالات | ندوات ومؤتمرات | المجلات | دليل الخدمات | الصلب المشقوق وعيوب العمود الفقري | التوحد وطيف التوحد  | متلازمة داون | العوق الفكري | الشلل الدماغي | الصرع والتشنج | السمع والتخاطب | الاستشارات | صحة الوليد | صحة الطفل | أمراض الأطفال | سلوكيات الطفل | مشاكل النوم | الـربـو | الحساسية | أمراض الدم | التدخل المبكر | الشفة الارنبية وشق الحنك | السكري لدى الأطفال | فرط الحركة وقلة النشاط | التبول الليلي اللاإرادي | صعوبات التعلم | العوق الحركي | العوق البصري | الدمج التربوي | المتلازمات | الإرشاد الأسري | امراض الروماتيزم | الصلب المشقوق | القدم السكرية



الساعة الآن 05:03 PM.