المقدمة:
كل فرد يعيش على سطح الكرة الأرضية له وجوده وكيانه، ويسهم بدوره في مختلف الوظائف الاجتماعية والعملية.
وتتواجد في كل مجتمع من المجتمعات فئة خاصة تتطلب تكيف خاص مع البيئة التي يعيشون فيها نتيجة لوضعهم الصحي الذي يوجد به خلل ما، وهذا التكيف لا يأتي من قبلهم بل يقع عاتقه على من يحيطون بهم بتوجيه الاهتمام لهم مثلهم مثل أي شخص طبيعي يمارس حياته .
مما لا شك فيه فإن الاهتمام بالتوحد أصبح ضرورة من ضروريات الحياة ، وذلك لانتشاره في عدد كبير من أطفال العالم وترجع الأهمية كذلك إلى غموض هذا المفهوم على كثير من الناس بجميع طبقاتهم الاجتماعية والثقافية لأن التوحد من أكثر الاضطرابات والإعاقات غموضا .
ويرجع ذلك الغموض إلى أن الطفل التوحدي لا تظهر عليه علامات الإعاقة كغيره من الأطفال الآخرين لأنه يتسم بالوسامة والمظهر الخارجي العادي وإنما الاضطراب الذي لديه تكون علاماته غريبة كالانطواء والرغبة في العزلة وضعف التواصل الادراكي والاجتماعي واللغوي والحركي ...
أطلق مفهوم التوحد لأول مرة على يد العالم (بليور) عام 1911م، وقد اشتّق الاسم من اللفظ الاغريقي (للأنا) والتي تعني النفس ليصف مجموعة من التفكير الأناني والذي قد يظهر بشكل أساسي في الاصابة بالفصام، وعندما وصف (كانر) عام 1943م الاضطراب التوّحدي للأطفال (التوّحد الطفولي المبّكر) كان يعود بعض الشيء إلى مرض الفصام حيث أنه كان يعتقد بارتباطهما بشكل ما، ولكن من الضروري أن نمّيز بينهما و لا يجب أن نربط الفصام بالتوحد لأنهما غير مرتبطين، ولكن من الممكن إيضاح سبب التوحد على أساس عضوي بيولوجي ملموس وقد نما هذا التوجه في السنوات الأخيرة تماما كالعوائق السّمعية والبصرية والتي تكون مبنية على أسس عضوية بيولوجية. وكانر هو أول شخص يضع تعريفا للتوحد وقد قام في عام 1956م بحصر معيار التوحد في صورتين أساسيتين هما:
(الوحدة المفرطة والرّتابة) ويقصد بالوحدة المفرطة العيش بخياله وتصوره فتفاعله مع نفسه واللعب مع نفسه بدون اندماج مع الغير من أقرانه من الأطفال كما أن الطفل في بداية العامين الأولين يميل إلى الرتابة والتي تتسم بالروتين والنمطية في سلوكه.
وقد أطلق (كانر) على الأطفال الذين يتصفون بهذه الصفات والذي ترجم إلى العربية باسم التوحد وتعني الوحدة والانعزالية ولكن فكرة العالم (أسبرجر) عام 1944م فيها بعض الاختلاف حيث ركز على المشاكل الحركية في حين أن كانر ركز على مهارة الحفظ.
إن حالة التوحد ظلت مجهولة حتى تم اكتشافها من قبل عالميين نفسيين هما : العالم كانر-1943م ، والعالم اسبيرجر-1944 فهما اللذين أطلقا على هذه الحالة من السلوكيات التي تصيب الأطفال بحالة التوحد .
تعريفات التوحد :
التوحد هو إعاقة فى النمو تستمر طيلة عمر الفرد و تؤثر على الطريقة التى يتحدث بها الشخص و يقيم صلة بمن هم حوله. و يصعب على الأطفال و على الراشدين المصابين بالتوحد إقامة صلات واضحة و قوية مع الآخرين. وعادة لديهم مقدرة محدودة لخلق صداقات ولفهم الكيفية التى يعبر فيها الآخرون عن مشاعرهم.
التوحدوالسلوك الاجتماعي" هو حالة من حالات الإعاقة التى لها تطوراتها، وتعوق بشكل كبير طريقة استيعاب المخ للمعلومات ومعالجتها. كما أنها تؤدى إلي مشاكل في اتصال الفرد بمن حوله، واضطرا بات في اكتساب مهارات التعلم
يعرف كارتر التوحد بأنه حالة من العزلة والانسحاب الشديد وعدم القدرة على الاتصال بالآخرين والتعامل معهم ويوصف أطفال التوحد بأن لديهم اضطرا بات لغوية حادة
تعريف كريك يرى كريك بأن التوحد :
حالة من الاضطراب تصيب الأطفال في السنوات الثلاثة الأولى من العمر حيث يشمل الاضطراب عدم قدرة الطفل على إقامة علاقات اجتماعية ذات معنى ، وأنه يعاني من اضطراب في الإدراك ومن ضعف الدافعية ولديه خلل في تطور الوظائف المعرفية وعدم القدرة على فهم المفاهيم الزما نية والمكانية ولديه عجز شديد في استعمال اللغة وتطورها وأنه يعاني من مايو صف باللعب النمطي وضعف القدرة على التخيل ويقاوم حدوث تغييرات في بيئته .
تعريف روتر
التوحد طيف من الاضطرابات المتنوعة في الشدة والأعراض والعمر عند الإصابة وعلاقاته بالاضطرابات
- إعاقة في العلاقات الاجتماعية .
- نمو لغوي متأخر أو منحرف .
- سلوك طقوسي واستحواذي أو الإصرار على التماثل .
الأخرى ( الإعاقة العقلية ، تأخر اللغة المحدد والصرع ) تتنوع أعراض التوحد بين الأطفال وضمن الطفل بنفسه بمرور الزمن فلا يوجد سلوك منفرد بشكل دائم للتوحد ولا يوجد سلوك يستثني تلقائياً الطفل من تشخيص التوحد حتى مع وجود تشابهات قوية خصوصاً في العيوب الاجتماعية .
تعريف القانون الأمريكي لتعليم الأفراد المعاقين
التوحد هو إعاقة تطورية تؤثر بشكل ملحوظ على التواصل اللفظي وغير اللفظي والتفاعل الاجتماعي وتظهر الأعراض الدالة عليه بشكل ملحوظ قبل سن الثالثة من العمر وتؤثر سلبياً على أداء الطفل التربوي ، ومن الخصائص والمظاهر الأخرى التي ترتبط بالتوحد هو انشغال الطفل بالنشاطات المتكررة والحركات النمطية ومقاومته للتغير البيئي أو مقاومته للتغير في الروتين اليومي ، إضافة إلى الاستجابات غير الاعتيادية أو الطبيعية للخبرات الحسية .
تعريف الجمعية الأمريكية للتوحدأن التوحد يظهر بمظاهره الأساسية في الثلاثين شهراً الأولى من العمر وتمس الاضطرابات كل من :
- نسبة النمو والتطور وما يتبعها .
- الاستجابة للمثيرات الحسية .
- النطق واللغة والقدرات المعرفية .
- القدرات المرتبطة بالناس والأحداث والأشياء .
لا يعد «التوحد» مرضًا.. فكثير من الباحثين يرونه حالة غامضة أو سلسلة متصلة من العجز النشوئي.
فالأطفال المصابون بالتوحد أشخاص عاديون من حيث الشكل الجسماني لكن حركاتهم لافتة للنظر..
ولا تظهر الإعاقة الذهنية المرتبطة بالذكاء على طفل التوحد ولا يعاني ارتخاء الجسم بل إن جميع مراحل النمو عنده عادية ما عدا النواحي الإدراكية ورغم أنه لا يستخدم اللغة في شيء نافع إلا أن ذاكرته قوية.
ما هو التوحد
التوحـــد: هو إعاقة متعلقة بالنمو عادة ما تظهر خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل. وهي تنتج عن اضطراب في الجهاز العصبي مما يؤثر على وظائف المخ، ويقدر انتشار هذا الاضطراب مع الأعراض السلوكية المصاحبة له بنسبة 1 من بين 500 شخص. وتزداد نسبة الإصابة بين الأولاد عن البنات بنسبة 4:1، ولا يرتبط هذا الاضطراب بأية عوامل عرقية، أو اجتماعية، حيث لم يثبت أن لعرق الشخص أو للطبقة الاجتماعية أو الحالة التعليمية أو المالية للعائلة أية علاقة بالإصابة بالتوحد.
ويؤثر التوحد على النمو الطبيعي للمخ في مجال الحياة الاجتماعية ومهارات التواصل. حيث عادة ما يواجه الأطفال والأشخاص المصابون بالتوحد صعوبات في مجال التواصل غير اللفظي، والتفاعل الاجتماعي وكذلك صعوبات في الأنشطة الترفيهية. حيث تؤدي الإصابة بالتوحد إلى صعوبة في التواصل مع الآخرين وفي الارتباط بالعالم الخارجي. حيث يمكن أن يظهر المصابون بهذا الاضطراب سلوكاً متكرراً بصورة غير طبيعية، كأن يرفرفوا بأيديهم بشكل متكرر، أو أن يهزوا جسمهم بشكل متكرر، كما يمكن أن يظهروا ردوداً غير معتادة عند تعاملهم مع الناس، أو أن يرتبطوا ببعض الأشياء بصورة غير طبيعية، كأن يلعب الطفل بسيارة معينة بشكل متكرر وبصورة غير طبيعية، دون محاولة التغيير إلى سيارة أو لعبة أخرى مثلاً، مع
وجود مقاومة لمحاولة التغيير. وفي بعض الحالات، قد يظهر الطفل سلوكاً عدوانياً تجاه الغير، أو تجاه الذات.
صفات المتوحد
وطفل التوحد لا يكتسب التعليم بنفسه ولكن عن طريق التلقين، وهو غريب التخيل، روتيني، لا يعبر بالكلام بل تراه يحتج بأسلوبه العدواني الذي يشبه الغضب الطفولي أو الصبياني. وينشأ التوحد نتيجة اضطراب معوي يؤثر عن طريق الدم في الجهاز العصبي وهو ما يعطل وظيفة الدماغ، لذلك يعاني المصابون بالتوحد عدم القدرة على تطوير المعلومات كما يفعل الناس العاديون، لذلك لا يوجد علاج بالأدوية لهذه الحالة..
وإذا كان العديد من أطفال التوحد غير قادرين على التكيف بأنفسهم مع الحياة إلا أن ذلك يمكنهم عن طريق التدريب، لأنهم دون التدريب لا يستطيعون فهم لعبة الحياة أو لعبة المجتمع الذي يعيشون فيه، فذلك يعتمد على قدرة الشخص على التعامل وهو ما ينقص المصاب بالتوحد، لذلك فهو في حاجة إلى المساعدة والتدريب.
وتشير الدراسات الإحصائية إلى ارتفاع نسبة المصابين بالتوحد لتصل إلى طفل واحد من مائتي وخمسين طفلاً (1:250) وهي نسبة مخيفة جدًا إذا ما قورنت بالأمراض الأخرى.
أهم المظاهر
ومن أهم المظاهر المصاحبة لمرحلة البلوغ عند المصابين بحالة التوحد:
- النزعة الاستقلالية عندهم في حاجة إلى مساعدة، فهي ليست قوية كما هي عند الأشخاص العاديين.
- ولا يصل الإدراك لديهم إلى الكمال كغيرهم وهو ما يتطلب التدريب المكثف.
- المعاناة من ضغوط نفسية قوية لوجود عوائق اجتماعية تصادفه في حياته ولا تسمح له بالتصرف كما يريد.
وعندما يصل «الطفل المتوحد» إلى مرحلة البلوغ تظهر عليه تغيرات تختلف عن مرحلة طفولته، وتواجه أسرته عدة أمور منها:
ـ صعوبة التعامل معه.
شرح حالته للناس والمجتمع باعتبار أن الأسرة غير قادرة على ضبطه فهو لم يعد طفلاً.
ـ صعوبة قيام الأسرة بمنع الابن أو الابنة في حالة التوحد من ممارسة عادات وأعمال غير مرغوبة في المجتمع.
المتوحد شابًا
أشكال التوحد
أشكال التوحد: عادة ما يتم تشخيص التوحد بناء على سلوك الشخص، ولذلك فإن هناك عدة أعراض للتوحد، ويختلف ظهور هذه الأعراض من شخص لآخر، فقد تظهر بعض الأعراض عند طفل، بينما لا تظهر هذه الأعراض عند طفل آخر، رغم أنه تم تشخيص كليهما على أنهما مصابان بالتوحد. كما تختلف حدة التوحد من شخص لآخر.
هذا ويستخدم المتخصصون مرجعاً الذي يصدره اتحاد علماء النفس الأمريكيين، للوصول إلى تشخيص علمي للتوحد. وفي هذا المرجع يتم تشخيص الاضطرابات المتعلقة بالتوحد تحت العناوين التالية: اضطرابات النمو الدائمة ، اضطرابات النمو الدائمة غير المحددة)، متلازمة أسبرجر ، ومتلازمة رَت ، واضطراب الطفولة التراجعي. ويتم استخدام هذه المصطلحات بشكل مختلف أحياناً من قبل بعض المتخصصين للإشارة إلى بعض الأشخاص الذين يظهرون بعض، وليس كل، علامات التوحد. فمثلاً يتم تشخيص الشخص على أنه مصاب "بالتوحد" حينما يظهر عدداً معينا من أعراض التوحد ، بينما يتم مثلاً تشخيصه على أنه مصاب باضطراب النمو
غير المحدد حينما يظهر الشخص أعراضاً يقل عددها عن تلك الموجودة في "التوحد"، على الرغم من الأعراض الموجودة مطابقة لتلك الموجودة في التوحد. بينما يظهر الأطفال المصابون بمتلازمتي أسبرجر ورت أعراضاً تختلف بشكل أوضح عن أعراض التوحد. لكن ذلك لا يعني وجود إجماع بين الاختصاصيين حول هذه المسميات، حيث يفضل البعض استخدام بعض
المسميات بطريقة تختلف عن الآخر.
أسباب التوحد
أسباب التوحد: لم تتوصل البحوث العلمية التي أجريت حول التوحد إلى نتيجة قطعية حول السبب المباشر للتوحد، رغم أن أكثر البحوث تشير إلى وجود عامل جيني ذي تأثير مباشر في الإصابة بهذا الاضطراب، حيث تزداد نسبة الإصابة بين التوائم المطابقين (من بيضة واحدة) أكثر من التوائم الآخرين (من بيضتين مختلفتين)، ومن المعروف أن التوأمين المتطابقين يشتركان في نفس التركيبة الجينية. كما أظهرت بعض صور الأشعة الحديثة مثل تصوير التردد المغناطيسي وجود بعض العلامات غير الطبيعية في تركيبة المخ، مع وجود اختلافات واضحة في المخيخ، بما في ذلك في حجم المخ وفي عدد نوع معين من الخلايا المسمى "خلايا بيركنجي. ونظراً لأن العامل الجيني هو المرشح الرئيس لأن يكون السبب المباشر للتوحد، فإنه تجرى في الولايات المتحدة بحوثاً عدة للتوصل إلى الجين المسببلهذا الاضطراب.
ولكن من المؤكد أن هناك الكثير من النظريات التي أثبتت البحوث العلمية أنها ليست هي سبب التوحد، كقول بعض علماء التحليل النفسي وخاصة في الستينيات أن التوحد سببه سوء معاملة الوالدين للطفل، وخاصة الأم، حيث إن ذلك عار عن الصحة تماماً وليست له علاقة بالتوحد. كما أن التوحد ليساً مرضاً عقلياً، وليست هناك عوامل مادية في البيئة المحيطة بالطفل يمكن أن تكون هي التي تؤدي إلى إصابتهبالتوحد.
الأسباب التى تؤدى إلي التوحد:
لا يوجد سبب معروف لهذا النوع من الإعاقة، لكن الأبحاث الحالية تربطه:
- بالاختلافات البيولوجية والعصبية للمخ. لكن الأعراض التى تصل إلي حد العجز وعدم المقدرة علي التحكم في السلوك والتصرفات يكون سببها خلل ما في أحد أجزاء المخ.
- أو أنه يرجع ذلك إلي أسباب جينية، لكنه لم يحددالجين الذي يرتبط بهذه الإعاقة بشكل مباشر.
- كما أن العوامل التى تتصل بالبيئة النفسية للطفل لم يثبت أنها تسبب هذا النوع من الإعاقة.
- ويظهر التوحد بين هؤلاء الذين يعانون من مشاكل صحية
- تناول العقاقير الضارة أثناء الحمل لها تأثيرأيضاً.
- وقد يولد الطفل به أو تتوافر لديه العوامل التى تساعد علىإصابته به بعد الولادةولا يرجع إلى عدم العناية من جانب الآباء.
كيف يتم تشخيص التوحد
هذا الأمر يعد من أصعب الأمور وأكثرها تعقيداً، وخاصة في الدول العربية، حيث يقل عدد الأشخاص المهيئين بطريقة علمية لتشخيص التوحد، مما يؤدي إلى وجود خطأ في التشخيص، أو إلى تجاهل التوحد في المراحل المبكرة من حياة الطفل، مما يؤدي إلى صعوبة التدخل في أوقات لاحقة. حيث لا يمكن تشخيص الطفل دون وجود ملاحظة دقيقة لسلوك الطفل، ولمهارات التواصل لديه، ومقارنة ذلك بالمستويات المعتادة من النمو والتطور. ولكن مما يزيد من صعوبة التشخيص أن كثيراً من السلوك التوحدي يوجد كذلك في اضطرابات أخرى. ولذلك فإنه في الظروف المثالية يجب أن يتم تقييم حالة الطفل من قبل فريق كامل من تخصصات مختلفة، حيث يمكن أن يضم هذا الفريق: أخصائي أعصاب ، أخصائي نفسي أو طبيب نفسي، طبيب أطفال متخصص في النمو، أخصائي علاج لغة وأمراض نطق ، أخصائي علاج مهني وأخصائي تعليمي، والمختصين الآخرين ممن لديهم معرفة جيدة بالتوحد.
أدوات تشخيص مرض التوحد:
يبدأ التشخيص المبكر وذلك بملاحظة الطفل من سن 24 شهراً حتى ستة أعوام وليس قبل ذلك، وأول هذه الأدوات:
- أسئلة الأطباء للآباء عما إذا كان طفلهم:
- لم يتفوه بأيه أصوات كلامية حتى ولوغير مفهومة فى سن 12 شهراً.
- لم تنمو عنده المهارات الحركية ( الإشارة- التلويح باليد - إمساك الأشياء) فى سن 12 شهراً.
- لم ينطق كلمات فردية فى سن 16 شهراً.
- لم ينطق جملة مكونة من كلمتين فى سن 24 شهراً.
- عدم اكتمال المهارات اللغوية والاجتماعية فى مراحلها الطبيعية.
لكن هذا لا يعنى فى ظل عدم توافرها أن الطفل يعانى من التوحد، لأنه لابد وأن تكون هناك تقييمات من جانب متخصصين فى مجال الأعصاب، الأطفال، الطب النفسى، التخاطب، التعليم.
ما هي أعراض التوحد؟
ما هي أعراض التوحد، وكيف يبدو الأشخاص المصابين بالتوحد؟ عادة لا يمكن ملاحظة التوحد بشكل واضح حتى سن 24-30 شهراً، حينما يلاحظ الوالدان تأخراً في اللغة أو اللعب أو التفاعل
الاجتماعي، وعادة ما تكون الأعراض واضحة في الجوانب التالية:
التواصل: يكون تطور اللغة بطيئاً، وقد لا تتطور بتاتاً، يتم استخدام الكلمات بشكل مختلف عن الأطفال الآخرين، حيث ترتبط الكلمات بمعانٍ غير معتادة لهذه الكلمات، يكون التواصل عن طريق الإشارات بدلاً من الكلمات، يكون الانتباه والتركيز لمدة قصيرة.
التفاعل الاجتماعي: يقضي وقتاً أقل مع الآخرين، يبدي اهتماماً أقل بتكوين صداقات مع الآخرين، تكون استجابته أقل للإشارات الاجتماعية مثل الابتسامة أو النظر للعيون.
المشكلات الحسية: استجابة غير معتادة للأحاسيس الجسدية، مثل أن يكون حساساً أكثر من المعتاد للمس، أو أن يكون أقل حساسية من المعتاد للألم، أو النظر، أو السمع، أو الشم.
اللعب: هناك نقص في اللعب التلقائي أو الابتكاري، كما أنه لا يقلد حركات الآخرين، ولا يحاول أن يبدأ في عمل ألعاب خيالية أو مبتكرة.
السلوك: قد يكون نشطاً أو حركاً أكثر من المعتاد، أو تكون حركته أقل من المعتاد، مع وجود نوبات من السلوك غير السوي (كأن يضرب رأسه بالحائط، أو يعض) دون سبب واضح. قد يصر على الاحتفاظ بشيء ما، أو التفكير في فكرة بعينها، أو الارتباط بشخص واحد بعينه. هناك نقص واضح في تقدير الأمور المعتادة، وقد يظهر سلوكاً عنيفاً أو عدوانيا، أو مؤذياً للذات.
وقد تختلف هذه الأعراض من شخص لآخر، وبدرجاتمتفاوتة.
علاج التوحد
لا توجد طريقة أو دواء بعينه بمفرده يساعد فى علاج حالات التوحد، لكن هناك مجموعة من الحلول مجتمعة مع بعضها اكتشفتها عائلات الأطفال المرضى والمتخصصون، وهى حلول فعالة فى علاج الأعراض والسلوك التى تمنع من ممارسة حياتهم بشكل طبيعى. وهو علاج ثلاثى الأبعاد نفسى واجتماعى ودوائى.
وبينما لا يوجد عقار محدد أو فيتامين أو نظام غذائى معين يستخدم فى تصحيح مسار الخلل العصبى الذى ينتج عنه التوحد، فقد توصل الآباء والمتخصصون بأن هناك بعض العقاقير المستخدمة فى علاج اضطرابات أخرى تأتى بنتيجة إيجابية فى بعض الأحيان فى علاج بعضاً من السلوك المتصل بالتوحد. كما أن التغيير فى النظام الغذائى والاستعانة ببعض الفيتامينات والمعادن يساعد كثيراً كما أن استبعاد الجلوتين والكازين من النظام الغذائى للطفل يساعد على هضم أفضل واستجابة شعورية فى التفاعل مع الآخرين، لكن لم يجمع كل الباحثين على هذه النتائج.
- العلاج الدوائي:
يوجد عدداً من الأدوية لها تأثير فعال فى علاج سلوك الطفل الذى يعانى من التوحد ومن هذا السلوك:
- فرط النشاط.
- قلق.
- نقص القدرة على التركيز.
- الاندفاع.
والهدف من الأدوية هو تخفيف حدة هذا السلوك حتى يستطيع الطفل أن يمارس حياته التعليمية والاجتماعية بشكل سوى إلى حد ما .
تعديل سلوك الطفل التوحدي باستخدام اللعب :
صحيح أن الألعاب تعتبر وسائل ترفيهية بالدرجة الأولى , و لكنها في الواقع للتوحديين ترفيهية تعليمية علاجية و ذلك لضرورة الإستعانة بها في بناء شخصيتهم و تهذيب أو تقويم سلوكياتهم غير الطبيعية, علماً بأن بعضهم يعاني من الإعاقات الجسدية و بعضهم يعاني من القصور في القدرات الحركية) و العلاقات الإدراكية ( و صعوبة تحكمهم في السيطرة على أبعاد اللعبة و مدى حساسيتهم للموجات الصوتية,سواء من اللعبة أو من أصوات المشاركين معهم في اللعب نتيجة خلل في الجهاز العصبي المركزي و عدم إنتظام حركة الأعصاب لديهم, و البعض الآخر من الأطفال التوحديين يحب أن يلعب لعبة خاصة دون أن نعلم سبباً واضحاً يُفسر علاقتة بها و حبه لها. و من نافلة القول أن نذكر هنا بوجود فرق واضح بين الطفل السوي و الطفل التوحدي سواء في طريقة اللعب أو في طريقة التعاون مع الزملاء أثناء لعب التبادل الإجتماعي معهم.
و يمكننا القول أن جميع أصناف الألعاب يستطيع التوحدي أن يلعب بها و لكن بشرط أن تكون قدراته و إمكاناته مهيئة لها حسب درجة الإعاقة و نوع الإضطراب, و حسب النضج الجسمي و المعرفي, لأنه في حكم سياق السيطرة الوظيفية التي تقع تحت التحكم الرئيسي لمراكز المخ و التي على ضوئها تعمل الوظائف العليا للإنسان, كالتفكير و التركيز و الذاكرة و الحركة و الإحساس, لكن هذه الوظائف لدى التوحديين مضطربة و إن هذا الإضطراب الوظيفي سيؤثر على مجمل سلوكياته, إذ أن الخلل يكمن في الجهاز العصبي المركزي , و الذي يكون هو المشرف على كافة الحركات و الإنفعالات و الأفعال, فنجد مثلاً أطفالاً توحديين يستطيعون اللعب (بالجت سكي) و بمهارة عالية في حين نجد آخرين يخافون حتى من السير فوق شيء متحرك و بعض التوحديين يستطيعون اللعب بالأدوات الصوتية و آخرين يبتعدون و يصرخون و تصاحبهم أعراض مختلفة أزاء هذه الألعاب.
و تعاني طائفة من أطفال التوحد من مشكلة التفكير و التخيل و البعد عن الواقع , و بالتالي يبدو عليهم بأنهم فوضويون غريبون في حركتهم و لعبهم و طريقة مشيهم و توازنهم. كما أن لهم نوعاً من التدرج في التخيل من البسيط إلى الصعب. و نضرب مثالاً على ذلك عندما ينظرون إلى الألعاب التي تُعرض عليهم للوهلة الأولى نجدهم يحددون بعض هذه الأشكال في اللعبة دون الحاجة إلى أن ينظروا لها أولاً بصورة كلية, بعكس الأطفال الطبيعيين الذين ينظرون إلى هذه اللعبة بنظرة كلية أولاً ثم بنظرة جزئية ثانياً و ذلك لتحديد أماكن هذه الأشكال, و هذا دليل على أن بعض أطفال التوحد لديهم قدرات عالية في التصور التخيلي (حالات نادرة) بعكس بعضهم الآخر الذين لا يملكون القدرة على أية نشاطات تخيلية, فنجد مثلاً أنك عندما تحاول أن تغير روتين حياة التوحدي في غرفته أو فصله فإنه يقلق و ينتابه الصراخ و الغضب لأنه يرى في ذلك التغيير أو في هذا التعديل مساساً بشخصيته و حياته التي يعتبرها جزأً من كيانه و عالمه الخاص.
إذن تعديل سلوك أطفال التوحد عن طريق اللعب, يجب أن يسير وفق مبادئ صحيحة ضمن إطار فهم شخصية التوحدي , حسب خطوات متدرجة, و إختيارنا للسلوك المستهدف أي السلوك الذي نرغب في تصحيحه فيصمم له خطة علاجية بناءً على هذا السلوك جيداً و من ثم قياسه و تحديد المتغيرات و بعدها البدء في تنفيذ الخطة و هذا كله ليس من فراغ, فلا يمكن البدء بالعلاج و السير نحو تحقيقه بشكل فعال إلا بعد تصميم الخطة المناسبة لكل حالة من حالات التوحد على إنفراد و أخيراً يتبع هذا العمل بتحليلات لنتائج أعمال العلاج باللعب.
دراسة ميدانية :
دراسة حالة في مركز بيت السلام لأطفال التوحد
في مدينة داريا
أولا:المعلومات العامة:
1- الجنس : ذكر
2- العمر: 14سنة
3- ترتيبه بين الأخوة : الثاني
4- درجة القرابة بين الوالدين : لا توجد قرابة
5- هل هناك شخص آخر مصاب بالتوحد في العائلة : لا يوجد أحد
6- سبب الإعاقة : غير معروف
7- مدة وجوده في المركز : من تاريخ 2002- وما زال حتى الآن
ثانياً : المعلومات الخاصة :
آ)-الأحاسيس لدى الطفل :
الطفل لا يعاني من أي مشاكل سمعية أو بصرية أما ردود أفعاله عند وجود مثيرات حسية خارجية كمثيرات سمعية (أصوات عالية ) تثير لديه توتر شديد وعند سماعه عدة أصوات معاً
يشعر بتوتر و يتشتت انتباهه .
إحساسه بالألم على درجة عا لية لكن هذا لا يعني أنه قادر في كل الأحيان على أدراك الخاطر و الابتعاد عنها تجنباً للألم .
ب )- طبيعة اتصال الطفل بالمحيط :
لديه نقص بالتواصل الاجتماعي فهو لا يحب أن يكون ضمن مجموعة ويفضل عند وجود جماعة
معه في مكان ما أن ينسحب من هذا المكان لأنه يفضل البقاء بمفرده معظم الوقت ولهذا هو غير
قادر على تكوين الصداقات إضافة إلى عدم قدرته على المبادأة أو التحدث مع الأطفال إذ هو لا
يتحدث ولا يتواصل بالعين إلا في حال سماعه الموسيقا وهي الشيء الوحيد الذي يشعر بالاستمتاع عند وجوده بين أقرانه كذلك لا يهمه إذا أنتبه له أحد أو لم ينتبه وهذا ما يفسر عدم محاولته جذب انتباه أو اهتمام المحيطين به أو حتى كسب ودهم لأن الآخر لا يعني له شيئاً ويبدو ذلك في عدم قدرته على التعبير عن انفعالاته وعواطفه اتجاه الآخرين وعلى خلافها فإن انفعالاته الخاصة (كالحزن-الخوف-القلق-السرور ) تبدو واضحة على وجهه وخاصة في بعض المواقف التي يخاف منها فهو يخاف الأماكن المرتفعة .
أما بالنسبة لاهتماماته فهي شبه معدومة فهو لا يلفت نظره شيء ولا يحاول أن يتعرف على الأشياء المحيطة به فبالتالي هو لا يكتسب أي سلوك وغير قادر على تقليد ما يراه لأنه لا يجذبه
شيء .
ج)- على مستوى اللغة :
اللغة لديه معدومة فهو لا يستطيع الكلام كما أنه في بعض الأحيان لا يستجيب لمن يناديه بإسمه .
د)- الناحية الاجتماعية والنشاطات اليومية :
قدرته على الاكتساب والتعلم ضعيفة فلا يتعلم سوى تفاصيل بسيطة جداً (كأن يرفع قدمه عندما تلبسه أمه ثيابه ) أما في التدريب على النظافة يجد صعوبة كبيرة وكذلك غيرها (طعام) من الأعمال الاعتيادية فهو يعتمد كلياً على أمه في القيام بهذه الأعمال كذلك لا يعي معنى الاعتذار
فهو لا يعتذر عما يصدر عنه من أخطاء ولا معنى التعاون إذ أنه لا يتعاون مع أحد على الإطلاق حتى لو طلب منه ذلك .
كما أن نوبات الغضب والضحك والصراخ التي تنتابه كثيراً ودونما سبب من الأمور التي تطفي على سلوكه الغرابة ,لكن في بعض الأحيان تكون نوبات الغضب بسبب اقتراب شخص منه مما يجعله يغضب ويجري بعيداً ,لكن إذا وجد أحد غريب معه في نفس المكان ولم يقترب منه فلا يأبه لوجوده أبداً,ومن السلوكيات الغريبة لديه أيضاً أنه في حال لم يحصل على ما يريد يبدأ بالصراخ والبكاء مع ثورة من الغضب ولا يكف عن ذلك حتى يلبى له ما يريد.
و)- إدراكه لجسمه و الأشياء المحيطة به :
إدراكه لجسمه غريب نوعاً ما إذكثيراً ما يحب أن يدور حول جسمه ,كما أنه يتشبث جسدياً بالآخرين للتواصل معهم ,وإدراكه الغريب لجسمه يجعله يؤذي نفسه كثيراً حيث يضرب
رأسه ويعض يده ,كذلك يحب تلمس وتذوق الأشياء التي تحيط به وذلك دون أن يرغب
بالاحتفاظ بها ,حيث لا يظهر لديه حب للتملك نهائياً .