إهمال الأهل لأولادهم يؤدي بهم للشعور بالدونية والخوف من الأخرين وضعف الثقة بالنفس
الخجل إنفعال طبيعي في كل منا ،ولكنه عند البعض يأخذ منحى متطوراً ويتحول إلى عقدة نفسية تتفاقم وتؤدي إلى مرض بالسلوك الإجتماعي . الخجل عند المراهق وما يحمله من إنفعالات وسلوكيات يؤدي إلى مشكلة نفسية أم أنها بدعة من بدع المراهقين وقناعاً يحتمي به . تساؤلات عديدة تدور في أذهان ذوي المراهقين حول عقدة الخجل ،باحثين فيها عن الأسباب وطرائق العلاج .
بدايةً الخجل هو ظاهرة طبيعية تبرز في فترات محددة من عمرنا نتيجة ظروف متنوعة عصفت بحياتنا فتشكل عند البعض ،لا سيما المراهقين ، حال خلل في إثبات الذات بسبب المشاعر المتقلبة التي يتعرضون لها في الحياة الإجتماعية .إن طبيعة مرحلة المراهقة ، تتطلب من المراهق الإستقلالية عن أسرته والإعتماد على نفسه ،فتزداد حدة الصراع لديه ويضطر للإنسحاب من العالم الخارجي والإنطواء على نفسه بسبب الخجل.
من المظاهر الأساسية التي تميز المراهق الخجول الصمت في حضرة الأخرين وتجنب التواصل النظري أثناء الحديث معهم ،فتبدو مظاهر الخجل واضحة على ملامحه مثل إحمرار الوجه ،كثرة الإبتسام ،التلعثم بالكلام ،إزدياد الحركة ،الإنشغال بتقويم الأخرين ، الإبتعاد عن المواجهة إضافةً إلى مظاهر أخرى كثيرة ، وهذه المظاهر السلوكية والوجدانية تشكل عائقاً أمام المراهق الخجول فتلازمه طيلة حياته في حال لم يتم معالجتها .
الأخصائية في علم النفس “كاتيا مارون غاوي ” أوضحت لنا أسباب الخجل :
قالت غاوي :
للخجل أسباب عديدة ومتنوعة ،أهمها الشعور بعدم الأمان والخوف الشديد ،والخوف أيضاً من الإدانة من قبل الأخرين ،مما يدفع بالمراهق لتجنب المغامرة بسبب القلق والخوف من سخرية الأخرين .
يلعب الوالدان دوراً كبيراً على زيادة نسبة الخجل لديه ،لأن القلق الزائد والمراقبة المستمرة من قبلهم بهدف توفير الحماية له تعتبر سبباً رئيسياً من أسباب قلة التواصل والتفاعل مع الأخرين وبالتالي سلوكاً يدفع به إلى الخجل .
أيضاً إهمال الأهل لأولادهم يؤدي بهم للشعور بالدونية والخوف من الأخرين وضعف الثقة بالنفس ،كما أن التشدد والحزم في معاملة المراهق والاكثار من النقد والسخرية والقسوة الزائدة ،تدفع به إلى ألشعور بالإرتباك والحساسية الشديدة والخجل الذي يعتبر كرد فعل لتجنب التهديدات المستمرة . أيضاً الخلافات المتكررة بين الوالدين ،تلعب دوراً كبيراً في زيادة نسبة الإنطواء عنده وتؤدي به إلى الخجل .الشعور بالنقص من المسببات الرئيسية لظهور هذا الإنفعال .لا سيما عند الذين يعانون من عاهات بأجسامهم مثل السمنة الزائدة (الهمسة للعلاج الطبيعي في التشيك-
www.alhamsaspa.com )،ضعف السمع أو البصر ،القصر أو الطول بالقامة .أيضاً وأيضاً تأخره الدراسي يعتبر سبباً جوهرياً يدفع به إلى الخجل حيث يشعر بأنه أقل مستوى من زملائه .
أساليب العلاج
وعددت كاتيا أفضل طرائق العلاج لهذه المشكلة :
تحديد مصادر الخجل عند المراهق ،فلا بد من التفكير بالمواقف الحرجة المسببة لظهور المشكلة وتطورها عند المراهقين .
تشجيع المراهق على المهارات الإجتماعية والتواصل مع الأخرين والإهتمام بهم وتنمية علاقته بهم بصورة جيدة .
تشجيع المراهق على التعبير عما يدور في ذهنه والتعبير عن ذاته من دون خوف ولا مواربة .
عدم إهانة المراهق أمام الحضور ،خصوصاً أمام زملائه لأن هذا يدفع به إلى الإنعزال والإنطواء .
أن يوحي المراهق لنفسه بأنه انسان طبيعي في مشاعره وأحاسيسه مع الأخرين .
يحول البحث عن أسباب شعوره بالنقص الذي يدفع به إلى الخجل .
يجب إعطاء المراهق مساحة كبيرة للنقاش والحوار معه .
التسامح معه في بعض المواقف الإجتماعية .
تشجيعه على ممارسة هواياته لكي يكسب احترامه لنفسه والتفاخر بها .
التواصل مع الأخرين من خلال مشاركته بالمناسبات، لأن ذلك يعزز “الأنا” عنده وبالتالي يزيد من ثقته بنفسه .حسنات وسيئات الخجل
لهذه الآفة حسناتها وسيئاتها وهي عديدة ومتنوعة ،فمن الحسنات عند المراهق الخجول ،الحساسية والشعور المرهف ، المحافظة على الخصوصيات ، التواضع ، الإحترام لذاته وللأخرين ، اللطافة والمعاملة الحسنة .
أما سيئات هذا الشعور ، أنه يحول المراهق الخجول إلى شخص جبان ،خبيث ،متكابر ،عديم الثقة بالنفس ولا يتأقلم مع الأخرين .
أبحاث ودراسات
تشير الدراسات العلمية إلى أن بعض الأشخاص يولدون بمزاج مائل إلى آفة الخجل ونسبتهم لا تتعدى ١٥ -٢٠ ٪ أما الأخرون الذين يعانون من هذه المشكلة فهم ضحية الوحدة النفسية وقسوة معاملة الأهل لهم، وهناك نسبة ضئيلة من الضحايا يعتبرون خجلهم وراثياً . ونسبة من المصابين بآفة الخجل يعتقدون بأن خجلهم مرتبط بعوامل أسرية ، بينما الثلث الباقي منهم خجله ناتج عن البيئة التي ترعرع فيها وبالتالي حياته غير مستقرة يعاني من ضغوطات الحياة .
يعتبر اليابانيون حسب أخر الإحصاءات ، من أكثر الشعوب خجلاً نتيجة لتحليهم بالأخلاق .