- المكــافآت: بإمكان الوالدين امتداح الطفل لسلوكه الجيد ولتعامله مع الإحباط دون انزعاج.
- العقـــاب البسيط: : يمكن فرض عقوبة العزل وخاصة كلما حدثت نوبة غضب لبرهة قصيرة مع الجزم في فرض هذه القاعدة (دون إظهار أي تعاطف أو غضب).
- مـــزيدًا من الإشراف: المزيد من الاهتمام والإشراف على نشاط الطفل، واقتراح عدَّة حلول بديلة لمشكلات الطفل مع إبقاء القرار الأخير للطفل.
وإذا كان انزعاج الطفل بسيطًا ومن المحتمل أن يتحول إلى نوبة غضب يمكن أن تقول له: «هذا يكفي، إنك تسبب الانزعاج لنا جميعًا وتزيد شعورك بعدم الارتياح: لن نقضي مساء سعيدًا، إذا بقيت هكذا» أو «ضرب شقيقتك ممنوع، وإذا كنت غاضبًا منها، فأخبرها بما يزعجك» وهكذا...
- لعب الدور: إن مناقشة المواقف التي يمكن أن تستجر مشكلات الطفل المزاجية قبل التوبيخ من قبل المعلم - والطلب من الطفل أن يقوم بتمثيل استجاباته المعتادة حيال ذلك. ثم بتوضيح السلوك المرغوب فيه وإيجابياته من الناحية الاجتماعية وتوضيح السلوك غير المرغوب فيه وتوضيح سلبياته. وبإمكان أحد الوالدين أن يقوم في فترات متعاقبة بلعب دور معلم يواجه الطفل ويجعل الطفل يتدرب على إعطاء استجابة مناسبة ويمتدحه في كل مرة يقوم بها بلعب دوره فيها تعاون.
7- الحديث مع الذات : إن تدريب الأطفال على كيفية التحدث مع أنفسهم للتخلص من شعورهم بالغضب، وتعليمهم كيف يقاومون الإحباط والإهانة بقولهم لأنفسهم وبطريقة هادئة أفكارًا مهدئة عن ضبط النفس، أو أفكارًا تضع الموقف في منظور معين، فمثلًا إذا قام رفيق الطفل بإيذاء شعوره فبإمكانه تخفيف غضبه بقوله لنفسه:
«عندما يكون الأطفال شريرين معي، فإنني أشعر نحوهم بالأسف» أو «حسنًا، إن الشتائم لن تؤذيني بشكل حقيقي لذا سوف أكتفي بتجاهلهم».
8- تنمية التبصر: بعد اجتياز الطفل لنوبة الغضب، ناقش معه الحادثة، إذ ينبغي أن تتضمن المناقشة وصفًا لشعورك وشعور الطفل أثناء الحادثة، والأسباب، والطرائق البديلة لحل هذه المشكلة في المستقبل. وأصغ باحترام لأفكار الطفل ومشاعره.
9- إمساك الطفل: قد يفقد الطفل أحيانًا سيطرته على نفسه تمامًا بحيث يحتاج إلى أن يُمنع من الحركة أو يُبعد من المكان وذلك حفاظًا على سلامته، وينبغي ألاَّ ينظر إلى هذا الأسلوب كعقاب إنما كطريقة في قول: «لا يمكنك أن تفعل هذا» إذًا لابد من منع الطفل من الحركة إذا كان يشكل خطرًا على نفسه والآخرين أو الممتلكات وذلك بنقله إلى مكان خاص ومريح، ويُفضَّل إمساكه من الخلف للتقليل من خطر الإصابة الجسدية ويفترض محاولة الجلوس وإمساك الطفل في حُجر والده أو والدته دون ضغط أكثر من اللازم، وفي حال سيطرة الطفل على نفسه يفترض أن تتراخى قبضتا الوالد أو الوالدة، وهذا ما يحمي الآخرين من الإحساس بالخوف والانزعاج وتجنب الطفل الشعور بالحرج بعد أن يسيطر على نفسه. ويترافق هذا الإجراء بالحديث إلى الطفل بصوت هادئ وتجنب مناقشته فيما يزعجه، ودع الطفل ينام أو اتركه وحده إذا رغب في ذلك على أن تناقشه في المشكلة فيما بعد.
- المهمة المتناقضة: تلك المهمات التي تبدو منافية للعقل، مثل الطلب من الطفل الاستمرار في نوبات الغضب، بدلًا من طلب التوقف، فبالطلب من الطفل أن يستمر أو حتى يزيد من نوبات الغضب، فقد يقوم في الواقع بخفض هذا السلوك لأنه يقاوم أن يقال له ماذا يفعل. ولا ننسى أن لكل طفل حالته الخاصة، ولكل حالة ظروفها الخاصة تبعًا للمرحلة العمرية، ولمستوى وعي الوالدين، وللظروف الاجتماعية والتربوية التي يعيشها الطفل وهذا ما يتمثل بالفروق الفردية بين فرد وفرد آخر وللفرد ذاته من حال إلى حال.
والغضب في الكثرة الغالبة من الأطفال إذا كان متناسبًا مع المثير وكان قصير الأمد كان ردًا سويًا سليمًا. إذ إن الطفل الذي لا يغضب بتاتًا لا بد أن يكون به جانب من الشذوذ، فهناك من لين العريكة ومن الهدوء ما يزيد على الحد السوي لكن الطفل الذي يلاقي المواقف الصعبة بإدمان الثورة وحدة الطبع يكون في خطر داهم من أن يستمسك بهذه الأساليب الكريهة في السلوك حتى في مقبل حياته عند كبره.
وغالبًا ما نجد أن نوبات حدة الطبع، التي أصبحت عادة، كانت تجدي على الطفل من طريق مباشر أو غير مباشر جدوى موقوتة على الأقل. وقد يكون ذلك من إصرار الطفل على رأيه. أو من تطلعه إلى جذب الانتباه من أي سبيل، أو شعوره بإمكان الحصول على رشوة إذا هو أصر على موقفه وقتًا كافيًا. فالمظاهرة التي يقوم بها الصغير أثناء غضبه مشهد رائع مؤثر، لا يستطيع إزاءه أولئك الذين أنكروا عليه رغائبه من قبل إلاَّ أن يسلموا له وأن يقبلوا مطالبه وشروطه، حتى يتجنبوا من مظاهر حنقه ما لا يسرهم في قليل أو كثير.
ومن أشد ما يبعث العجب أن نرى إلى حذق الطفل في تخير الزمان والمكان الذي يبدو الاستسلام لرغباته فيهما ضرورة لا محيص منها. هكذا يتعلم الطفل سريعًا كيف يسيطر على من يحيطون به وسرعان ما نجد أن النوبات التي كانت تثور أصلًا من المواقف التي تسوؤه قد صارت تستخدم للتخلص من أي موقف يفرض عليه الخنوع لإرادة غيره. وهذه النوبات لا تتناسب البتة ومقتضيات الحال، فإن الصغير كفيل بأن يمثل نوبة من النوبات العنيفة إذا أحضرت له أمه «مصاصة» من الحلوى الحمراء بدلًا من الخضراء التي أرادها حتى لتبلغ هذه النوبة في عنفها مبلغ النوبة التي تصدر عنه إذا وجد ما يثير حنقه حقًا.
ثمة طفل صغير في الرابعة اصطنع هذه الطريقة ليجذب انتباه الأسرة كلما استشعر أنهم استخفوا به أو أهملوا بشأنه، فإذا أخذوه بالتأديب أو لم تلائمه الأمور كانت استجابته سريعة فبدأ بإهراق الدمع ثم أعقب ذلك بالصراخ عاليًا. وإذا لم يجده ذلك نفعًا رمى بنفسه على الأرض يرفس أو يضرب أي شيء اعترضه، فإذا بلغ الأمر ذلك الحد لانت الأسرة في العادة خوفًا مما يعقب ذلك.
ومع هذا فإنهم إذا لم يحفلوا به لم ييأس الصغير إذ لا يزال في جعبته سهم أخير... وإذا به يكف عن الرفس والصراخ، ويتخشب جسمه وينقطع تنفسه فتحيط الزرقة فمه ويكون ذلك خاتمة القصة، فإذا بهم جميعًا عند قدميه يلقون بالماء على وجهه، ويخففون عنه ويَعِدونه بكل ما يرغب، مهما كان في ذلك من ضيق لغيره وما إن تتحقق رغائبه حتى ينصرف إلى شأنه. وقد يبدو هذا لمن لم يألف تلك النوبات مبالغة وإسرافًا في الوصف، لكن الحق أن ليس فيه من المبالغة شيء، فهذه النوبات مُروّعة حقًا تتطلب هدوءًا وعزمًا قويًا للوقوف في وجه الطفل في مثل هذه الأحوال بالإضافة إلى ما أسلفنا ذكره فهذا قليل من الأسباب الجلية التي تؤدي إلى نوبات الطبع، ويغلب أن يكون الطفل الذي تلازمه هذه النوبات الحادة غير مستقر الانفعالات بطبعه، وأن يكون من الطراز الذي يعجز عن مواجهة المقدار المألوف من الجهد والتوتر دون أن يلحق به إجهاد بالغ، وليست نوبات الطبع سوى عرض من الأعراض الكثيرة للإجهاد العصبي عند الأطفال. إذ غالبًا ما يسبق تلك النوبات اضطراب في النوم، وتأفف في الأكل وتلمس للأخطاء التافهة أو شكاوى من حيف زملائه في اللعب، أو ظلم أبويه ومعلميه. ويعني هذا أن الطفل في حاجة إلى قدر أكبر من الراحة والنوم ثم إلى فرصة أسنح وأوسع للعب خلال صحوه. فلا يجب أن يُحجز في الدار ويُحرم من رفاقه في اللعب، لأن هذا الموقف نفسه يدفعه إلى أن يتركز تفكيره حول ذاته، فيصير غضوبًا عسير الرضى دائم التوتر، وهو كفيل بأن ينفجر في أية لحظة.
ويجب النظر إلى نوبات الطبع في كل حالة من حيث صلتها بالأسباب المثيرة وبشخصية الطفل. فقد تكون مشكلة نوبات الطبع عند هذا الطفل مصحوبة أبدًا بمرض بدني، وفي آخر بغيرة حادة من أخته الصغيرة، بينما طفل ثالث يلجأ إليها عارفًا عامدًا كي يحصل بها على ما يريد ويواصل استخدامها ما دامت تجدي، وطفل آخر يُنفِّس عن غضبه الشديد بتلك النوبات. والأعراض في كل حالة من هذه الحالات متماثلة، غير أن العوامل التي تسببها يختلف بعضها عن بعض كل الاختلاف، والعلاج في كل حالة يجب أن يسير في حلقة متصلة من أشكال التكيف المختلفة.
وكثيرًا ما يقاسي الطفل من سرعة الغضب عند أحد والديه دون أن يكون للصغير يد في ذلك، فهناك آباء تتحكم في موقفهم العقلي بأكمله تجاه الحياة أمور تافهة يضيقون بها.
فإذا كان ماء الحمام باردًا، أو موس الحلاقة أثلم، أو القهوة خفيفة أو جريدة الصباح متأخرة كان على الطفل في الغالب أن يتحمل صدمة ما ينتج عن ذلك من سخط وهياج، حتى إن أي سلوك مألوف لا غبار عليه يصدر عن الطفل عند ذاك يجلب عليه تعنيفًا شديدًا قاسيًا، فأولئك الآباء كفيلون بأن ينسبوا علة حنقهم وما يشعرون به من ضيق إلى الطفل بدلًا من نسبتها إلى الخادم أو البواب أو بائع الصحف وقد يدرك الصغير مصدر الحنق، أوقد يخفى على إدراكه، لكنه يستشعر ما في ذلك من ظلم لا شك فيه، الأمر الذي يؤدي إلى سخطه ويدفع به أكثر الأحيان إلى ثورة عليه ثورة مكشوفة صريحة. وهكذا تبدأ حلقة مفرغة من العسير قطعها.
ولا يكاد يبدو من اللازم أن ننبه الآباء إلى أنَّ الحديث عن طبع الطفل أمام الأقارب والأصدقاء بمحضر الطفل، إنما هو وسيلة توجه نظرة إلى كيفية جذب الانتباه إليه، وأنّ هذا الحديث فوق ذلك اعتراف من الآباء بما للطفل من سطوة وسلطان على الأسرة. ومع هذا فما أكثر الآباء الذين يقعون في هذا الخطأ بالذات، إذ نسمع كثيرًا من الأمهات، على اختلاف أوساطهن الاجتماعية، يقلن إن الطفل قد بلغ من فظاعة الطبع حدًّا « لا أستطيع أن أفعل معه أي شيء» ونرى الطفل من حين إلى الآخر يبدي ما يؤيد قولها فترضى حينًا وتسخط حينًا آخر. ونذكر دائمًا أن رغبة الطفل الكامنة في اتخاذ مركز بارز في الأسرة أمر يبلغ من الوضوح حدًّا لا يسمح بالمبالغة في تشجيعه على ذلك حتى في محيط العائلة الضيق، ومن ثم ينبغي ألاَّ يكون سلوك الطفل البتة موضوعًا لثرثرة الأهل والجيران، ويتعرض الأطفال لكثير من ألوان الكيد والإذلال والسخرية من الآباء دون أن يدرك هؤلاء ذلك. بل إن بعض الآباء ليتورعون عن معاملة خدمهم بمثل ما يظهرونه نحو أبنائهم من الاستخفاف وعدم الرعاية، وهم لا يفعلون هذا عن قسوة أو قلة في الحنان والعطف، بل إن عدم المبالاة والبرود الذي يلقاه الطفل من أبيه المنصرف إلى عمله، أو من أمه التي يغلب عليها الغضب، كثيرًا ما يكون سببًا فيما يجثم على الطفل من سوء المزاج.
ولا تزال بعض الأسر تستخدم إلهاب الغيرة حافزًا يبعث الطفل إلى مضاعفة جهوده كأن يداوموا على مقارنة طفل بآخر مقارنة تصل إلى شدة المبالغة في خيبة أحدهما وفي تفوق الآخر، وهم قد يصلون إليها بتفضيل الواحد أو امتداحه ومكافأته أو بإشعار الآخر أنهم لا ينتظرون منه إلاَّ أقل شيء، إن كانوا ينتظرون شيئًا. فإذا حدث ذلك على أي وجه من الوجوه وجب أن نوقن أن إشعار الطفل بعجزه مصدر فياض لهياجه وحدة طبعه.
أما عدم الاطراد في طرق التهذيب فهو أبدًا مبعث لسخط الطفل، والسخط والحنق على الدوام أمران يسبقان نوبات الطبع.
وقد أشرنا من قبل إلى أنه لا ينبغي البتة أن يكون الطفل في شك مما ينتظر منه، وألاَّ يعنف اليوم أو يعاقب على أمر لم يعلق عليه أحد بالأمس.
إلى كل أب وأم نقول: كن في مسائل التأديب حازمًا. وفي تعليماتك واضحًا دقيقًا. كن عادلًا فوق كل شيء ولتذكر ما استطعت أنك لو أدليت للطفل بتفسير معقول عن وجوب قيامه بأمر ما، كان لهذا التفسير فائدة كبيرة في تدريبه على الطاعة، وفي وقايته من سرعة الهياج ونوبات الغضب.