أحمد - كابوس الليل
نبدأ الحديث عن أحمد هذا الطفل الذي يعاني من حالة التوحد ، لذا سوف يكون المرجع والدة أحمد التي سوف تسرد لنا المعاناة التي واجهتها منذ بداية حالة التوحد معه .
السرور:
كانت البداية مع أحمد جميلة من الناحية الصحية والجسمية ، وكان مجيئه كمولود ذكر يحمل تباشير الفرح من قبل الأسرة ، فكان أحمد في بداية السنة الأولى من ولادته طفلا عاديًا مكتمل النمو ، ذو صحة جيدة تظهر عليه بوادر ذكاء في شهره التاسع حتى إنه يحب و يستمتع بمشاهدة أفلام الكرتون ، مثل الأطفال العاديين الذين يتابعون هذه المسلسلات الكرتونية التي تناسب أعمارهم .
هذا من الناحية الإدراكية ، أما من الناحية الجسمية فكان نموه طبيعية ، وكان جلوسه وحبوه ووقوفه
و مشيه كله طبيعي ، ومن حيث الكلام فقد نطق بعض الكلمات مثل : ماما - بابا ـ فديو- الخ ...
قلق متزايد:
عندما أصبح أحمد في شهره الرابع عشر بدأت تظهر عليه علامات الخوف من تغيير المكان ، قلق عند النوم ، بكاء عند رؤيته لأطفال معينين في الأسرة، عرق يتصبب من يديه، فهذه المظاهر بدأت تثير قلقي كأم كما أنها بدأت تثير الناس وبدأت تأتيني النصائح منهم ومما زادني قلقًا هو توقف أحمد عن النطق، فلم يعد ينطق بأية كلمة.
هنا بدأ الخوف والقلق التام وبدأ رحلة المعاناة.
ما العمل؟
بدأت بمراجعة طبيب الأطفال، واستعرضت له ما كنت ألاحظه ، وقد شخص الطبيب حالة الطفل من الناحية النظرية ثم أمر بالقيام بالتشخيص الطبي.
وبعد أيام جاء التقرير بالنتائج يقول أن مخ أحمد سليم وليس هناك ما يستدعي القلق وأجرى له الطبيب فحوصات أخرى مثل:الأنف و الأذن وكانت النتيجة مرضية ولكن هناك سؤال ليس له إجابة:هل هذا الطفل متخلف؟
وكانت الإجابة بالنفي فذهبت إلى العيادة النفسية وسألت الطبيب هل ابني متخلف قال: لا ..هو تخلف من نوع آخر و يطلق عليه بالإنجليزية :أوتيزم ( Autism ) :
أصبحت حائرة و لم أجد المساعدة من الأطباء لمعرفة حالة ابني الوحيد.
وأحيل ابني إلى طبيب الأعصاب وكان أجنبيًا ولم يفيدني بشيء.
كابوس الليل:
لكي ينام أحمد لا بد أن يسكن كل من في البيت وعدم إصدار أي صوت لأنه إذا استيقظ حتى لو بعد ساعة من نومه لاينام ثانية مما يسبب القلق و التعب للجميع و لا أدري ما سبب استيقاظه هل هو ألم يشكو منه؟
السفر :
أصبح عمر أحمد ثلاث سنوات والده يستعد للذهاب لبريطانيا للدراسة و الحصول على الدكتوراه و كانت فرصة طيبة حيث وجدنا هناك منظمة تهتم بالأطفال أصحاب حالات التوحد وهناك حصلنا على بعض النشرات و الكتب التي توضح معنى التوحد.
وفي خلال شهور أصبح لدينا معلومات جيدة عن التوحد و أرشدتنا المنظمة إلى العيادات و المدارس المتخصصة في هذا المجال.
التوحد(Autism ) :
وفي بريطانيا ذهبنا إلى عيادة أخصائية و لما علمت بحالة أحمد حولتنا لعيادة الطب النفسي للأطفال وهناك تم التشخيص بأن أحمد مصاب بالتوحد فهو يحتاج إلى نمو الإدراك لذا يحتاج إلى مدرسة متخصصة ، و لكن كان علينا أولا تدريبه على الاعتماد على نفسه في أكله و لبسه و بدأت أذهب بأحمد لمراكز لتدريبه و تهيئته للذهاب إلى المدرسة وبعد ذلك اخترنا المدرسة التي سوف ينضم إليها أحمد و بدأت بتعليمه استخدام الحمام وقد استغرق ذلك سنة ونصف بدأ أحمد يتكيف مع المدرسة التي يبدأ الدوام فيها من الساعة 8 صباحًا حتى الساعة 3 مساءً و أصبحت لديه الرغبة الشديدة في الذهاب إليها ولقد قدمت المدرسة كل ما يحتاجه أحمد من مساعدة و تعلمه بعض الخدمات، و مع جهودي وجهد المدرسة حققت تقدمًا جيدًا لأحمد. ولكن أشار علينا بعضهم أن نأخذه إلى مدرسة عربية .
أسوأ قرار:
ذكر لنا أن هناك بالأردن مدارس على مستوى جيد.
ووضعنا أحمد في مدرسة بالأردن ومضى بها أحمد تسعة أشهر ولكنها كانت كالملجأ إذ كان كل همهم المادة.
و تأخرت حالة أحمد وبذلك كان أسوأ قرار. انتهى والد أحمد من دراسته بالخارج و عدنا إلى الرياض ويذهب أحمد الآن إلى المعهد الفكري الذي به قسم خاص بالتوحد يقوم بالتدريس به شباب أكفاء ومؤهلين ومتحمسين.
أحمد و الروتين:
من صفات أطفال التوحد:
أنهم مغرمون بالعمل الروتيني في حياتهم لكن مع مرور الوقت استطعت أن أخلص أحمد من السير على الروتين و تدريبه على الحياة المألوفة.
أحمد و الحمية الغذائية:
نشر في شبكة الاتصالات Communication Magazine التي تصدر عن الجمعية الوطنية في بريطانيا عن الحمية و أعراض التوحد.
حيث ذكر أن التوحديون يعانون من اضطرابات غير طبيعية فقد يكون أحد مسبباتها بعض الأطعمة الغير قابلة للهضم بصورة كاملة و خاصة الأطعمة التي تحتوي على مادتي الغلوتين و الكاسين.
لذا قمت بمنع كل المواد الغذائية التي تصنع من القمح و كذلك منتجات الألبان.
يجب المشكلة التي واجهتنا و الحمية مع أحمد هي كيف الحصول على طعام خالي من هاتين المادتين.
وحديثا فتح محل في الرياض يقوم بتوفير هذه الأطعمة .