الأساليب العلاجية
أ - العلاج الطبى
التوحد والعلاج بالادوية:
مع ازدياد القناعة بان العوامل البيولوجية تلعب دورا فى حدوث الاصابة بالتوحد فان المحاولات جادة لاكتشاف الادوية الملائمة لعلاجه وحتى الان لا يوجد عقار طبى يؤدى بشكل واضح الى تحسن الاعراض الاساسية المصاحبة للاصابة بالتوحد .
عقار الفنفلورامين Fenfluramine :
هذا العقار يخفض مستوى السيروتنن Serotonin فى الدم والسيروتنن عنصر كيميائى طبيعى لوحظ ارتفاع مستواه فى الدم لدى ثلث الاطفال التوحديين تقريبا وترددت مع بداية استخدام هذا العقار فى الولايات المتحدة مقولات
وثبت الان ان فائدة هذا العقار ان كانت موجودة فهى ضئيلة ومحدودة.
وهناك دلائل تشير الى انه قد يحدث تلفا فى الجهاز العصبى لدى حيوانات التجارب . ويجب ان لا يستخدم الا تحت اشراف طبى من مراكز متخصصة
ميغافايتمين Mega Vitamins:
يرى بعض المشتغلين فى المجال الطبى ان الحرعات الكبيرة من فيتامين ب6 مع الماغنسيوم تفيد فى علاج التوحد ويستند هذا الراى على بعض التقارير التى تدل على التحسن وعلى عدم وجود اضرار جانبية لتناول فيتامين ب6 بجرعات كبيرة ولكن هناك راى يقول بان التوقف عن تناول فيتامين ب6 يمكن ان يترتب عليه زيادة فى الاضطرابات السلوكية .
اهم العقاقير المهدئة Major tranquillizers :
هناك عدد من الادوية التى عادة تستخدم فى علاج الكبار الذين يعانون من مشاكل نفسية ومنها على سبيل المثال: Haloperidol, Chlorpromazine, Thioridazine وهذه الادوية توصف احيانا للاطفال التوحديين ليس لانها تعالج التوحد ولكن لانها تخفف مؤقتا مظاهر الارق والعدوانية والسلوكيات الاستحواذية وفرط النشاط الذى يصاحب التوحد وهذه الادوية قوية جدا ويمكن ان يصاحب تعاطيها بعض الاضرار الجانبية خصوصا عندما تستخدم لفترة طويلة .
عقارنالتريكسون Naltrexone:
يستخدم هذا العقار للحد من اثار المواد الموجودة فى المخ والمعروفة بـ(opioids ) ولا يزال هذا العقار فى مراحله التجريبية لمعرفة مدى تاثيره فى علج التوحد ولذلك فمن السابق لاوانة الحكم على ما اذا كان مفيدا ام لا
الادوية كعلاج للصرع:
يصيب الصرع ثلث الاطفال التوحديين تقريبا وتتفاوت حدة حالات الصرع بين الخفيفة التى لا تدوم الا لعدة ثوان او دقائق والشديدة التى يفقد فيها المصاب وعيه لمدة طويلة ولا تظهر الاصابة بالصرع فى بعض حالات التوحد الا فى مرحلة المراهقة ولا ينصح بتعاطى الادوية الخاصة بعلاج الصرع اذا كان الطفل او المراهق لم يصب بنوبة الصرع متكررة الحدوث فلابد عندئذ من اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية الشخص من ايذاء نفسه .
قضايا اخرى ذات علاقة بعلاج التوحد:
الاهتمام بالصحة :
لا يختلف الاطفال التوحديون عن غيرهم فيما يتعلق باهمية الاعتناء بالجوانب الصحية فى حياتهم اليومية ولذلك فان الاعتدال فى تناول الطعام بشكل منظم والمحافظة على ممارسة التمارين الرياضية من الامور المهمة اضافة الى ذلك الكشف على سلامة الاسنان بشكل منتظم ولابد من التاكيد على هذه الجوانب فيما يخص الاطفال التوحديين لان قدرتهم على التعبير عن انهم يعانون من مشاكل صحية تكون فى الغالب محدودة جدا .
العلاجات البديلة :
يعتقد البعض ان الادوية المستخدمة فى علاج الالتهابات الفطرية مثل التهاب ( Candida) او العلاج بالاعشاب او العلاج بواسطة تقويم عظام الجمجمة تفيد فى علاج حالات التوحد الا ان المشتغلين فى المجال الطبى لم يختبروا صحة هذه التوجهات ولذلك فان الحكم على جدواها يصدر من قبل افراد قاموا بتجربة هذه الاساليب او بعضها ويجب ان لا يؤدى ذلك الى تعميم فائدتها لان تعلق الاباء والامهات بامال وهمية عادة ما تكون له مردودات سلبية ومن هنا نذكر مرة اخرى بضرورة عدم الانسياق خلف الاشاعات والادعائات التى لا تدعمها الدراسات والبحوث العلمية.
1ـ صعوبات دورة المياه :
يمثل عدم القدرة على التحكم في الإخراج مشكلة كبيرة لدى بعض الأطفال التوحديين، قد يعود السبب في ذلك إلى تأخر اكتساب القدرة على التحكم في الإخراج، وفي مثل هذه الحالات ينصح بتكثيف التدريب على استخدام دورة المياه. وإذا كان الطفل يبلل نفسه أثناء النوم فهناك بعض الأساليب التي يمكن الاستعانة بها في مثل هذه الحالات ومنها طريقة الجرس والفراش ( ) وتتلخص طريقة عمل هذا الأسلوب في أن الجرس يرن أتوماتيكيا بمجرد أن يبلل الطفل نفسه، وهذه الطريقة البسيطة تساعد الطفل على توقع الوقت الذي يجب عليه الذهاب إلى دورة المياه، أو الطلب من والدته أن تأخذه إليه. كما تستخدم بعض الأساليب السلوكية التي تساعد على تنمية قدرة الطفل على التحكم في الإخراج ومنها استخدام النجوم التشجيعية أو غيرها.
2- السلوك العدواني :
لحسن الحظ أن غالبية التوحديين لا يظهر عليهم زيادة واضحة في السلوك العدواني، وهذا لا يعني أنهم لا يمرون بحالات غضب شأنهم شأن غيرهم عندما يتعرضون لمواقف محبطة.
ويبقى الاحتمال قائما لممارسة بعض الأطفال التوحديين سلوكا عدوانيا كأن يضرب أو يؤذي غيره، وفي الغالب يتضح أن الطفل التوحدي لا يدرك مدى التأثر العاطفي على ضحيته حتى وإن كان يلاحظ الأثر المادي عليه ( مثل البكاء مثلا ). ولذلك يكون من المجدي تعليم الطفل التوحدي أهمية تقدير مشاعر الآخرين واحترامهم.
3- أنماط السلوك الاستحواذية المتكررة :
يعتبر السلوك الاستحواذي من أبرز الأنماط السلوكية المصاحبة للإصابة بالتوحد. فهل يجب تعديل هذا النمط السلوكي لمجرد كونه غير عادي؟
هناك من يعتقد أن مجرد كون السلوك الاستحواذي يمثل سلوكا غير عادي لا يعتبر سببا كافيا لطلب المساعدة في تعديله أو علاجه، فكل واحد منا لديه جوانب شخصية غير طبيعية، ولكل منا الحق في أن يكون الشخص الذي يريد بما في ذلك ما تشتمل عليه شخصيته من غرابة في السلوك، هذا بشكل عام، ولكن إذا كان السلوك الاستحواذي يعرقل أو يعوق نمو الطفل وتطوره عندها يجب البحث عن مساعدة أو علاج، فعلى سبيل المثل الطفل بلغ سن العاشرة وكان يصر على قراءة الكتب الأبجدية ( ألف باء ) ويرفض قراءة غيرها. وهذا السلوك يمثل عائقا لنموه التربوي والتعليمي. ففي مثل هذه الحالات لابد من التدخل بغرض توسيع دائرة اهتمام الطفل من خلال حثه وتشجيعه على قراءة كتب غيرها ومكافأته على ذلك.
4- الأنماط السلوكية المخجلة :
من السلوكيات التي يمكن أن ينظر لها على أنها نوع من أنواع السذاجة الاجتماعية المصاحبة للتوحد، أن يقوم الطفل التوحدي ببعض التصرفات المخجلة. عندما يحدث ذلك يجب أن ندرك أنه سلوك غير مقصود كما يعتقد البعض أو أن الهدف منه إزعاج الأب والأم كما يتصور بعض الأباء والأمهات. أنه ببساطة تجسيد لعدم قدرة الطفل التوحدي على تقرير واحترام أفكار الآخرين ومشاعرهم. ومن أمثلة السلوكيات المخجلة الأكثر حدوثا أن يعبر الشخص التوحدي عما يجول في خاطره دون أن يقدر مشاعر من حوله ولابد من التأكيد على أن تعليم الطفل التوحدي طريقة التصرف الملائمة أو السلوك المناسب يجب أن يتم أثناء قيامه بالسلوك المخجل وأن تتكرر محاولة تعليمه بتكرر سلوكه المخجل.
5- إيذاء النفس ( ) :
يتصرف بعض التوحديين بطريقة تلحق الأذى والضرر بأنفسهم مثل ضرب الرأس في الأرض أو الحائط، أو أن يضرب نفسه في مواقع مختلفة من جسمه. وتعتمد أفضل طريقة للتعامل مع السلوكيات المؤذية للنفس على تقييم العوامل التي تدفع الشخص التوحدي للبدء بممارسة إيذاء نفسه وتلك التي تجعله يستمر في الإيذاء. ويعتبر العلاج السلوكي أفضل الأساليب العلاجية جدوى وفائدة، وريثما تتم السيطرة على السلوكيات المؤذية بمساعدة الأخصائي النفسي يمكن استخدام بعض أدوات الحماية كخوذة الرأس، أو قفازات الأيدي، أو جبائر اليدين، للحيلولة أو التخفيف من آثار السلوكيات المؤذية.
6- صعوبات الأكل والطعام:
أ- يعاني بعض التوحديين مشكلة مضغ أو أكل مواد غير صالحة للأكل مثل التراب، والحجارة، والزجاج، والدهان. وفي مثل هذه الحالات يجب في البداية إجراء فحص طبي شامل للتأكد من أن الطفل لا يعاني من مشكلة صحية مثل نقص الحديد أو الزنك، أو إصابته بتسمم الرصاص، التي ربما كانت السبب في مثل هذا السلوك، كما يمّكن الفحص الطبي من التأكد من سلامة الطفل من أية أضرار نتيجة لتناوله مواد غير صالحة للأكل لا سيما جهازه الهضمي. وبناء على ما تسفر عنه نتيجة الفحوص الطبية يتم وصف العلاج مناسب من قبل طبيب مختص وقد يؤدي ذلك إلى توقف الطفل عن تناول المواد غير الصالحة للأكل. كما يمكن الاستعانة بالعلاج السلوكي والذي يعتمد على مكافأة الطفل على أكل المواد الصالحة للأكل.
ب- ومن المشكلات الشائعة الأخرى المتعلقة بالطعام والأكل مشكلة المزاجية المفرطة إما في الإصرار على تناول طعام معين أو الإصرار على أن يقدم الطعام ويرتب بنفس الطريقة على السفرة دون أدنى تغيير.
ولذلك يصبح من الضرورة بمكان محاولة تغير سلوك الطفل المرتبط بتناول الطعام لضمان قدر أكبر من المرونة.
7- نوبات الغضب :
تحدث نوبات الغضب عندما يطرأ تغيير على بيئة الطفل لا سيما إذا كان التغيير يمس جوانب السلوكيات الاستحواذية التي اعتادها الطفل مثل طريقة أو أنواع الأكل الذي يفضله. وقد ثبت أن أفضل الطرق للتعامل مع نوبات الغضب هو إهمالها فمتى ما أيقن الطفل أن سلوكه لن يمكنه من تحقيق ما يريد فإن هذا السلوك يتلاشى أو يختفي. ويخشى بعض الأباء والأمهات من تطور نوبات الغضب أو أن تتسبب في وقوع أذى أو مكروه للطفل وفي مثل هذه الحالات ينصح الأهل أو من يقومون برعاية الطفل بضرورة التأكد من توفر عوامل السلامة في المكان الذي يوجد فيه الطفل أثناء نوبات الغضب وبالتالي فإن سلوك نوبات الغضب لا يلبث أن يتلاشى.