#1  
قديم 09-10-2010, 05:11 AM
الصورة الرمزية الصحفي الطائر
الصحفي الطائر الصحفي الطائر غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 3,060
افتراضي الخجل الاجتماعي ... أسبابها وأنواعها وتأثيراتها السيكولوجية

 

الخجل الاجتماعي ... أسبابها وأنواعها وتأثيراتها السيكولوجية



يعتقد علماء النفس الذين بحثوا في قضايا نفسية تتعلق بالخجل وكيفية التغلب عليه أن للخجل عوامل وانفعالات تدل على هيجان معين يحدث في فترات متنوعة ومناسبات متعددة تعطي فكرة واضحة عن صفة دائمة من صفات الطبع الإنساني التي تميز الفرد عن غيره وتؤثر في حياته وتصرفاته وأفكاره السلوكية في المجتمع الإنساني
ولما كان الخجل بالمفهوم النفسي العلمي يعتبر أزمة عارضة قد تصيب جميع أبناء البشر على السواء من رجال ونساء وأطفال ويتعرض للخجل الإنسان في مختلف مراحل حياته وفي كثير من المناسبات ومن المستحيل أن يوجد كائن حي من بني البشر لا يعرف الخجل ولم يصاب به في حياته قط ،يمكننا أن نطلق على هذه البادرة العارضة إنها أمر بديهي ،ولكن الأمر غير طبيعي حين يصبح الخجل صفة من صفات الطبع أي حين يكون الإنسان خجولا .
وعلماء النفس يؤكدون بان أزمة الخجل لا يمكن أن تحدث إلا بوجود شخص أو أشخاص ولا يكفي مجرد وجود الأشخاص إنما يجب أن يوجهوا انتباههم إلينا ليعترينا الخجل
يعتبر الخجل شكل من أشكال الخوف يتميز بالاضطراب أثناء احتكاك الطفل بالآخرين وهو يستثار بواسطة الناس وليس بالأشياء أو الحيوانات أو المواقف .
في حين عد البعض الأخر من علماء النفس والاجتماع الخجل مرضا اجتماعيا ونفسياً يسيطر على مشاعر وأحاسيس الفرد منذ الطفولة كما أنه ثمار شجرة الخوف والقلق والضعف ) فيؤثر في بعثرة طاقاته الفكرية ويشتت إمكاناته الإبداعية وقدراته العقلية ويشل قدرته على السيطرة على سلوكه وتصرفاته تجاه نفسه وتجاه المجتمع الذي يعيش فيه.
فقد أوضحت كثير من الدراسات ان مشكلة الخجل الاجتماعي أو الخوف من المجتمع تظهر بشكل أكبر في فترة المراهقة مع احتمال ظهورها قبل أو بعد هذه السن وهناك كثير من المتخصصين في الأمراض النفسية يؤكدون إن هناك الكثير من الأشخاص يعانون من هذه
المشكلة في صمت لأعوام طويلة ولكنهم يبدءوا في طلب المساعدة في حالة تزايد الحالة إذ إنها قد تسبب بعض المشاكل الكثيرة أو الأزمات في الحياة يرى بعض العلماء
أن بالنسبة لهؤلاء الأشخاص عند حدوث أي موقف اجتماعي أو ظروف تجعلهم في مجتمع يشعرون بالخوف والتوتر كما صنف العلماء هؤلاء الأشخاص إلى مجموعتين بناء على نوع الموقف الذي يتعرضون له .

• 1. مجموعة التنفيذ ‌‌‌‌‌‌‌‌ : وهم الأشخاص الذين يحدث لهم توتر شديد لفكرة انهم يقومون بعض الأعمال أمام الناس أو في وجود بعض الأفراد وهذه الأعمال تتضمن العمل أو إلقاء خطبة على سبيل المثال .
• 2. مجموعة التفاعل : وهم الأشخاص الذين يخشون أي مواقف يمكن أن يكون سبب في تفاعلهم في المجتمع أو مع الأشخاص الآخرين مثل الاجتماع أو التعرف بأشخاص جدد.
كما يشير عاقل (1975 ) إلى أن الخجل حين يكون صفة من صفات الطبع وأساسا من أسس السلوك لنراقب إنسانا خجلا فماذا ترى ؟ لعل أول ما نلحظه هو إن الخجل نوع من الشلل . شلل يصيب الجسد والنفس معا شلل تبرهن عليه الحركات المضطربة المترددة العاجزة وشلل تدل عليه الأفكار المضطربة الغامضة والكلام المتلعثم المتقطع والتعبيرات الفارغة أن الخجل نوع من العجز والاضطراب العاجز ثم إننا نلحظ احمرارا في الوجه نتيجة اندفاع الدم إلى الرأس واضطراب التنفس وخفقان القلب وغيرها من المظاهر الجسدية ولو تركنا هذه المظاهر الخارجية ودخلنا داخل الشخص الخجول لاحظنا أن الخجل ضيق يصل أحيانا حد الألم ومن هنا كان حرص الخجول على تجنب خجله بأي ثمن كان يضاف إلى هذا الضيق والألم اضطراب عقلي وحيرة نفسية وأفكار غامضة كما يرى أن الخجل ناتج دوما عن الحياة الاجتماعية فان أزمة الخجل لا يمكن أن تحدث إلا بوجود شخص أو أشخاص هذا لا يكفي طبعا مجرد وجود الأشخاص بل لابد أن ينتبهوا إلينا لكي نخجل وهكذا يكون سبب الخجل انتباه الناس الموجة إلينا مثلا شخص يدخل اجتماع أو مسرحا دون خوف أو خجل ولكن يكفي أن يمعن النظر إليه أحد من الحاضرين حتى يندفع الدم إلى رأسه وتضطرب حركاته ويظهر الخجل، ثم أن الخجل مرتبط بوجود
أشخاص لا نعرفهم أو نعرفهم معرفة بسيطة أو نعلق أهمية على رأيهم فينا فالخجول ينضم
إلى أصدقائه ومعارفه ويتحدث إليهم ويمازحهم أحيانا دون أن يظهر عليه أعراض الخجل ولكن لا يكاد ينضم إلى الحلقة شخص غريب حتى يبدأ الضيق بالتسرب إلى نفس الخجول ويكفي أن يولى هذا الغريب صاحبنا شيئا من انتباهه حتى يظهر الخجل .
ويكون الخجل ناتجا عن تفاعل الكبرياء والقلق وحب التفوق وعدم الثقة بالنفس فالخجول في الأعم إنسان يحب أن يتفوق ولكنه يحسب لرأي الناس آلف حساب إذن الخجل حالة من حالات العجز عن التكييف مع المحيط الاجتماعي أنه عجز عن التكيف مع الناس .

والخجل شانه شان أي ضغط نفسي أخر يؤدي إلى ظهور مجموعة أعراض تندرج تحت ثلاث تقسيمات هي :
• 1. أعراض سلوكية وتشمل
•- قلة التحدث والكلام بحضور الغرباء
•- النظر دائما لأي شيء عدا من يتحدث معه
•- تجنب لقاء الغرباء أو الأفراد غير المعروفين له
•- مشاعر ضيق عند الاضطرار للبدء بالحديث أولا
•- عدم القدرة على الحديث والتكلم في المناسبات الاجتماعية والشعور بالإحراج الشديد إذا تم تكليفه بذلك .
•- التردد الشديد في التطوع لأداء مهام فردية أو اجتماعية ( أي مع الآخرين)

• 2. أعراض جسدية تشمل:
•- زيادة النبض .
•- مشاكل ألام في المعدة.
•- رطوبة وعرق زائد في اليدين والكفين.
•- جفاف في الفم والحلق.
•- الارتجاف والارتعاش اللاإرادي.

• 3. أعراض انفعالية داخلية (مشاعر نفسية داخلية ) وتشمل
•- الشعور والتركيز على النفس
•- الشعور بالإحراج
•- الشعور بعدم الأمان
•- محاولة البقاء بعيدا عن الأضواء
- الشعور بالنقص
أضرار الخجل الاجتماعي

اشد أضرار الخجل الاجتماعي عند الإنسان انه :-
•- لا يرتبط بصداقات دائمة
•- يتجنب الاتصال بالآخرين
•- يمنعه من التعلم من تجارب الحياة
•- يبتعد عن كل إنسان يوجه له لوما أو نقدا
•- يجعله لا يقوي على الاندماج في الحياة مع زملائه
•- يجعل سلوكه يتصف بالجمود في وسط المحيط
•- كما يتسم بمحدودية الخبرة والدراسة

أما الصفات الإيجابية للشخص الخجول حسب وجهة نظر السبعاوي :-
•- القدرة على الإصغاء
•- إمكانية المراقبة من بعيد التي يمنحها له الانزواء والمسافة التي تفصله عن الآخرين
•- ناهيك عن الاحتشام والأخلاق الكبيرة لقضاياه وما إليها من مشتقات الخجل الأخرى التي تساهم إسهاما في جعل معاشرة الآخرين (الناس) والتعامل معهم أمرا يمكن القيام به دون منغصات كثيرة
•- حب التفوق .

- تأثيرات الخجل الاجتماعي السيكولوجية :
أن تأثيرات ( الخجل الاجتماعي ) السيكولوجية مختلفة ومعقدة وتأتي من عدم تكيف الخجول مع الأوضاع فالخجول يخشى المجتمع ومع ذلك تراه يعود دوما نحو موضوع خوفه تناقض ظاهري فحسب ذلك بأن الخجول يشعر بحاجة كبيرة إلى أن يكون محبوبا وفي الوقت عينة هو يشعر بالحاجة إلى الحب إذ فهو يسر في التعاطي مع البشر إلا أن هؤلاء لا يفهمون برودته وخرقه وعجزه عن إبراز مشاعره الحقيقة وتراهم ينبذونه جريحا منكدا والخجول لا يحس مطلقا بالارتياح وليست ردود فعله مطلقا عفوية إذا شاء إظهار مشاعره مهما تكن نبيلة فإن الانفعالية تحتاجه وتقلب حياته النفسية رأسا على عقب وتقلب توازن منطقه وتقوده إلى أعمال وإلى أقوال معاكسة لتلك التي كان يود إطلاقها وحيثما كان الخجول يرغب في التعبير عن العفوية يظهر انعدام العفوية أي البرودة ويبتعد مخاطبوه إزاء مثل هذا الموقف ويتألم الخجول من ذلك ويفكر بينه وبين نفسه كيف انهم لم يحسوا بالمشاعر المتعاطفة التي كنت أبديها نحوهم وتراه مجروحا في الوقت الحاضر هو يشعر بالإحساس المقلق بأنه ليس إلا محتملا في المجتمع الذي يحيا فيه ويدفعه هذا الشعور إلى ترصد المظاهر المحتملة التي ستوجه إليه ويجتر الإشارات والأقوال التي حزرها أو سمعها وأن قابليته على التأثير مفرطة والخجول يبحث إذا عن العزلة حيث يضجر ويعتبر باستمرار أفكاره ضد هذا المجتمع الذي يبقيه على انفراد على الأقل هو مقتنع أنه كذلك

أما تأثيرات الخجل الأخرى هي :
• 1) عدم الرضا تجاه النفس
• 2) ثقة محدودة جدا تجاه الغير
• 3) كرامة على أساس قابليه التأثر
• 4) حياه اجتماعية مصغرة
• 5) فعالية منخفضة في المهنة
• 6) مرارة وحسد
• 7) حساسية مبالغ فيها بالنسبة إلى النقد
• 8) منتقد دائم
• 9) قلق كامن
• 10) اضطراب عقيم
• 11) أنانية قصوى
• 12) رعب من العمل
• 13) شراسة مرتابة
• 14) استحالة الاتصال
• 15) روح تحليلية عصبية
• 16) عدم تكيف مع الظروف الراهنة
• 17) تشويه الحكم


- أسباب الخجل الاجتماعي :
الخجل كما يعتقد علماء النفس في حد ذاته ليس سوى ثمرة من ثمار شجرة ( الخوف والقلق والضعف ) أن قوة الشخصية وهزالها من الظواهر الهامة في بعث كينونة الإنسان والإرادة بمفهومها الانفعالي والسلوكي تلعب دورها الفعال الأساسي في حياة الفرد ولكل إنسان تكوين نفسي وشخصي يتميز بهما عن غيره من الناس ولكل منا نزعته وتفكيره وانفعالاته السلوكية الخاصة به وأن عقدة الخجل وانفعالاتها الوجدانية والنفسية تختلف بين فرد وأخر وذلك لتعدد الأحوال والعوامل والظروف الموضوعية التي تحيط بحياة كل مخلوق بشرى والناس وهم كائنات بشرية متعددة الخصائص متنوعة المنازع يجب دراسة كل شخص على حدة لعدم الترابط النفسي بين الناس كأمة . ولا بد من الإشارة إلى العوامل الرئيسية التي تساعد على خلق الخجل والحياء لدى الأفراد والتي تتلخص في عاملين هما (العامل الجسدي والعامل النفسي )ولكل من هذين العاملين تأثيره البعيد والقريب على وجود الخجل وربما وقع الإنسان تحت مؤثرات داخلية وتفاعلات خارجية من البيئة التي يترعرع فيها.

ومن أسباب الخجل الاجتماعي :-
•1- أن الشعور بعدم الأمان يؤدي بالأشخاص غير الآمنين بعدم الشعور بالطمأنينة وهذا ينتج عنه عدم الثقة بالذات والاعتماد على الغير وعدم الدخول في مغامرات اجتماعية كما أنهم مشغولون بمحاولة الشعور بالأمن وتجنب الإحراج وعدم ممارسة المهارات الاجتماعية فيشكل الخجل دائرة مفرغة بالنسبة لهم فيصبحون أكثر خجلا بسبب نقص المهارات الاجتماعية والمعلومات الإيجابية من الآخرين فيتخذ له أحيانا صديقا من الخجولين أمثاله.
•2- تسمية الذات كخجول يفضل بعض الأفراد تسمية أنفسهم (بالخجولين) وذلك لأنهم يدركون بأنهم فعلا خجولون وغير مؤكدين لذاتهم فيشعرون بالخوف ويتصرفون على أنهم لا بد أن الذين من حولهم يعرفون بأنهم فعلا خجولون فباعتقادهم أن شخصياتهم خجولة أن ليس لديهم القدرة على المواجهة للقيام بأي تصرف فيتكون لديهم نقص ناتج عنه الجبن والتردد وعدم المواجهة .
3- الإعاقة الجسمية : هناك أطفال خجولون منذ ولادتهم يتدخل هنا عامل الوراثة لذا يجد أن بعض الأدلة تدعم وجود خجل وراثي أو تكويني فبعض الأطفال فوضويون منطلقون جريئون على عكس البعض الأخر يميلون للهدوء والانطواء ومن المحتمل أن يمتد هذا النمط من الأطفال طوال حياتهم وخصوصا تحت ( الشعور بعدم الأمان ) وعندما يكون الآباء جريئين منطلقين جدا والأطفال خجولين يؤدي إلى صراع مستمر لكي يصبحوا اجتماعيين فالإعاقة الخفية الظاهرة تجعل الأطفال حساسين جدا وهذا يؤدي إلى الانسحاب الاجتماعي .
4-نموذج الوالدين : نجد أن الأبوين الخجولين عادة ينتجون أطفالا خجولين وتدخل الوراثة شكل قوي فيها وتحمل استعدادا كبيرا فيجبر الأطفال لهذا الأسلوب وتكون اتصالاتهم الاجتماعية محددة والتحدث مع الآخرين يتسم بالخوف وعدم الثقة .
5- فقدان المهارات الاجتماعية : وحسب رأي خبراء النفس فأن حوالي (10-15%) من الأطفال لديهم ميل واستعداد بان يكونوا خجولين بصورة غير طبيعية بينما الباقون يصبحون خجولين أما لأنهم بدون مهارات اجتماعية أو سبب الخوف من عدم تقبل الآخرين أو الخوف من تعرضهم للسخرية من الآخرين مما يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس والذات .
6- مخاوف الأم الزائدة : أي أم تحب طفلها باعتباره اثمن ما لديها لذا تشعر الأم بأن عليها أن تحميه من أي أذى أو ضرر قد يصيبه لكن الحماية الزائدة عن الحد تجعلها تشعر بأن طفلها سيتعرض للأذى في كل لحظة وتملأ داخل الطفل الشعور بالخوف مما يؤدي إلى انسحابه من اللعب ويظل منطويا خجولا بعيدا عن محاولة أي شيء خوفا من أصابته بأي أذى .
7- مركب النقص وخجل الأطفال : يعاني بعض الأطفال من مشاعر النقص نتيجة نواقص جسمية أو عاهات بارزة مثل ضعف البصر أو السمع أو اللجلجة في الكلام أو السمنة المفرطة أو قصر القامة المفرط ... الخ .
مشاعر النقص الناتجة عن أسباب مادية كان تكون ملابسه رثة وقذرة لفقره أو قلة مصروفه اليومي أو نقص في أدواته الدراسية وكتبه تساعد كل ذلك على ان ينشا هؤلاء الأشخاص الأطفال خجولين وميالين للعزلة .
8- التدليل المفرط من قبل الوالدين :من أهم أسباب الخجل الاجتماعي عند الطفل هو التدليل المفرط من قبل الوالدين لطفلهما على سبيل المثال عدم سماح الأم لطفلها أن يقوم بالأعمال التي أصبح قادرا عليها وعدم محاسبة الطفل حينما يفسد أثاث المنزل أو عندما يتسلق المنضدة أو عندما يسود الجدار بقلمه وتزداد مظاهر التدليل المفرط في نفس الوالدين عندما يرزقان بالطفل بعد سنوات كثيرة أو قد تكون الأم أنجبت بعد عدة اجهاضات مستمرة أو يأتي الطفل بعد إنجاب الأم لعدة إناث عندما يشعر الطفل بان المعاملة داخل المنزل لم يقابلها نفس المعاملة خارج المنزل وداخل المدرسة أو الحي أو الشارع غالبا ما يؤدي شعور الطفل بالخجل وخاصة إذا قوبلت رغباته بالصد وإذا عوقب على تصرفاته بالتأنيب والعقاب والتوبيخ .
9- الحماية الزائدة : ان هؤلاء الأطفال اعتماديون وليس لديهم ميولا في المغامرات وبعض الآباء لديهم إحساس عالي بالمسؤولية تجاه أطفالهم فإنهم يقومون بالأعمال المطلوبة من أطفالهم نيابة عنهم يكون أطفالهم خجولين .
10- النقد والتهديد : الآباء الذين ينتقدون أطفالهم مباشرة وعلانية يخلقون في نفوسهم مشاعر الخوف من الراشدين لذلك يصبح الأطفال خجولين ومترددين كذلك التهديد يخلق شعور الخوف لديهم تكون ردود أفعالهم دفاعية فقط .

•- من المسؤول عن الخجل الوراثة أم البيئة ؟
حيث تلعب الوراثة دورا كبيرا في شدة الخجل فالجينات الوراثية لها تأثير كبير على خجل الطفل من عدمه فالخجل يولد مع الطفل منذ ولادته وهذا ما أكدته التجارب ولان الجينات تنقل الصفات الوراثية من الوالدين إلى الجنين والطفل الخجول غالبا ما يكون له أي أب يتمتع بصفة الخجل وإن يكن الأب كذلك فقد يكون أحد أقارب الأب كالجد والعم فالطفل يرث بعض صفات والدية.
وأشارت دراسة جديدة خاصة بتصوير الجهاز العصبي أقوى الأدلة على أن الخجل غير العادي لدى الأطفال يمكن أن يحدث بسبب تغيرات في أدمغتهم فقد استخدم باحثون في كلية الطب بجامعة هارفارد التصوير بالرنين المغناطيسي لفحص عدد من البالغين الذين كانوا معروفين بالخجل أثناء طفولتهم ، وحين تم عرض صور لوجوه غير مألوفة على هؤلاء الأشخاص ظهر نشاط في لوزة المخيخ لديهم أكبر بكثير من نظائرهم الذين كانت طفولتهم تتميز بالنشاطات الاجتماعية . وتتمثل وظيفة لوزة المخيخ في اليقظة والخوف وفي السابق كان يعتقد إن الخجل الذي يظهر أثناء الطفولة ويستمر في كثير من الأحيان أثناء البلوغ يعود لأسباب تتعلق بتطور المخ لكن هذه الفكرة لم تتعرض للدراسة والبحث لأنه كان من الصعوبة لمكان إجراء تصوير لمخ الأطفال الصغار .
ولذا قام كارل شورتز وزملاؤه في جامعة هارفارد بدراسة اشتملت (20) إنسانا من كبار السن معروفين بالخجل أثناء الطفولة .
يقول شورتز أن الدراسة جعلته يخلص إلى نتيجة أكثر جرأة وهي أن التغيرات المخية التي تسبب الخجل للأطفال يمكن تصويرها بواسطة الرنين المغناطيسي ورؤيتها بعد عقدين من الزمن على نمو هؤلاء الأطفال .
قال شورتز لمجلة ( نيوسنتيست) يستطيع المرء بواسطة التقنيات الحديثة تقصي ادق التغيرات المبكرة .
من جانب أخر قام عالم النفس ( ندكالين ) من جامعة ( وسكونسن ) لدراسة الحساسية البالغة لدى القرود وهو متحمس للدراسة الجديدة ويقول الجانب المثير في الدراسة بالنسبة لي هو أن باستطاعتنا فهم عامل الخطر المبكر بين الأطفال الذي من شانه مساعدتنا على توقع أصابتهم بالقلق في فترات لاحقة من حياتهم وقد بدأنا بالفعل فهم الناحية النفسية المتعلقة بذلك .
يتقرب بعض الأطفال من الناس الذين لا يعرفونهم بشكل جريء وكذلك بالنسبة لموقفهم من الأشياء والمواقف التي لم يعتادوا عليها بينما يبدو آخرون خجولين حين يواجهون شيئا غير مألوف ويفرق علماء النفس بين فئتين من الناس هما :-
•- الفئة الأولى : ذات حساسية مثبطة .
•- الفئة الثانية : لا توجد لديها مثل هذه الحساسية .
ويسود اعتقاد واسع أن هذه الحساسيات تولد مع الإنسان وتحمل من ثناياها بعض الأخطار فالأطفال غير المصابين بحساسية التثيبط يمكن أن يتحولوا مستقبلا إلى أشخاص عدوانيين وغير اجتماعيين بينما يصبح الأطفال الخجولين عرضة لاضطرابات القلق وقد يتطور لدى البعض منهم ما يسمى الخوف الاجتماعي وهي حالة تؤدي إلى العجز من الناحية الاجتماعية ولكن شورتز أوضح ان اثنين فقط من بين كل تسعة في الدراسة ممن كانوا مصابين بالخجل أصيبوا بالقلق والكابة في أوقات لاحقة من حياتهم .
لقد أشار كاكان (1988 kagan) إلى الخجل الاجتماعي بأنه الجبن في المواقف الاجتماعية له أساس بيولوجي في البشر لقد لاحظ أن من (1-15%) من الأطفال الأسوياء في عمر (2-3) سنوات يبدون انهم هادئين وخائفين عندما يجابهون موقفا غير مألوف انهم كالقطط الصغار يصبحون خجولين حذرين عندما يقتربون من موقف جديد كما ان الخجل الطفولي يبدو أنه يعود إلى بعدين من أبعاد الشخصية مستوى منخفض من الانبساط ومستوى عال من العصبية اختار كاكان Kagan مجموعتان مجموعة ذات فئة عمريه (21شهرا إلى 31 شهرا) وهي المجموعة الخجولة تظهر عليهم علامات الامتناع عن المواقف الاجتماعية والتعلق بأمهاتهم ويبقون صامتين ويفشلون في التقرب من الغرباء أي المواقف غير المألوفة أما المجموعة الثانية هي المجموعة غير الخجولة لم تبدي امتناع مثل هؤلاء الأطفال اقتربوا من الغرباء واستكشفوا البيئة الغريبة والمواقف الجديدة غير المألوفة لقد اكتشف أن الخجل سمة يمكن تحملها فالأطفال الذين كانوا خجولين في الأعمار (21-31) شهرا استمروا على خجلهم حتى عمر 7.5 سنة عكس المجموعة الغير خجولة كما اظهر الأطفال في المجموعتين ردود أفعالهم الفسيولوجية في ظروف الاختبار إن الأطفال الخجولين اظهروا تسارعا في ضربات القلب أكثر من المجموعة غير الخجولة . كما اظهر الأطفال الخجولين بان الموقف الاجتماعي يعتبر موقفا ضاغطا عليه بينما لم يبدو الموقف هكذا بالنسبة للأطفال غير الخجولين ان هذه الدراسة تقترح الأساس البيولوجي لسمات الشخصية ومنها الخجل الاجتماعي كما إشارات إلى أن أبعاد الشخصية هذه تحدد من قبل النظام العصبي للإنسان وبالطبع فان التجربة لم تلاحظ الاختلافات في أدمغة الأطفال .
عادة ما يجذب انتباهنا السلوك العدواني عند الطفل وسرعة انفعاله ونميل إلى إهمال الولد الخجول لأنه لا يزعج أحدا فنمر على خجله مرور الكرام حتى ان معلمات المرحلة الابتدائية لديهن ميل إلى تحفيز وتشجيع السلوك الهادئ وبالتالي هناك تشجيع لانزواء الولد وخجله والخجل من خصائص الإنسان الأكثر شيوعا ففي الدراسة التي أجريت في جامعة ( ستانفورد ) الأمريكية فان ثمانون بالمائة من مشاركين بالدراسة انهم خجولون وانهم كانوا خجولين في إحدى مراحل حياتهم وفي دراسة أخرى تبين أن الخوف الأهم عند معظم الناس هو التحدث أمام مجموعة هناك عامل وراثي وراء الخجل أساس جيني للخجل . كما بينت الدراسات على التوأم فالخجل من الخصائص المرنة في شخصية الإنسان فإذا ما قارنا الخجل عند المولود وعند الإنسان الراشد سنجد انه في تلك الحالتين هناك عوامل مشتركة حيث يتوافق الخجل الشعور بالقلق والخوف ولكن الفرق بينهما أن الولد لا يستطيع إخفاء شعوره بالخجل في حين يستطيع الراشد ذلك .
ففي دراسة أقيمت على خمسمائة مولود (20%) من بينهم بأنهم يتميزون بجهاز عصبي حساس جدا تبين ان نصف هؤلاء كانوا بالفعل كخجولين عند عمر السنتين وأما النصف الثاني فكانوا يتميزون بشخصية اجتماعية منفتحة على الآخرين ويبدون آراءهم بسهولة ويركز علماء النفس على ان الفرق بين هذين النوعين من الأولاد يعود إلى قدرة الآهل على تدريب أولادهم على تقبل ما هو جديد والتأقلم مع الظروف غير الاعتيادية .
كذلك نعلم إن خبرات الحياة الالمية مثل إصابة الولد وانقياده باستمرار وتراكم خبرات الفشل في المدرسة وتأثير الطلاق على الحياة العائلية قد تجعل من ولد شجاع في السابق إلى ولد خجولا منزويا .
وللبيئة دور كبير وذو فعالية قوية في نمو وتكون الخجل عند الطفل فلو أخذنا على سبيل المثال طفلا من دور الأيتام ذا شخصية ضعيفة بليدا خاما غبيا انفعاليا ووضعناه في أسرة محافظة مربية مثقفة واعية إلا يتغير حاله ؟
بالطبع سوف تتغير وتنمو شخصيته نمو سليما أما الوراثة فإننا نعطيها نسبة لا تتجاوز أل (5%) في هذا المجال بالذات حين تأخذ الأسرة وحدها نسبة لا تقل من (80%) ثم تتدرج بعدها جماعة الأقران - الأقارب - المدرسة ... الخ
كما ان التمييز الجنسي يلعب دورا كبيرا في تكوين الخجل حيث نجد ان حوالي (65%) من الأولاد الخجولين عمر العشر سنوات هم من البنات وذلك لأننا نشجع بناتنا على التصرف الهادئ والمتسامح والاتكالي وعلى عدم اخذ المبادرات وإبداء الرأي بل نشجعهن على الصمت والتصرف الخجول . بمعنى (الوراثة +البيئة = السلوك ).

•- أنواع الخجل الاجتماعي :
بعد الإطلاع على الدراسات السابقة والبحوث التي أجريت في هذا المجال ظهر ان هناك عدة تصانيف لأنواع الخجل الاجتماعي وهي :
أ- تصنيف الشربيني 2000
صنف أشكال الخجل إلى ستة أشكال هي :
• 1) خجل مخالطة الآخرين
• 2) خجل الحديث
• 3) خجل الاجتماعات
• 4) خجل المظهر
• 5) خجل التفاعل مع الكبار
• 6) خجل حضور الاحتفالات والمناسبات .

ب- تصنيف بص (Buss 1980 )
صنف الخجل الاجتماعي إلى نوعين هما
• 1) خجل الخوف Fearful shyness .
• 2) خجل الشعور - بالذات Self - consciousness shyness.

ج- تصنيف بيكونيزPikonis 1977
يميز بين نوعين من الخجل هما :
• 1) الخجل العام Public shyness : يتميز صاحبه بعيوب في الأداء مثل الحرج عند ممارسة المظاهر السلوكية العامة مما يؤدي إلى الفشل في ممارستها .
• 2) الخجل الخاص Private shyness : يختص بالشعور الذاتي بشيء ما أي تكون لدى الفرد الخجول ذاتيا بعدم الارتياح والخوف من التقييم السلبي وبالقلق وبالحساسية الزائدة للذات وبالاستثارة الداخلية ( internal arousal ).

د- تصنيف أيزنك وأيزنك & Eysenck 1969Eysenck
صنف الخجل إلى نوعين هما .
• 1) الخجل الاجتماعي الانطوائي Introverted - Social - Shyness
أي الميل للعزلة ولكن مع القدرة على العمل بكفاءة ونجاح مع الجماعة إذا اضطر الشخص لذلك .
• 2) الخجل الاجتماعي العصابي Social - Shyness Neurotic -
يشعر بالقلق الناتج من الشعور بالدونية بالحساسية المفرطة نحو الذات وإحساس بالوحدة النفسية وخوف من إقامة علاقات اجتماعية مع الآخرين . وبالحساسية للذات عموما أثناء وجود الرؤساء خصوصا وشدة الهلع ( worry ) من الخبرات التي تشعره بالضعة Humiliy وهذا يؤدي بالشخص إلى التعرض للصراع النفسي بين رغبته في مصاحبة الآخرين وخوفه من هذه المصاحبة ولقد توصل العديد من الباحثين إلى وجود الخجل العصابي مثل ( Comrey & Cattell & Layman & Crozier )

 

__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 المكتبة العلمية | المنتدى | دليل المواقع المقالات | ندوات ومؤتمرات | المجلات | دليل الخدمات | الصلب المشقوق وعيوب العمود الفقري | التوحد وطيف التوحد  | متلازمة داون | العوق الفكري | الشلل الدماغي | الصرع والتشنج | السمع والتخاطب | الاستشارات | صحة الوليد | صحة الطفل | أمراض الأطفال | سلوكيات الطفل | مشاكل النوم | الـربـو | الحساسية | أمراض الدم | التدخل المبكر | الشفة الارنبية وشق الحنك | السكري لدى الأطفال | فرط الحركة وقلة النشاط | التبول الليلي اللاإرادي | صعوبات التعلم | العوق الحركي | العوق البصري | الدمج التربوي | المتلازمات | الإرشاد الأسري | امراض الروماتيزم | الصلب المشقوق | القدم السكرية



الساعة الآن 06:01 AM.