البيئة المحررة من العوائق
Barrier Free Environment
يواجه الإنسان العادي- وهو يعيش في بيئته- العديد من المعوقات التي تعوقه عن ممارسة حياته على شكل طبيعي، أما الإنسان المعوق فإنه يواجهه معوقات أكثر تعقيداً من الإنسان العادي، لأن البيئة الطبيعية لاتخلو من عوائق أو صعوبات من نوع آخر، كالعوائق المعمارية وغيرها التي تقف أمام حركة وحرية الأشخاص الذين يعانون من جوانب قصور بدني وتمنعهم من القيام بأنشطتهم الحياتية اليومية، التي هي أنشطة كثيرة ومستمرة.
وليس الحال مقتصر على العوائق المادية الملموسة، ولكن هناك عوائق اجتماعية أخرى لاتقل صعوبة، ومنها مايتمثل في النظرة الاجتماعية القاصرة للمعوق وتعاملات الآخرين الأسوياء معه.
والواقع أن حركة وتنقل المعوقين ظلت منسية لسنوات طويلة، وقد كان أحد أسباب هذا النسيان أو الإهمال هو عزلة المعوقين أنفسهم عن العالم الخارجي وعدم وعي الناس بمالديهم من مشكلات في التنقل، وعدم حديث الناس عنهم أو مطالبتهم بحقهم، إلى أن تبنى الكونجرس الأمريكي بالتعاون مع الجهات والهيئات المهتمة بالمعوقين القيام بحملة مكثفة للتوعية حول هذه المشكلة في الستينات من هذا القرن. وقد تمخض عن هذا التعاون قرار الكونجرس 1965م بتشكيل اللجنة القومية للعوائق المعمارية (Architectural Barriers) وذلك بهدف إعداد برنامج تعليم قومي عام ومتخصص.
والآن تحاول الدول جاهدة تحرير البيئة الطبيعية من العوائق التي قد تعترض طريق المعوق وتحول بينه وبين ممارسة أنشطته أو عمله بشكل طبيعي أسوة بغيره من الأسوياء.
والكثير من الدول الآن أنشأت قوانين وتشريعات خاصة في المباني الحديثة الإنشاء بهدف خدمة المعوقين، وكذلك صممت وسائل للمواصلات العامة وهيأتها لكي يستخدمها المعوقون ممن يستعملون الكراسي المتحركة مثلاً واستخدمت في ذلك وسائل وطرقاً مختلفة وبناءة.