الباب الثالث
فئات التخلف الذهني
يصنف بعض العلماء التخلف الذهني الى نوعين رئيسيين ، هما :
أولا : حالات التخلف الذهني الراجعة الى اضطرابات عضوية :
ونجد أن هذه الحالات ترجع الى أسباب عضوية سواء كانت بسبب العوامل التكوينية أو الكيميائية ، مما يؤدى الى الإضرار بالمخ وتبلغ نسبة المعاقين ذهنيا لأسباب عضوية من (15 الى 20) بالمائة من جملة المتخلفين ذهنيا .
ثانيا : حالات التخلف الذهني الراجعة الى عوامل بيئية :
ونجد أن هذه الحالات ليس لها اصل عضوي أو تكويني وانما تعود الى أسباب نفسية أو ثقافية اجتماعية ، وهى من اكثر الأسباب شيوعا . وهذا النوع من التخلف له طبيعة ثقافية اجتماعية ويحدث في حالات الأطفال من الطبقات المحرومة والتي تتميز عادة بانخفاض مستوى الدخل ، وتدنى المستوى التعليمي للآباء ، ونقص وسائل الاستثارة في البيئة المحيطة مثل قلة فرص تبادل الأحاديث والنقاش مع الطفل .
وهناك علماء آخرون يرون تصنيف التخلف الذهني الى ثلاثة أنواع ، هي :
-1 التخلف الذهني الأولي ( العائلي ) :
ويعتمد على تكرار حدوث حالات التخلف الذهني في نفس الأسرة أو في عائلات بعينها ، رغم انتفاء وجود أي أسباب عضوية أو بيئية واضحة يمكن أن يعود اليها سبب حدوث ذلك وقد مال العلماء في البداية الى اعتبار هذا النوع راجع الى العوامل الوراثية ، غير أن الاتجاهات تغيرت الآن بعد أن اتضح أن معظم الحالات التي تتضمنها هذه الفئة قد تأثرت بالمشاكل التي يصادفها الجنين في مرحلة ما قبل الولادة وفى مقدمة هذه المشاكل نقص الأكسجين أثناء مراحل النمو .
-2 التخلف الذهني بسبب العوامل الوراثية :
ويرجع الى مجموعة من الاضطرابات الوراثية التي ترتبط باضطراب الكروموسومات والى عدم تمثيل المواد الغذائية مما يؤدي الى توقف نمو المخ أو تلفه وحدوث التخلف الذهني.
-3 التخلف الذهني الثانوي :
ويرجع هذا النوع الى أسباب ما قبل الولادة والى حوادث الولادة والى الظروف البيئية المحيطة بالفرد والتي تبدأ في التأثير عليه في فترة ما بعد الولادة مباشرة .
وقد قسم العلماء المعاقين ذهنيا حسب معدلات الذكاء الى :
1- إعاقة بسيطة ( 70 - 50 ) Retardation . MentalMild
-2 إعاقة متوسطة (35 - 50 )Moderate Mental Retardation .
-3 إعاقة شديدة ( 20-35 )Sever Mental Retardation .
-4إعاقة عميقة (أقل من20 )Profound Mental Retardation .
تقسيم المعاقين إلى فئات حسب نوع الإعاقة
1ـ الإعاقة الجسمية [ عاهات – أمراض مزمنة ]
2ـ الإعاقة الحسية [ بصر – سمع – كلام – صمم- بكم ]
3ـ الإعاقة العقلية وتنقسم إلى :
أ- القابلين للتعلم ونسبة ذكائهم من ( 50-70 ) درجة ذكاء.
ب- القابلين للتدريب ونسبة ذكائهم من( 25-50) درجة ذكاء.
ج- ضعاف العقول أقل من ( 25 ) " .
4ـ الإعاقة الاجتماعية نتيجة اضطرابات سلوكية.
5ـ المصابين بأمراض الكلام وعيوب النطق .
6ـ المتأخرين دراسيا ( بطئ التعلم ).
ويجد القارئ فيما يلي ملخصا لفئات التخلف الذهني ، واحتمالات التعليم والتدريب وقدرة أفرادها علي الكفاية الذاتية وقد تم تقسيمهم إلي ثلاثة أطوار وهي :
1- طور النضج والتطور .
2- طور التعليم والتدريب .
3- مستوي الكفاية الاجتماعية والمهنية .
طور النضج والتطور ( 0 – ( 5 سنوات :
أولا: بالنسبة لفئة التخلف الذهني البسيط :
أ- فئة المستوي الأعلى :
- يعاني من نقص بسيط في المجال الحسي والادراكي .
- يمكنه تطوير قدراته الاجتماعية ومهارات الاتصال .
- لا يتم التعرف عليه إلا بعد دخول المدرسة .
ب – فئة المستوي الأدنى :
- قد يعاني من بعض مشاكل التناسق بشكل ملحوظ .
- يمكنه تنمية مهاراته بنسبة تصل إلي 50 بالمائة .
ثانيا: فئة التخلف الذهني المتوسط :
- يلاحظ عليه بطء النمو في مرحلة المهد .
- عادة ما يكون النمو مصحوبا باضطرابات عصبية مثل نوبات الصرع والشلل المخي .
- يمكن تحديد أسباب الإعاقة .
ثالثا: فئة التخلف الذهني الشديد :
- يلاحظ عليه تأخره الشديد منذ مرحلة المهد .
- تعتبر مهارات الكلام والاتصال في حدها الأدنى .
- أسباب الاضطراب معروفة .
رابعا: فئة التخلف الذهني العميق :
- لديه أدني حد من المهارات والقدرات .
- يصعب التفاهم معه ويعجز عن الكلام في كثير من الحالات .
- يغلب علي تصرفاته مظاهر السلوك الطفولي .
طور التعليم والتدريب ( 21-5)سنة :
أولا: فئة التخلف الذهني البسيط :
أ – فئة المستوي الأعلى :
- يمكنه تعلم المهارات الأكاديمية إلى مستوي الصف السادس علي أكثر تقدير.
- لا يمكنه النجاح في الفصول العليا إلا بمساعدة خاصة ببرامج تعليم الفئات .
ب- فئة المستوي الأدنى :
- لا يستطيع أفراد هذه الفئة مواصلة التعليم بعد الصف الثالث أو الرابع في افضل حالاته.
ثانيا: فئة التخلف الذهني المتوسط :
- أفراد هذه الفئة قابلون للتدريب .
- يمكنهم تعلم بعض المهارات الأكاديمية الضرورية للحياة الاجتماعية مع الخضوع للملاحظة.
ثالثا: فئة التخلف الذهني الشديد :
- يمكن لهؤلاء الاستفادة من أنواع التدريب الجزئي والبسيط علي قضاء الحاجة وتناول الطعام وارتداء الملابس .
رابعا: فئة التخلف الذهني العميق :
- هذه الفئة قابلة لبعض أنواع التدريب المحدود جدا .
- يمكن مساعدتهم علي تطوير مهاراتهم الحسية والحركية بشكل جزئي .
مستوي الكفاية الاجتماعية والمهنية (21 ) سنة فما فوق :
أولا: فئة التخلف الذهني البسيط :
أ- فئة المستوي الأعلى :
- قادر علي الكفاية الاجتماعية ويمكنه المعيشة مستقلا بشرط تلقي التعليم والتدريب الكافيين .
- يحتاج للمساندة في بعض الحالات التي يصادف فيها المشاكل .
ب – فئة المستوي الأدنى :
- يمكنه العمل في موقع أو ورشة محمية .
- يمكنه العيش وتحمل المسئولية بشرط خضوعه لأنواع معينه من التدريبات .
ثانيا: فئة التخلف الذهني المتوسط :
- يحتاجون إلى بعض الملاحظة .
- يمكنهم القيام ببعض الأعمال البسيطة بعد تلقي التدريب عليها بشكل كاف.
- قدرات أفراد هذه الفئة محدودة على إصدار الأحكام .
- يشعرون بالخوف بسهولة وأحيانا يصعب عليهم الانفصال عن والديهم .
ثالثا: فئة التخلف الذهني الشديد :
- يمكن لهؤلاء الإقامة مع الأسرة أو بمؤسسة إيوائية مع الحاجة المستمرة الى خدمات التمريض.
رابعا: فئة التخلف الذهني العميق :
- يحتاجون الى رعاية مؤسسية وتلقي خدمات التمريض والرعاية بصورة دائمة .
- لابد من خضوعهم للملاحظة المستمرة .
خصائص النمو للمتخلفين ذهنيا :
ويلاحظ على المتخلفين ذهنيا مايلى :
- خصائص النمو الجسمي :
-1يشكل الأطفال المنغوليين فئة واضحة المعالم ، حيث انه من السهل التعرف عليهم حتى من قبل غير المهنيين ، بعد أن يكونوا قد شاهدوا مثل هذه الحالة من قبل . ويبدو المصابون متشابهين معا ومختلفين عن الأطفال العاديين وعن أفراد فئات التخلف الذهني الأخرى .
2- يلاحظ بطء النمو بشكل عام مع زيادة القابلية للإصابة بالأمراض المختلفة وكثرة التعرض للمشاكل الصحية والإعاقات الصحية وخاصة في فئات التخلف الذهني المتوسط وما دونها .
-3 يلاحظ صغر الحجم ونقص الوزن عامة في كثير من الحالات مع نقص حجم ووزن المخ بشكل خاص .
4- معاناة بعض أفراد التخلف الذهني من الإعاقات الحركية إذا ما قورنوا بالأطفال العاديين ، مع اضطراب المهارات الحركية وتأخر الطفل في المشي .
-5 ضعف التوافق العضلي الحركي وذلك على الرغم من أن النمو الحركي يبدو اقل تأثرا من غيره من القدرات الأخرى .
6- تأخر الطفل في الكلام مع ظهور عيوب فيه ونقص التحكم في ضبط عمليات الإخراج في السنوات الأولى من العمر .
- خصائص النمو العقلي :
-1 المعاناة من النقص العقلي مع قلة الذكاء بشكل عام مقارنة بالأسوياء . ومن المعروف بشكل عام أن التخلف الذهني يؤثر بشكل خاص على جوانب النمو الذهني والمعرفي .
2- نقص في القدرات والمهارات العقلية الضرورية مثل القدرة على الفهم والتفكير والتخيل والتصور والتحليل والإدراك ، وغيرها .
3- ارتفاع زمن الرجع ( رد الفعل ) بسبب وجود علاقة ترابطية سالبة بين الذكاء وزمن الرجع . فكلما انخفض معدل الذكاء كلما زاد زمن الرجع ، ويرجع ذلك الى انخفاض مستوى الاستثارة مما يؤدى الى بطء الاستجابة وانخفاض مستوى التركيز والانتباه .
4- ضعف القدرة على إدراك العلاقات بين الأشياء والتعرف على الأسباب .
5- ضعف الذاكرة مما يقلل بشكل كبير من إمكانية الاستفادة من الخبرات السابقة وآثار التعلم.
6- بطء الاستجابة وتأخر ظهور الانفعالات .
7- نقص القدرة على التعلم مما يجعل فرص التعلم وتطوير القدرات العقلية محدودة . وفى حالة توفر فرص التعلم ، فانه يتم ببطء مع حاجة المتعلم الى كثرة التكرار .
8- نقص القدرات اللغوية مع صعوبة الكلام ووجود عيوب به ويؤدى ذلك بدوره الى نقص الحصيلة اللغوية وضعفها والمعاناة من الاضطرابات الكلامية المتنوعة .
- خصائص النمو الاجتماعي والانفعالي :
-1 صعوبة تكيف المعاق مع المواقف الاجتماعية المختلفة واضطراب أساليب التفاعل الاجتماعي لديه .
2- وضوح مظاهر اللامبالاة وعدم الاهتمام بما يدور في البيئة المحيطة وعدم الشعور بالمسئولية .
-3 عدم الثبات الانفعالي ، مما يؤدى الى عدم وضوح الانفعالات وتضاربها أحيانا .
-4 سهولة الانقياد بسبب القابلية للإيحاء ومن الممكن أن يعرض المعاق لكثير من المشاكل القانونية .
-5 عدم تناسب السلوك وردود الأفعال مع العمر الزمني للمعاق وقدراته الذاتية .
6- فشل المعاق في بناء علاقات اجتماعية وأيضا في المحافظة على استمراريتها .
7- على الرغم من كل المظاهر السلبية التي سبق الإشارة اليها ، إلا أن المصابون بعرض داونز يبدون كثيرا من علاقات السعادة والصداقة والمرح ، ويظهرون حبا للموسيقى والحفلات ويميلون بشدة لتقليد الآخرين ومحاكاتهم .
الوقاية من التخلف الذهني ( التدخل المبكر ) :
يقول العلماء أن التخلف الذهني وجد ليبقى ، أي طالما توفرت الأسباب المؤدية الى الإصابة به وتأثر المخ أو الجهاز العصبي بما حدث له من تلف أو توقف للنمو أو عجز عن القيام بالوظائف المتوقعة ، فانه من المستحيل العودة الى الوراء واصلاح الخلل بما يعيد للشخص قدراته ومهاراته العقلية الطبيعية مثل غيره من الأسوياء .
وقد ساهمت التقنيات الطبية والاساليب النفسية الحديثة في الحد من حدوث الإعاقات العقلية لبعض الحالات والتغلب على الظروف المؤدية اليها في كثير من الحالات الأخرى .
وتشير التقديرات الى أن نصف حالات الإعاقة كان يمكن تفاديها . إذ أن (40) بالمائة من حالات الشلل الدماغى و(80) بالمائة من حالات العمى مثلا ، كان يمكن تجنبها بتطبيق الأساليب والاختبارات الحديثة المتوفرة الآن .
وتؤكد تلك التقارير على أهمية الوقاية عن طريق اكتشاف العاهة قبل الولادة حيث أن معظم الإعاقات التي يعانى منها أطفال العالم كان بالإمكان تفاديها قبل الولادة أو بعدها مباشرة وان الاكتشاف المبكر للإعاقة يساهم مساهمة فعالة في علاجها كما أن وجود إعاقات متوارثة في العائلة يستدعي إجراء فحوص للجنين أثناء فترة الحمل عن طريق تحليل عينات من السائل الأميني الذى يحيط بالجنين في الرحم .
كما يتطلب الأمر أيضا وقاية الطفل من نقص الأكسجين أثناء عملية الولادة والقضاء على أسباب الاعطاب الوراثية ومشاكل الفقر والحرمان الثقافي ، وتحصين الام ضد الأمراض المعدية وعدم تعريضها للمواد السامة أو المشعة .
ولابد من خضوع الام للرعاية أثناء فترة الحمل وإجراء الكشف الطبي على الشباب والإناث المقبلين على الزواج للتأكد من خلوهم من العيوب الوراثية .
أسباب اضطراب السلوك لدى المتخلفين ذهنيا :
لا تختلف المشاكل السلوكية لدى فئة المتخلفين ذهنيا عنها لدى الأطفال العاديين . ويرى بعض العلماء والعاملون في مجال العناية بهذه الفئة ، أن اضطراب السلوك لا يرجع الى الاضطرابات العضوية المصاحبة لحالات التخلف الذهني بقدر ما تعود الى الظروف الاجتماعية والبيئية المحيطة بالطفل ومن أهمها :
1- الحماية الزائدة :
حيث يحرم الآباء أطفالهم من التمتع بالحرية المناسبة لنموه النفسي والانفعالي ومن ممارسة النشاطات التي تؤدى الى التدرب على الشعور بالاستقلال والمبادرة واتخاذ القرارات وهو ما قد يؤدى الى الشعور بالنقص والتبعية .
-2 تحديد الأهداف :
تحديد الأهل لاهداف أعلى من قدرة الطفل الحقيقية ومستواه الادائي الحالي واستعداداته الذهنية حيث قد يغالى بعض الآباء أحيانا في تقدير مستويات أبنائهم مما يدفعهم الى تحميل أبنائهم الى أعمال ونشاطات أعلى مما تؤهله لهم قدراتهم وإمكاناتهم ، ظنا منهم أن ذلك يؤدى الى تقوية الدافع الى التحصيل . وعلى العكس مما يتوقعه الآباء ، فان مثل هذه الممارسات الخاطئة غالبا ما تقود الى الشعور بالفشل والإحباط كما قد تؤدى الى تقوية الشعور بالرفض والنزوع للعدوان كرد فعل معارض لسلوك الآباء .
3- تقبل الطفل المعاق :
لابد وان تتقبل الأسرة طفلهم المعاق وان يرضوا بقضاء الله وقدره ويجب عليهم عدم إظهار مشاعر الرفض والكراهية . ويبدو هذا السلوك في شكل تقييد حرية الطفل في الحركة والاتصال وجعله في عزلة عن الآخرين وإهماله وعدم العناية به وعدم توفير الحماية له وغير ذلك من أمور تثير حفيظة الطفل وتدفعه الى مبادلة الآخرين نفس الشعور مصحوبا بردة فعل انفعالية عنيفة .
4- مواساة الطفل المعاق :
قد يحاول الآباء مواساة الطفل المعاق بتقريبه منهم والحنو عليه بشكل خاص ، إلا أن ذلك يؤدى الى إثارة باقي الاخوة وأعضاء الأسرة ضده والحقد عليه بسبب ما يلقاه من رعاية وحنان زائدين هذا يؤدى الى نوع من إعلان الحرب على هذا الطفل بسبب الاعتراض على مبدأ التمييز .
أنشطة لتنمية الذكاء لدى الأطفال:
إذا أردت لطفلك نمواً في قدراته وذكائه فهناك أنشطة تؤدي بشكل رئيسيإلى تنمية ذكاء الطفل وتساعده على التفكير العلمي المنظم وسرعة الفطنةوالقدرة على الابتكار ، ومن أبرز هذه الأنشطة ما يلي :
أ) اللعب :
الألعاب تنمي القدرات الإبداعية لأطفالنا .. فمثلاً ألعاب تنمية الخيال،وتركيز الانتباه والاستنباط والاستدلال والحذر والمباغتة وإيجادالبدائل لحالات افتراضية متعددة مما يساعدهم على تنمية ذكائهم .يعتبر اللعب التخيلي من الوسائل المنشطة لذكاء الطفل وتوافقه .، فالأطفال الذين يعشقون اللعب التخيلي يتمتعون بقدر كبير من التفوق ، كما يتمتعونبدرجة عالية من الذكاء والقدرة اللغوية وحسن التوافق الاجتماعي ، كما أنلديهم قدرات إبداعية متفوقة ، ولهذا يجب تشجيع الطفل على مثل هذا النوع مناللعب .كما أن للألعاب الشعبية كذلك أهميتها في تنمية وتنشيط ذكاء الطفل ،لما تحدثه من إشباع الرغبات النفسية والاجتماعية لدى الطفل ، ولما تعودهعلى التعاون والعمل لجماعي ولكونها تنشط قدراته العقلية بالاحتراسوالتنبيه والتفكير الذي تتطلبه مثل هذه الألعاب .. ولذا يجب تشجيعه على مثلهذا .
ب) القصص وكتب الخيال العلمي :
تنمية التفكير العلمي لدىالطفل يعد مؤشراً هاماً للذكاء وتنميته ، والكتاب العلمي يساعد على تنميةهذا الذكاء ، فهو يؤدي إلى تقديم التفكير العلمي المنظم في عقل الطفل ،وبالتالي يساعده على تنمية الذكاء والابتكار ، ويؤدي إلى تطوير القدرةالقلية للطفل . والكتاب العلمي لطفل المدرسة يمكن أن يعالج مفاهيم علميةعديدة تتطلبها مرحلة الطفولة ، ويمكنه أن يحفز الطفل على التفكير العلمي ،وأن يجري بنفسه التجارب العلمية البسيطة ، كما أن الكتاب العلمي هو وسيلةلأن يتذوق الطفل بعض المفاهيم العلمية وأساليب التفكير الصحيحة والسليمة ،وكذلك يؤكد الكتاب العلمي لطفل هذه المرحلة تنمية الاتجاهات الإيجابيةللطفل نحو العلم والعلماء كما أنه يقوم بدور هام في تنمية ذكاءالطفل ، إذا قدم بشكل جيد ، بحيث يكون جيد الإخراج مع ذوق أدبي ورسم وإخراججميل ، وهذا يضيف نوعاً من الحساسية لدى الطفل في تذوق الجمل للأشياء ، فهوينمي الذاكرة ، وهي قدرة من القدرات العقلية .والخيال هام جداًللطفل وهو خيال لازم له ، ومن خصائص الطفولة التخيل والخيال الجامح ،ولتربية الخيال عند الطفل أهمية تربوية بالغة ويتم من خلال سرد القصصالخرافية المنطوية على مضامين أخلاقية إيجابية بشرط أن تكون سهلة المعنىوأن تثير اهتمامات الطفل ، وتداعب مشاعره المرهفة الرقيقة ، ويتم تنميةالخيال كذلك من خلال سرد القصص العلمية الخيالية للاختراعات والمستقبل ،فهي تعتبر مجرد بذرة لتجهيز عقل الطفل وذكائه للاختراع والابتكار ، ولكن يجب العمل على قراءة هذه القصص من قبل الوالدين أولاً للنظر في صلاحيتها لطفلهما حتى لا تنعكس على ذكائه
لأن هناك بعض القصص مثل سوبرمان والرجل الأخضر طرزان . قصص تلجأ إلى تفهيم الأطفال فهماً خاطئاً ومخالفاً لطبيعة البشر ، مما يؤدي إلى فهمهم لمجتمعهم والمجتمعات الأخرى فهماً خاطئاً ،واستثارة دوافع التعصب والعدوانية لديهم .كما أن هناك قصص أخرى تسهم فينمو ذكاء الطفل كالقصص الدينية وقصص الألغاز والمغامرات التي لا تتعارض معالقيم والعادات والتقاليد - ولا تتحدث عن القيم الخارقة للطبيعة - فهي تثيرشغف الأطفال ، وتجذبهم ، وتجعل عقولهم تعمل وتفكر وتعلمهم الأخلاقياتوالقيم ، ولذلك فيجب علينا اختيار القصص التي تنمي القدرات العقليةلأطفالنا والتي تملأهم بالحب والخيال والجمال والقيمالإنسانية لديهم ، ممايجعلهم يسيرون على طريق الذكاء ، ويجب اختيار الكتب الدينية ولمَ لا ؟ فإنالإسلام يدعونا إلى التفكير والمنطق ، وبالتالي تسهم في تنمية الذكاء لدىأطفالنا .
ج) الرسم والزخرفة :
الرسم والزخرفة تساعد على تنميةذكاء الطفل وذلك عن طريق تنمية هواياته في هذا المجال ، تقصي أدق التفاصيلالمطلوبة في الرسم ، بالإضافة إلى تنمية العوامل الابتكارية لديه عن طريقاكتشاف العلاقات وإدخال التعديلات حتى تزيدمن جمال الرسم والزخرفة .ورسوم الأطفال تدل على خصائص مرحلة النمو العقلي ، ولا سيما في الخيالعند الأطفال ، بالإضافة إلى أنها عوامل التنشيط العقلي والتسلية وتركيزالانتباه .ولرسوم الأطفال وظيفة تمثيلية ، تساهم في نمو الذكاءلدى الطفل ، فبالرغم من أن الرسم في ذاته نشاط متصل بمجال اللعب ، فهو يقومفي ذات الوقت على الاتصال المتبادل للطفل مع شخص آخر ، إنه يرسم لنفسه ،ولكن تشكل رسومه في الواقع من أجل عرضها وإبلاغها لشخص كبير ، وكأنه يريدأن يقول له شيئاً عن طريق مايرسمه ، وليس هدف الطفل من الرسم أن يقلدالحقيقة ، وإنما تنصرف رغبته إلى تمثلها ، ومن هنا فإن المقدرة على الرسمتتمشى مع التطور الذهني والنفسي للطفل ، وتؤدي إلى تنمية تفكيره وذكائه
د) مسرحيات الطفل :
إن لمسرح الطفل ، ولمسرحيات الأطفال دوراًهاماً في تنمية الذكاء لدى الأطفال ، وهذا الدور ينبع من أن استماع الطفلإلى الحكايات وروايتها وممارسةالألعاب القائمة على المشاهدة الخيالية ، منشأنها جميعاً أن تنمي قدراته علىالتفكير ، وذلك أن ظهور ونمو هذه الأداةالمخصصة للاتصال _ أي اللغة – منشأنه إثراء أنماط التفكير إلى حد كبيرومتنوع ، وتتنوع هذه الأنماط وتتطور أكثر سرعة وأكثر دقة ) .ومنهذا فالمسرح قادر على تنمية اللغة وبالتالي تنمية الذكاء لدى الطفل . فهو يساعد الأطفال على أن يبرز لديهم اللعب التخيلي ، وبالتالي يتمتع الأطفال الذين يذهبون للمسرح المدرسي ويشتركون فيه ، بقدر من التفوق ويتمتعون بدرجة عالية من الذكاء ، والقدرة اللغوية ، وحسن التوافق الاجتماعي ، كما أنلديهمقدرات إبداعية متفوقة . وتسهم مسرحية الطفل إسهاما ملموساوكبيرا في نضوج شخصية الأطفال فهي تعتبروسيلة من وسائل الاتصال المؤثرة فيتكوين اتجاهات الطفل وميوله وقيمه ونمطشخصيته ولذلك فالمسرح التعليميوالمدرسي هام جدا لتنمية ذكاء الطفل .
هـ) الأنشطة المدرسية ودورها فيتنمية ذكاء الطفل :
تعتبر الأنشطة المدرسية جزءا مهما من منهج المدرسةالحديثة ، فالأنشطة المدرسية - أياً كانت تسميتها – تساعد في تكوين عاداتومهارات وقيم وأساليبتفكير لازمة لمواصلة التعليم للمشاركة في التعليم ،كما أن الطلاب الذينيشاركون في النشاط لديهم قدرة على الإنجاز الأكاديمي ،وهم يتمتعون بنسبةذكاء مرتفعة ، كما أنهم ايجابيون بالنسبة لزملائهمومعلميهم .فالنشاط إذن يسهم في الذكاء المرتفع ، وهو ليس مادة دراسيةمنفصلة عن المواد الدراسية الأخرى ، بل إنه يتخلل كل المواد الدراسية ، وهوجزء مهم من المنهجالمدرسي بمعناه الواسع ( الأنشطة غير الصفية ) الذييترادف فيه مفهوم المنهج والحياة المدرسية الشاملة لتحقيق النمو المتكاملللتلاميذ ، وكذلك لتحقيق التنشئة والتربية المتكاملة المتوازنة ، كما أنهذه الأنشطة تشكل أحد العناصر الهامة في بناء شخصية الطالب وصقلها ، وهيتقوم بذلك بفاعلية وتأثير عميقين .
و ) التربية البدنية :
الممارسةالبدنية هامة جداً لتنمية ذكاء الطفل ، وهي وإن كانت إحدى الأنشطةالمدرسية، إلا أنها هامة جداً لحياة الطفل ، ولا تقتصر على المدرسة فقط ، بلتبدأمع الإنسان منذ مولده وحتى رحيله من الدنيا ، وهي بادئ ذي بدء تزيلالكسلوالخمول من العقل والجسم وبالتالي تنشط الذكاء ، ولذا كانت الحكمةالعربيةوالإنجليزية أيضاً ، التي تقول : ( العقل السليم في الجسم السليم( دليلاًعلى أهمية الاهتمام بالجسد السليم عن طريق الغذاء الصحي والرياضة حتىتكونعقولنا سليمة ودليلاً على العلاقة الوطيدة بين العقل والجسد ، ويبرز دور التربية الرياضية في إعداد العقل والجسد معاً.
فالممارسة الرياضية في وقت الفراغمن أهم العوامل التي تعمل على الارتقاء بالمستوى الفني والبدني ، وتكسبالقوام الجيد ، وتمنح الفرد السعادة والسرور والمرح والانفعالات الإيجابيةالسارة ، وتجعله قادراً على العمل والإنتاج ،والدفاع عن الوطن ، وتعمل علىالارتقاء بالمستوى الذهني والرياضي في إكساب الفرد النمو الشامل المتزن . ومن الناحية العلمية ، فإن ممارسة النشاط البدني تساعد الطلاب علىالتوافق السليم والمثابرة وتحمل المسؤولية والشجاعة والإقدام والتعاون ،وهذه صفات هامة تساعد الطالب على النجاح في حياته الدراسية وحياته العملية، ويذكر د.حامد زهران في إحدى دراساته عن علاقة الرياضة بالذكاء والإبداعوالابتكار : (إن الابتكار يرتبط بالعديد من المتغيرات مثل التحصيلوالمستوى الاقتصاديوالاجتماعي والشخصية وخصوصاً النشاط البدني بالإضافةإلى جميع الانشطة الإنسانية ، ويذكر دليفورد أن الابتكار غير مقصور علىالفنون أو العلوم ،ولكنه موجود في جميع أنواع النشاط الإنساني والبدن . فالمنافسات الرياضية تتطلب استخدام جميع الوظائف العقلية ومنهاعملياتالتفكير ، والتفوق في الرياضيات مثل الجمباز والغطس على سبيلالمثال ) يتطلب قدرات ابتكارية ، ويسهم في تنمية التفكير العلمي والابتكاريوالذكاءلدى الأطفال والشباب . فمطلوب الاهتمام بالتربية البدنيةالسليمة والنشاط الرياضي من أجل صحة أطفالنا وصحة عقولهم وتفكيرهم وذكائهم .
ز ) القراءة والكتب والمكتبات :
والقراءة هامة جداً لتنمية ذكاءأطفالنا ، ولم لا ؟؟ فإن أول كلمة نزلت فيالقرآن الكريماقرأ ، قال الله تعالى" اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم" .فالقراءة تحتل مكان الصدارة من اهتمام الإنسان ، باعتبارها الوسيلةالرئيسية لأن يستكشف الطفل البيئة من حوله ، والأسلوب الأمثل لتعزيز قدراتهالإبداعيةالذاتية ، وتطوير ملكاته استكمالاً للدور التعليمي للمدرسة ،وفيما يلي بعضالتفاصيل لدور القراءة وأهميتها في تنمية الذكاء لدى الأطفال !! والقراءة هي عملية تعويد الأطفال : كيف يقرأون ؟ وماذا يقرأون؟ ولا أن نبدأ العناية بغرس حب القراءة أو عادة القراءة والميل لها فينفسالطفل والتعرف على ما يدور حوله منذ بداية معرفته للحروف والكلمات ،لذافمسألة القراءة مسألة حيوية بالغة الأهمية لتنمية ثقافة الطفل ،فعندما نحبب الأطفال في القراءة نشجع في الوقت نفسه الإيجابية في الطفل ،وهي ناتجةللقراءة من البحث والتثقيف ، فحب القراءة يفعل مع الطفل أشياءكثيرة ، فإنهيفتح الأبواب أمامهم نحو الفضول والاستطلاع ، وينمي رغبتهملرؤية أماكنيتخيلونها ، ويقلل مشاعر الوحدة والملل ، يخلق أمامهم نماذجيتمثلون أدوارها، وفي النهاية ، تغير القراءة حياة الأطفال .
والهدف من القراءة أن نجعل الأطفال مفكرين باحثين مبتكرين يبحثون عنالحقائق والمعرفة بأنفسهم ، ومن أجل منفعتهم ، مما يساعدهم في المستقبل علىالدخول فيالعالم كمخترعين ومبدعين ، لا كمحاكين أو مقلدين ، فالقراءة أمرإلهي متعدد الفوائد من أجل حياتنا ومستقبلنا ، وهي مفتاح باب الرشد العقلي، لأن من يقرأ ينفذ أوامر الله عز وجل في كتابه الكريم ، وإذا لم يقرأالإنسان ، يعني هذاعصيانه ومسؤوليته أمام الله ، والله لا يأمرنا إلا بماينفعنا في حياتنا . والقراءة هامة لحياة أطفالنا فكل طفل يكتسب عادةالقراءة يعني أنه سيحب الأدبواللعب ، وسيدعم قدراته الإبداعية والابتكاريةباستمرار ، وهي تكسب الأطفالكذلك حب اللغة ، واللغة ليست وسيلة تخاطب فحسب، بل هي أسلوب للتفكير .
ح ) الهوايات والأنشطة الترويحية:
هذهالأنشطة والهوايات تعتبر خير استثمار لوقت الفراغ لدى الطفل ، ويعتبر استثمار وقت الفراغ من الأسباب الهامة التي تؤثر على تطورات ونمو الشخصية ،ووقت الفراغ في المجتمعات المتقدمة لا يعتبر فقط وقتاً للترويح والاستجمامواستعادة القوى ، ولكنه أيضاً ، بالإضافة إلى ذلك ، يعتبر فترة من الوقتيمكن في غضونها تطوير وتنمية الشخصية بصورة متزنة وشاملة .ويرىالكثير من رجال التربية ، ضرورة الاهتمام بتشكيل أنشطة وقت الفراغ بصورة تسهم في اكتساب الفرد الخبرات السارة الإيجابية ، وفي نفس الوقت ، يساعدعلى نمو شخصيته ، وتكسبه العديد من الفوائد الخلقية والصحية والبدنيةوالفنية .ومن هنا تبرز أهميتها في البناء العقلي لدى الطفل والإنسان عموماً .تتنوع الهوايات ما بين كتابة شعر أو قصة أو عمل فني أو أدبي أو علمي،وممارسة الهوايات تؤدي إلى إظهار المواهب ، فالهوايات تسهم في إنماءملكات الطفل ، ولا بد وأن تؤدي إلى تهيئة الطفل لإشباع ميوله ورغباتهواستخراج طاقته الإبداعية والفكرية والفنية .
والهوايات إما فردية، خاصة مثل الكتابة والرسم وإما جماعية مثل الصناعات الصغيرة والألعابالجماعية والهوايات المسرحية والفنية المختلفة .فالهوايات أنشطة ترويحيةولكنها تتخذ الجانب الفكري والإبداعي ، وحتى إذا كانت جماعية ، فهي جماعةمن الأطفال تفكر معاً وتلعب معاً ، فتؤدي العمل الجماعي وهو بذاته وسيلةلنقل الخبرات وتنمية التفكير و الذكاء . ولذلك تلعب الهوايات بمختلفمجالاتها وأنواعها دوراً هاماً في تنمية ذكاءالأطفال ، وتشجعهم علىالتفكير المنظم والعمل المنتج ، و الابتكار والإبداعوإظهار المواهبالمدفونة داخل نفوس الأطفال .
ط ) حفظ القرآن الكريم :
ونأتي إلىمسك الختام ، حفظ القرآن الكريم ، فالقرآن الكريم من أهم الأنشطة لتنميةالذكاء لدى الأطفال ، ولم لا ؟ والقرآن الكريم يدعونا إلى التأمل والتفكير، بدءاًمن خلق السماوات والأرض ، وهي قمة التفكير والتأمل ، وحتى خلقالإنسان ، وخلق ما حولنا من أشياء ليزداد إيماننا ويمتزج العلم بالعمل .وحفظ القرآن الكريم ، وإدراك معانيه ، ومعرفتها معرفة كاملة ، يوصل الإنسان
إلى مرحلة متقدمة من الذكاء ، بل ونجد كبار وأذكياء العرب وعلماءهموأدباءهميحفظون القرآن الكريم منذ الصغر ، لأن القاعدة الهامة التي توسعالفكروالإدراك ، فحفظ القرآن الكريم يؤدي إلى تنمية الذكاء وبدرجات مرتفعة . وعن دعوة القرآن الكريم للتفكير والتدبر واستخدام العقل والفكر لمعرفةاللهحق المعرفة ، بمعرفة قدرته العظيمة ، ومعرفة الكون الذي نعيش فيه حقالمعرفة، ونستعرض فيما يلي بعضاً من هذه الآيات القرآنية التي تحث على طلبالعلموالتفكر في مخلوقات الله وفي الكون الفسيح . قول الحق) أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثمتتفكروا ) .سبأ الآية 46وهي دعوة للتفكير في الوحدة وفي الجماعة أيضاً . وقوله عز وجل) كذلكيبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون ) .البقرة الآية219وهي دعوةللتفكير في كل آيات وخلق الله عز وجل . وفي هذا السياق يقول الحق جل وعلا ) : كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكمتتفكرون ) . البقرة الآية 266
وقوله عز وجل) كذلك نفصلالآيات لقوم يتفكرون ) . يونس الآية 24و ( إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون( الرعد الآية 3وقوله سبحانه وتعالى ) إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون ) النحل11ويفرق الله بين المتفكرين والمستخدمين عقولهم ، وبين غيرهم ممن لايستخدمونتلك النعم.
فيقول الحق )قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا يتفكرون .( الأنعام 50ويقول الحق سبحانه وتعالى) أولم يتفكروا في أنفسهم ) الروم8وهي دعوة مفتوحة للتفكير في النفس والمستقبل . وهناك دعوة أخرىللتفكير في خلق السماوات والأرض ، وفي كل حال عليه الإنسان ،فيقول المولىعز وجل) الذين يذكرون اللهقياماً وقعوداً وعلى جنوبهمويتفكرون في خلق السموات والأرض ) .آل عمران191بل هناك دعوة لنتفكر في قصص الله وهو القصص الحق ، لتشويق المسلمصغيراًوكبيراً ، يقول الحق ) فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ) . الأعراف 176 وحتى الأمثال يضربهاالمولى عز وجل للناس ليتفكروا فيها ، قال الحق سبحانهوتعالى : ( وتلكالأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ) . الحشر 21
نصيحة أخيرة للوالدين:
* تجنبا الشعور بالحسرة والألم لأن رثاء النفس والإحساس بإشفاق الناس والأسف على ما حدث لطفلك يعد من أهم أسباب الإحساس بالعجز.
* تذكر بأن هذا الطفل قد يكون نموه مختلفا عن نمو الأطفال الآخرين ولكن هذا لا يجعله اقل قيمة وإنسانية، فالطفل يأتي أولا ثم تأتي الإعاقة.
* اعتمدا على مساعدة مصادر ايجابية في حياتكم مثل احد الشيوخ إن احد أفراد العائلة أو صديقا حميما واطلبا منهم الدعم والتوجيه الذي تحتاجان إليه.
* تحدثا إلى بعضكما البعض وشدا من آزركما، لأن هذه المرحلة قد تكون أحد مصادر القوة التي يمكن أن تساعدكما على تجاوز هذه الأزمة. وكلما كثر التفاهم في هذه الأوقات الصعبة كلما تعززت قوتكم الجماعية وخيّم عليكم الشعور بالراحة بالنفسية.
* تحدث مع أسرة أخرى لديها طفل مصاب بنفس المرض لتكتسبا بعض الخبرات. ويمكن ان يتم مساعدتكم في ذلك عن طريق الأخصائية الاجتماعية المتابعة للحالة.
* ابحثا عن المعلومات الصحية والدقيقة ويجب أن لا تخجلا من السؤال. فالسؤال دائماً الخطوة الأولى لفهم ما يحدث لطفلكم.
* اظهرا مشاعركما وأحاسيسكما وتحدثا عنها، فان ذلك سوف يساعد على التعامل مع الوضع بشكل أفضل.
* القرار بأنكما لستما وحدكما يمكنكما من التخلص من هذه المشاعر عندما تعرفان بان هناك آخرين قد عانوا قبلكم. ثم اعلما بان المساعدة والعلاج متوفر لطفلكم وان الكادر الطبي متفهم لمشاعركم وأحاسيسكم.
* ابحثا عن البرامج الجيدة والمفيدة لطفلكما واعلما بان الطب دائما يتجدد. ويمكنكما الاستفسار من الأخصائية الاجتماعية والتي تتابع حالة الطفل مع المراكز والبرامج المتوفرة في البيئة المحيطة.
* إن كلمات الرثاء عندما تقال عنه ولو كانت من أقرب الناس إليكم قد تؤدي إلى إحباط الوالدين وانعزالها عن الآخرين وقد يخفيا الطفل عن أعين الناس. والطريق السليم هو تجاهل ما يقوله الآخرون وأخبار الأصدقاء بأنه طفل كغيره، له مقدرته الخاصة وإن رعايتكم له ستجعله في وضع أفضل.
* تجعلونه مدارا للحديث مع الآخرين ولو مع أقرب الناس. لا تبحثا عن طريقة المواساة من الآخرين واجعلا حياتكما طبيعية. ما أمكن. ولا تجعلاه عذراً للتقوقع والانعزال عن الآخرين.
* لا تنسيا أنفسكما، وخذا قسطا من الراحة الكافية، وخصصا وقتا للطفل واتصلا بالآخرين من اجل المساعدة.
أرجو من الله ألعلي القدير أن أكون قد وفقت في توصيل المادة بطريقة علمية بسيطة ليستفيد أكبر عدد من القراء ......
وأشكركم جزيل الشكر ،،،
أخوكم /طارق الشربيني