الأســباب الجينية لبعض الإضطرابات النمائية د.السيد سعد الخميسي - أستاذ مساعد الاضطرابات السلوكي والنمائية والتوحد- قسم التربية الخاصة - كلية المعلين - جدة تطور مفهوم الإعاقات النمائية: ظهر مفهوم الإعاقات النمائية كنتيجة لمروره بمراحل كثيرة ومسميات عديدة كان لها تأثير كبير في رسم ملامح الصورة الحالية للمفهوم . ففي المجتمعات القديمة كانت تتعرض تلك الفئة للمهانة والازدراء والاضطهاد الذي يصل إلى حد الهلاك، حيث كانت تقدر قيمة الفرد بما يعمل وبقدر صلاحيته لأداء هذا العمل ، فكان وجودهم خسارة للمجتمع لأنه يضعف من قوته ، لذا كان أفلاطون يرى أن نفي هؤلاء الأشخاص خارج البلاد هو الحل الأصلح معهم ، بل كان يرى أن السماح لهم بالتناسل يؤدي لإضعاف الدولة في جمهوريته الفاضلة . وفي أسبرطة وفي الدولة الرومانية فكان القانون ينص على التخلص من هؤلاء الأفراد وطردهم خارج البلاد أو إلقائهم في النهر . وكانت مصر القديمة من أولى الدول التي اهتمت بالفئات الخاصة ، حيث يؤرخ أول مصدر مكتوب عن التخلف العقلي لعام 1552 قبل الميلاد وهو بردية طيبة العلاجية في مصر القديمة . ( عبد المجيد عبد الرحيم ولطفي بركات ، 1979، 90-95 ) . ثم تأثرت العصور الوسطى بظهور المسيحية وعدد من المصلحين الاجتماعيين، فزاد الاهتمام بتلك الفئة وخصصت أماكن لإقامتهم . وجاء الإسلام فدعا إلى الرفق بهم وعدم إرهاقهم والتمس لهم العذر فيما يفعلونه وأُنشىء في عهد عمر بن الخطاب ديواناً يقدم المساعدات للمستحقين منهم . ( كمال مرسي ، د.ت ، 149 ) وفي العصور الحديثة تزايد الاهتمام بهم وكرس بعض الباحثين جهودهم لدراسة هذه الاضطرابات والكشف عن ماهيتها ، بدءاً من كرابلين الذي وصف وصنف اضطراب الفصام ، ومروراً بالعالم الألماني دي سانيكس الذي ناقش مختلف مظاهر فصام الطفولة والفرق بينها وبين الاضطرابات النفسية الشديدة في مرحلة الطفولة ، ثم العالم الألماني هيللر الذي وصف متلازمة من الأعراض أطلق عليها "متلازمة هيللر ". وفي عام 1943 قدم ليو كانر ورقة بحث وصف فيها اضطراباً يتميز بعدة سمات تختلف عما كان معروفاً من متلازمات في ذلك الوقت ، وأطلق عليها " اضطراب التوحد " ( عبد العزيز الشخص ، زيدان أحمد السرطاوي ، 1999، ص ص 378-384)
ولم يتم الاعتراف به كفئة تشخيصية إلا بعد أربعة وثلاثين عاماً عندما ظهر في الطبعة التاسعة من الدليل العالمي لتصنيف الأمراض (ICD-9) الذي تصدره منظمة الصحة العالمية (WHO) ، وفي عام 1980 ظهر مصطلح " التوحـد " في الطبعة الثالثة من الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية والعقلية (DSM III ) ، كما استخدم مصطلح " الاضطرابات النمائية الشاملة " منذ ذلك الحين ليكون مظلة لوصف مجموعة من الحالات تجمعها عوامل مشتركة ، وليس وصفاً تشخيصاً - وإن كان بينها اختلافات - وعادة ما تظهر في حوالي السنة الثالثة من العمر ، ويجمع بينها العوامل المشتركة التالية : o نقص في التفاعل والتواصل الاجتماعي o نقص القدرات الإبداعية o نقص في التواصل اللغوي وغير اللغوي o وجود نسبة ضئيلة من النشاطات والاهتمامات التي عادة ما تكون نشاطات نمطية مكررة.( Autism Society of America , 1997 )
وبدأ في الظهور في الطبعة الرابعة من الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية والعقلية (DSM IV ) وأصبحت هذه الفئة تضم كلا من الاضطرابات النمائية التالية : o اضطراب التوحد . o اضطراب اسبرجر . o اضطراب ريت . o اضطراب الطفولة التحللي أوالتفككي . o اضطرابات الطفولة غير المحددة . (National Dissemination Center for Children with Disabilities, 2003 ) تعريف الإعاقات النمائية : يشير مصطلح الإعاقات النمائية إلى ظهور التأخر النمائي لدى الطفل خلال أول عامين من عمره في مجالين أو أكثر من مجالات النمو ، ويستخدم في ذلك القياس النفسي والمحك الاكلينيكي ، ويعتبر حصول الطفل على درجات تتراوح ما بين انحراف معياري واحد إلى انحرافين معياريين دون المتوسط دليلاً على وجود تأخر نمائي لدى الطفل . ( محمد عبد الرازق هويدي ، 1997 ، 197 ) مدخل لمفهوم الكروموسومات و الجينات : الخـلية : اكتشفها روبرت هوك منذ ما يزيد على ثلاثمائة عام ، والخلية هي الوحدة الأساسية التي يتكون منها الجسد ، وتتكون من البروتين الذي نحصل عليه من الغذاء اليومي بعد أن تهضمه المعدة ويتحلل إلى أحماض أمينيه.ونظراً لأن جميع خلايا الجسم تتجدد باستمرار - ماعدا الخلايا العصبية - فإن الجسم يقوم بإنتاج خلايا جديدة لتعويض النقص . وهناك أنواع متعددة من الخلايا منها الخلايا الجلدية ، والخلايا العصبية ، والخلايا العضلية ، والخلايا الجنسية ( البويضة والحيوان المنوي )إلى أخر أنواع الخلايا تخصص الخلية : إن كل خلية من خلايا الجسم تتشابه في التركيب وفي نفس عدد الكروموسومات و نفس المعلومات الوراثية. أي أن كل خلية لديها القدرة لإنتاج جميع البروتينات من غير استثناء، وعلى الرغم من لا تقوم كل خلية بإنتاج جميع البروتينات ، ليس لأنها لا تستطيع ولكن لأنها لا تحتاج جميع البروتينات، فتبعاً لتخصص الخلية ومكانها في الجسم فإنها تنتج المواد التي تحتاجها ، أما بقية المواد الأخرى فلا تقوم بتصنيعها. فمثلا خلايا الكبد تنتج فقط المواد التي تحتاجها وكذلك خلايا المخ تقوم بإنتاج المواد التي تحتاجها خلايا المخ فقط ، حتى وان كان لديها القدرة على إنتاج جميع المواد. فلكل عضو وظيفة خاصة به ، فالكبد لها وظيفة معينة والعين لها وظيفة معينه وكذلك لبقية الأعضاء. النواة : عبارة عن تكوين مرن سهل التشكل يتوسط الخلية، داخل النواة سائل مليء بحبيبات تنتظم في شكل ذراعين وساقين مرتبطان من الوسط ، تسمى هذه الأجسام كروموسومات الكروموسومات وهي أجسام صغيرة جداً تشبه الخيط توجد داخل الخلية ، وعن طريقها تتحدد بعض السمات مثل لون العينين والشعر ولون الجلد ، وتعد مسئولة عن النظام الكيميائي بالجسم ، فهي تحمل التعليمات الكاملة لخلق الإنسان. وعدد الكروموسومات في كل خلية من خلايا الجسم (46)كروموسوم .وهذه الكروموسومات عبارة عن (23) زوج.كل زوج منها عبارة عن كروموسومين متشابهين بشكل كبير، واحد من هذه الكروموسومات انتقل إلينا من الأب ، والآخر من الأم . وكل زوج من هذه الأزواج المتطابقة يعطيه الأطباء رقما يميزه عن الآخر ابتداء برقم واحد للزوج الأول إلى الزوج الأخير رقم 23. ونظراً لتشابه هذه الكروموسومات يقوم أخصائي المختبر بصبغها بمادة كيمائية . هذه الصبغة تقوم بتلوين الكروموسومات وتجعلها مخططه أفقيا بالون الأبيض والأسود . كل خط ( أبيض أو أسود ) يسمى مقطع أو شريحة (BAND) (VirginiaP.,&Carol,C.,2000) الزوج الثالث والعشرين له خاصية مهمة من ناحية تحديد الجنس(الذكورة والأنوثة) لذلك يطلق عليه الأطباء الزوج الجنسي، وفي المقابل يطلق على بقية الأزواج من الزوج الأول إلى اثنان وعشرين الأزواج غير الجنسية وذلك تميزا لها . ويختلف الزوج الجنسي الذكور والإناث . فالكروموسومين الجنسين-في الزوج الجنسي عند الإناث تقريبا متطابقين(أي متشابهين بدرجة عالية في الشكل والطول) وكل واحد منهما يرمز إليه بالحرف الإنجليزي X .بينما الكروموسومين في الزوج الجنسي لدى الذكور مختلفين فواحد منهما يرمز له بالحرف الإنجليزي X (وهو يشبه كروموسوم X لدى الإناث) بينما الآخر مختلف فهو أقصر بكثير من كروموسوم X ويرمز إليه بالحرف الإنجليزي (Y). DNA و الجينات والبروتينات عند فحص الكروموسوم الواحد ِوجد أنه يحتوي على تجمعات من جزيئات كيماوية بروتينية ، كل جزيء يشبه السلم الحلزوني ، وحيث أن مادته هي Deoxyribonucleic Acid ، وهو الحمض النووي المؤكسد ، فقد سُميَ بـ DNA اختصاراً من الأحرف الأولى لإسمه . والـ DNA يحتوي على حبات مصفوفة على طوله تسمى جينات (مفرد جين ) يوجد مائة ألف جين موزع على الـستة وأربعين كروموسوم وتحتوي هذه الجينات على التعليمات الكاملة لتحضير جميع البروتينات بأنواعها. والتي هي المواد الأساسية لبناء الخلية ولاستمرارها في العمل. في كل خلية من خلايا الجسم نسختين من كل جين، واحدة منها موجودة على الكروموسوم الذي المنقول من الأم ، والجين الآخر موجود على الكروموسوم المنقول من الأب ،ولكل جين مكانه الخاص والمحدد على طول الكروموسوم Institute of Human Genetics,2004 ) الأسباب الجينية للاضطرابات النمائية تحدث الاضطرابات النمائية الناتجة عن عوامل جينية إما بسبب وجود خلل في الكروموسوم الموجود عليه الجين ، وإما بسبب حدوث خلل في الجين نفسه ، وينتج ذلك من أخطاء تحدث عند نمو البويضة أو الحيوان المنوي ، فقد يحدث هذا الخطأ قبل بدء الحمل ،وقد يحدث أثناء عملية انقسام الخلية حيث تنفصل البويضة أو الحيوان المنوي ومعه كروموسومات قليلة أو كثيرة ، وعندما تلتحم الخلية التي تحمل عدد خاطيء من الكروموسومات مع بويضة أو حيوان منوي طبيعي، ينتج عنه جنين لديه خلل في الكروموسومات ، ويطلق على الاضطراب الكروموسومي بشكل عام تريزومي Trisomy . وفي بعض الحالات التي يحمل فيها الطفل الجنين عدد خاطيء من الكروموسومات لا يستمر الطفل على قيد الحياة ، وقد يحدث إجهاض للطفل - تبلغ حالات الإجهاض التي تحدث بسبب الاضطراب الكروموسومي حوالي من 70% حالات الإجهاض . وتسمى الاضطرابات التي تحدث للجينات بإسم " طفرة " Mutation وتحدث عند وجود أي خلل في ترتيب الأحماض النووية على ذراع الكروموسوم ، ويتم هذا الخلل على النحو التالي : كل جين يصنع بروتين مختلفاً عن البروتين الذي يصنعه الجين الآخر ،لذلك على الخلية قراءة ما بداخل الجين لكي تصنع البروتين المناسب . إن خطوات تحضير البروتين من الجين تتم عن طريق لغة خاصة بها تسمى الشفرة الوراثية ،والتي هي عبارة عن الأحماض النووية التي تُرص جنباً إلى جنب على ذراع الكروموسوم. وتختلف أنواع البروتينات عن بعضها البعض باختلاف ترتيب هذه الأحماض النووية ، لذلك فإن أي خلل في هذا الترتيب يؤدي لخلل في تكوين البروتين ، ويسمى هذا الخلل بالطفرة . وقد تحدث الطفرة في داخل خلية واحدة من الجسم وقد تكون في جميع الخلايا . وعند وجودها في جميع الخلايا فإنها توحي أنها قد حدثت في وقت مبكر من العمر-عندما كان عدد الخلايا في الجسم قليلة- أو قد تكون الطفرة موجودة في البويضة أو الحيوان المنوي ، لذلك فمن الممكن أن يرث الطفل الطفرة من والديه ، ومن الممكن أن تحدث طفرات جديدة في الخلايا ولم تكن موجودة عند الوالدين لأنها قد تحدث بعد تكوين الجنين . لذا فالطفرات قد تكون موروثة ( من أحد الوالدين ) أو غير موروثة . وعلى الرغم من ذلك فإن بعض من هذه الطفرات لا يسبب مشكلات أو اضطرابات للفرد ، وتكون الطفرة غير ضارة إذا حدثت الطفرة خارج حدود الجين .أي لم تحدث في الجين نفسه ولكن حدثت بجانبه في المكان الفاصل بين الجينات، أو إذا حدثت الطفرة داخل حدود الجين ولكنها حدثت فقط في نسخة واحدة من الجين ولم يصب الجين الآخر بأي عطب. هذه قاعدة عامة ولكن هناك عدة استثناءات للحالة الثانية وفيها تكون الطفرة مؤذيه حتى وإن كانت موجودة في نسخة واحدة من الجين ،ومن هذه الاستثناءات: 1- عندما ينتج الجين المعطوب(المصاب بطفرة) بروتين غير طبيعي ( معطوب ) فيفسد هذا البروتين ،البروتين الطبيعي الموجود في الخلية والذي ينتجه الجين السليم . 2 - عندما تكون الكمية التي ينتجها الجين السليم لا تكفي في سد النقص الحادث من عطب في الجين الثاني ، فتكون الكمية في داخل الخلية ناقصة،وهنا يحدث الاضطراب. 3 - قد تؤثر الطفرة على الجين بشكل عكسي ،فبدلاً من أن تقل الكمية التي ينتجها الجين المصاب بالطفرة يحدث العكس ووتزيد الكمية المنتجة و المسموح به داخل الخلية وهذه الزيادة تؤذي الخلية و تسبب الاضطراب. أشكال الاضطرابات الجينية : يمكن أن يحدث الاضطراب في الجين بأشكال كثيرة ، من بين هذه الأشكال نذكر منها ما يلي: o الحذف: deletion وهو عبارة عن حذف جزء من كروموسوم أو عدة كروموسومات ، ويحدث في أي كروموسوم وفي أي مقطع ، كما يحدث في أي جزء من الكروموسوم .ويسبب هذا الحذف صدع للكروموسوم ، أو ينتهي عنده الكروموسوم ،أي ينتهي الكروموسوم عند الجزء الذي تم فيه الحذف . ويتوقف تأثير الحذف على حجم الجزء المفقود من الكروموسوم وأي الجينات فقدت وفي أي قطاع .وعلى أية حال يكون الحذف من أكثر الاضطرابات الجينية تأثيراً على الفرد . أن الجزء المرسوم بين المستطيل في الكروموسوم على اليسار قد فُقد من الكروموسوم نظيره على اليمين o التغيير : Translocation يحدث أثناء الانقسام الميوزي ، وفيه يتم كسر في أحد الكروموسومات وينضم جزء منه إلى كروموسوم آخر ، وهو في بعض الأحيان قد لا يسبب للفرد أية مشكلات لكنه قد يسبب مشكلات لأولاده وهو ما يعرف بـ Translocation balanced .
o الإضافة أو النسخ: Duplication وفيه يتم نسخ أو إضافة جزء من الكروموسوم ، حيث يحمل الفرد ثلاث نسخ بدلا من نسختين ، وعليه يكون لدى الجين نسخة زائدة من التعليمات ، مما يسبب الاضطرابات لدى الطفل
o الانقلاب أو الشقلبه: يتكون الانقلاب من منطقتين معطوبتين في كروموسوم واحد ، والمساحة الواقعة بين هذين الممساحتين يتم قلبها أو عكسها ( أي تدور حول نفسها ) ليعيد الانضمام لجسم الكروموسوم من بداية خروجه منه ، وإذا كان الانقلاب هذا في وسط الكروموسوم سُمي ( الانقلاب المركزي )، أما إذا كان غير ذلك سُمي انقلاب غير مركزي . Genetic Information and Patient Service, 2002)) (Genetic Science Learning Center ,2003)
نماذج لبعض الاضطرابات النمائية الناتجة عن الاضطراب الجيني أولاً---- الاضطرابات الناتجة عن شذوذ في الكروموسومات العامة : التوحـــــــد: Autism تعد إعاقة التوحـد أو الأوتيزم من أكثر الإعاقات صعوبة وشدة ، وذلك من حيث تأثيرها على سلوك الفرد الذي يعانى منها وقابليته للتعلم أو التطبيع أو التدريب أو الإعداد المهني أو تحقيق قدر مناسب من التعلم ، أو درجة مناسبة من الاستقلال الاجتماعي و الاقتصادي ، أو القدرة على حماية الذات إلا بدرجة محدودة ولعدد محدود من الأطفال . كما أنه يعوق قدرات الفرد بصفة حادة ، وخاصة فى مجالات اللغة والعلاقات الاجتماعية والاتصال. ويرجع الفضل فى اكتشاف هذه الإعاقة إلى العالم ليوكانر Leo kanner ، الذي كان أحد أساتذة الطب النفسي بجامعة هارفارد ، حيث كان يقوم بفحص مجموعات من الأطفال المتخلفين عقليا بالولايات المتحدة الأمريكية ولفت انتباهه أنماط سلوكية غير عاديه لأحد عشر طفلا كانوا مصنفين على أنهم متخلفون عقلياً ، فقد كان سلوكهم يتميز بما أطلق عليه مصطلح التوحد الطفولي المبكر Early infantile autism ، حيث لاحظ أن تفكيرهم يتميز بالاجترار الذي تحكمه الذات وحاجات النفس ، وأنهم بعيدون عن الواقعية وعن كل ما حولهم من ظواهر أو أحداث أو أفراد حتى ولو كانوا أبويه او إخوته ، فهم دائمو الانطواء والعزلة ولا يتجاوبون مع أي مثير بيئي في المحيط الذي يعيشون فيه ، كما لو كانت حواسهم الخمس قد توقفت عن توصيل أي من المثيرات الخارجية إلى داخلهم التي أصبحت في حالة انغلاق تام ، وبحيث يصبح هناك استحالة لتكوين علاقة مع أي ممن حولهم كما يفعل غيرهم من الأطفال وحتى المتخلفون عقليا منهم ، كما وصفهم كانر أيضا بأنهم لم يرتقوا بصورة سويه في علاقاتهم بالآخرين ، حيث كانت قدرتهم اللغوية محدودة للغاية ولديهم رغبات قهرية في ممارسة نفس السلوك مرات عديدة.(عمر بن الخطاب ، 1997 ، 25) ، (عثمان لبيب فراج ، 1994 ، 3) وأنهم مستغرقون في ذواتهم ولديهم مشكلات حادة في المهارات الاجتماعية والسلوكية وفى الاتصال . ( Department of developmental services , 1999,) وعلى الرغم من أن هذا العالم قد قام برصد دقيق لخصائص هذه الفئة من الأطفال وتصنيفهم على أنهم فئة خاصة من حيث نوعية الإعاقة وأعراضها التي تميزها عن غيرها من الإعاقات فى عقد الأربعينيات ، إلا أن الاعتراف بها كفئة يطلق عليها مصطلح Autism أو التوحد أو الاجترار في اللغة العربية لم يتم إلا مؤخرا ، حيث كانت تشخص حالات هذه الفئة على أنها نوع من الفصام الطفولى Infantile schizophrenia وذلك وفق ما ورد فى الدليل التشخيصي الإحصائي للأمراض العقلية الطبعة الثانية (DSM.2) ، ولم يتم الاعتراف بخطأ هذا التصنيف إلا عام 1980 ، حينما نشرت الطبعة الثالثة المعدلة ( DSM.3R) ، والتي فرقت بوضوح بين الفصام وبين التوحد ، وأصبح الاتفاق مؤكدا على أن التوحد أحد اضطرابات نمو المخ مثل عسر القراءة ، والتخلف العقلي وإضطرابات الانتباه ، وهو لا يعد أحد أشكال التخلف العقلي ( Autism network international ,1997,) ، كما أنه ليس مرضاً معدياً . (Derendu,.S.,1998,) خصائص الأطفال المصابين بالتوحد:- 1- ينحني بظهره في الطفولة ليتجنب الاتصال بالآخرين . 2- غالبا ما يوصف بأنه سلبي أو متهيج. 3- صعوبات في الاتصال اللفظي وغير اللفظي مع بطء أو انعدام اللغة ، مع استعمال غير ملائم للكلمات. 4- صعوبات في الأنشطة الاجتماعية وفى أنشطة اللعب. 5- استهلاك كبير للوقت بمفرده بعيدا عن الآخرين . 6- أدنى اتصال بالعين مع الآخرين . 7- اضطراب حسي ، حيث يبدو أكثر حساسية للمس أو أقل حساسية للألم . 8- أنشطة شاذة للعب حيث ينقصه اللعب التخيلي وتقليد حركات الآخرين . 9- أنماط من السلوك الشاذ مثل حركات متكررة للجسم (مثل هز اليد أو التصفيق) والإصرار على تكرار العادات . 10- نوبات غضب وعدوان . 11- ارتفاع هرمون السيروتونين في الدم والسائل الشوكي . 12- اختلال وظيفي في جهاز المناعة . 13- الضعف في إدراك أفكار الآخرين ووجهة نظرهم . 14- إمكانية وجود مهارات أو قدرات عالية . 15- ضيق مجال الانتباه والتركيز . 16- شذوذ في شكل الدماغ أو المخ . 17- انخفاض قلق الاتصال لديه . 18- لا يستطيع أن يتحدث عندما يريد ذلك . 19- لا يستطيع أن يقوم بالمعالجة والتعامل الدقيق للأشياء باليد . ( السيد الخميسي ، 2002 ) (Autism society of America , 2000) (Goodgive, J.,2000, 4) دور العوامل الجينية في الإصابة بالتوحد : رغم العقود الستة الماضية منذ اكتشاف التوحد ، ورغم العديد من البحوث التي أُجريت منذ الخمسينيات - ولا زالت تجرى حتى الآن - والتي تشعبت لمجالات العلوم المختلفة ، لم تستطع كل هذه الجهود البحثية الكشف عن العامل أو العوامل الرئيسية المسببة للتوحد . حتى إن كل ما نستطيع قوله الآن فيما يتعلق بأسباب التوحد هو ضرب من محاولات واجتهادات من قِبل بعض الباحثين أو الجهات البحثية العاملة بالمجال . وما ينطبق على أسباب التوحد ينطبق بالطبع على الأسباب الجينية للتوحد ، إذ أن البحوث والدراسات التي أُجريت عن التوحد مازالت إلى الآن لما تتوصل إلى السبب المباشر المؤدي للتوحد ، وأن النتائج التي تمت لم تتعرف الجين المسبب للتوحد، وهل هو جين واحد أم عدة جينات ؟ وهل هذه الجينات توجد في كروموسوم واحد أم تتجمع في عدة كروموسومات ؟ كل هذه التساؤلات ما زالت البحوث لم تستطع الإجابة عليها حتى الآن ، وعلى الرغم من ذلك فقد استطاعت تلك الجهود التوصل لنتائج ذات أهمية بالغة،ويمكن تلخيص هذه النتائج على النحو التالي : o أنَّ للوراثة والجينات دوراً كعامل مسبب للتوحد ، ولكن لم يتم التعرف عن طبيعة هذا الدور ، هل هو مباشر نتيجة دور معين ؟ أم أنه نتيجة تأثير غير مباشر ؟ ( عثمان لبيب فراج ، 2003 ،2) (Rimland,B.,1999) ( Rimland,B.,1998) o يعتمد الباحثون في دراساتهم عن العوامل الجينية على دراسة التوائم والأسر التي تنتشر فيها الإصابة بالتوحد وعلى الفحوص والتحاليل الوراثية ،وقد أظهرت الدراسات التي أجريت على أسر الأطفال المصابين بالتوحد أن من 2 : 9 % من الأطفال المصابين بالتوحد لهم إخوة مصابون بالتوحد . وفى دراسة للتعرف على تأثير الجينات الوراثية في حدوث التوحد ، تم فحص مجموعة من التوائم ، بعضهم متشابه والآخر غير متشابه (متشابه أي الأخوين مصابان بالتوحد ، وغير متشابه (بمعنى وجود أخ واحد فقط مصاب بالتوحد) ، وتم تحديد ما إذا كانا متماثلين عن طريق تحليلات الدم . كما تم التشخيص دون أن يعرف القائم بتشخيص التوحد أن هؤلاء الأطفال إخوة أو أنهم متماثلان أو غير متماثلان ، وقد بلغت نسبة الاتفاق في حوالي 21 زوج من التوائم وكانت النسبة 36 % من العينة الكلية .(Sue,D.,et al,1997,474) . o هناك عدد محدود من حالات التوحد كان السبب فيها جين مفرد وهي حالات التصلب الدرني ، وحالات PKU التي لم تعالج ، وحالات كروموسوم X الهش ، وهي جميعاً حالات مسببة لكل من التخلف العقلي والتوحد . ( Katharine, E., 2004)
متلازمة داون : وكان يطلق عليها في الماضي ( المنغولية ) ، وسميت بهذا الإسم نسبة إلى لانجدون داون الذي لاحظ أن وجوه بعض المتخلفين عقلياً تمكننا من تقسيمهم إلى أربعة مجموعات عنصرية هي :المنغوليون ، والإثيوبيون ، والقوقازيون ، والهنود الأمريكيون ، وتحدث متلازمة داون نتيجة لوجود كروموسوم زائد لدى هؤلاء الأطفال . ( Mary , P.,1990 , 223) أنماط الشذوذ الكروموسومي في حالات متلازمة داون : يوجد ثلاثة أنماط رئيسة من الشذوذ الكروموسومي لحالات داون وهي : أن الغالبية العظمى من أطفال داون ( حوالي 95%) يكون بها كروموسوم إضافي في الزوج رقم (21) ، إذ يحملون 47 كروموسوم بدلاً من 46 في الطفل العادي ، وهو ما يعرف بالتكوين الثلاثي للأوتوسوم . أن النمط الثاني يسمى بالمتحول أو المنتقل Translocated ، حيث يكون الكروموسوم الزائد منتقل إلى كروموسوم آخر ، وعادة ما يكون الكروموسوم 14 ، 21 ،22 ، وتوجد هذه الحالات فيما بين 3 : 4% من أفراد متلازمة داون . ( فاروق صادق ،2000، 19-20) 3 ) أما النمط الثالث فيسمى النمط الفسيفسائي أو متعدد الخلايا أو الموزايك Mosic Down Syndrome ، وهو من الأنماط النادرة لحالات داون ، ويكون لدي الطفل المصاب في العادة نوعان من الخلايا، نوع يحمل 47 كروموسوم (الكروموسوم الزائد هو نسخة ثالثة من كروموسوم 21) والخلايا الأخرى تحمل 46 كروموسوم (أي خلايا طبيعية) . ويحدث ذلك بطرق مختلفة تسبب تعدد الخلايا في الشخص وهي : البويضة الملقحة بها ثلاث نسخ من كروموسوم21 ،و لكن أثناء الانقسامات التالية فقدت إحدى الخلايا النسخة الزائدة فأصبح عدد الكروموسومات فيها 46 كروموسوم ونتج من هذا الخلية عدة خلايا ،فأصبح الشخص في النهاية لدية نوعان من الخلايا نوع فيه عدد طبيعي والنوع الأخر فيه 47 كروموسوم . الطريقة الأخرى هي عكس الطريقة الأولى فالبويضة الملقحة كان فيها 46 كروموسوم ولكن بعد عدة انقسامات أصبحت إحدى الخلايا فيها 47 كروموسوم(بزيادة نسخة أخرى من كروموسوم 21).فالخلايا التي نشأت من خلية الأولى سوف يكون بها 46 كروموسوم ،بينما الخلايا الأخرى يصبح بها 47 كروموسوم . Jackson, C., 2001)) خصائص الأطفال المصابين بمتلازمة داون : o التخلف العقلي الشديد أو المتوسط وأحياناً البسيط . o غالباً مايوجد تأخر في النطق . o النمو الاجتماعي أسرع من النمو العقلي ، لذا غالباً ما يتصفون بالاجتماعية . o ضعف في نمو الجهاز الحركي مع ضعف عام بالعضلات . o العين بيضاوية مائلة لأعلى . o الميل للسمنة . o ميل العظام للين والأطراف للبرودة والزرقة . o غالباً ما يصاب بالفتق السُري . o اللسان به شقوق عميقة ويميل للخروج خارج الفم . o مؤخرة الرأس على خط واحد مع العنق لعدم وجود العظم القذالي . o الجلد أبيض جاف بعد فترة من الرضاعة . o الأصابع قصيرة ومنتشرة للخارج . o القامة قصيرة والبطن بارزة . o عدم أو ضعف في نمو الأعضاء التناسلية . o يموت 2% منهم قبل الولادة أو أثناءها، بينما يموت من 40 :53% منهم خلال السنة الأولى من حياتهم . o شيوع الإصابة بضعف الجهاز الدوري وأمراض الجهاز التنفسي . ( فاروق صادق ،2000، 18- 33) ( كمال إبراهيم مرسي، ، 1996 ،97) متلازمة كراي دو شاتCri du chat Syndrome تعد متلازمة كراي دو شات من الاضطرابات النادرة ، إذ يقدر عدد المصابين بها ما بين 1 : 25.000 إلي 1 : 50.000 لكل طفل مولود . كما وجد أن الأطفال الإناث أكثر إصابة من الأطفال الذكور ، وتقدر النسبة بين الإناث والذكور 3 : 2 لكل طفل مولود. وتعرف متلازمة كراي دو شات بعدة أسماء منها :متلازمة 5p السالب ، ومتلازمة , Le Jeune ، ومتلازمة بكاء القطة . الأسباب الجينية لمتلازمة كراي دو شات : تنتج متلازمة كراي دو شات من فقد أو إلغاء أو حذف لجزء هام من المواد الجينية من الذراع القصير لزوج واحد من الكروموسوم 5 ،وقد يحدث هذا الحذف بشكل تلقائي ، دون معرفة السبب الحقيقي لهذا الحذف . إن حوالي 80% من الأطفال المصابين بهذه المتلازمة تنتج إصابتهم بسبب حذف لأحد الكروموسومات رقم 5 ، وما بين 10 : 13 % تنتج لوجود خطأ في الكروموسوم 5 لدى أحد الوالدين ، كما أن مابين 7 : 10% تنتج من شذوذ نادر في الكروموسومات . أي أن متلازمة كراي دو شات تنتج من عمليات متعددة في الجينات داخل كروموسوم 5 ، من هذه العمليات ما يسمى بإبدال غير طبيعي للمكان : Unbalanced Translocation ، حيث يحدث الإبدال حينما تنفصل جزء من الكروموسوم وتلتصق بجزء آخر أو بكروموسوم آخر ، ويكون هذا الإبدال غير مؤثر أو لا يحدث اضطرابات عندما لا يتم فقد أو اكتساب مواد من أو إلى الجينات المنتقلة ، وعندما يحدث هذا الانتقال الطبيعي للأب من المحتمل أن يولد الطفل وهو مصاب بمتلازمة كراي دو شات ، وقد وجد ذلك لدى 10% من الحالات .ومن تلك العمليات أيضاً أن يأخذ الجين شكل الدائرة أو الحلقة Ring وهي من الحالات النادرة ، حيث يفقد الكروموسوم قطعة من كل نهاية من نهايات الجين ، وترتبط هذه النهايات لتكون حلقة . Cri Du Chat Support Group of Australia, 2001) )
خصائص الأطفال المصابين بمتلازمة كراي دو شات : تتأثر الخصائص بمكان الحذف وبشدته ، فكلما كان الحذف شديداً كلما كانت الأعراض أكثر حدة ، لذا فالأعراض التالية لا تتوفر في كل الأفراد المصابين بالمتلازمة وإنما في بعضهم فقط نظراً لاختلاف أماكن الحذف . ومن هذه الأعراض : o البكاء يشبه صوت القطة ويكون عالياً وحاداً وعلى وتيرة واحدة ، وقد يكون هذا الصوت ناتجاً من ضعف في بنية العضلات أو الأحبال الصوتية ، أو ضعف في الجهاز العصبي . o معظم الحالات لديها تخلف عقلي يتراوح من البسيط للشديد . o اضطراب في القدرة اللغوية يتراوح من البسيط للشديد ، وقد دلت الدراسات إلى أن اللغة الاستقبالية لدى هؤلاء الأطفال أفضل من اللغة التعبيرية لديهم ، ويعني ذلك أن قدرتهم على الفهم اللغوي أفضل من قدرتهم على الكلام ، حتى أن بعض الأطفال تنعدم لديهم اللغة تماماً ، لكنهم يستطيعون التواصل -مع الآخرين بطرق متعددة . o ضعف مدى الانتباه . o النشاط الزائد لدى بعض الحالات . o مشكلات سلوكية مثل : الحواز ، والعدوان والإيذاء المتكرر للذات . o الإصابة بتشوهات القلب لدى بعض الحالات . o غالبا ً ما يكون وزنهم قليل عند الميلاد ، ويعانون من مشكلات تتصل بالأكل والبلع. o صغر حجم الرأس واستدارة الوجه والأنف بارز ومنخفض. o الفم صغير والإصابة بالشفة الأرنبية ( المشقوقة ) في بعض الحالات . o حول بالعينين ، وتكون متباعدة عن بعضها والزاوية الخارجية لها منسحبة للخارج وإلى أسفل . o الأذنان في مستوى منخفض عن الطبيعي وبارزتان للخارج. o ارتفاع سقف الحلق أو وجود شق به . o الإصابة بضعف العضلات لدى بعض الحالات . o اضطرابات بالكلى لدى حالات قليلة . o مشكلات بالهيكل العظمي مثل الخلع الوركي وتشوهات بالقدمين . o اضطرابات بالأمعاء . o الإصابة بالإمساك من العام الأول أو الثاني ويستمر طوال العمر ، ومن الممكن التحسن إذا تم التدخل العلاجي . o الإصابة المتكررة بالتهابات الأذن خاصة في مرحلة الطفولة o -سيولة اللعاب لدى كثير من الحالات . ( Sweeney,B., &Klages,P.,2000) (Grady, D.,1998) متلازمة برادر ويلي : تم وصف هذا الاضطراب عام 1956 عن طريق ورقة عمل نشرها كل من برادر ويلي و لابهارت في المؤتمر الدولي الثامن لطب الأطفال في كوبنهاجن .وتعد متلازمة برادر ويلي من الاضطرابات الجينية النادرة إذ يقدر حدوثها بحوالي 1 لكل 12.000 : 15.000 ألف طفل مولود ، وفيها تتساوى نسبة الإصابة بين كل من الذكور والإناث . وتنتج متلازمة برادر ويلي في معظم حالاتها من غياب أو حذف لجين من الذراع الطويل لكروموسوم 15 القادم من الأب ، وفي بعض الأحيان تنتج من حصول الطفل المصاب على نسختين من الكروموسوم 15 من الأم . ( Edelson,S.,1999) الخصائص الأطفال المصابين بمتلازمة برادرويلي : o نقص الحركة وهو جنين . o ضعف العضلات منذ الطفولة ويزيد مع العمر . o خمول في مرحلة الطفولة مع بكاء ضعيف. o مشكلات في الأكل ، مثل الارتباط الزائد بطعام معين والأكل الزائد. o نقص وعدم زيادة في الوزن في مرحلة الطفولة. o زيادة أو سرعة في الوزن في سن مابين سنة : ست سنوات مع سمنة مفرطة في غياب التدخل العلاجي . o تخلف عقلي بسيط أو صعوبات تعلم . o مشكلات جنسية : مثل ضعف الغدد التناسلية وعدم اكتمالها ، تأخر ظهور الأعضاء التناسلية وعلامات البلوغ وتشمل : تأخر نزول الخصيتين وصغر حجم القضيب لدى الذكور ، تأخر نزول الطمث لبعد سن 16أو عدم نزوله لدى الإناث . o ملامح مميزة للوجه : مثل ، استطالة الجمجمة مع وجه ضيق وعينين ضيقتين وبيضاويتين . ( Spears,S.,2000) متلازمة أنجلمان : تعرف متلازمة أنجلمان في بعض الأحيان بمتلازمة الدمية السعيدة Happy Puppet Syndrome نظراً لأن مشية المصابين بها تشبه حركات الدمية التي يتم تشغيلها بالخيوط ،وأنهم يظهرون في أغلب الأوقات ضاحكين ومبتسمين . ( وفاء الشامي ،2004،113) وتعد متلازمة أنجلمان من الاضطرابات الجينية النادرة ، حيث يقدر نسبة حدوثها مابين 1: 15.000 إلى 1 : 30.000 ولادة حية ، وينتشر هذا الاضطراب بشكل متساوٍ بين الذكور و الإناث ، إلا أنه يكثر انتشارها لدى الجنس القوقازي . وقد أُكتشفت هذه المتلازمة سنة 1965 على يد الطبيب الإنجليزي هاري أنجلمان . وعن أسباب متلازمة أنجلمان تحدث نتيجة: 1) حذف أو فقد لأجزاء من الكروموسوم 15 القادم من الأم ، وكان ذلك لدى 70 : 75% من الحالات . 2) تنظيم غير طبيعي في الكروموسومات ، وكان ذلك في 2% من الحالات . 3) طفرة في الجينUBE3A الواقع في الكروموسوم 15 ،ووجد ذلك في 3 : 5% من الحالات . 4)أسباب غير معروفة في 19% من الحالات . خصائص الأطفال المصابين بمتلازمة أنجلمان : o تأخر حاد في النمو . o غياب اللغة أو أقل استعمال للكلمات . o اضطراب في الحركة أو التوازن مع حركات غير متناسقة وأطراف مرتجفة . o عادات سلوكية:مثل: ضحك متكرر،سهولة الاستثارة،رفرفة اليد، مدى انتباه قصير. o صغر حجم الدماغ في سن الثانية . o ظهور نوبات صرع فيما بين سن 8 : 24 . o شذوذ في رسام المخ الكهربي . o وجود حول في العين . o اضطرابات في حركة اللسان وفي المص وفي البلع . o نقص في أنسجة الجلد والعين . o إفراط حركي ناتج عن أفعال منعكسة للأوتار . o بروز الفك . o بروز اللسان مع سيلان اللعاب المتكرر. o شدة الولع بالماء . o تفلطح الدماغ من الخلف . o رفع الذراعين عند المشي . o اضطرابات في النوم . ( Lariccia,J., & Whyte,M.,2000) متلازمة ويليام : لاحظ وليام (وهو اختصاصي بأمراض القلب من نيوزيلندا) عام 1961 أن فئة صـغيرة من مرضاه الأطفال كانوا يتشابهون في عدة خصائص. فإضافة إلى إصابتهم بعيوب خِلقية في القلب كانت لهم ملامح وأشباه مميزة( مثل ارتفاع طرف الأنف إلى أعلى و صغر في الذقن) ولديهم ضعف في المهارات العقلية.وكان ضيق المنطقة التي فوق الصمام الأورطي مباشرة أكثر المشكلات القلبية شيوعا بينهم . ومنذ ذلك الوقت، لاحظ الأطباء أعراضاً أخرى في وقت مبكر من العمر. ففي السنة الأولى من العمر، قد يجد هؤلاء الأطفال صعوبة في الرضاعة وقد يعانون من "مغص في المعدة" والإمساك. كما يتصف الكثير منهم بشدة الحساسية للضوضاء والأصوات العالية. وبعضهم لدية فتق في أسفل البطن .ويرتفع عند العديد منهم ارتفاع في مستوى الكالسيوم في الدم. وعند البلوغ قد تخشن أصواتهم ويبدون متأخرين في نموهم الجسمي وقصر بعض الشيء في طول القامة . يصحب ذلك تأخر في الجلوس والمشي فهم يبدؤون المشي في المتوسط في سن 21 شهرا ، وغالبا ما تكون حركات أيديهم الدقيقة ضعيفة بعض الشيء. وعند مقارنتهم بنظائرهم، ويبدو أنهم يشيخون في وقت مبكر (فيشيب شعرهم وتتجعد بشرتهم على سبيل المثال في وقت مبكر نسبيا).وتحدث متلازمة ويليام بمعدل حالة واحدة لكل 20.000 : 50.000 ولادة حية على امتداد العالم.
الأسباب الجينية لمتلازمة ويليام : في عام 1993 اكتشف الأطباء أن سبب متلازمة ويليام هو فقدان قطعة صغيرة جدا من إحدى نسختي الكروموسوم (الصبغة) رقم سبعة. ويتوقع أن هذه القطعة المفقودة تحتوي على حوالي 15 جين(جين) أو أكثر. من هذه الجينات جين يدعى إيلاستين Elastin وينتج هذا الجين بروتين يسمى بنفس الاسم ويدخل في تكوين الأنسجة الضامة التي تدعم جدران العديد من الأوعية الدموية والأربطة والجلد(وهذا يفسر ضيق الشريان الأورطي و مرونة المفاصل والفتق وتجعد البشرة في وقت مبكر في هؤلاء الأطفال). ومن الواضح اليوم أن الطفرة في جين ايلاستين تحدث في نحو 95%من مرضى متلازمة ويليام . ومن الجينات الموجودة على الكروموسوم السابع كروموسوم يدعى " ليم"LIM- والذي ينشط في الدماغ، وهذا يشير إلى إمكانية تأثيره في نمو الدماغ وقيامه بوظائفه. ولكن الوظائف الدقيقة التي تقوم بها بروتين هذا الجين غير معروفة،وقد يمكن الكشف عنها في السنوات القليلة القادمة. و قد يؤثر في القدرة على إدراك العلاقات المكانية. وقد يساعد هذا الدور الوظيفي لجين "ليم" على تفسير سبب صعوبة رسم أشياء شائعة بسيطة من الذاكرة بشكل مضبوط لدى أطفال متلازمة ويليام . وهناك جين آخر في نفس المنطقة من كروموسوم 7و ويسمىRFC2.وينتج هذا الجين نوع من البروتين له علاقة بنسخ الـ DNA ،ولكن إسهامه في متلازمة ويليام لم يثبت حتى الآن. ( Noll, P., & Mclaren,B.,2001)
خصائص الأطفال المصابين بمتلازمةويليام : إضافة للخصائص السابقة هناك بعض السمات يمكن تحديدها فيما يلي : o التخلف العقلي في 75% من الحالات . o أوزان أطفال متلازمة ويليام عند الولادة اقل بقليل من المتوسط الطبيعي.كما قد ينمون بشكل بطيء في السنوات الأولى من العمر.وعند البلوغ تكون أطوالهم اقل بقليل عن مستوى أقرانهم.وتشيع في السنوات الأولى من العمر مشاكل التغذية والرضاعة. o اكثر من 75% من أطفال متلازمة ويليام لديهم عيب خِلْقِي في القلب أو الأوعية الدموية المحيطة به. ويعتبر ضيق الشريان الأورطى ( في المنطقة التي تلي الصمام الأورطي) وضّيق الشّرايين الرّئويّة من أكثر هذه العيوب انتشارا بينهم. o ضحك دون سبب معروف . o الانسحاب . o مشكلات شبيهة بالتوحد مثل الروتين وصعوبة في المهارات الحركية وشدة الحساسية للضوضاء والأصوات العالية ، أو لأصوات معينة . o يصحب ذلك تأخر في الجلوس والمشي فهم يبدؤون المشي في المتوسط في سن 21 شهرا ، وغالبا ما تكون حركات أيديهم الدقيقة ضعيفة بعض الشيء. o يكثر في السنة الأولى من العمر ارتفاع مستوى الكالسيوم في الدم مما يسبب بكاء الطفل بشدة بشكل يشبه المغص. ويُذكر أن أسباب هذا الارتفاع غير معروف لدى الأطباء .. o موهبة موسيقية فذة. فيصغون إلى الموسيقى ويغنون ويعزفون على الآلات بشكل مدهش.وبعضهم لدية قدرة تامة أو شبه تامة على تعيين طبقة الصوت pitch وإحساس فائق بالإيقاع . وقد يحفظ بعضهم موسيقى معقدة لسنوات عديدة ويتذكرون ألحانا وأغاني شعبية طويلة.ويستطيع بعضهم الإنشاد بألحان متناغمة، ويرتجلون ويلحنون القصائد الغنائية بسهولة. o صعوبة في استخدام قواعد النحو مثل تصريف الأفعال وتعيين صيغة الجنس من تأنيث وتذكير وكذلك صيغة الجمع. o انخفاض في هرمون الغدة الدرقية. o الأسنان في العادة اصغر من الطبيعي وتكون الفراغات بين الأسنان كبيرة. وقد يكون هناك عدم تطابق للأسنان بشكل صحيح . ( Edelson , S., 2000 )
نماذج لبعض الاضطرابات النمائية الناتجة عن الاضطراب الجيني ثانياً --- الاضطرابات الناتجة عن شذوذ في كروموسومات الجنس : اضطراب كروموسوم اكس الهش : Fragile X يوجد الجين المسبب لمتلازمة كروموسوم اكس الهش على الذراع الطويلة لكروموسوم اكس .وقد اكتشف هذا الجين في عام 1991و أطلق عليه اسم ( FMR1) . وبعد اكتشاف الجين اتضح أن الجين عند المصابين بالمرض به طفرة وراثية تمنعه من العمل بشكل طبيعي فلا ينتج المادة التي كان من المفروض أن ينتجها وهي نوع من البروتين.بينما الحاملون للمرض يكون لديهم طفرة في الجين ولكن لا يوجد نقص مؤثر في إنتاج هذه المادة البروتينية. يطلق الأطباء كلمة طفرة كاملة( Full Mutation ) على المصابين بالمرض وطفرة جزئية (Permutation)على الحاملين . تعتبر متلازمة كروموسوم اكس الهش مرضاً وراثياً.وبما أن الجين FMR1موجود على كروموسوم اكس فإن الرجل المصاب أو الحامل للمرض يعطي الجين المصاب بطفرة جزئية أو كاملة إلى بناته ولا ينتقل إلى أولاده الذكور أبدًا..بينما الأم الحاملة أو المصابة بالمرض تنقل الجين المصاب بطفرة جزئية (وهذا هو الغالب) أو طفرة كاملة إلى بناتها و أولادها.و في العادة تكون الأم هي التي تنقل المرض إلى أولادها وبناتها لأنه في كثير من الأحيان تكون الأم غير مصابة بالمرض بل حاملة له فقط(لديها طفرة جزئية).وقد لا يظهر المرض في كل الأجيال خاصة إذا كان النساء في هذه العائلة حاملات للمرض فقط ولم يولد لهن أبناء ذكور مصابون. ويقع داخل الجين المسبب لمتلازمة كروموسوم اكس (FMR1 ) قطعة قابله للتمدد و لانكماش. وهي عبارة عن سلسلة ثلاثية من القواعد النووية مصفوفة جنب بعضها البعض وبشكل متكرر.وتتراوح عدد هذه السلسلة الثلاثية بين شخص و أخر و لكنها لا تتعدى أكثر من 52 قطعة ثلاثية.ولكن بعض الأشخاص يكون العدد أكثر من ذلك.و يسمى الشخص الذي لديه جين عليه أكثر من 52 قطعة ثلاثية ولكنها اقل من 200 انه حامل لطفرة جزئية وفي العادة لا يكون لدية أي عرض من أعراض المرض.والشخص الذي لدية جين عليه أكثر من200 قطعة ثلاثية فان لدية طفرة كاملة وقد تختلف الأعراض بين الذكور والإناث. وبما أن الجينات تنتقل من الآباء إلى الأبناء فإن الجين FMR1 أيضاً ينتقل من جيل إلى أخر.ولكن المهم في الأمر أن الشخص الحامل لطفرة جزئية(كان رجلا أو امرأة) أي لديه أكثر من 52 و أقل من 200 قطعة ثلاثية عندما يعطيها لأحد أبنائه أو بناته ، فإن القطعة الثلاثية قد تمتد فتتعدى الحد الطبيعي وبذلك يصاب الطفل الذي يحصل على هذه القطعة الممتدة بمتلازمة كروموسوم أكس الهش.يزيد احتمال التمدد في الجين المصاب بطفرة جزئية إذا انتقلت من الأم أكثر منها عندما تنتقل من الأب .
الأعراض الشائعة : أعراض متلازمة كروموسوم اكس الهش متفاوتة وفي العادة تشمل ما يلي: o إعاقات عقلية تتراوح بين صعوبات تعلم إلى تأخر عقليّ o قصور في الانتباه و نشاط مفرط o قلق و مزاج متقلبّ o سلوكيات مشابهة للمصابين بمرض التوحد o استطالة الوجه, آذان كبيرة , تسطّح باطن القدم , o ليونة في المفاصل, بخاصّة مفاصل الأصابع. o نوبات من الصرع تصيب نحو 25% من الأفراد المصابين . o إصابة الأولاد أكثر شدّة منها في البنات . فبينما يصاب معظم الأولاد بتأخر العقليّ , فان ثلث إلى نصف عدد البنات يصبن بتأخر عقلي ملحوظ , والباقي من البنات يكن طبيعيات من الناحية العقلية او يكون لديهن فقط صعوبات في التعلم.بينما يعاني كلا الجنسين من اضطرابات سلوكية وعاطفية
متلازمة ريت : متلازمة ريت هى إحدى اضطرابات النمو الشاملة ، والتي تعتبر من أشد إعاقات تلك المجموعة ، من حيث تأثيرها على مخ الفرد المصاب وفقدانه القدرة على الاحتفاظ بما اكتسبه من خبرات ، وما تعلمه من مهارات ( كالمشي والكلام .... الخ) ، وكثيرا ما يصاحبها درجة من درجات التخلف العقلي . بالإضافة إلى ما تسببه له من إعاقات حركية أو إعاقة تواصل ونوبات صرعية تزيد من إعاقته عنفا ومن الجهود اللازمة لرعايته وتأهيله تعقيدا، وهى إعاقة تصيب البنات وتبدأ أعراضها فى الظهور بعد الشهور الستة أو الثانية عشر الأولى من عمرها ، ويعتقد العديد من الباحثين أنها ذات أساس وراثي له علاقة بالكروموسوم X ، وتحدث بمعدل حالة واحدة من كل 10000 ولادة حية ، ولو أن المعتقد أنها أكثر من ذلك انتشارا لأن كثيراً من حالاتها تشخص خطأ على أنها حالات توحد أو شلل دماغي . ومع التقدم العلمي وزيادة المعلومات المتوافرة عن هذه الإعاقة خلال عقد التسعينيات بدأت تقل أخطاء تشخيصها وتبين أنها أكثر انتشارا ، ولو أنه نظرا لحداثة المعرفة العلمية بها لا توجد حتى الآن إحصاءات أكثر دقة عن مدى انتشارها . أعراض متلازمة الريت فيما يلي عدد من الأعراض التي سجلها واتفق عليها معظم الأطباء والأطباء النفسيين وأسر الأطفال المصابين بهذه الإعاقة وتشمل :- 1- بعد مرحلة نمو طبيعي جسميا ووظيفيا لمدة 6 - 12 شهر أو أكثر بعد الميلاد ، يبدأ توقف وتدهور ملحوظ في النمو مع قصور في المهارات التي كانت الفتاة قد اكتسبتها خلالها ، ويبدأ ظهور تلك الأعراض في الرأس بشكل واضح فيصبح غير مناسب مع عمر الفتاة مما يترتب عليه نقصان حجم المخ لأكثر من 30% من حجمه الطبيعي في تلك السن . 2- زيادة سرعة التدهور مع حركات غير هادفة لاإرادية وأوضاع غير طبيعية لليدين وحدوث طرق وتصفيق غير إرادي بالأيدي عند سن 24-30 شهر، وترنح وخلع حركي ملحوظ في المشي والحركات الإرادية ونوبات بكاء وصراخ مفاجئة أو ضحك دون سبب يذكر . 3- طحن شديد مسموع فى الأسنان والضروس يزداد أثناء النوم مع عدم ظهور أى شعور بالألم نتيجة لذلك . 4- تتميز الفتاة بقصر الطول وصغر حجم الجسم بالنسبة لعمرها الزمنى ، وذلك بسبب قصور أو توقف النمو الجسمي . 5- اضطرابات واختلال التآزر الحركي ، وخاصة في الأرجل والنصف الأسفل للجسم ، وفى استعمال الأذرع وأصابع اليد مع ضعف عام أو قصور في كثافة عضلات الجسم كما لو كانت الفتاة مصابة بشلل بطئ ينتهى بالحاجة إلى كرسي متحرك ، وفى بعض الحالات لا تتعلم الفتاه المشي أصلا . 6- حركات لا إرادية أو انتفاضية قسرية تظهر فجأة دون توقع لأجزاء مختلفة من الجسم وخاصة في البطن والشفتين وأحيانا بالأطراف . 7- تذبذب سريع ملحوظ في مقلة العين وفى بعض الأحيان تصلب في عضلات الرقبة مما يجعل الرأس واتجاه النظر إلى أعلى . 8- اضطراب وتهتهة في الكلام وعدم القدرة على تكوين جمل سليمة ذات معنى . 9- تعانى معظم حالات الريت من صعوبة في المضغ والبلع والتنفس مع اضطراب وظيفي في التنفس يتمثل في التذبذب بين تنفس سريع ، ثم يليه نقص شديد في سرعة التنفس ولكنه غالبا ينتظم أثناء النوم . 10- إن أشد الأعراض تأثيراً على إعاقة الفتاة المصابة بالريت ، هو عدم قدرة الفتاه على الحركة نتيجة القصور الذي يبدوا أنه يصيب معظم أو كل عضلات أعضاء الحركة ، أو ما يعرف باسم الأبراكسيا Apraxia ، حيث ترغب الفتاة في التحرك أو أداء أي نشاط حركي وتحاول ذلك فعلا ولكنها تعجز عن أدائها أو تحقيق أهدافها ، فجميع حالات الريت تحتاج إلى مساعدة في أداء كافة الأنشطة الحركية التي تتطلبها الحياة اليومية العادية ، بما في ذلك تناول الطعام وارتداء أو خلع للملابس أو قضاء الحاجة في الحمام أو النظافة وغسل الأيدي أو الاستحمام . - وقد وجد أن 25% من حالات الريت لا يكتسبون مهارات المشي أصلا وأن نصف ممن يتعلمون المشي مبكرا في حياتهم يعانون من فقدان تلك القدرة لاحقا ، وأن نسبة عالية للغاية منهم تصاب بانحناء في العمود الفقري قد تصل إلى 45 درجة وتحتاج علاجا جراحيا لإعادته إلى الوضع الطبيعي المعتدل . 11- استمرار التدهور في القدرات والوظائف الذهنية قد يزداد فى بعض الحالات إلى ما يشبه الخبل العقلي أو الجنون التفسخي ، وتتدهور العمليات العقلية والحُكم السليم والانفعالات كتلك التي تحدث في الشيخوخة مع فقدان الذاكرة كلياً أو جزئياً . 12- نوبات صرع تخشبي متكررة تصيب ما بين70:50 % من حالات الريت تظهر بوضوح فى رسم المخ ( EEG ) مع صداع ونوبات إغماء أو حالات اكتئاب وزيادة في إفرازات الفم مع حدوث هلوسة . 13- يعتقد معظم الباحثين فى طبيعة وتشخيص تلك الإعاقة أن هذا التدهور الشامل يصيب الذكاء أيضا ، ولو أن تلك المعلومة لم تأكدها أو تنفيها البحوث العلمية بسبب أن حالة التدهور التي تحدث على كافة محاور النمو والمهارات الحركية واللغوية والانفعالية التي تصيب الفتاة تجعل من المتعذر - أو ربما من المستحيل - القيام بعمليات قياس الذكاء . وكل ما هو معروف أو ثابت نتيجة الدراسات المسحية لعشرات أو مئات حالتها في المراحل الأولى للإصابة ، أنها تصيب فتيات على درجات عالية أو متوسطة أو منخفضة من الذكاء على السواء . الأسباب الجينية لمتلازمة ريت : تأتي متلازمة ريت نتيجة طفرة في الجين MeCp-2 الواقع على الذراع الأطول للكروموسوم X ، وجدير بالذكر أن مكتشف دور هذا الجين في إحداث المتلازمة هي الباحثة اللبنانية د. هدى الزغبي الأستاذة بكلية الطب بجامعة بايلور ،وكان هذا الجين معروفاً من قبل وقام بوصفه العالم لويس عام 1992 ، لكنه لم تكن يعلم أنه الجين المسبب لاضطراب ريت حيث نجحت د.هدى الزغبي في إثبات دوره كعامل مسبب لهذه الإعاقة . وهذا الجين يكون تأثيره محدوداً للغاية على الجينات الأخرى من مخ الجنين في المراحل المبكرة من الحمل ، وتتزايد قدرته تدريجياً مع تقدم الحمل حتى تصل إلى أقصاها في منطقة قرن آمون Hippocampus في مرحلة تكامل النمو الفارقي للمخ ، بمعنى تأكيد أهمية هذا الجين في تحرير الجينات المسؤلة عن النمو في الجنين من عقالها إن العطب الذي يصيب هذا الجين نتيجة الطفرة الوراثية يعيق قيامه بوظائفه الأساسية عن كبت أو تحرير جينات النمو الأخرى ، لتقوم بوظائفها من دفع واستمرارية دفعها لعوامل النمو المختلفة ، ومن هنا يتوقف نمو الطفل المصاب في محاوره المختلفة كافة من نمو حركي ولغوي ومعرفي واجتماعي يظهر في صورة الأعراض السابقة . إن خللاً أو اضطراباً في توقيت عمل الجينات من حيث كبتها أو تحرير نشاطها لتأدية وظائفها ( في النمو مثلاً ) في الوقت المناسب وحتى مع تأدية وظائفها بعد فوات الوقت المناسب ( الذي هو أصلاً مبرمج في الطفل السليم مسبقاً في الحمض النووي DNA) فإن اختلال واختلاف التوقيت الصحيح يؤديان الى اضطراب في النمو على المحاور المختلفة ، لذا تحدث الإعاقة . وحتى الآن لا يعرف العلماء بدقة كافية الجينات التي تتحكم في النمو ، والأهم إن العلماء لا يعرفون التوقيت الدقيق لانفتاح أو انغلاق تلك الجينات ، وبالتالي لا يستطيعون التحكم فيها ، وفي كبت أو تحرير نشاطها ، ولكن الغالب أن ذلك يحدث في المراحل المبكرة من عمر الطفل . ( عثمان لبيب فراج ، 2002 ،145-147) ومن العجيب أن نسبة 1% من حالات الريت تكون نتيجة مباشرة للوراثة من الأب أو الأم الذي يكون مصاباً أو مصابة بريت أو حاملا للجين المعطوب MeCp-2 ، وأن نسبة 99% من الحالات كان كل من الأب والأم خاليين من الإصابة وليسا حاملين لهذا الجين . وتم تفسير ذلك في ضوء أنه أحياناً ما تحدث الطفرة أثناء تكوين بويضة واحدة من بويضات الأم أو حيوان منوي من الأب ، بينما بقية البويضات أو الحيوانات المنوية سليمة ، وبذلك تكون جميع خلايا جسم الأم والأب سليمة من تلك الطفرات ، وإذا ما تم التلقيح قبل الحمل بواسطة إحدى البويضات أو الحيوانات المنوية المصابة بالطفرة في الجين MeCp-2 ففي هذه الحالة فقط تصاب الفتاة التي تكون قد تخلقت نتيجة هذا التلقيح بالبويضة أو الحيوان المنوي المصاب . ( المرجع السابق ، ص 153 )
متلازمة تيرنر Turner Syndrom عرفها الطبيب هنري تيرنر الأستاذ بجامعة أكلاهوما على سبعة من مرضاه ووصف خصائصها وذلك عام 1930 ، ولكن لم يتم التأكد منها إلا عام 1959 ، عندما أتاحت التقنية التعرف عليها وأمكن فحص الكروموسومات والجينات بدقة . تعد متلازمة تيرنر من الاضطرابات الكروموسومية النادرة التي تصيب الإناث ، حيث تحدث متلازمة تيرنر بمعدل 1 : 5000 أنثى مولودة ، وليس له علاقة بسن الأم عند الحمل ، ولا بالعوامل البيئية. ( محمد السيد حلاوة ،1998، 195) ومن المعلوم في الحالات الطبيعية أن الإناث لديهم زوج من الكروموسومات الجنسية ( X ) ، أما في متلازمة تيرنر يحدث حذف أو عدم اكتمال لأحد هذين الكرموسومات وتحمل الأنثى كروموسوم X واحد فقط ، وقد دلت الدراسات أنه في بعض الحالات قد تحمل الأنثى كروموسوم X بجانب بعض مواد من كروموسوم Y ، وفي حالات أخرى قد تحمل الأنثى زوج من الكروموسومات X ولكن أحدهما به عطب ولا يعمل ، إضافة لذلك فإنه في بعض الحالات قد تحمل الأنثى العدد الطبيعي من الكروموسومات بما في ذلك زوج من الكروموسوم X ولكن في بعض الخلايا ، بينما تحمل كروموسوم X فقط في الخلايا الأخرى ، ويحدث غياب كروموزوم الجنس نتيجة فشل انفصال كروموسومي الجنس أثناء الانقسام. خصائص الأنثى المصابة بمتلازمة تيرنر : o قصر القامة ، والرقبة قصيرة وعريضة من الخلف . o غياب للنمو الجنسية في سن البلوغ حيث لا وجود للدورة الشهرية، والأعضاء التناسلية غير ناضجة. o حول وأحياناً نقص في قوة الإبصار . o أذن منخفضة وكبيرة ومرتفعة للخارج . o سقف الحلق ضيق . o حدوث صمم في عدد ملاحظ من الحالات نتيجة إصابة العصب السمعي . o لقد أظهرت الدراسات انخفاض نسبة الذكاء ولكن لا يصل بالحالة إلى التخلف العقلي، وإن كان هناك معاناة من صعوبات التعلم . o انتشار العيوب في الأوعية الدموية للقلب وكذلك في الجهاز البولي والكلى لدى معظم الحالات . o الأصابع للداخل والأظافر قليلة النمو .
متلازمة كلاينفلتر Klinefelter Syndrome وهذه المتلازمة تنشأ عن زيادة كروموزوم الجنس (x) بحيث يكون كروموزوم 23 ثلاثيا (xxy) بدلا من أن يكون زوجيا (xx) أو (xy)، ويحدث هذا الخطأ نتيجة فشل انفصال كروموزومي الجنس أثناء الانقسام عند الرجل أو المرأة. وتصيب هذه المتلازمة الذكور فقط بنسبة 1 : 8000 أي ولادة واحدة مصابة في كل 8000 ولادة عادية . وتزداد هذه النسبة في ولادات الأمهات بعد سن الأربعين، ومن أعراضه الإكلينيكية: تأخر الطفل في المشي والتسنين والكلام، وتوقف نموه العقلي وطول ساقيه، وصغر حجم أعضائه التناسلية، وتأخر ظهور الأعراض الجنسية الذكرية الثانوية، ويكون الطفل في العادة عنيدا كثير العدوان.( كمال ابراهيم مرسي ،1996، 110) . خصائص الطفل المصاب بمتلازمة كلاينفلتر : o ضعف في النمو الجنسي وفي صغر حجم الخصيتين وفي الحيوانات المنوية . o كبر حجم الثديين وزيادة إفراز الهرمون المنشط لحويصلات البويضات . o صعوبات في المهارات الحركية ، وتظهر في صعوبة اشتراكهم مع أقرانهم أو والديهم في أنشطة اللعب والأنشطة الجماعية o اضطراب في المهارات اللغوية . o سرعة الإحساس بالتعب والرغبة المستمرة في النوم . o مستوى عادي من الذكاء ، أو ينخفض قليلاً لدى بعض الأطفال. o أحياناً يحدث ضعف في التوافق العضلي . (Klinefelter's Syndrome, 2001 Association of) المراجع : أولاً--------- المراجع العربية 1- السيد الخميسي(2002) نقص نموذج الاتصال وعلاقته ببعض المتغيرات النفسية والمعرفية لدى الأطفال ذوي الإعاقات المختلفة ، رسالة دكتوراة ( غير منشورة ) ، كلية الآداب جامعة المنصورة ، جمهورية مصر العربية . 2-عبد العزيز السيد الشخص ، زيدان أحمد السرطاوي ( 1999) : تربية الأطفال والمراهقين المضطربين سلوكياً " النظرية والتطبيق " ،ج 1 ، دار الكتاب الجامعي ، الإمارات العربية المتحدة . 3- عبد المجيد عبد الرحيم ، لطفي بركات (1979) : تربية الطفل المعوق ، مكتبة النهضة المصرية ، القاهرة . 4-عثمــان لبيب فراج(2003) : العوامل المسببة لإعاقة التوحد ،النشرة الدورية لاتحاد هيئات رعاية الفئات الخاصة والمعوقين ، العدد 73 ، القاهرة . 5- عثمان لبيب فراج ( 2002): الإعاقات الذهنية في مرحلة الطفولة ، المجلس العربي للطفولة والتنمية . القاهرة. 6- عثمـان لبيـب فراج(2000): من إعاقات النمو الشاملة : متلازمة ريت ، النشرة الدورية لاتحاد هيئات رعاية الفئات الخاصة والمعوقين ، العدد 62 ، القاهرة. 7- عثمــان لبيب فراج(1994) : إعاقة التوحد أو الاجترار : خواصها تشخيصها ،النشرة الدورية لاتحاد هيئات رعاية الفئات الخاصة والمعوقين ، العدد 40 ،القاهرة . 8- عمر بن الخطاب خليل (1997): خصائص أداء الأطفال المصابين بالتوحدية على استخبار أيزنك لشخصية الأطفال ، النشرة الدورية لاتحاد هيئات رعاية الفئات الخاصة والمعوقين ، العدد 49 ، القاهرة. 9- فاروق صادق (2000) : التوازن بين المدخل الطبي والمدخل التربوي في رعاية أطفال متلازمة داون ، ندوة الإعاقات النمائية : قضاياها ومشكلاتها العملية ، جامعة الخليج العربي ، البحرين . 10-كمال إبراهيم مرسي(1996): مرجع في علم التخلف العقلي، دار النشر للجامعات المصرية، القاهرة. 11- كمال إبراهيم مرسي ( د.ت ) : الطفل غير العادي من الناحية الذهنية ، مكتبة النهضة المصرية ، القاهرة . 12- محمد السيد حلاوة(1998): التخلف العقلي في محيط الأسرة، منشورات جامعة الإسكندرية، جمهورية مصر العربية. 13- محمد عبد الرازق هويدي ( 1997 ) : ندوة استراتيجيات وبرامج التدخل العلاجي للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة ، البحرين . 14- وفاء الشامي (2004): خفايا التوحد، مركز جدة للتوحد، المملكة العربية السعودية. 15- يوسف القريوتي وآخرون ( 2001) : المدخل إلى التربية الخاصة ، دار القلم . الإمارات العربية المتحدة . ثانيا---------- المراجع الأجنبية 16- Association of Klinefelter's Syndrome, )2001) : information about Klinefelter's Syndrome , Denmark . 17- Autism Network international : Autism ? what is it ....? 1997, U S A. 18- Autism Society of America : About Treatment of Autism, 2000 19-Autism society of America( 1997): Pervasive developmental Disorder, U S A . 20- Cri Du Chat Support Group of Australia,(2001):What is Cri du Chat Syndrome ? , Australia . 21- Department of Developmental services : changes in the population of persons with Autism and pervasive Developmental Disorders in California's Developmental services: through 1998 : 1999, U S A. 22- Derendu ,S.,: Parents Questions , Pacific Northwest children's services, 1998, U S A . 23-Edelson , S., ( 2000) : William s Syndrome , Center For Study of Autism, U S A. 24-Edelson,S., (1999) : Prader-willi Syndrome, Center For Study of Autism , U S A. 25-Genetic Information and Patient Services (2002): Types of Genetic Disorders, U S A . 26-Genetic Science Learning Center , (2003) : Chromosome Abnormalities, The University of Utah , U S A . 27- Goodgive ,j.,: Autism , The Resource foundation of children with challenges , 2000, U S A 28-Grady, D.,(1998): Low Resolution Physical Mapping of Human Chromosome 5: Cloning the Cri du Chat, Critical Regions Human Genome Program Contractor-Grantee Workshop IV, New Mexico . 29-Institute of Human Genetics (2004) : What are Genetic Disorders? U S A . 30-Jackson, C.,( 2001) : Down Syndrome , Dept of Human Genetics Virginia Commonwealth University , U S A . 31- Katharine, E., ( 2004) : Exploring Autism: The Search for a Genetic Etiology , The Child Advocate Autism and Genetics Page, U S A . 32-Lariccia, J., & Whyte, M., (2000) : Angelman Syndrome , The Resource For Children With Challenges , U S A . 33-National Dissemination Center for Children with Disabilities (2003): Pervasive Developmental Disorders , U S A . 34-Noll, P., & Mclaren,B.,(2001) : William s Syndrome, The Resource For Children With Challenges , U S A . 35- Rimland , B. , (1999): Genetics, Autism and Priorities , Autism Research Institute , U S A. 36- Rimland , B. , (1998): The Use of Secretin in Autism : some Preliminary Answers, Autism Research Institute , U S A. 37- Spears,S.,(2000) : Prader-Willi Syndrome , The Resource For Children With Challenges , U S A . 38- Sue,D., et al, ( 1997) : Understanding Abnormal Behavior, fifth edition , Hugh Co ,U S A. 39-Sweeney,B., & Klages ,P.,(2000) : Cri Du Chat Syndrome , The Resource For Children With Challenges , U S A . 40-Virginia, P., &Carol ,C.,(2000) : Chromosomal Abnormality, University of South Dakota, School of Medicine, U S A . |