|
110732288 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
>> المواليد - الأطفال
<< |
العدوى المتكررة لدى الأطفال |
الكاتب : . |
القراء :
7456 |
العدوى المتكررة لدى الأطفال
يبدو بعض الأطفال وكأنهم مصابون بزكام دائم، فهم يصابون بنزلة برد تلو الأخرى حتى إن بعض الآباء يتساءلون: "أليس ابني مصابا بنزلات برد أكثر من المعتاد؟!". تبدأ نزلات البرد في إصابة الأطفال بعد بلوغهم ستة أشهر من العمر، ويصابون أثناء فترة الطفولة المبكرة والأعوام التي تسبق دخول المدرسة بسبع إلى ثماني نزلات برد كل عام في المتوسط، ويصابون أثناء سنوات المدرسة بخمس إلى ست نزلات برد سنويا، وأخيرا يصلون أثناء مرحلة المراهقة إلى مستوى معدلات إصابة الكبار وهو أربع مرات سنويا، تسبب نزلات البرد أكثر من 50% من جميع الأمراض الحادة التي يصحبها ارتفاع درجة الحرارة، إضافة إلى ذلك قد يصاب الأطفال بأمراض مرتبطة بالإسهال (مصحوبا بالقيء أو بدونه) مرتين أو ثلاث مرات سنوياً.
إذا كان الطفل قد بلغ أكثر من ثلاث سنوات من العمر وهو يعطس كثيرا ولديه إفرازات أنفية شفافة تستمر أكثر من شهر.. وليس لديه ارتفاع في درجة الحرارة، وخصوصا إذا ظهرت تلك الأعراض في مواسم اللقاح؛ فإن الطفل على الأرجح مصاب بحساسية بالأنف. إن علاج الحساسية أسهل بكثير من علاج نزلات البرد المتكررة؛ نظراً لأن أدوية الحساسية فعالة في تخفيف الأعراض.
إن السبب الرئيسي لإصابة الطفل بكل هذه الالتهابات هو أنه يتعرض لفيروسات جديدة؛ إذ يوجد على الأقل (200) فيروس تسبب نزلات البرد، وكلما صغر عمر الطفل قل تعرضه السابق لها، ومن ثم قل وجود المناعة لديه، يتعرض الطفل للفيروسات أكثر إذا كان يذهب إلى الحضانة أو الروضة، كما أن الطفل يتعرض أكثر للعدوى بطرق غير مباشرة إذا كان أحد إخوته الكبار يذهب إلى المدرسة، وبالتالي تزداد نزلات البرد انتشارا في الأسر الكبيرة، تزداد نسبة الإصابة بنزلات البرد ثلاثة أضعاف في الشتاء عندما يقضي الناس الكثير من أوقاتهم متجمعين في الأماكن المغلقة يتنفسون هواء سبق استنشاقه، إضافة إلى ذلك فإن التدخين بالمنزل يزيد قابلية الطفل للإصابة بنزلات البرد والسعال والتهابات الأذن والتهابات الجيوب الأنفية والخانوق وأزيز الصدر والربو.
يشعر معظم الآباء بالقلق من أن تكرر العدوى لدى الطفل قد يعني إصابته بمرض خطير. لاحظي أنه لا يصاب الطفل الذي يعاني من مرض الجهاز المناعي (قلة إفراز الأجسام المضادة أو خلايا الدم البيضاء) بنزلات برد أكثر من معدل إصابات الطفل المتوسط، لكن بدلا من ذلك يصاب مثل هذا الطفل بنوبتين أو أكثر في العام من الالتهاب الرئوي أو التهاب الجيوب الأنفية أو ورم لمفاوي مرتشح أو بثور متكررة، ويشفى ببطء من هذه الالتهابات، إضافة إلى ذلك فإن وزن الطفل المصاب بمرض خطير لا يزيد بصورة كافية، ولا يبدو صحيحاً بين فترات العدوى.
ملاحظة الصحة العامة للطفل: إذا كان الطفل قويا ويزيد وزنه فلا تقلقي على صحته؛ فهو ليس أقل صحة من غيره من الأطفال الذين في مثل سنه تذكري أن الأطفال يشفون عادة من نزلات البرد من تلقاء أنفسهم. على الرغم من أنك قد تستطيعين تخفيف الأعراض إلا أنك لا تستطيعين تقصير أمد كل نزلة برد، إذ لا بد أن يعاني منها الطفل كبقية الأطفال، كما أن هذا على المدى الطويل يعتبر أمرا جيدا؛ لأن عدد الإصابة بنزلات البرد سينخفض تدريجيا خلال الأعوام القادمة لتمكن الجسم من بناء مخزون جيد من الأجسام المضادة لمختلف الفيروسات، ويتضح هذا المنظور من خلال نتائج مسح أجري حديثا أثبت أنه في كل يوم من الأيام التي أجري فيها البحث وُجد 10% من الأطفال مصابين بنزلات برد و8 % مصابين بالحمى و5 % بالإسهال و3 % بالتهابات الأذن.
عودة الطفل إلى المدرسة بأسرع ما يمكن: إن المطلب الرئيسي لإعادة الطفل إلى المدرسة هو زوال الحمى وكون الأعراض لا تسبب إزعاجا كبيرا أو تلهي زملاءه؛ إذ ليس من المعقول إبقاء الطفل في المنزل إلى أن يتم التأكد من عدم قدرته على نشر الفيروس؛ لأن ذلك قد يستغرق أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، إذا تم الاعتداد جديا بالعزل في جميع حالات الالتهابات التنفسية فإن الأيام التي تتبقى من العام لن تكفي لتعليم الأطفال، كما لا يوجد سيطرة إلى حد ما على "حرب الجراثيم" التي تقع غالبا في المدارس؛ فغالبية الأطفال ينشرون الجراثيم خلال الأيام الأولى من المرض قبل أن تظهر عليهم أعراضه، وبمعنى آخر فإنه لا يمكن تفادي القرب من المصابين بالتهابات الجهاز التنفسي في أماكن التجمعات كالمدارس ودور رعاية الأطفال. كذلك فإنه بمجرد زوال الحمى لدى الطفل ليس هناك ما يمنع من حضوره الحفلات واللعب مع أصدقائه بعد المدرسة والخروج في رحلات منظمة، ربما تكون هناك حاجة لتأجيل الاشتراك في الألعاب الرياضية الشديدة والألعاب الجماعية لعدة أيام.
حاولي ألا تتغيبي عن العمل: تصبح نزلات البرد المتكررة مزعجة للغاية ومكلفة عندما يكون كلا الوالدين يخرجان للعمل خارج المنزل؛ وبما أن نسبة حدوث المضاعفات ضئيلة - كما أن التماثل للشفاء يحدث ببطء - فلا تتردي في ترك الطفل مع شخص آخر خلال هذه الأوقات، وقد يكون هناك حاضنة أطفال تستطيع العناية بالطفل المصاب بالحمى. إذا كان الطفل يذهب إلى الروضة أو الحضانة فبإمكانه العودة إليها بمجرد زوال الحمى؛ إذ لا يوجد سبب لإطالة فترة النقاهة بالمنزل طالما كنت بحاجة للعودة إلى العمل، إن العودة المبكرة للطفل المصاب بمرض تنفسي لن تزيد من نسبة المضاعفات للطفل أو نسبة تعرض الأطفال الآخرين للعدوى، لكن حاولي نقل الطفل لروضة منزلية صغيرة إذا لم يتجاوز السنتين من العمر، وكذلك انقليه إلى روضة أخرى إذا كان هناك من يدخن في روضته الحالية.
لا يوجد شفاء فوري لنزلات البرد أو الأمراض الفيروسية المتكررة؛ ولن تجدي المضادات الحيوية إلا إذا أصيب الطفل بمضاعفات كالتهاب الأذن أو التهاب الجيوب الأنفية أو الالتهاب الرئوي، كما أن استئصال اللوزتين لا يفيد ؛ لأن التهابهما لا يسبب نزلات البرد، لا يتسبب سوء التغذية أو نقص الفيتامينات في الإصابة بنزلات البرد، مرة أخرى نقول إن أفضل الأوقات للإصابة بهذه الالتهابات، ومن ثم تكوين المناعة ضدها، هي مرحلة الطفولة. لاحظي أن نزلات البرد لم يتمكن الأطباء من منعها حتى الآن، بل انه من الناحية الطبية فإن نزلات البرد تعطي جهاز المناعة لدى الطفل خبرة تدريبية لا يمكن تحاشيها. موقع المرأة على شبكة الانترنت "لها أون لاين" |
أطبع
المقال |
أرسل المقال لصديق
|
|
|