السمع والتخاطب الصرع والتشنج الشلل الدماغي العوق الفكري التوحد وطيف التوحد متلازمة داون الصلب المشقوق وعيوب العامود الفقري
الاستشارات
الإعاقة دوت نت دليل الخليج لذوي الاحتياجات الخاصة مقالات مجلات ندوات وؤتمرات المكتبة العلمية

صحة الوليد - الأطفال حديثي
الولادة

صحة الطفل

أمراض الأطفال

المشاكل السلوكية

مشاكل النوم

الـربـو

الحساسية

أمراض الدم

التدخل المبـكـــر

الشفة الارنبية وشق الحنك

السكري لدى الأطفال

فرط الحركة وقلة النشاط

التبول الليلي اللاإرادي

صعوبات التعلم

العوق الحركي- الاعاقة الحركية

العوق البصري - الإعاقة البصرية

الدمج التربوي

المتلازمات

الإرشاد الأسري ونقل الخبر

امراض الروماتيزم

أمراض الغدد



اشتراك انسحاب


110616077 زائر
من 1 محرم 1425 هـ

البحث في الموقع
 

المكتبة العلمية
الاستشارات
اتصل بنا

سجل الزوار
>>    <<

أسرة الطفل المعوق سمعيا -الضغوط-الاحتياجات

الكاتب : سهير عبدالحفيظ عمر

القراء : 27158

 

أسرة الطفل المعوق سمعيا
الضغوط-الاحتياجات (دراسة حالة )

 
سهير عبدالحفيظ عمر
ورقة عمل مقدمة إلي الملتقى الثالث للجمعية الخليجية للإعاقة
بالاشتراك مع اللجنة الوطنية لذوي الاحتياجات الخاصة بدولة قطر
الدوحة - دولة قطر 9-11 ذي القعدة 1423 هـ الموافق 14 - 16 يناير 2003
 
ملخص
تشتمل الورقة على
أولا: مقدمة نظرية وتشمل الإعاقة السمعية من حيث التعريف ومحكات التصنيف ، ثم تأثير الإعاقة السمعية على الخصائص النمائية للطفل المعوق سمعيا ، اللغوية، والاجتماعية، و السيكولوجية والمعرفية ، وعلى وجود احتياجات خاصة بالطفل المعوق سمعيا 0
ثم تتناول أسرة الطفل المعوق سمعيا وأهميتها ووظائفها ثم تأثير الإعاقة السمعية على الأسرة كما يبدو في ردود الأفعال عند اكتشاف الإعاقة، وفي الضغوط التي تتعرض لها أسر المعوقين سمعيا والتي تصنف الباحثة مصادرها إلى مادية ونفسية واجتماعية وتربوية وتعليمية0
ثانيا : ملحق وهو عرض موجز لحالة يعاني اثنان من أبنائها أعاقة سمعية ، وهي أسرة لديها 5 أبناء ( أبناء الباحثة )
ـ وقد تناولت الباحثة العرض من خلال معلومات عن الأسرة ، مرحلة الزواج والعلاقة بين الزوجين ، مرحلة الحمل والولادة ، مرحلة الشك ، مرحلة اكتشاف الإعاقة والاضطرابات الناتجة عنها ، مرحلة التكيف مع الإعاقة، وأساليب التكيف على المستوى النفسي وعلى مستوى الجهود المبذولة لتصحيح آثار الإعاقة وعلى مستوى التعليم ، مرحلة اكتشاف إعاقة طفل آخر وما ترتب عليها 0
ـ كما تعرض الباحثة المشكلات الناتجة عن الإعاقة السمعية وتأثيرها على الأسرة وهي مشكلات نفسية واجتماعية ومادية وأساليب مواجهة تلك المشكلات0
ـ وأخيرا تذكر الباحثة الوضع الراهن للأسرة بمختلف أفرادها وتفاعلهم0
ثالثا : التوصيات0
 

أولا مقدمة نظرية وتشمل :
الإعاقة السمعية (تعريف ـ تصنيف )
الإعاقة السمعية أو القصور السمعي Hearing Impairmentمصطلح عام" يغطي مدى واسعا من درجات فقدان السمع Hearing Loss يتراوح بين الصمم أو الفقدان الشديد Profound الذي يعوق عملية تعلم الكلام واللغة ، والفقدان الخفيف Mild الذي لا يعوق استخدام الأذن في فهم الحديث وتعلم الكلام واللغة "( عبد المطلب القريطي ، 2001 ، 311 )
ويمكن في إطار هذا المفهوم التمييز بين فئتين رئيسيتين هما : الصم Deaf وضعاف السمع Hard Hearing ويتوقف المحك المستخدم للتمييز بين الفئتين على التوجه المهني الذي ينتمي إليه أحد الأخصائيين أو الآخر0
ويرى جمال الخطيب (1997) أن الإعاقة السمعية يمكن تصنيفها تبعا لثلاثة معايير هي :
أ ـ العمر عند الاصابة0
ب ـ موضع الاصابة0
ج ـ شدة الاصابة0

أولا التصنيف حسب العمر عند الإصابة:
وتصنف الإعاقة السمعية تبعا للعمر عند حدوث الضعف السمعي إلى:
1ـ إعاقة سمعية قبل اللغة Prelingual
وهي التي تحدث قبل نموالكلام واللغة عند الطفل00 وقد يكون هذا النوع ولاديا أو مكتسبا في مرحلة عمرية مبكرة 0
2ـ إعاقة سمعية بعد اللغة Postlingual
وهي الإعاقة التي تحدث بعد أن تكون المهارات الكلامية واللغوية قد ارتقت، وقد تحدث فجأة أو تدريجيا على مدى فترة زمنية طويلة ، وغالبا ما يسمى هذا النوع بالصمم المكتسب0

ثانيا التصنيف حسب موضع الإصابة:
تصنف الإعاقة السمعية تبعا لموضع الإصابة أو الضعف في الأذن إلي:
1ـ إعاقة سمعية توصيلية Conductive Hearing Loss
وتنتج عن أي اضطراب في الأذن الخارجية أو الوسطى يمنع أو يحد من نقل الموجات أو الطاقة الصوتية إلى الأذن الداخلية0
2ـ الإعاقة السمعية الحس/ عصبية Sensorineural Hearing Loss
وتشير إلى حالات الضعف السمعي الناتجة عن أي اضطراب في الأذن الداخلية 00 ويستخدم البعض هذا المصطلح للإشارة إلى اضطرا بات العصب السمعي ايضا0
3ـ الإعاقة السمعية المختلطة Mixed Hearing Loss
وتكون الإعاقة السمعية مختلطة إذا كان الشخص يعاني من إعاقة توصيلية، وإعاقة حس عصبية في الوقت نفسه0
4ـ الإعاقة السمعية المركزية Centeral Hearing Loss
وتنتج الإعاقة السمعية المركزية عن أي اضطراب في الممرات السمعية في جذع الدماغ أو في المراكز السمعية في الدماغ0

ثالثا : التصنيف حسب شدة الفقدان السمعي :
تصنف مستويات الإعاقة السمعية حسب شدة الفقدان السمعي إلى خمس فئات تتضح في الجدول التالي :
والجدول التالي يوضح تلك الفئات:
مستوى الخسارة السمعية بالديسبل مستوى الإعاقة السمعية
25 ـ 40
41 ـ 50
51 ـ 70
71 ـ90
أكثر من 90 بسيطة جدا slight
بسيطة mild
متوسطة moderate
شديدة severe
شديدة جدا profound
 
تأثير الإعاقة السمعية على الطفل المعوق سمعيا :
تتباين تأثيرات الإعاقة من طفل إلى آخر ، كما تختلف باختلاف عدة عوامل منها: نوع الإعاقة السمعية ، شدتها ، العمر عند حدوث الإعاقة ، القدرات السمعية المتبقية وكيفية استثمارها ، وكذلك المستوى الاجتماعي والاقتصادي والخدمات التعليمية المتاحة0
ويبدو تأثير الإعاقة السمعية في تأثير الخصائص النمائية المختلفة وفي وجود احتياجات خاصة بالطفل المعوق سمعيا0
 
أ ـ الخصائص النمائية:
الخصائص اللغوية للمعوقين سمعيا:
يتأثر النمو اللغوي سلبا بالإعاقة السمعية ، والطفل المعوق سمعيا قد يصبح أبكما إذا لم تتوفر له فرصة التدريب الخاص الفاعل ، ويعزى ذلك لافتقاده النموذج اللغوي ، وغياب التغذية الرجعية السمعية عند صدور الأصوات وعدم الحصول على تعزيز لغوي كاف من الاخرين0ويذكر جمال الخطيب ( 1997 ) أن الأطفال المعوقين سمعيا يتعلمون دلالات الألفاظ والبناء اللغوي تبعا لنفس التسلسل ، ولكن بمعدل أكثر بطءا من الأطفال السامعين0

الخصائص الاجتماعية للمعوقين سمعيا:
يرى كثير من الباحثين( مثل : بدر الدين عبده ، محمد حلاوة (2001 ) وآمال أبو باشا (1999)) أنه بالكلمة المنطوقة نستطيع أن نتصل بالآخرين ، وأن مهارتي الحديث والاستماع لهما أهمية خاصة في عملية الاتصال وتتوقف عليها قدرة الفرد في التفاعل الاجتماعي والعلاقات البين شخصية ، كما يتوقف عليها نجاحه في التحقيق الذاتي وإشباع كثير من حاجاته0
والمتوقع عندما تكون الأصوات غير مسموعة ، وفي غياب مهارتي الحديث والاستماع أن يعاني الفرد من العزلة،لذا فإن الأطفال الصم أقل نضجا من الناحية الاجتماعية مقارنة بالعاديين، كما يؤدي تأخرهم في اكتساب اللغة إلى جعل فرص التفاعل الاجتماعي محدودة 0

الخصائص السيكولوجية للمعوقين سمعيا:
رغم تباين تأثير الإعاقة السمعية من فرد لآخر إلا أنه لا يمكن إنكار حقيقة تأثيرها بشكل مباشر أو غير مباشر على البناء السيكولوجي الكلي للإنسان ، ففقدان الاتصال ليس هو الخسارة الوحيدة للفرد المعوق سمعيا حيث ينتج عنه أضرار أكثر شدة من الصعوبة في الاتصال فحين يشعر وق سمعيا بالعجز وقلة الحيلة في مواقف لا تشكل مشكلة بالنسبة لغيره فإنه قد يشعر بالتعاسة والخجل والإحباط مما يزعزع بناءه النفسي ويدفعه إلى إصدار أنماط من السلوك اللاتوافقي 0ولكن بعض الباحثين (جمال الخطيب 1997)يرى أن الادعاء بوجود سمات نفسية خاصة للمعوقين سمعيا إنما هو مجرد وهم ،وأن أثر الإعاقة السمعية على الفرد يتوقف على المعنى الذي تحمله له0ويرى مندل ، فيرنون (1984) أن حصول الطفل الأصم على معلومات أدوار الكبار محدود وكذلك فرصته في التعلم من أنواع معينة من الألعاب وقد تكون النتيجة صرامة أوحدةالشخصية عند المعوقين سمعيا0
 
الخصائص المعرفية للمعوقين سمعيا :
لا يزال الجدل بين الباحثين حول أثر الإعاقة السمعية على النمو المعرفي قائما ، فمن يعتقد أن النمو المعرفي لا يعتمد على اللغة بالضرورة يؤكد أن المفاهيم المتصلة باللغة هي وحدها الضعيفة لدى المعوقين سمعيا 00 بينما يعتقد الآخرون ممن يرون أن النمو المعرفي يعتمد على اللغة أن الإعاقة السمعية تؤثر على النمو المعرفي 0
ولا يبدو أن الإعاقة السمعية تؤثر على الذكاء ، حيث تشير بحوث عديدة إلى أن مستوى ذكاء الأشخاص المعوقين سمعيا كمجموعة لا يختلف عن مستوى ذكاء الأشخاص العاديين0 "أن المعوقين سمعيا لديهم القابلية للتعلم والتفكير التجريدي ما لم يكن لديهم تلف دماغي مرافق للإعاقة"( جمال الخطيب ، 1997 ، 103 )
أما البحوث التي كشفت عن انخفاض في أداء المعوقين سمعيا على اختبارات الذكاء مقارنة بالعاديين فقد واجهت انتقادات بسبب تحيز اختبارات الذكاء اللفظية ضد المعوقين سمعيا بسبب افتقادهم إلى اللغة0
"يتأثر أداء الأطفال المعوقين سمعيا بشكل سلبي في مجالات التحصيل الأكاديمي كالقراءة والعلوم والحساب نتيجة تأخر نموهم اللغوي وتواضع قدراتهم اللغوية إضافة إلى تدني مستوى دافعيتهم وعدم ملاءمة طرق التدريس للمعوقين سمعيا" (عبد المطلب القريطي،2001،333)

ب ـ الاحتياجات الخاصة بالطفل المعوق سمعيا :
لا يتوقف تأثير الإعاقة السمعية على ما تحدثه من تأثير في المظاهر النمائية المختلفة للمعوق سمعيا بل تفرض احتياجات خاصة بالطفل المعوق سمعيا 00 وتظل للطفل المعوق سمعيا ذات حاجات الطفل السامع والتي يؤدي إشباعها إلى سهولة تكيفه وإعادة توافقه 0

ويمكن تصنيف هذه الاحتياجات إلى ثلاث مجموعات:
ا - احتياجات تعليمية
فيحتاج الطفل المعوق سمعيا إلى أساليب تعليمية تختلف عن الأساليب المتبعة مع الأطفال العاديين ، وكلما كانت الخبرات التعليمية التي يمر بها الطفل المعوق سمعيا أقرب إلى الواقعية كلما أصبح لها معنى ملموسا وثيق الصلة بالأهداف التي يسعى الطفل إلى تحقيقها0ويرجع ذلك لبطء تعلم اللغة عند المعوقين سمعيا والذي يعوق نمو خبراتهم التعليمية بوسائل التعليم العامة0

2- احتياجات مهنية:
فيحتاج الطفل المعوق سمعيا إلى توجيهه لما تبقى لديه من قدرات ومواهب وما يناسبها من أساليب مهنية مما يمكنه من مقاومة الشعور بالنقص ويتغلب على النتائج النفسية المصاحبة إعاقته

3- احتياجات تدريبية خاصة:
في ظل غياب الأصوات المسموعة لا يستطيع المعوق سمعيا تنمية وتطوير مهارات الكلام واستخدام اللغة من خلال حاسة السمع ، ويلزمه نوع من التدريب المنظم تقنيات ذات طبيعة خاصة ، وقد يمكن تحقيق ذلك باستخدام المعينات السمعية وأجهزة تعليم الكلام بل وحديثا بعض برامج الحاسوب0(بدر الدين عبده،محمد حلاوة،2001)

أسرة الطفل المعوق سمعيا :
أولا: أهمية الأسرة:
تناول كل من محمد فهمي (2000) ، سمية جميل (1990 ) ، أحمد عبد اللطيف (1976) ، أهمية دور الأسرة ووظائفها بما يمكن تلخيصه فيما يلي:
للأسرة وظيفة أساسية بعد الإنجاب هي وظيفة التنشئة الاجتماعية والثقافية بجانب وظيفتها العاطفية والاقتصادية وغيرها من الوظائف التي تتولاها لأفرادها0
ـ مفهوم الذات صناعة اجتماعية بالكامل تتكون من لحظة الميلاد الأولى من خلال علاقة الطفل بأمه ثم بالآخرين واحتكاكه معهم واتجاهاتهم نحوه 0
ـ تصورات الوالدين واتجاهاتهم تنطبع في تصورات الطفل وتنغرس عميقا ضمن شخصيته وتلعب دورها الحاسم في نوعية توافقه0
ـ التوافق النفسي للفرد يتأثر سلبا أو إيجابا حسب نوع التجارب والخبرات الأسرية التي يمر بها0
ويبرز أهمية دور الأسرة حين يكون أحد أفرادها من المعوقين سمعيا ويؤكد رمضان القذافي (1988)على أهمية الدور الذي يقوم به والدا الطفل المعوق سمعيا في فهم وظيفة اللغة وفي منع
حدوث الشعور بالعزلة أو تعميقه نتيجة عدم سماع الطفل لما يدور حوله0

ثانيا : تأثير الإعاقة على الأسرة:
أ-ردود الأفعال :
من المتفق عليه أن الأسرةمنظومة تتكون من التفاعل الدينامي بين الآباء والأمهات والأولاد بهدف تحقيق أهداف معينة، ويترتب على ذلك أن ما يؤثر على أي فرد فيها يؤثر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على كل فرد آخر فيها 0
وقد ذهب بعض الباحثين(شاكر قنديل،2000،فوقية راضي،2000)إلى أن هناك تأثيرا خاصا وعميقا لوجود طفل معاق على علاقات الأسرة وأن ذلك غالبا ما يمثل صدمة قوية لطموحات الآباء ويؤدي إلى تعديلات عميقة في توقعاتهم0كمايؤكد جمال فايد(2000)على أن "أعاقة الطفل الأصم هى إعاقة لأسرته أيضا مهما كانت درجة الإعاقة ونوعها 0ص،64"
ورغم أن ردود أفعال واستجابات الوالدين لميلاد طفل معوق تختلف باختلاف الأساليب السيكولوجية الدفاعية ، والاختلافات في بناء الشخصية وعوامل أخرى00 إلا أن تراث البحث في مجال التربية الخاصة يشير إلى جملة من ردود الأفعال التي تصدر عند اكتشاف الإعاقةومنها :
1- الصدمة shock
وهي أمر طبيعي إلا أن درجة الصدمة ومداها يعتمدان على درجة الإعاقة وطبيعتها ووقت اكتشافها0
2- الإنكار denial
وهو حيلة دفاعية عند المواقف الصعبة فيميل الفرد إلى إنكار ما هو غير مرغوب أو متوقع ومؤلم وليس أكثر إيلاما من موقف يتعلق بالأبناء الامتداد الطبيعي للفرد0
3- الأسى والحزن grief
ولعله الأسى والحزن على حرمان الطفل من كثير من الإشباعات والحاجات الناجمة عن إعاقته0
4- الغضب anger
وهي مشاعر قد تبدو طبيعية في ظل الإحباطات التي تتعرض لها الأسرة نتيجة الإعاقة ، وقد يتم التعبير عنها بالشكوى 00 كما قد يتم إسقاطها إلى مصادر أخرى كالطبيب والأخصائي والمدرس
5- الشعور بالذنب guilt
وهي مشاعر قد تسود في ظل ثقافة يرى البعض أن الإعاقة عقاب من الله ، أو الإحساس بالتقصير أوالشعور بالمسئولية السببية عن الإعاقةسواء بالوراثة أو تناول أدوية أثناء الحمل،وقد يلعب الشعور بالذنب دورا تكيفياحين يتيح للوالدين مراجعة وتقييم معتقداتهما 00 أو إعادة تقييم مدى مسؤولياتهما عن الأحداث الحياتية المختلفة0
6- الخجل والخوف fear& same
ففي ظل ثقافة يعتقد البعض فيها أن إعاقة الطفل هي عقاب على خطيئة قد يحاول الوالدان تجنب مخالطة الناس أو عزل الطفل المعوق خجلا أو خوفا من ردود أفعال الآخرين0
7- الاكتئاب depression
ويعني هنا الغضب الموجه نحو الذات ويحدث ربما حين يشعر الآباء بالعجز أو أنهم كان يمكنهم عمل الكثير للوقاية من الإعاقة لذا فإن غضبهم من أنفسهم لأنهم لم يفعلوا كل ما باستطاعتهم0
8- القلق anxietyوهو ناجم عن المسؤوليات الجسيمة والضغوط الهائلة والاحتياجات الخاصة المترتبة على إعاقة الطفل السمعية0
9- القبول acceptance
ولا يجد الوالدان في نهاية المطاف مفرا من قبول طفلهما كما هو ، وقد لا يصل الوالدان لهذا المستوى إلا بعد فترات صعبة ومعاناة قاسية0
(جمال لخطيب ، ومنى الحديدي(1998)،فتحي عبد الرحيم ، حلمي بشاي(1997)،
Pamela Knight & Ruth Swanwick , 1999)
 
وفيما يلي بعضا من ردود الأفعال المأخوذة من المقابلات الشخصية ومن الخبرات المكتوبة للوالدين عندما يكتشفون صمم أبنهم والتي ذكرت فيPamela Knight & Ruth Swanwick , 1999
1- عندما اكتشفت أن ولدي أصم 00بكيت ، لم استطع أن أصدق ، غضبت ، شعرت بالتيه ، ولم أعرف بمن ولمن ألجأ؟0
2- استغرقت وقتا وأنا منهمكة في البكاء من أجل ما ضاع مني 00 ولم افهم أو أعِ مشكلة ابنتي0
ـ ويصف والد عبد الرحمن ـ الذي يعاني فقدا شديدا بالسمع ـ شعوره حين علم بإعاقة ابنه بقوله " كانت النتيجة طعنة نجلاء في القلب ، طبعا دائما وأبدا حسبنا الله ونعم الوكيل ، إنا لله وإنا إليه راجعون 00 انقلبت حياتنا رأسا على عقب ، بدون خبرات سابقة وبدون معرفة 00 أين نذهب وماذا نفعل؟ 00 البداية كانت دموع وآلام وهموم 0(1)
ـ كما تكتب السها وهي أم لطفلين معوقين " مررت بأيام لم تطلع لها شمس ، عافت نفسي النوم والطعام ، ولكن ما الفائدة؟؟ لابد أن تستمر الحياة 00 وأنهض من جديد لأواصل من جديد

(1) http://www.gulfnet.wsمنتدى شئون وشجون أهالي ذوي الحتياجات الخاصة ،هموم أهالي ذوي الاحتياجات الخاصة 0
إن وجود طفل معوق في محيط الأسرة يمثل ضغطا كبيرا على الوالدين وقدرتهما على التكيف مع هذا الوضع 00 إلا أن الكثيرين من الآباء والأمهات ينجحون في مسايرة هذا الضغط بطرق بناءة ومثمرة ، مثل هؤلاء الآباء والأمهات يتقبلون الواقع بالنسبة لحالة الطفل الحقيقية ، ويواجهون التحديات الناتجة عن ذلك بطرق تؤدي إلى مساعدة الطفل الحقيقية ، الناتجة 19 ، 272 )

وفي دراسة منى الحديدي ، جمال الخطيب (1996) لمعرفة أثر إعاقة الطفل على أسرته وعلاقة ذلك ببعض المتغيرات في البيئة الأردنية 00 بينت النتائج أن ما يزيد على 50% من الآباء والأمهات أفادوا بأن إعاقة أطفالهم تترك تأثيرا كبيرا أو كبيرا جدا على صعيد 13 فقرة من أصل 51 فقرة يتكون منها مقياس التقييم الشامل للأداء الأسري الذي وضعه مكلندن Mclinden بعد التحقق من صدق الصورة المعربة وثباتها0
وكان ترتيب الأبعاد المكونة للمقياس حسب أهميتها بالنسبة للآباء /الأمهات على النحو التالي :
العلاقات بين الأخوة ، قبول الإعاقة ، التعايش مع الصعوبات الناجمة عن الإعاقة ، أما بعدا ضغط الوقت والوضع العام للوالدين فلم يكن لهما تأثير كبير على الآباء / الأمهات 00 كما بينت النتائج أن متغيري العمر الزمني للطفل والمستوى الاقتصادي للأسرة لم يكن لهما أثر ذو دلالة على استجابات الآباء والأمهات

ب ـ الضغوط ـ مصادرها
يعد التعرض للضغوط أمرا حتميا لكل الأفراد في الحياة المعاصرة ، وتتعرض أسر المعوقين سمعيا لكثير من مصادر الضغوط التي تتحدد طبيعتها في ضوء خصوصية الإعاقة السمعية المخفية عن الآخرين ، وفي ضوء الاحتياجات الخاصة للفرد المعوق سمعيا ، وفي ضوء المرحلة التي تمر بها الأسرة بداية من اكتشاف الإعاقة ووصولا إلى تعليم وتأهيل ودمج الطفل المعوق سمعيا0
وفي جمال الخطيب ( 1997 ) أن الضغوط النفسية التي تتعرض لها أسر المعوقين وردود الفعل النفسية التي تحدث لديها ترتبط ببعض العوامل المحددة يذكر منها ما تناوله الخطيب والحديدي والسر طاوي (1992 ) وهي:
خصائص الطفل المعوق ، خصائص الوالدين ، خصائص الأسرة ، العوامل الاجتماعية 00
وتصنف الباحثة مصادر الضغوط كما يلي:

ضغوط مادية :
حيث تجد الأسرة نفسها ملزمة بأعباء مادية لا يمكنها تجنبها بل ويجب أن تظل على قائمة الأولويات ، وذلك لتوفير المعينات السمعية وتكاليف استخدامها وصيانتها 00 وكذلك الأجهزة المعينة على تدريبات النطق والكلام في مرحلة تعلم اللغة ، و أجور المتخصصين في المتابعة الطبية ، وتدريبات النطق والكلام والتعليم وبخاصة حين ترغب الأسرة في تعليم المعوق سمعيا مناهج العاديين 00 وفي ظل قصور أو غياب خدمات عامة تقدم لمثل هؤلاء0

ضغوط نفسية :
يرى رمضان القذافي ( 1988 ) أن أولياء أمور الأطفال الصم وضعيفي السمع يحتاجون إلى بذل مجهود كبير وإلى التحلي بالصبر لمواصلة الحديث إلى أطفالهم باستمرار ، حتى ولو لم يصدر عن الأطفال ما يفيد استجابتهم لذلك0
والإعاقة السمعية هي إعاقة للتواصل بدرجة ما بين الفرد المعوق سمعيا وأسرته ، وقد يؤدي ذلك إلى عدم الفهم في كثير من المواقف ، الأمر الذي يؤدي إلى كثير من الإحباطات والآلام للجميع0
وتعد ردود الأفعال الخاصة عند اكتشاف الإعاقة وعند مواجهة الأسرة لما تفرضه الاحتياجات الخاصة للمعوق سمعيا أكبر مصدر نفسي للضغوط التي تعانيها أسر المعوقين سمعيا0

ضغوط اجتماعية :
في ضوء خصوصية الإعاقة السمعية المخفية عن المجتمع والتي يبدو فيها الفرد المعوق سمعيا عاديا في مظهره اللهم إلا من استخدام السماعة الطبية والذي قد يصبح مصدرا للضغط حين تثير تساؤلا وربما استنكارا لدى البعض00 في ضوء تلك الخصوصية قد يتعرض المعوقين سمعيا وأسرهم للضغوط كنتيجة لعدم تقدير الآخرين لحاجة الفرد المعوق سمعيا لفهم ما يدور حوله وكذلك حاجاته لبناء علاقات تفاعلية مع أقرانه00
وتذكر منى الحديدي ، جمال الخطيب ( 1996 ) أن الاتجاهات السلبية للأفراد في المجتمع وعدم كفاية الخدمات المتوفرة قد تشكل مصادر ضغط وتأثير كبير على الأسرة0

ضغوط تربوية تعليمية
:ناتجة من احتياج المعوقين سمعيا إلى استخدام طرق خاصة في التدريس تختلف عما يصلح للعاديين ، وتحتاج هذه الطرق لتدريب خاص على استخدامها مما يجعل دور الوالدين قاصرا في مساعدة أطفالهم المعوقين ، يضاف إلى هذا قلة عدد المدارس أو الفصول التي يمكن فيها تسكين الطلاب المعوقين سمعيا في إطار برامج التربية الخاصة ن وقد لا يجد الطفل المعوق مكانا مناسبا في هذه الفصول 0
 

ملحق: دراسة حالة case studyلأسرة يعاني اثنان من أبنائها إعاقة سمعية
أولا معلومات عن الأسرة :الأب : طبيب متخصص في أمراض النساء والتوليد (49سنة)0 مصري يعمل ويقيم في إحدى دول الخليج العربي 0
الأم : لا تعمل00 حاصلة على دبلوم خاص في التربية وعلم النفس00 طالبة ماجستير0 (39)سنة
الأبناء : خمس من الذكور
الأول (أ) (16سنة )معوق سمعيا حيث يعاني ضعفا سمعيا حسيا عصبيا عميق الدرجة بالأذنين ونسبة الخسارة السمعية أعلى من تسعين ديسبل00 يرتدي سماعتين خلف الأذنين ، يتكلم بصورة أقرب إلى الطبيعية00 يدرس بالصف الثالث الثانوي مناهج العاديين المصرية0
الثاني (ب) 14سنة ، عادي 00يدرس بالصف الأول الثانوي العام بمصر0
الثالث (ج) 13سنة ، معوق سمعيا حيث يعاني ضعفا سمعيا حسيا عصبيا شديدا بالأذنين ونسبة الخسارة السمعية تتراوح ما بين 70 - 90 ديسبل ، يتكلم بصورة أقرب إلى الطبيعية ، يدرس بالصف الثاني الإعدادي مناهج العاديين مندمجا بالمدارس المصرية00يرتدي سماعتين خلف الأذنين
الرابع (د) 9 سنوات ، عادي يدرس بالصف الرابع الابتدائي0
الخامس (هـ) 7 سنوات ، عادي يدرس بالصف الثاني الابتدائي0
مكان المعيشة : إحدى المدن الكبرى في محافظة من محافظات وسط الدلتا بمصر0
الحالة الاقتصادية : جيدة 0

الحالة:
!_ مرحلة الزواج ـ العلاقة بين الزوجين ـ ملاحظات :
تبدأ الأسرة بالزواج وعمر الزوجة الحاصلة على ليسانس الآداب والتربية اثنان وعشرون عاما من طبيب يبلغ الثانية والثلاثين0
_كانت بينهما قرابة بعيدة ، فجد الزوج لأمه هو ابن عم جد الزوجة لأبيها0
_كان كل من الزوجين خاليا من الأمراض الو راثية رغم عدم إجراء الفحوص وبخاصة للتأكد من توافق العامل الريصي (RH)0
_يرتدى والد الزوجة سماعة أذن طبية في إحدى أذنيه لإصابتها نتيجة حادث0
 
2-: مرحلة الحمل والولادة
_ حدث الحمل سريعا وبعد شهر تقريبا من الزفاف0
_عانت الزوجة من بدايات الحمل آلاما شخصها الطبيب ( إجهاض منذر ) ، زادت حدتها مع بداية الشهر السابع فلزمت الفراش مع إعطائها أدوية ( utapar tab. ) التي تعمل على ارتخاء عضلات الرحم0
_تمت الولادة دون مشكلات وفي المنزل بعد أربع وثلاثين أسبوعا من الحمل0
-كان وزن الطفل (أ) عند الميلاد 2 كجم ، وبدا الأب ( الطبيب ) منزعجا بسبب حالة الطفل الصحية التي تستدعي حضّانة ، لكن الظروف الجوية وتهديد حياة الطفل في الجو الماطر حال دون إمكانية نقل الطفل إلى المستشفى0
_ تهيأت للطفل رعاية صحية كبيرة في المنزل نما على إثرها بصورة طبيعية0
_ فرضت الظروف الاقتصادية اغتراب الأب للعمل وانتقال الأم وطفلها لمنزل والد الأم المنهمك في مشكلات الحياة اليومية للأسرة ، والمتبنى لثقافة عطاء الأب اللا محدود والممتد إلى أحفاده0
_ خلال العام الأول من عمر الطفل كثيرا ما كانت تنتابه التهابات حادة في الحلق واللوزتين مع ارتفاع في درجة الحرارة بمتوسط مرة تقريبا كل شهر 0
ـ اعتاد أخصائي الأطفال إعطائه مضادا حيويا ( جيرامايسين )كانت الجرعة 20 ملجم مرتين يوميا تستمر لأربع أو خمسة أيام 0
ـ في نهاية العام الأول كان نمو الطفل الجسمي واللغوي طبيعيا ، كان قادرا على نطق كلمات والإشارة إلى أخرى بما يظهر مدلولها مثل ( ماما 00 بابا 00 ددو (جدو) 00 وغيرها ) 0
ـ لم يبدُ عليه ما يثير القلق باستثناء كثرة صراخه في لعبه أو غضبه0
ـ بعد عام من عمر الطفل غادرت الأسرة ( الأم وطفلها ) مصر إلى البلد العربي حيث يقيم الأب 00 وهناك تغير سلوك الطفل تماما ، زاد صراخه غضبا لا سعادة 00 كثر بكاؤه 00 فقد شهيته0
ـ عادت الأسرة في إجازتها بعد ستة اشهر إلى مصر ، وحرصا على صحة الطفل التي بدت متدهورة تم تركه في مصر في رعاية الجد والجدة وأخوات الزوجة0
ـ سافرت الأم إلى حيث يعمل الأب لتعمل كمعلمة ويحدث الحمل الثاني الذي تدهورت صحتها خلاله كثيرا ورغم كل الرعاية تمت ولادة الطفل الثاني (ب) بعد أربعة وثلاثين أسبوعا من الحمل مريضا بالصفراء0
ـ حين العودة وفي العام الثالث من عمر الطفل الأول (أ) حدث الحمل الثالث الذي تحسنت صحة الأم خلاله واختفت نوبات الإجهاض المنذر وتمت الولادة بدون مشاكل في المستشفى بعد أربعين أسبوعا كاملة من الحمل0
ـ حرصت الأم خلال الحمل الثالث على عدم تناول أدوية إلا بأمر الطبيب ، وجاء الطفل الثالث (ج ) صحيحا يزن 3500جم لتشعر الأم بفارق حقيقي بينه وبين طفليها السابقين0
ـ عادت الأسرة إلى مصر وقررت أن تعود بـالطفل (أ) إلى حيث يقيمون ، ووجدت الأم نفسا أما لثلاثة من الأطفال 0
ـ تم إلحاق (أ) والذي كان في عامه الرابع بروضة للأطفال 00 ومع تواجده مع الأم تيسر لها ملاحظة سلوكه وسماته عن قرب0

3- مرحلة الشك في وجود الإعاقة :
ـ لاحظت الأم بعض السلوكيات والمظاهر التي بدأت تثير قلقها تجاه (أ) 00 كان يعاني مشكلات سلوكية كقضم الأظافر ، العدوانية ، كما كان مضطربا ويعاني تبولا لا إراديا ، كان يتكلم لغة غير مفهومة لأي ممن حوله ، كان يرفع صوت التلفاز وإن فسرت الأم ذلك باعتياده في بيت أسرتها رفع صوت التلفاز احتراما لحاجة الجد الذي يرتدي سماعة طبية0
ـ كان (أ) متميزا يجيد الرسم والتلوين والتشكيل بالصلصال بصورة مبهرة للجميع ، وكانت قدرته على التصور البصري / المكاني مرتفعة 0
ـ رغم ذلك بدأت الأم تتساءل هل ينمو طفلي طبيعيا أم أنه يعاني من مظاهر غير عادية؟
ـ اهتمت الأم بملاحظة سلوكه ومقارنته بأخيه الأصغر (ب) والذي بدا أقدر على تركيب الجمل والتعبير بلغة أكثر فهما وثراء من (أ)0
ـ في حفل روضته السنوي راقبت الأم طفلها (أ) وهو يغني مع الأطفال على المسرح ، ورغم الموقف الجماعي الذي جعله يندمج مع الأطفال مرددا ما يظنه نفس غنائهم 00 بدأت الأم تشك أن (أ) ينطق لغة أخرى غير تلك التي ينطق بها الجميع0
ـ أعلنت الأم خوفها على سمع الطفل ، وطلبت من الأب وأسرتها وأصدقائهم أن يشتركوا معها في ملاحظة ومراقبة (أ) بعدما أعلنت شكها في نقص قدرته السمعية0
ـ استمر الشك ستة اشهر كاملة قبل أن تلجأ الأسرة للفحص الطبي 0وتأتي نتيجة الفحص: قصور سمعي شديد في الأذن اليمنى مما يوجب ارتداء سماعة طبية ، أما الأذن اليسرى فقد أخبر الأخصائي الأسرة أن نسبة الفقد السمعي بها كبيرة جدا وتكاد تقترب من الصمم والسماعة لن تفيد وأرجع الأخصائي ذلك القصور السمعي إلى ضمور في العصب السمعي0

4-: مرحلة اكتشاف الإعاقة والاضطرابات الناتجة عنها:
ـ كانت صدمة قاسية ، فالأم أدركت ولأول مرة مدلول مقولة ( الحزن دخل قلبي ) فحتى تلك اللحظة لم يكن للحزن ـ كما شعرته ـ أي مرور في حياتها ، ولم تستشعره بعدها بذات الحدة 00 وكأنها فقدت أعز عزيز0
ـ سيطر الحزن على الأب بقسوة وهو يخبر الأم بالنتائج ، ويغادرها إلى غرفته صامتا 0
ـ عاش الوالدان حالة من الصمت والحزن والقلق وان جاهد كل منهما في إخفاء مشاعره عن الآخر متظاهرا بالثبات0
ويسجل الوالدان أنهما وبرغم انتمائهما إلى قمة المجتمع من حيث المستوى التعليمي إلا أن وعيهما بالإعاقة عامة والسمعية خاصة وما قد تؤثر به على حياة الطفل والأسرة 00 كان معدوما0
ـ كانت الأسرة في غربة ، وليس كل ما ترجوه متاحا ، ومثّل ذلك مصدرا للضغط عليهم كأسرة وأفراد0
ـ اضطربت الأسرة وهي تعجز عن تحديد الخطوة التالية ، وبمساعدة مجموعة من الأصدقاء ذهبت الأسرة إلى عاصمة البلد العربي حيث يعمل الوالدان لتكرار الفحوصات0
ـ أكدت فحوصات المستشفى التخصصي أن (أ) يعاني قصورا سمعيا وأوصى الأخصائي بضرورة ارتدائه لسماعة طبية بالأذن اليمنى اشتراها الأب بما يعادل ثلث راتبه حينئذ0
ـ فرح (أ) بسماعته حيث اعتاد أن يرى جده الذي يحبه فوق التصور وهو يرتدي سماعة أذن كثيرا ما كان يلهو محاولا انتزاعها من جده ليرتديها0
ـ حين عادت الأسرة إلى المدينة التي كانت تعمل بها بدأ وعي (أ) بإعاقته وهو يرتدي سماعته 00 كان وسط مجموعة الصغار ولكنه كان صامتا00 ذاهلا00 لا يلعب00 ينظر لأمه وعيونه تستصرخها لتساعده، وكانت الأم عاجزة عن إدراك الكيفية التي تمكنها من مساعدة صغيرها0
ـ فسرت الأم اضطراب الصغير وذهوله بالتغير الكمي والكيفي الحادث للأصوات ؛ كانت هناك زيادة في كمية الأصوات 00 أما الكيف فالمثال التالي يوضحه:
كان (أ) ينطق (سوطة ) للدلالة على (فوطة أي منشفة ) قبل ارتدائه للسماعة ، ماذا بعد ارتدائه السماعة وهو يسمع ( فوطة ) الجديدة على قاموسه الصوتي والتي لا يدرك مدلولها0
ـ بدأت محاولات لتفسير أسباب الإعاقة : هل ولادته المبكرة ؟هل في الإسراف في جرعات الجيرمايسين التي تناولها خلال عامه الأول؟0 هل الوراثة ؟وبخاصة مع ارتداء جده للسماعة؟0
ـ ورغم إدراك الأسرة في مراحل لاحقة لحقيقة تسبب العامل الو راثي والعلم بوجود تاريخ لضعف السمع في بعض الجدود 00 إلا أن الأسرة لم تقف كثيرا عند تفسير أسباب الإعاقة وربما كان ذلك حيلة للتخفف من الشعور بالذنب أو المسئولية عن حدوث الإعاقة0

5-: مرحلة التكيف مع الإعاقة :
ـ حين أدركت الأسرة حقيقة إعاقة (أ) السمعية بدأت سريعا ورغم كل مشاعر الحزن والقلق محاولات التكيف0
أـ على المستوى النفسي
سجدت الأم لله شكرا وهي تحمده على بقاء بعض قدرة الطفل على السمع وعدم فقدها كليا وبرر الأب هذا الابتلاء بحب الله ، فالله سبحانه إذا أحب عبد ابتلاه ليجزيه خيرا على صبره ورضاه ، وأن عناصر السعادة لا تكتمل في الحياة 00 بينما أسقط بعض أفراد الأسرة الممتدة غضبهم على الآخرين الذين يحسدون نعم الله على غيرهم00 وبدا جد (أ) لأمه أكثر انزعاجا وألما بسبب تجربته لذات الاعاقة0
ب ـ على مستوى الجهود المبذولة لتصحيح آثار الإعاقة:
ـ تم تكرار الفحص السمعي عن طريق استخدام الجهود المثارة لاستجابة جذع المخ بالكومبيوتر A.B.R وأكدت الأخصائية وجود ضعف سمعي حسي عصبي وإن لم تحدد درجته للوالدين لكنها أوصت بسماعتين حيث رأت إمكانية الاستفادة بالبقايا السمعية بالأذن اليسرى ، كما أوصت بضرورة التدخل بجلسات التخاطب لأهميتها لنمو اللغة والكلام0
ـ قرر الوالدان ترك (أ) بمصر في رعاية جده لأمه لإجراء تدريبات النطق والتخاطب والتي تمت بواقع ثلاث مرات أسبوعيا يتم تدريب (أ) خلالها لمدة ثلاثة أرباع الساعة لدى إخصائي التخاطب في مدينة بعيدة 0
ـ نشأت بين الجد الذي كان يصطحب (أ) في رحلات جلسات التخاطب ـ والذي يعاني إعاقة سمعية بدرجة ما ـ والحفيد الذي يشترك معه في ذات الإعاقة أقوى علاقة ارتباطا خلالها بكثير من الذكريات والقصص0
ـ كان ارتباط (أ) بجده ولا يزال متبادلا وقويا وعميقا 00 ولعل علاقته بجده هي أقوى العلاقات في حياته حتى الآن0
ـ افتقد (أ) أباه وأمه وشقيقيه ، وذهب (أ )لزيارة أسرته في البلد العربي 0
ـ لم تلحظ الأم تقدما كبيرا في قدرة (أ) على إخراج الأصوات أو قدرته اللغوية رغم مرور ستة اشهر على جلسات التخاطب وفسرت ذلك بالحماية الزائدة التي وفرتها أسرة الأم والتي افتقدت الحزم المطلوب لمواصلة تدريبات التخاطب ، كما لاحظت أن (أ) بدا أنانيا وعدوانيا بدرجة ما0
ـ اجتهد الأب في البحث عن أخصائي تخاطب حيث يعمل للاحتفاظ بـ (أ) وسط أسرته وتيسر ذلك 00 وكان الأخصائي يحضر إلى المنزل ثلاث مرات أسبوعيا يمنح خلالها ما يقترب من نصف راتبه الشهري في ذلك البلد0
ـ كانت جلسة التخاطب تستغرق ثلاثة أرباع الساعة على أن تستمر الأم في تدريبات التخاطب التي كانت تستغرق ما بين ثلاث إلى أربع ساعات يوميا0
ـ اقترنت تدريبات الأم لـ (أ) على التخاطب بتعليم القراءة أيضا ، وتمنت الأم لو اتيحت لها دورة تساعدها في التدريب الصحيح لطفلها على إخراج الاصوات0
ـ كانت ترسم الصورة المكتوبة للصوت المنطوق الذي نجح (أ) في إخراجه صحيحا بمساعدة الأخصائي وتكرره مقترنا بها ، واستحدثت العديد من البطاقات والوسائل المحسوسة والتي كثيرا ما شاركها (أ) في إعدادها0
ـ أرادت الأم أن يتكلم (أ) ويقرأ كسائر الأطفال 0
ـ تعلم (أ) في مدة تقترب من ستة اشهر إخراج كل أصوات اللغة من مخارجها الصحيحة ، كما استطاع التعرف عليها من خلال صورتها المكتوبة0
ـ رغم عدم توافر دور للأب في تدريب (أ) خلال تلك المرحلة إلا أنه قدم مبالغ مالية كبيرة من دخل الأسرة لأخصائي التخاطب ، وكانت مشاركته في رعاية الأطفال العاديين حقيقية وفاعلة لتتمكن الأم من التفرغ لتدريب وتعليم (أ)0
ـ بذلت الأسرة جهودا لتيسير تكيف (أ) مع إعاقته00 فحين كان يشعر بعجزه عن التواصل أو إدراكه لموقف ما نتيجة إعاقته السمعية كان يثور ويبكي ويتساءل ليه أنا؟00
ـ حرصت الأم على إثارة دافعيته لتحدي الإعاقة بقراءة قصص الناجحين في تحدي إعاقاتهم وبخاصة السمعية كهلين كيلر وبيتهوفن ومصطفى صادق الرافعي0
ـ نجحت الأسرة في ذلك ردد (أ) ذات يوم ( لن أطلب من الله الشفاء إلا بعد حصولي على الدكتوراه لأكون قد حققت إنجازا عظيما رغم إعاقتي السمعية 00 وبعدها أرجو الله أن أسمع )
ـ حرصت الأسرة على تنمية الجوانب الإيجابية لـ(أ) بما يعينه على التواصل مع مجتمعه وتنمية قدراته بنفسه وتم ذلك من خلال الحاسوب وبرامجه والذي لا يزال الأمل لمستقبل هؤلاء الأبناء0

جـ التعليم ( الدمج ـ جهود الأسرة ـ مشكلات المنهج )
ـ أتم (أ) ست سنوات كاملة دون أن يلتحق بالمدرسة فاهتمام الأسرة حينها كان تدريبات التخاطب وتنمية قدرته الكلامية واللغوية0
ـ اجتهد الوالدان في البحث عن أفضل الطرق لتعليم (أ) وبعد إعادة التقييم الشامل لحالته لدى أشهر أساتذة السمعيات والأخصائيين النفسيين جاءت التوصيات بتغيير السماعات بسبب استمرار الفقد لقدراته السمعية وأن يتم تعليمه مناهج العاديين مع توفير أكبر اهتمام ممكن من الأسرة للمعاونة في تعليم ذلك الصغير 0
ـ أُلحق (أ) بالمدرسة الابتدائية مع العاديين في البلد العربي حيث تقيم أسرته0
ـ ورغم تميزه في الرسم والخط والقراءة إلا أن لكنته المختلفة عن العاديين خلقت له مضايقات من زملائه0
ـ اجتهدت الأم لمحاولة تعديل قراءته ليساوي العاديين وبخاصة في القرآن الكريم00 كانت تكتب له مثلا ( قل هو الله أحد ) كما تنطق تماما هكذا ( قُلهُوَل/لاهُو/أحد ) حتى يتقنها تماما ويحفظها ثم يعود لقراءتها من المصحف 00 وكانت هذه بداية استخدام الكتابة لمحاولة التغلب على مشكلات النطق0
ـ ولم تكن تلك المشكلة الوحيدة 00 ففي النصف الأول من العام الدراسي واجهت الأسرة مشكلتين تتعلقان بالمنهج:
الأولى : مادة الإملاء :
فحين كان يعجز عن سماع الكلمة المملاة ويفشل في إدراكها أو تخمينها كان يفشل في كتابتها00 ؛أملاه المعلم كلمة طائر ففشل في كتابتها لكنه بمجرد أن رسم له صورة طائر كتب كلمة طائر صحيحة إملائيا00ولقد غير تواجد تلك المادة مساره التعليمي تماما0
الثانية : المواد الشفهية :
والتي كان اختبارها شفهيا أيضا كمادتي الفقه والعلوم فلقد عجز (أ) عن الإجابة على أسئلة المعلم لا لجهل ولكن لعدم سماعه للسؤال 00 وجاءت النتيجة حصوله على 3 درجات من أصل 25 درجة في مادة العلوم و4 درجات من أصل 25 درجة في مادة الفقه0
ـ تظاهرت الأم بالسعادة حين طالعت درجات (أ) واحتضنته ولم تدرك أن الطفل كان يعي جيدا ما تعنيه تلك النتيجة ؛حين عاد الأب من عمله قابله (أ) مسرعا حزينا ( بابا 00أنا 3 و 4 )00 ورغم كل محاولات الوالدين للترفيه عن الصغير إلا أن درجة حرارته ارتفعت في ذلك اليوم حزنا وألما0
ـ بكت الأم فرحا حين نجح (أ) في الصف الأول الابتدائي وكأنه اجتاز أكبر الموانع 00 وكان على الأم واجب التعليم واستمرار تدريب (أ) بما يضمن استمراره بل وتميزه في مدارس العاديين0

(6) مرحلة اكتشاف إعاقة الطفل الثالث:
ـ قلقت الأم - وإن لم تعلن - منذ اكتشاف إعاقة (أ) أن يكون للعامل الو راثي تأثير بما يعني احتمال تعرض أي من أولادها الآخرين لتكرار الاعاقة0
كانوا حينها أربعة من الذكور ، (أ) وقد تحددت إعاقته ،(ب) الذي بدا عاديا ومتميزا ولا يثير أدنى قلق، (ج) الذي كان هادئا بدرجة ملحوظة ، لاحظت الأم تأخرا في قدرته اللغوية مقارنة بأخويه (ب) بل والأصغر منه (د)الذي كان عاديا ولا يثير قلقأ00 بمجرد الشك بدأت ملاحظة (ج) ومراقبته0
ـ لكن الأم بدأت تدريبات التخاطب وتعليم الكلام لـ (ج) بدون مساعدة وقبل إجراء الفحوص الطبية ، وتأكدت الإعاقة السمعية لـ (ج) بالفحص الطبي وعمره خمس سنوات كاملة0
ـ حزن الوالدان ولكن ليس بذات القدر عند اكتشاف إعاقة (أ) 00 كانا راضيين وساعدت الخبرة السابقة للأسرة في التغلب سريعا على المشكلات الناتجة عن إعاقة (ج) وارتدى سماعتين خلف الأذنين0
ـ استطاعت الأم أن تدرب (ج) على إخراج جميع الأصوات ما عدا الكاف والقاف والجيم والغين والتي استعانت بأخصائي التخاطب خلال أجازة الأسرة بمصر في إخراجها 00 ولقد مثل إخراج حرف الكاف معاناة خاصة للطفل(ج) وأمه سجلتها بعد ذلك في إحدى قصائدها0
ـ التحق (ج) بمدارس العاديين مع قدرة أكبر من الأسرة على مواجهة مشكلات الدمج والتكيف مع مشكلات المناهج نتيجة الخبرة المكتسبة خلال مرحلتها مع (أ)0
 
7) المشكلات الناتجة عن الإعاقة السمعية وتأثيرها على الأسرة:
أولا المشكلات النفسية والاجتماعية :
ـ سيطرت على الوالدين مشاعر الحزن والأسى عند اكتشاف إعاقة (أ) ورغم استمرار تلك المشاعر عند اكتشاف إعاقة (ج) إلا أنهما تقبلا الأمر سريعا وإن استمرت حالة الحزن بدرجة ما
ـ بمجرد ولادة الأم للطفل الخامس (هـ) سارع الأب لإجراء فحص سمعي للوليد وتم إخبار الأسرة بالشك في إعاقته واختلف رد الفعل هذه المرة 00 ثار الأب وغضب ، حدث شرخ حقيقي في العلاقة بينه وبين الأم وصمم على ضرورة اتخاذ إجراء حاسم لمنع الحمل؛فقدرة الأسرة على تحمل إعاقات جديدة بدت قاصرة مع ما أدركته من تأثير للإعاقة السمعية على حياة أطفالها بل والأسرة كلها ،ووجدت الأم في فتوى شرعية أباحت لها عملية جراحية لاتتتمكن بعدها من الإنجاب حلا نموذجيا وتم إجراء الجراحة0
_مع وجود اثنين من الأبناء معوقين سمعيا وثلاث من العاديين حُرمت الأسرة من جو أسري خاص يمكن للأسرة أن تجلس فيه معا وتتسامر وتلقي النكات أو الفوازير أو تسترجع ذكريات بصورة عفوية ؛ كان لابد من الترتيب لمثل تلك الجلسة بإعداد الفوازير مكتوبة ليتمكن المعوقين سمعيا من قراءتها ، وحرصت الأسرة في أمسيات العيد على التركيز على الألعاب الأدائية لمجموعة الصغار وإن لم يُرض ذلك العاديين دائما 0
_ عانى العاديون من الأبناء من كثير من إهمال الأم بسبب تركيزها على تعليم وتدريب المعوقين سمعيا بما ألقى بالحزن والتوتر على حياتهم 0
_ كانت الأم تحرص عند الخروج أن يظل المعوقون سمعيا أمامها خوفا من ابتعادهم وعدم سماعهم لنداءات الآخرين ، وبدت قلقة معظم الأوقات 0أما الأب فكان دائم القلق والتفكير في مستقبل الأبناء المعوقين سمعيا 0وحين كان المعوقون سمعيا لا يستطيعون الاندماج والحديث مع العاديين ومجاراتهم في ألعابهم كانوا ينعزلون ، ونبهت قدرتهم على إبهار العاديين صغارا وكبارا بتشكيلات الرمال على الشاطيء الوالدين إلى أهمية التركيز على الجوانب الإيجابية في شخصياتهم بما يعوضهم سلبيات الإعاقة وكان ذلك في الرسم والحاسوب 0
_ بمرور السنوات نشأت بين (أ ) وأقرانه لغة خاصة للتفاهم ؛كانت مزيجا من اللغة المنطوقة والإشارات والتعابير 0
_ واجهت الأسرة مشكلات بسبب الاندماج مع العاديين كان (أ )يثور ثورة عارمة ويضرب أي طفل يتصور أنه يسخر من طريقة نطقه التي لم تكن عادية تماما ؛تصور (أ) أن أحد الأطفال يبتسم ابتسامة ساخرة منه وبدأ بضربه وسرعان ما انتشرت الابتسامة الساخرة بين مجموعة الأطفال كلما صدر عن ( أ) مالا يوافقون عليه ، ولم يتمكن الوالدان من منع كل الأطفال من تكرار السلوك ، لكنهما نجحا في تدريب (أ) وتدريجيا على تغيير استجابته لمثير الابتسامة الساخرة من الضرب إلى التجاهل التام ولكن بعد معاناة 0
_آلم الوالدين خلال رحلتهما مع الإعاقة استنزاف بعض الأساتذة أو المتخصصين لعواطفهم قبل أموالهم ؛ فحين كانت الأسرة تمر بضائقة مالية تعرضت للوم شديد واتهام بالتقصير من قبل أستاذة وذلك لعدم شراء جهاز يساعد في تعليم الكلام ثمنه يصل إلى ستة آلاف جنية مصري وكان المبلغ أكبر من قدرة الأسرة التي اضطرت للاستدانة وشراء الجهاز الذي ثبتت عدم جدواه أو نفعه للصغير 0
_ سببت ذات الأستاذة صدمة للأم حين رفضت متابعة حالة ( أ) وتعللت بعدم فائدة السماعات وضرورة إجراء جراحة لزراعة القوقعة، وطلب الأستاذ المتخصص مبلغا بالدولار الأمريكي يفوق أحلام الأسرة حينها ؛ ويشعر الوالدان بالعجز والغضب وتحولت تلك المشاعر إلى الغضب والثورة بعد عرضهما لطفلهما على مراكز متخصصة أفادت بعدم ملاءمة زراعة القوقعة لحالة الصغير 0
_ اضطرت الأسرة تحت ضغط حزن ( أ) كنتيجة لعدم ذهابه للمدرسة إلى اتخاذ قرار بألا يذهب أخوه العادي والذي يليه في الترتيب إلى المدرسة وأن يدرسا معا المناهج المصرية للعاديين ويتقدما لامتحان أبنائنا في الخارج الذي تجريه السفارات المصرية للمقيمين خارج مصر 0
_ كانت الأم هي المعلمة الوحيدة ل(أ) لكل المواد وحين طلبت من الأب أن يقوم بتدريسه للغةالانجليزية ضجر وأعلن رفضه وعجزه لكنه عاد ليدرك أن الأمر ليس خيارا له أو للأم بل واجب فرضته الإعاقة وأداه كل منهما على أكمل وجه 0
_ تزايدت الأعباء على الأسرة مع تحملها لمسئولية المدرسة في تعليم الأبناء وانقطعت صلاتها بكل الأسر تقريبا رغم استمرار تواجد الأسرة في غربة0
_ وعند وصول(أ) إلى الصف الثالث الإعدادي لم يعد بإمكان الأم أن تنام جيدا ؛ لم تتوقف عن التخطيط لمستقبل ( أ )وتوقفت حياتها عليه ؛ كانت تتساءل كل يوم : ماذا أنجزنا؟ وكيف نتفوق؟
هل سيتزوج ؟ هل ستقبل به أسرة فتاة عادية ؟ كيف سيتعامل مع زوجته ؟ هل هناك خطر من تعرض أبنائه للإعاقة السمعية ؟ لكن أكبر ماكان يشغل الأم هو رغبتها في تميزه وتفوقه ليلتحق بالثانوي العام ويكمل تعليمه الجامعي 0
_كانت تقسو عليه 00وكانا معا يصابا بكثير من الإحباط وكانت تدعمه بقصص المتفوقين ليواصلا الجلوس معا لأكثر من عشر ساعات يوميا تتخللها بعض أوقات الترفيه له لا لها وبدأت علاقة الأم والأب في التوتر 00كانت الأم حزينة كثيرة البكاء ، وصار خوفها من فشل الصغير محور حديثها الدائم مع الأب 0
_ أدركت الأم تحيزها لأكبر أولادها المعوق سمعيا كما أدركت إهمالها لزوجها وبقية أولادها ولنفسها حين تخلت عن كل أحلامها في العمل والدراسة والكتابة والشعر 0صارت الضغوط أكبر من قدرتها على الاحتمال ؛ تزايدت نوبات البكاء وبدأت الصمت ، وبدأت تعجز عن كل شيء 0
_ استنجد الزوج بالأسرة الصديقة الوحيدة لأسرته 00طالبوها بعدم الاستسلام لنوبات البكاء ومشاركتهم أحاديثهم ، لكنها عجزت واتخذوا القرارات نيابة عنها ؛ فشاركت الأسرة الصديقة في تحمل عبء تدريس (ب ) العادي وتحمل الأب بقية الأولاد بكل أعبائهم حتى تعبر الأسرة أزمتها 0
_ تيسر للأم في تلك الفترة أن تتخفف من بعض أعبائها ، وأن تختلط بالآخرين بعيدا عن هموم أسرتها وأعبائها لبعض الوقت 0
_لكن قرار الأسرة بعد ذلك كان ضرورة عودة الأم مع الأولاد الخمسة إلى مصر حيث يتم إلحاقهم جميعا بالمدارس 0
_ وبرغم نوبات الثورة التي كانت تنتاب أحد الوالدين خلال رحلتهما مع الإعاقة السمعية إلا أن كل منهما صار أكثر قدرة على تفهم مشاعر واحتياج الآخر 00صارا أكثر ترابطا وإن كانا أكثر حزنا 0

ثانيا المشكلات التعليمية :
سبق وذكرت الباحثة مشكلتين تعليميتين تعلقتا بالإملاء والمواد الشفهية حين التحق ( أ ) بالصف الأول الابتدائي مع العاديين ، وتم التغلب على مشكلة المواد الشفهية بعد إتقانه للقراءة والكتابة بكتابة الأسئلة ويقوم ( أ ) بالإجابة عنها شفهيا 0
_ حين كان في الصف الرابع كانت تقديراته في المواد الدراسية المكتوبة والشفهية ممتاز وجيد جدا ، أما الإملاء فكانت ضعيف جدا 0
_لم يتفهم مسئول مشكلة (أ) واتخذت إدارة المدرسة قرارا بتحويله إلى مدرسة الصم ، واقترحت الأسرة حلولا لاختبار قدرته الإملائية من خلال مادة التعبير لكن قرار الإدارة التعليمية كان نهائيا وحاسما 0
_اضطرت الأسرة أن يتقدم (أ )للاختبار الذي تعقده السفارات المصرية لأبناء المقيمين في الخارج تحت مسمى ( أبناؤنا في الخارج )، والذي يعني أن تقوم الأسرة بكامل دور المدرسة في تعليم المواد الدراسية المصرية للعاديين وفي المنزل .
_ حصل (أ )على شهادته الابتدائية بنجاح حيث تمثل الإملاء أحد فروع اللغة العربية في المناهج المصرية بما لا يؤثر على نتيجة الطالب في حال إجابته بقية الفروع 0
_ استمرت دراسة (أ ) في المنزل حتى حصوله على شهادته الإعدادية بمجموع 90%وحتى كادت الأم تنهار لتعود الأسرة إلى مصر ، ويلتحق بالمدرسة الثانوية إلى جانب العاديين 0
_ وتتكرر مشكلات الدمج وعدم الاستفادة من المدرسة بوضعها الحالي وتقوم الأسرة بإجراء وقف لقيده بالمدرسة وتستعين بمعلمين متخصصين يقومون بتدريسه بصورة فردية اعتمادا على لغة هي مزيج من الكلام وقراءة الشفاة والكتابة 0
_ استعانت الأسرة بالحاسوب كوسيلة لتواصل (أ) والعالم من خلال شبكة الانترنت والاستعانة بالبرامج التعليمية على الحاسوب ، ونشأ ارتباط قوي بين (أ)وجهازه الذي عرف عنه الكثير وبجهد ذاتي منه وصار الحاسوب وعلومه وبرامجه الاهتمام الأول ل(أ) مما يثير قلق الوالدين خوفا من إهماله لدراسته 0

ثالثا المشكلات المادية :
_فرضت الإعاقة السمعية على الأسرة أعباء مالية تفوق الأعباء المعتادة لأسر العاديين بداية من تكلفة المتخصصين في المتابعة الطبية والنطق والكلام إلى شراء المعينات السمعية وما يتطلبه استخدامها وصيانتها وتغييرها كل ثلاث سنوات تقريبا.
_ وفى ظل تعليم (أ) و(ج) مناهج العاديين وعدم قدرتهم على الاستفادة من المدرسة تتحمل الأسرة أعباء مالية إضافية كأجور للمدرسين القائمين على تعليمهما بصورة فردية.

(7) الوضع الراهن للحالة:
الأب: يعمل بدولة عربية شقيقة لعدة أسباب في مقدمتها تعويض التكاليف المادية لاستخدام المعينات السمعية وتكاليف التعليم الفردي الخاص لاثنين من الأبناء المعوقين سمعيا 0
ولا يزال يعاني قلقه على مستقبل الأبناء إضافة إلى ما تفرضه الغربة من ضغوط0 ويستمر تواصل الأب مع الأسرة عبر الحاسوب وبصورة شبه يومية0
الأم: تقلص دورها في تعليم الأبناء المعوقين سمعيا وتكتفي بدور الملاحظ والمتابع لكل الأبناء ،وبدت أكثر هدوء وان ظل قلقها على الجميع قائما ،واتجهت للاشتراك في منتدى لذوى الاحتياجات الخاصة ،وشاركت في الإشراف على منتدى الصم العالمي وأصدقائهم، ومنتدى يهتم بشئون وشجون أهالي ذوي الاحتياجات الخاصة 0
ـ عادت إلى كتابة الشعر والخواطر ونشر بعضها في مجلات تهتم بذوي الاحتياجات الخاصة حيث تظل الإعاقة عامة والسمعية خاصة محور اهتمامها الأول 0كما عادت لمواصلة دراستها العليا ، وتم قيدها لنيل درجة الماجستير ، ويظل اهتمامها الخاص هو الإعاقة السمعية وأسر المعوقين سمعيا0
الأبناء :
 (أ) نجح في اجتياز المرحلة الأولى من الثانوية العامة المصرية لمناهج العاديين ويجيد استخدام الحاسوب والانترنت00 لكنه ومع مرحلة المراهقة يعاني بعض التوترات وتنتابه نوبات من الرفض لسماعتيه حينا وإعاقته أحيانا0
(ب) في الصف الأول الثانوي وبدا أكثر تفهما لإعاقة أخويه بل وصار له دور إيجابي في مساعدة أخاه الأصغر (ج) المعوق سمعيا في بعض دروسه وأخبر أمه مؤخرا بأنه يشعر بسعادة كبيرة حين ينجح في مساعدة (ج) في فهم درس أو موقف على الرغم من نوبات الحزن التي لا تزال تنتابه من حين لآخر0
(ج) في الصف الثاني الإعدادي وهو أكثر هدوء وتوافقا مع إعاقته من أخيه الأكبر00 ويندمج مع العاديين إلا أنه يشكو من إهمال بعض المعلمين 00 فحين يوجه المعلم سؤاله إليه لو أنه قال (أه) إشارة إلى عدم سماعه ورغبته في تكرار السؤال تقول له المعلمة ( خلاص 00 اجلس )0
(د) في الصف الرابع الابتدائي ويتآلف مع أخويه المعوقين سمعيا0
(هـ) في الصف الثاني الابتدائيويتآلف كذلك مع أخويه المعوقين سمعيا 0

التفاعلات داخل الأسرة:-
-فى ظل غياب الأب تجبر الأم على ممارسة الدورين معا بما يتطلبه دور الأب من حزم وقيادة..ومع دخول (أ) لمرحلة المراهقة بخصائصها ومتغيراتها إضافة.. لخصائصه كمعوق سمعيا كثيرا ما يحدث الصدام بينه وبين حزم الأم وهى تؤدى دور الأب.حينها يثور (أ) يخلع سماعته ويغمض عينيه ليقطع كل جسور التواصل..ولم يعد يسمح لأمه بالاقتراب بل ويحملها مسئولية كل خطأ أو أزمة يمر بها.. وهى الوحيدة التى تتلقى احباطاته و صار يتهم الأم بإخفاء الأخبار التي يعجز عن سماعها0
_ استنجدت الأم بالجد للمساهمة في القيام بدور الأب الغائب فكان مصدر ضغط آخر؛فوجود الجد المعوق سمعيا.. والمرتبط بأول أحفاده (أ) بعلاقة خاصة منذ رفقتهما في رحلا ت التخاطب يخلق العديد من المشكلات بسبب توحده الكامل مع (أ) وحمايته الزائدة للمعوقين سمعيا من الأبناء وبخاصة (أ)،وتظل بينهما لغة مشتركة خاصة لا تجرؤ الأم على الاقتراب منها، ولا يبقى لدى الأم سوى القبول بأداء الجد بدور الأب الغائب وإن اعترضت على طريقة أداء هذا الدور...
_وتتواصل الأسرة بجميع أفرادها بصورة أفضل ويتقن الصغار العاديون التواصل مع أخويهم المعوقين سمعيا ...فحين يعجز الكلام تكون الشفاة، وتعبيرات الوجه والإشارات..وأخيرا قد يلجأون للكتابة 00لكن التفاعل يظل قائما وبصورة جيدة للجميع 0
 
توصيات
1_ ضرورة الاهتمام بإجراء الفحوص الطبية قبل الزواج ، وخاصة بين الأقارب كنوع من الوقاية الأولية من الإعاقة0
2- ضرورة إجراء فحص سمعي إجباري للأطفال حديثي الولادة..ومتابعة إجراء فحص سمعي دوري إجباري لتلاميذ المدارس وفى فترات محددة أسوة بما يحدث في التطعيمات.. وذلك بما يمكن من التشخيص المبكر للإعاقة السمعية ويتيح إمكانية التدخل المبكر لتصحيح الآثار السلبية الناجمة عن الإعاقة0
3- ضرورة اهتمام وتوجيه البحوث والدراسات إلى أسر المعوقين سمعيا وبخاصة أسر ضعاف السمع الأكثر قلقا واضطرابا وذلك بهدف:-
أ?- التعرف على طبيعة ومصادر ومحددات الضغوط التي تتعرض لها تلك الأسر0
ب?- تحديد الاحتياجات الخاصة لأسر المعوقين سمعيا0
ج_ اقتراح ودراسة أساليب للتعامل مع الضغوط ..وإشباع الاحتياجات،
وذلك في إطار هدف أسمى هو تكيف أسر المعوقين سمعيا مع إعاقة أبنائهم بالقدر الذي يمكّن من المشاركة في التفاعل وتدريب وتعليم وتأهيل الطفل المعوق سمعيا ، ويخرجه من عزلته ليصبح فاعلا ومفيدا لنفسه ومجتمعه0
4-ضرورة تصميم برامج تهتم بأسرة الطفل المعوق سمعيا على أن تشمل :_
أ- التوعية بالمظاهر السلوكية للإعاقة السمعية ، التي تمكن من التشخيص المبكر للإعاقة بما يتيح إمكانية التدخل المبكر ، وتلافي الآثار السلبية الناجمة عن الإعاقة 0
ب-إمداد الوالدين بالمعلومات حول الإعاقة السمعية ، والخدمات التي تمكن من تخفيف آثارها ، وكذلك خصائص واحتياجات الطفل المعوق سمعيا وسبل إشباعها تلافيا لإحباطات وصدامات نتيجة الجهل بتلك المعلومات 0
ج-الإرشاد الفردي والجماعي للأسرة لتوفير الدعم النفسي والاجتماعي 0
د-تدريب الوالدين على التفاعل مع الطفل المعوق سمعيا عن طريق لغة قد تكون الإشارة أو قراءة الشفاة أو التواصل الكلي بما يشبع الاحتياجات الخاصة للطفل المعوق سمعيا ، ويقضي على عزلته 0
هـ- تدريب الوالدين على إجراء تدريبات التخاطب للمساعدة في تدريب الطفل وتنمية قدرته اللغوية 0
د-الاهتمام بدور الأسرة الممتدة الفاعل في المجتمعات العربية وبخاصة الأجداد، واستثمار خبراتهما الخاصة للمساعدة في تكيف وتنشئة الطفل المعوق سمعيا ؛ وذلك بتوفير معلومات صحيحة عن الإعاقة السمعية ، وخصائص المعوقين سمعيا 0
ز- تدريب الوالدين على العناية بالسماعات الطبية وسبل المحافظة عليها والتعرف على أعطالها البسيطة 0
5- ضرورة تدبير دعم اقتصادي للأسر ذات الدخل المحدود، والتي يعاني أحد أفرادها الإعاقة السمعية لمواجهة المتطلبات العلاجية ، وتكاليف شراء واستخدام وصيانة المعينات السمعية 0
6- ضرورة مراعاة القدرات السمعية للأطفال ضعاف السمع في حال دراستهم مناهج العاديين ، وتعديل طرق التقويم والاختبار بما يتناسب مع إعاقتهم ويقيس قدرتهم الحقيقية خاصة في المواد الشفهية والإملاء 0
7-توصية خاصة للإعلاميين ، والكتاب ، ومصممي لعب الأطفال باستخدام السماعة الطبية في المسلسلات والقصص ، وابتكار لعب أطفال تحاكي السماعة الطبية ؛ بما يخلق وعيا عاما بأهمية استخدام السماعة الطبية لمن يحتاجها ويجعله أمرا مقبولا ومعتادا اجتماعيا وذلك لتجنيب الطفل المعوق سمعيا الكثير من المضايقات والإحباطات 0
8-ضرورة الاهتمام بتنمية وعي المجتمع بطبيعة الإعاقة عامة ، والإعاقة السمعية المخفية خاصة ، وسبل التفاعل مع المعوقين سمعيا ، وذلك من خلال وسائل الإعلام المختلفة والمواد الدراسية بالقدر الذي يسهم في تقبل المجتمع للطفل المعوق والاعتراف بحقوقه ، والتقليل من حالة الإحباط التي تتولد لديه وصولا إلى درجة مناسبة من درجات الدمج والتأهيل 0
 
 
قائمة المراجع
1-آمال أبو باشا (1999)0أثر برنامج مقترح لتنمية بعض مهارات الاتصال لدى عينة من طلاب قسم الإعلام التربوي بكلية التربية النوعية بطنطا 0رسالة ماجستير غير منشورة ،كلية التربية ، جامعة طنطا ، مصر 0
2-أحمد عبد الرحمن عبد اللطيف (1976)0دراسة العلاقة بين التوافق لدى الصم والبكم المراهقين والاتجاهات الو الدية نحوهم 0رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية التربية ، جامعة طنطا ، مصر 0
3-أيوجين مندل ، ماكاى فيرنون( 1984)0إنهم ينمون في صمت 0ترجمة عادل عز الدين الأشول ، مكتبة الانجلو المصرية ، القاهرة 0
4-بدر الدين كمال عبده ،محمد السيد حلاوة (2001)0رعاية المعاقين سمعيا وحركيا 0المكتب الجامعي الحديث :الإسكندرية ، مصر0
5-جمال عطية فايد (2000)0أثر استخدام مجموعة من الأساليب الإرشادية على تعديل بعض جوانب السلوك المشكل لدى الأطفال الصم في مرحلة التعليم الأساسي 0رسالة دكتوراة غير منشورة ، كلية التربية ، جامعة المنصورة ، مصر 0
6-جمال محمد الخطيب (1997)0الإعاقة السمعية 0الجامعة الأردنية : عمان ، الأردن 0
7-جمال الخطيب ، منى الحديدي (1998)0التدخل المبكر 0دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع :عمان ، الأردن 0
8-رمضان محمد القذافي (1988)0سيكلوجية الإعاقة 0الدار العربية للكتاب : ليبيا0
9-سمية طه جميل (1990)0دراسة مدى تقبل الأب والأم للإصابة بالتخلف العقلي وعلاقته بمفهوم الذات وتقدير الذات لدى الابن المتخلف عقليا 0رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية التربية ، جامعة طنطا ، مصر 0
10-شاكر عطية قنديل (2000)0الإعاقة كظاهرة اجتماعية 0بحوث مؤتمر نحو رعاية نفسية وتربوية أفضل لذوي الاحتياجات الخاصة ، كلية التربية ، جامعة المنصورة ص ص381-428
11- عبد المطلب أمين القريطي (2001)0سيكلوجية ذوي الاحتياجات الخاصة وتربيتهم 0دار الفكر العربي :القاهرة 0
12-فتحي السيد عبد الرحيم،حليم السعيد بشاى (1992)0سيكلوجية الأطفال غير العاديين واستراتيجيات التربية الخاصة ج1دار القلم : الكويت 0
13-فوقية محمد راضي (2000)0الضغوط النفسية والحاجات الإرشادية لإخوة المتخلفين عقليا 0بحوث مؤتمر نحو رعاية نفسية وتربوية أفضل لذوي الاحتياجات الخاصة ، كلية التربية ،جامعة المنصورة 0ص ص 431-478
14-محمد فهمي(2000)0واقع رعاية المعوقين في الوطن العربي 0المكتب الجامعي الحديث : الإسكندرية ، مصر 0
15-منى صبحي الحديدي ، جمال محمد الخطيب (1996)0أثر إعاقة الطفل على الأسرة 0مجلة كلية التربية ، جامعة المنصورة ، العدد 31،ص ص1 : 22
المراجع الأجنبية

1-Knight,Pamela,Swanwick,Ruth(1990).The care and Education
of a Deaf Child.Multilngual Matters ,Clevedon,Buffalo,Sydney.
-Sherry R. Latson(1995). Preventing Parent Burn Out:
Model for Teaching Effective Coping Strategies to Parents of Children with Learning Disabilities, Learning Disabilities Association of America.
http://www.ldonline.org/ld_indepth/p...ntburnout.html

 أطبع المقال أرسل المقال لصديق


[   من نحن ? |  سياسة الخصوصية | منتدى أطفال الخليج (جديد) | الصفحة الرئيسية ]

خدمة الخلاصات تاريخ آخر تحديث: 1/4/2022

أطفال الخليج ذوي الإحتياجات الخاصة

جميع الحقوق محفوظة