|
110524129 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
السمع والتخاطب - الاعاقة السمعية
|
نقص السمع و الصمم |
الكاتب : د. فادي لوقا |
القراء :
16007 |
نقص السمع و الصمم عند الأطفال د. فادي لوقا أخصائي أذن و أنف و حنجرة عندما يصل نقص السمع لدى الطفل إلى مستوى شديد نوعا وكما ، يؤدي ذلك ، وحسب تاريخ ظهوره ومستواه ، إلى تأخر ، وغياب ، وتراجع في النطق ، مع تراجع مرافق لتطور الطفل الذهني. إن النطق لدى الطفل يتطور في الحقيقة نتيجة للمحاكاة و التقليد للمكتسبات اليومية و المرتبطة بما يسمعه الطفل وبدرجة الذكاء لديه، ففي البداية يجب أن يسمع الطفل الصوت من ثم أن يفهم ما يعنيه هذا الصوت وأن يحفظه ثم يحاول إعادة لفظه ، وبعدها يتدخل الذكاء وهو العنصر الأساسي في التعرف على الصوت و معناه ، ومقارنته حسيا . مما يؤدي بالنتيجة لمعرفة الكلمات و تشكيل النطق . إن نقص السمع الشديد عصبي أو وصلي المنشأ، تكون عواقبه و اختلاطاته أكبر بكثير في حال حدوثه أثناء الطفولة المبكرة فيما لو حدث منذ الولادة ، هذه الإعاقة لا يمكن تقصيها و التغلب عليها إلا بالكشف المبكر عن الصمم فمن المعروف أن قدرة الدماغ العظمى على تعلم النطق تكون في أقصاها بين العمر صفر إلى 2 سنة فترة ذات أهمية بالغة لتعلم النطق بالنسبة للإنسان .
تطور النطق لدى الطفل الطبيعي : إن التمكن من النطق يأتي دائما بعد تمارين تحضيرية للتلقي و الفهم والتعبير ، هذه الفترة التحضيرية من التطور ما قبل اللغوي لا يمكن أن تحدث بهذا الشكل التلقائي عند الأطفال المصابين بنقص السمع منذ بداية حياتهم . كذلك عند الأطفال المحرومين من اللغة أصلا ، ويتم هذا بالشكل التالي: o منذ الأسابيع الأولى: توجد لدى الطفل منعكسات كرد فعل على الصوت ، الصراخ الذي يعني الحيوية ، وحسن أداء وظيفة التصويت ، التفاعل مع الوسط المحيط بالطفل ، عدم الشعور بالراحة . o شهرين : يبدأ الطفل بالتعرف على الصوت والنغمات المختلفة ، صرخات مختلفة كصراخ دعاء الأم o 6 أشهر : تحسس النغمات ، النغمات المحببة ، : الضحك ، البكاء ، مكاغاة اللعب بالصوت من 3-6 أشهر . o 9أشهر : بداية فهم الكلمات المألوفة ، التقليد الصوتي كالببغاء . o سنة : فهم الجمل الصغيرة ، التنسيقات الكلامية ، الكلمات الأولى ، جمل مؤلفة من مجموعة كلمات . o 20 شهر - سنتين و نصف : لغة مركبة مع ظهور الفعل في الكلام عند 3 سنوات (أنا - نحن ...) العلامات السريرية لنقص السمع عند الأطفال : إن التقصي المبكر عن نقص السمع لدى الطفل ، والذي نلاحظ أنه لا يتفاعل مع الأصوات المحيطة به، ضروري للغاية و بالسرعة القصوى ، ومن الخطأ دائما تأجيل الأمر و تأجيل تخطيط السمع لديه . بل ينبغي أحيانا ، أن يكون الاستقصاء نشطا، خاصة عند الأطفال الذين هم عرضة لحدوث مثل هذا النقص بالسمع بسبب وجود سوابق عائلية وراثية او حمل و ولادة عثرة ، لأن الانتظار و التأخير قد يؤدي إلى : o طفل لا يتكلم ولم يتكلم من قبل : منذ السنة الثانية تتفاقم الأمور وتتطور لغته الإشارة و الحركة - يصبح الطفل صعب المران ، حذرا ، غاضب ، مع عدم استقرار ، وغالبا ما يلجأ الأهل لاستشارة أطباء الأطفال أو الطبيب النفسي العصبي لمعرفة ما يحدث . o طفل تكلم متأخراً و يتكلم بشكل سيئ: الطفل يبقى رضيعا ، يتلفظ بصعوبة ، يشرح قليلا ، يقال عنه أنه قليل الانتباه ، لا يأبه بالانتقادات ، يعاني من صعوبات في المدرسة ، قراءته سيئة ، يبقى منزويا في المدرسة و البيت ، يصبح أحيانا صاحب نفسية صعبة ، عدواني و شرس . o طفل يتوقف عن الكلام ويتراجع النطق لديه: بدون سبب واضح أو بوجود سبب محدد ، تظهر لدى الطفل من 6-7 سنوات تراجع سريع في الكلام و اللفظ مع تغير بالصوت و تأخر مدرسي . كيف نفحص المريض : يبدأ السؤال حول : o تفاصيل تعلم اللغة و التطور النفسي الحركي للطفل o رد فعل الطفل في البيت على الأصوات و الضجيج o تصرفات الطفل وحركته o القصة العائلية ، و سوابق مرضية قبل أثناء و بعد الولادة . o فحص الأذن والأنف والحنجرة : يكون فحصا عاديا لغشاء الطبل ، ومن ثم الانتقال إلى تخطيط السمع . o أما الفحوصات الثانوية فتطلب حسب منشأ المرض المحتمل فحص بصري، تخطيط للدماغ، اشعة مقطعية للأذنين ، فحوصات مخبرية وتتم عادة في مرحلة ثانية . ثم يتم التأكيد على ثلاثة عوامل أساسية : o شدة نقص السمع o تأثيره على تطور الكلام لدى الطفل o القدرات الذهنية و التوازن الحركي عند الطفل تخطيط السمع الكهربائي : يجب معرفة أن إجراء تخطيط سمع للطفل ليس بالأمر السهل فالطفل سريع الاعتياد كما أنه يتعب بسرعة ، ومع تطور التقنية وظهور أجهزة حديثة تقيس وتخطط السمع بطريقة لا إرادية ، إلا أنه لا غنى عن تخطيط السمع العادي الخاص بالطفولة . طرق تخطيط السمع : 1- عند حديث الولادة : 3-5 أيام ندرس المنعكسات غير المشروطة عند الطفل . منعكس شدة الانتباه- منعكس سمعي جفني (حركة الجفون عند سماع صوت)- سمعي عضلي(حركة الجسم عند سماع صوت) باستعمال الأصوات القوية أجراس . طبل . 2- عند الرضيع من الشهر 9-15 ندرس تفاعل الطفل مع المحيط بواسطة الألعاب التي تصدر أصواتا بشكل مدروس . الأصوات المألوفة صوت الملعقة الرضاعة الورق الصوت العادي ونراقب رد فعل الطفل . 3- من 2-3 سنوات منعكس يدعى منعكس العالم ، سوزوكي و هو منعكس مشروط يعطي فكرة عن نسبة السمع لدى الطفل . 4- من 3سنوات وحتى 4سنوات ونصف هناك العرض الحركي الصوتي و هو عبارة عن ألعاب تتحرك بشرط أن يسمع الطفل الصوت . بعضها حاليا يعتمد على الحاسوب . 5- من 4 سنوات ونصف يمكن إجراء تخطيط السمع الكهربائي العادي الذي نجريه على الكبار حيث يسمع الطفل الصوت ويعطينا إشارة بأنه سمعها . إن جميع هذه الطرق ممكنة عند طفل عادي الذكاء، أما الطفل المصاب بالتخلف الفكري مثلا ، فستكون الطريقة متناسبة مع عمره الذهني ، وعند الطفل الصعب المران ينبغي المزيد من الصبر، وعند المريض النفسي تكون غير ممكنة على الإطلاق . التخطيط اللاإرادي : ونلجأ له دائما في حال كانت هناك نتائج غير واضحة في التخطيط العادي، وغالبا ما يتم تحت التخدير العام ، ويعطي فكرة عامة عن مستوى السمع لدى الطفل . دراسة اللفظ لدى الطفل : دراسة تشمل مختلف نواحي اللفظ - طريقة اللفظ -فهم اللغة - إعادة الصوت والكلمات والجمل، ومن ثم نصنف تطور الطفل اللغوي حسب جداول موضوعة مسبقا . دراسة التطور النفسي و العصبي للطفل : وهي دراسة تشمل قدرات الطفل وذكائه - توافق الحس والحركة لديه - المقدرة على الحفظ و التعلم ، ويتم ذلك بواسطة قواعد محددة ومدروسة بجداول خاصة . و هنا يجب أن نفرق بين بعض الحالات : في حال عدم وجود نقص في السمع مثبت بالتخطيط ، يجب أن نبحث في احتمال وجود تخلف عقلي، أوعن وجود انغلاق نفسي ، أو تأخر عادي للنطق بدون أي خطورة على الطفل . إن التخلف العقلي و الانغلاق النفسي لا يمكن تشخيصهما إلا عن طريق فحص طبيب أخصائي بعلم نفس الأطفال. أما التأخر بالنطق العادي فهو غالبا ما يكون وراثيا، و لا يترك أي أثرا على الطفل في المستقبل . أسباب نقص السمع عند الأطفال : إن معرفة السبب ، لا يؤدي بالضرورة لوضع خطة علاجية واضحة ، لأنه غالبا ما تكون الأسباب عصبية المنشأ، من الخلايا السمعية المحدودة العدد و التي إذا فقدت فهي لا تعوض، وبالتالي لا يمكن علاجها بالأدوية أو بالعمليات الجراحية ، وتكون الأسباب العامة لهذا النقص مثل : o نقص تشكل في الأذن أو أحد عناصرها ، ولادي المنشأ قد يسبب نقص في السمع حتى 50 بالمائة . o صمم عصبي ناتج عن مرض وراثي ، وقد تكون مرافقة لمتلازمات وراثية إستقلابية المنشأ، أو أمراض عصبية المنشأ . o الإصابات التي تحدث قبل الولادة وتسبب نقصا في السمع عصبي المنشأ حوالي 23 بالمائة من الإصابات o أسباب بعد الولادة : ومنها الرض أثناء الولادة ، أسباب سمية، و أسباب انتانية، كالتهاب السحايا بعد الولادة . o تسمم ناتج عن استعمال الأدوية . o عدم توافق دم الجنين والأم - 6 بالمائة من الإصابات . o نقص تروية الجنين من 2-9 بالمائة . وكما نرى فان لكل حالة علاجها الخاص و يبقى الأمر بيد الطبيب المعالج . ولكن يبقى أمرا واحدا علينا معرفته في الختام ، وهو أن الطفل الأصم وبشكل شديد يجب أن يستعمل السماعة قبل 12 شهرا من حياته ، وأن طفل متوسط نقص السمع يجب أن نضع السماعة في أذنه قبل 24 شهرا من حياته لتكون الفائدة بأقصاها . المصدر:(شبكة الخليج) |
أطبع
الموضوع |
أرسل الموضوع لصديق
|
|
|
|
|