ما هو الشلل الدماغي؟ يمثل الشلل الدماغي إعاقة تؤثر على الحركة ووضعية الجسم، وهي تنتج عن ضرر يلحق بالدماغ قبل ولادة الطفل أو عند ولادته أو بعدها، ولا يلحق الضرر بالدماغ بأكمله بل بأجزاء منه فقط، ويلحق بالدرجة الأولى بالأجزاء التي تتحكم بالحركات، ولا تشفى الأجزاء المصابة كما أن إصابتها لا تتفاقم، ومع ذلك يمكن تحسين الحركات، ووضعيات الجسم، وكذلك المشكلات الأخرى ذات الصلة، كما يمكن أيضا أن تسوء، ويتوقف ذلك على كيفية معالجتنا للطفل وعلى حجم الضرر اللاحق بدماغ الطفل، وكلما كان العلاج مبكرا كلما زاد التحسن الذي يمكن إحداثه.
في العديد من الدول يمثل الشلل الدماغي السبب الأكثر شيوعا للإعاقة الجسمانية، ويمثل في بلدان أخرى السبب الثاني لها بعد شلل الأطفال، ويصاب بالشلل الدماغي سواء قبل الولادة أو بعدها طفل واحد من بين كل ثلاثمائة طفل.
كيفية التعرف على الشلل الدماغي:- العلامات المبكرة:- o عند الولادة -- يكون الطفل المصاب بالشلل الدماغي مترنحا ولينا في أكثر الأحيان، وقد يبدو طبيعيا أيضا.
طفل طبيعي
طفل مصاب - مرن - يتدلى الطفل إلى الأسفل على شكل حرف (U) ويكون قليل أو عديم الحركة o قد يتنفس أو لا يتنفس الطفل عند الولادة مباشرة، وقد يكون مرنا مع زرقان في اللون، ويعد تأخر التنفس سببا شائعا لتضرر الدماغ. o يكون الطفل بطيء الحركة بالمقارنة مع الأطفال الآخرين، فيكون بطيئا في قدرته على تثبيت رأسه لأعلى أو في الجلوس أو في التحرك هنا وهناك.
o قد لا يستخدم الطفل يديه، أو يستخدم يدا واحدة فقط، ولا يبدأ في استخدام الاثنين.
مشكلات التغذية: قد يكون لدى الطفل صعوبات في الامتصاص، والابتلاع، والمضغ، وقد يتعرض في كثير من الأحيان للاختناق أو التقيؤ، بل وحتى مع نمو الطفل فقد تستمر هذه المشكلات وغيرها فيما يتعلق بتناول الغذاء.
الصعوبات التي تتم مواجهتها في رعاية الرضيع أو الطفل الصغير: - o قد يكون جسم الطفل متيبسا عند حمله، أو تغيير ملابسه، أو تحميمه، أو أثناء اللعب، وقد لا يتعلم فيما بعد القيام بتناول الغذاء أو ارتداء ملابسه بنفسه، أو الاستحمام، أو استخدام المرحاض، أو اللعب مع الآخرين، وقد يكون ذلك ناتجا عن التيبس المفاجيء للجسم أو نتيجة لوجود مرونة شديدة بالجسم تجعل الطفل "يسقط أرضا". o قد يكون الرضيع شديد الترنح مما يجعل رأسه يبدو وكأنه سيسقط، أو قد يتيبس الرضيع فجأة وكأنه لوح من الخشب، مما يجعل المرء يشعر بعدم القدرة على حمله أو عناقه.
يتيبس الجسم وكأنه لوح من الخشب o قد يبكي الرضيع كثيرا ويبدو سريع الغضب أو الانفعال، أو قد يكون هادئا للغاية (سلبيا) ويكاد لا يبكي أو يبتسم.
صعوبات التواصل:- o قد لا يستجيب الرضيع أو يتفاعل مثلما يفعل باقي الرضع، وقد يرجع ذلك بشكل جزئي إلى ما به من مرونة، أو تيبس، أو عدم القدرة على القيام بإيماءات باستخدام الذراعين، أو عدم القدرة على التحكم في عضلات الوجه، وكذلك فقد يكون الطفل بطيئا في البدء في التحدث، وقد يحدث لاحقا لدى بعض الأطفال التحدث بشكل غير واضح أو غيرها من مشكلات التحدث الأخرى.
لويس .. هل تريد أن تعلب مع أوسكار، يا لويس؟
حتى إذا كان الطفل يستطيع سماع الأصوات العالية، فقد لا يسمع بالشكل الكافي لفهم الكلمات
كم ناتج طرح 7 ناقص 4؟ ------ صح .. 3
o على الرغم من أنه يصعب على الوالدين معرفة ما يريده الطفل على وجه التحديد، إلا أنهما يصلان تدريجيا إلى فهم العديد من احتياجاته، ففي البداية يبكي الطفل كثيرا لتوضيح ما يريده، وقد يشير إليه فيما بعد باستخدام ذراعه أو قدمه أو عينيه.
الذكاء:- o قد يبدو على بعض الأطفال البلادة نظرا لشدة ترنحهم وبطء حركتهم، والبعض الآخر يتحرك كثيرا وبشكل غير متزن قد يجعلهم يبدون كالبلهاء، وقد تتحرك وجوههم بشكل دائري، أو قد يسيل لعابهم نظرا لضعف عضلات الوجه أو صعوبة الابتلاع، مما قد يجعل الطفل الذكي يبدو بطيئا من الناحية الذهنية. o تقريبا يكون نصف الأطفال المصابين بالشلل الدماغي مصابين بالتخلف العقلي، ولكن ينبغي عدم اتخاذ قرار في هذا الشأن بشكل مبكر، حيث يتعين تقديم المساعدة والتدريب للطفل كي تتضح حالته حقا، ويستطيع الوالدان في أغلب الأحيان القول بأن ما يفهمه الطفل فعلا أكثر مما يتضح عليه. o من خلال المساعدة والتدريب أثبت بعض الأطفال مممن كانوا يعتبروا متخلفين أنهم أذكياء إلى حد بعيد o أحيانا ما تتأثر القدرة على السمع والرؤية، وإذا لم يتم التعرف على هذه المشكلة فقد تعتقد الأسرة أن الطفل يفتقد للذكاء، وينبغي ملاحظة الطفل بعناية واختباره لمعرفة لأي مدى يستطيع أن يسمع ويرى (انظر الصفحات من 450 إلى 453 من النسخة الإنكليزية من الكتاب). o تحدث النوبات (نوبات الصرع .. النوبات المرضية .. التشنجات) لدى بعض الأطفال المصابين بالشلل الدماغي (انظر الفصل التاسع والعشرين من النسخة الإنكليزية من الكتاب).
السلوك المتسم بالقلق:- o قد تحدث تغيرات مفاجئة في الحالة المزاجية من الضحك إلى البكاء، وظهور مشاعر الخوف، ونوبات الغضب، وغيرها من مظاهر السلوك الصعبة الأخرى، وقد يرجع السبب في ذلك وبشكل جزئي إلى ما لدى الطفل من إحباط نتيجة لعدم قدرته على القيام بما يريد باستخدام جسمه، وعند وجود الكثير من الضوضاء وكم زائد من النشاط فمن الممكن أن يصبح الطفل خائفا أو متضايقا، فالضرر اللاحق بالدماغ قد يؤثر على السلوك أيضا، ويحتاج هؤلاء الأطفال إلى الكثير من المساعدة والصبر للتغلب على مخاوفهم وسلوكياتهم غير المعتادة الأخرى (انظر الفصل الأربعين من النسخة الإنكليزية من الكتاب). o لا يفقد الطفل حاسة اللمس، والإحساس بالألم، والحرارة، والبرودة، وبوضعية الجسم، إلا أنه قد يكون لدى الأطفال صعوبة في التحكم في حركات أجسامهم وفي التوازن، ونظرا لإصابتهم بضرر في الدماغ فقد يكون لديهم صعوبة في تعلم هذه الأشياء، ومن الممكن أن يكون التعليم المتسم بالصبر والكثير من التكرار مفيدا في هذا الشأن.
حركات الجسم غير الطبيعية:- o يوجد لدى الرضع "حركات جسمانية مبكرة" تحدث بشكل تلقائي والتي عادة ما تتلاشى في خلال الأسابيع أو الأشهر الأولى من العمر، ولكنها قد تستمر لفترة أطول بكثير في حالة الأطفال المصابين بضرر في الدماغ، إلا أنه ليس لها أهمية سوى عند تأثيرها على كيفية التي يتحرك بها الطفل، وعادة فإن "ارتعاش الركبة" وحركات الأوتار والقفز تعد نشاطا زائدا (القفز أعلى من المعدل الطبيعي)، وفي حال عدم التأكد فإن اختبار الحركات غير الطبيعية قد يساعد على التمييز بين الشلل الدماغي و شلل أطفال (انظر الفصل الأربعين من النسخة الإنكليزية من الكتاب).
أنواع الشلل الدماغي
يختلف الشلل الدماغي من طفل لآخر، وقد توصل خبراء مختلفون إلى أساليب مختلفة لتوصيفه، ولكن لا داعي للقلق بشأن تحديد نوع معين من الشلل الدماغي لدى الطفل، فهذا لا يساعد عادة في علاج الطفل. ومع ذلك فمن المفيد التعرف على ثلاث طرق رئيسية يمكن أن يظهر بها الشلل الدماغي، وقد تظهر على طفل ما واحدة أو أخرى من هذه الطرق الثلاث، ولكن عادة ما تأخذ شكل يجمع إلى حد ما بينهم جميعا.
1- تيبس العضلات أو "التشنج":- يكون لدى الطفل "المتشنج" تيبسا بالعضلات أو "توترا بالعضلات"، ويؤدي ذلك إلى صلابة أو تيبس جزء من جسمه، وتتسم الحركات بالبطء والغرابة، وفي أغلب الأحيان تؤدي وضعية الرأس إلى أوضاع غير طبيعية لسائر الجسم، ويزداد التيبس عندما يكون الطفل متضايقا أو مستثارا، أو عندما يكون جسمه في أوضاع معينة، ويختلف نمط التيبس بشكل كبير من طفل لآخر.
وضعيات التشنج عند الرقود على الظهر
2- عدم التحكم في الحركات:- ويقصد بذلك الحركات الملتوية البطيئة أو السريعة المفاجئة لقدمي الطفل أو ذراعيه أو يديه أو عضلات وجهه، وقد يبدو أن الذراعين والساقين تتحرك بشكل مفاجئ ومتوتر، أو قد تتحرك إحدى اليدين أو أصابع القدم دون سبب، وعندما يتحرك باختياره فإن أجزاء الجسم تتحرك بسرعة شديدة ولمسافة بعيدة للغاية، وقد تستمر الحركات أو الوضعيات التشنجية، مثل تلك الموضحة في الصور المبينة أعلاه، في الظهور والاختفاء (توتر العضلات يتغير بشكل دائم)، ويكون توازن الطفل ضعيفا ويسقط بسهولة. يمتلك معظم الأطفال الذين لا يستطيعون التحكم في حركاتهم ذكاء طبيعيا، ولكن في حالة تأثر العضلات اللازمة للتحدث فقد يكون من الصعب عليهم التعبير عن أفكارهم واحتياجاتهم. وقد تتمثل الحركات التي لا يستطيع الطفل التحكم بها بالنسبة الذراعين والأيدي في الاهتزاز بشكل منتظم أو "انقباضات" مفاجئة، وفي أغلب الأحيان تظهر الحركات التي لا يستطيع الطفل التحكم بها بشكل أكثر سوء عندما يكون الطفل مستثارا أو يحاول القيام بشيء ما.
3- ضعف التوازن:- يكون لدى الطفل المصاب بضعف التوازن صعوبة في البدء في الجلوس والوقوف، فهو يسقط في أغلب الأحيان ويستخدم يديه بشكل بعيد للغاية عن الإتقان، وكل هذه الأمور طبيعية بالنسبة لصغار الأطفال، ولكنها تكون مشكلة ذات حجم أكبر في حالة الطفل المصاب بضعف التوازن كما أنها تستمر لفترة أطول (وأحيانا طوال الحياة). نظرا لأن الأطفال الذين يعانون بشكل رئيسي من مشكلة في التوازن يبدو عليهم أنهم يتصرفون بشكل أخرق أكثر مما يبدو عليهم أنهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، فأحيانا ما يتسم الأطفال الآخرون بالقسوة ويسخرون منهم.
يكون لدى العديد من الأطفال المصابين بالتشنج أو عدم التحكم في الحركات مشكلات في التوازن أيضا، وقد يشكل ذلك عائقا رئيسيا في تعلم المشي، ومع ذلك فإنه يمكن في أغلب الأحيان القيام بالكثير من الأمور لمساعدة الطفل على تحسين توازنه.
ملاحظــــــــــــــــــــــــة:- يتسم الأطفال الرضع المصابين بأي نوع من أنواع الشلل الدماغي ببطء الحركة والمرونة بشكل رئيسي في أغلب الأحيان، ويبدأ ظهور التيبس أو عدم التحكم في الحركات رويدا رويدا، أو قد يكون الطفل بطيء الحركة في بعض الوضعيات ومتيبسا في وضعيات أخرى.
أجزاء الجسم المتأثرة:- يوجد ثلاثة أنماط رئيسية والتي تتوقف على طبيعة الأطراف المتأثرة
على الرغم من أن غالبية الأطفال المصابين بالشلل الدماغي ينطبق عليهم نمط أو آخر من هذه الأنماط، إلا أنه ينبغي أيضا البحث عن مشكلات ثانوية في أجزاء أخرى من الجسم.
أسئلة عن الشلل الدماغي:- 1- ما سببه؟ تختلف أجزاء الدماغ المتعرضة للضرر من طفل لآخر من الأطفال المصابين بالشلل الدماغي، وفي أغلب الأحيان يصعب إيجاد الأسباب.
" أسباب قبل الولادة: o إصابة الأم بأمراض أثناء فترة الحمل، ويشمل ذلك مرض الحصبة الألمانية أو مرض القوباء المنطقية. o الاختلافات بين دم الأم ودم الطفل. o وجود مشكلات لدى الأم، مثل مرض السكري أو تسمم الحمل. o الوراثة، وهو أمر نادر الحدوث، ولكن هناك "شلل جزئي وراثي". o لا يمكن إيجاد سبب في حوالي 30? من الأطفال.
" أسباب قرب أو أثناء الولادة: o نقص الأكسجين (الهواء) عند الولادة، حيث لا يتنفس الطفل بالسرعة الكافية ويصبح لونه أزرق ويكون بطيء الحركة، وفي بعض الحالات فإن سوء استخدام الهرمونات (أوكسيتوسيكس) بغرض تسريع الولادة يؤدي إلى ضيق الأوعية الدموية بالرحم بدرجة شديدة لا يحصل معها الجنين على الأكسجين الكافي، ويولد الطفل وهو أزرق اللون وبطيء الحركة ومصابا بضرر في الدماغ. o الإصابات الحادية عند الولادة والناجمة عن حالات الولادة المتعسرة، وفي معظم الأحيان يكون هؤلاء المواليد كبار الحجم بينما تكون أمهاتهم صغيرات الحجم أو السن، وقد يتعرض رأس الجنين للضغط ويتغير شكله وتتمزق الأوعية الدموية ويتعرض الدماغ للضرر. o الولادة المبتسرة، حيث أنه يكون من المحتمل بشكل أكبر للأطفال الذين يولدون قبل 9 شهور ويقل وزنهم عن 2 كيلوغرام (5 أرطال) الإصابة بالشلل الدماغي، وفي البلدان الغنية فإن أكثر من نصف حالات الشلل الدماغي تحدث للأطفال الذين يولدون مبكرا.
" أسباب بعد الولادة: o الارتفاع الشديد في درجة الحرارة نتيجة للإصابة بمرض أو الجفاف (فقدان الماء نتيجة للإصابة بالإسهال)، ويشيع ذلك بصورة أكبر بالنسبة للأطفال الذين لا يحصلون على الرضاعة الطبيعية. o إصابة الدماغ بمرض (التهاب السحايا .. التهاب الدماغ، وهناك أسباب عديدة مثل الملاريا والسل. o الإصابات التي تلحق بالرأس، o نقص الأكسجين الناجم عن الغرق، أو التسمم بالغاز، أو لأسباب أخرى. o التسمم من طبقات الرصاص التي تطلى بها الأواني الفخارية، والمبيدات الحشرية التي يتم رشها على المحاصيل الزراعية، وغيرها من السموم الأخرى. o النزيف أو جلطات الدم بالمخ، والتي تكون لأسباب غير معروفة في أغلب الأحيان. o الأورام الخبيثة بالمخ، والتي تسبب ضررا مستمرا بالدماغ تكون علاماته مشابهة لعلامات الشلل الدماغي ولكنها تسوء بشكل منتظم.
2- هل الشلل الدماغي معد؟ لا .. حيث أنه لا يمكن أن ينتقل من طفل لآخر.
3- هل يستطيع الأشخاص المصابين بالشلل الدماغي الزواج وإنجاب أطفال؟ نعم .. ولن يصاب الأطفال بهذه الحالة (سوى في نوعية نادرة للغاية من الشلل الدماغي).
4- ماهو العلاج الطبي أو الجراجي المتاح؟ فيما عدا العقاقير المستخدمة للتحكم في النوبات، فإن الأدوية لا تفيد عادة، (وعلى الرغم من أنه يتم في كثير من الأحيان وصف أدوية لتقليل التشنج، إلا أنها لا تفيد عادة، وقد تسبب مشكلات)، وأحيانا تكون الجراحة مفيدة في تقويم التقلصات العنيدة الحادة، ومع ذلك فإن الجراحة بغرض إضعاف أو تشنج العضلات أو التخلص منه تكون أقل تأثيرا في أغلب الأحيان وقد تجعل الوضع أكثر سوء أحيانا، ويتطلب الأمر تقييما متأنيا، وعادة فإنه ينبغي التفكير في الجراحة فقط إذا كان الطفل يمشي بالفعل ولدية صعوبة متزايدة بسبب التقلصات، وبالنسبة للطفل الذي لا يستطيع التوازن بشكل يسمح له بالوقوف فإن الجراحة لا تفيد عادة، وأحيانا فإن الجراحة بغرض فصل الساقين يمكن أن تساعد في تسهيل عملية التنظيف والاستحمام.
- ما الذي يمكن القيام به؟ لا يمكن علاج الأجزء التالفة من الدماغ، ولكن في أغلب الأحيان يستطيع الطفل تعلم استخدام الأجزاء غير التالفة للقيام بما يريد، ومن الأهمية للوالدين أن يعرفا على وجه التقريب ما يتوقعانه: o يتحول الطفل المصاب بالشلل الدماغي إلى شخص بالغ مصاب بالشلل الدماغي، ولا يؤدي البحث عن علاجات سوى إلى الإحباط، وعوضا عن ذلك ينبغي مساعدة الطفل أن يصبح شخصا بالغا يستطيع العيش بما به من إعاقة وبأكبر قدر ممكن من الاعتماد على الذات. o تستطيع الأسر فعل الكثير لمساعدة الأطفال على تعلم تسيير أمورهم بشكل أفضل، وبشكل عام فإن الطفل الأكثر ذكاء يتعلم بنجاح كيفية التكيف مع حالته، ومع ذلك فلا يكون الذكاء ضروريا دائما، وفي واقع الأمر فإن بعض الأطفال الأذكياء يتعرضون بسهولة أكبر للإحباط وتثبيط الهمة مما يجعلهم يتوقفون عن المحاولة، وللحفاظ على استمرارية تقدم حالة هؤلاء الأطفال، فإن الأمر يتطلب بذل المزيد من الجهد لإيجاد أساليب جديدة تثير اهتمامهم، فحتى الأطفال المصابين بتخلف حاد يستطيعون في أغلب الأحيان تعلم مهارات أساسية هامة، ولا يتضاءل الأمل في حدوث الكثير من التقدم إلا عندما يكون التلف العقلي شديد للغاية بالدرجة التي تجعل الطفل لا يستجيب على الإطلاق للأشخاص والأشياء، ومع ذلك وقبل الحكم على الطفل الذي لا يستجيب، يجب القيام بفحص الطفل من حيث الصمم أو فقدان القدرة على الإبصار.
ملاحظة هامة: بدلا من محاولة معالجة أعراض الشلل الدماغي، يمكننا القيام بما هو أكثر من ذلك بالنسبة للطفل إذا ما ساعدناه في تنمية الحركة، والتواصل، والرعاية الذاتية، والعلاقات مع الآخرين، حيث يمكننا أحيانا القيام جزئيا بتصحيح الأعراض من خلال مساعدة الطفل على تنمية مهاراته الأساسية.
o يستطيع أفراد الأسرة تعلم اللعب والقيام بالأنشطة اليومية مع الطفل بأساليب تساعد الطفل على تسيير أموره وكذلك على الوقاية من المشكلات الثانوية مثل التقلصات. o والأكثر أهمية هو أن يتعلم الوالدان (والجدان!) عدم القيام بكافة الأمور للطفل، بل ينبغي فقط مساعدته بما يكفي كي يستطيع التعلم من القيام بالمزيد لنفسه. o وعلى سبيل المثال فإذا كان طفلك باديء في مد يده وأخذ الأشياء إلى فمه:
هل سيستطيع طفلي المشي يوما؟ غالبا ما يمثل ذلك السؤال أكبر أوجه القلق لدى الوالدين، حيث يمثل المشي أمرا هاما من الناحيتين الوظيفية والاجتماعية، ولكن من حيث احتياجات الطفل فإن هناك مهارات أخرى قد تكون أكثر أهمية، ولكي يحيا الطفل حياة سعيدة وبأكبر قدر ممكن من الاستقلالية والاعتماد على الذات، فهناك مهارات وإنجازات ضرورية وهي على النحو التالي (ومرتبة من حيث الأهمية):- o ثقة الطفل بنفسه وحبه لذاته. o التواصل والعلاقات مع الآخرين. o الأنشطة التي تتطلب رعاية ذاتية مثل تناول الطعام وارتداء الملابس وقضاء الحاجة. o التنقل من مكان لآخر. o (وإن أمكن) المشي.
ينبغي علينا جميعا أن ندرك أن المشي ليس أهم مهارة يحتاجها الطفل، كما أنه ليس المهارة الأولى بالتأكيد، فقبل أن يستطيع الطفل المشي فإنه يحتاج إلى التحكم في الرأس بقدر معقول، كما يحتاج إلى أن يكون قادرا على الجلوس دون مساعدة، وعلى حفظ توازنه أثناء الوقوف. وبالفعل فإن معظم الأطفال المصابين بالشلل الدماغي يتعلمون المشي، وإن كان ذلك في كثير من الأحيان يحدث بشكل متأخر كثيرا عما هو معتاد، وبشكل عام فكلما قلت حدة إصابة الطفل وكلما كان بمقدوره بشكل مبكر الجلوس دون مساعدة، فإنه يزداد احتمال قدرته على المشي، وإذا ما استطاع الطفل الجلوس دون مساعدة وهو في سن الثانية، فإن فرصه في المشي قد تكون جيدة، وذلك على الرغم من اشتمال الأمر على عوامل أخرى عديدة، حيث أن بعض الأطفال يبدأون في المشي في سن السابعة أو العاشرة أو حتى في سن أكبر من ذلك. عادة ما يتعلم الأطفال المصابين بالشلل النصفي أو الشلل المضاعف المشي، إلا أن البعض منهم قد يحتاجون إلى عكازات، أو دعامات، أو غيرها من الأدوات المساعدة الأخرى. قد لا يمشي مطلقا العديد من الأطفال ذوي الإصابة الحادة، وينبغي علينا تقبل ذلك، وأن نضع في اعتبارنا أهدافا أخرى هامة، فسواء تسنى أم لم يتسنى للطفل المشي يوما ما، فإنه يحتاج إلى وسيلة ما للتنقل من مكان لآخر، وفيما يلي موقفا حقيقيا ساعدنا على إدراك أن هناك أشياء أخرى أكثر أهمية من المشي.
خطأ شائع عندما يتم الإمساك على هذا النحو بطفل مصاب بتلف حاد بالدماغ، فإن ساقيه قد تتيبسان تلقائيا وتتجه قدماه لأسفل فيما يسمى "بالإنعكاس اللا إرادي لأصابع القدم"، ونظرا لأن القدمين تقومان أحيانا "بخطوات" متشنجة فإن الوالدين يعتقدان أن الطفل أصبح "مستعدا تقريبا للمشي"، ولكن ذلك ليس صحيحا، حيث يجب أولا التغلب على الإنعكاس اللا إرادي لأصابع القدم قبل أن يستطيع الطفل البدء في تعلم المشي، ولذلك يجب عدم القيام بالإمساك بالطفل بهذه الوضعية أو جعله يحاول المشي، فلن يؤدي ذلك سوى إلى تقوية رد الفعل المعيق هذا (انظر صفحة رقم 291 من النص الإنكليزي).
نعرف شقيقين في قرية مكسيكية وكلاهما مصابان بالشلل الدماغي o هذا الطفل يمشي ولكن بصعوبة بالغة، فالمشي يجعله يشعر بالتعب وبأنه غير طبيعي مما يجعله يبقى بالبيت ولا يمارس اللعب أو العمل، فهو غير سعيد.
o على الجانب الآخر فإن شقيقة لا يستطيع المشي، ولكنه يحب ركوب الحمار منذ صغره، وهو يستخدم سورا صغير لركوب على الحمار والنزول من عليه بنفسه، وهو يتنقل لمسافات طويلة ويحصل على أجر مالي مقابل حمل الماء، فهو سعيد o (لا تقتصر الفائدة من ركوب هذا الحمار على استفادة الطفل منه في التنقل حيث يشاء، ولكنها تفيده أيضا من حيث أن الإبقاء على الساقين متباعدتين يمنع حدوث التقلصات بالركبة، وبهذه الطريقة يتم إدماج "العلاج" في الأنشطة اليومية)
وهناك وسائل عديدة مختلفة لمساعدة الأطفال الذين لا يستطيعون المشي، أو ممن يمشون بصعوبة، على الوصول إلى الأماكن التي يريدونها، ومن بين هذه الوسائل الألواح ذات العجلات، والعربات، والكراسي المتحركة، وأجهزة المشي الخاصة، والدراجات ثلاثية العجلات ذات البدالات اليدوية، ويتناول الجزء الثالث من هذا الكتاب وصف العديد منها (انظر الفهرس بالنص الإنكليزي).
كيف يمكننا تقديم المساعدة؟ أولا وبمساعدة الوالدين والأسرة نقوم بمراقبة الطفل بدقة لمعرفة ما يلي:- o ما الذي يستطيع الطفل القيام به. o كيف يكون شكل الطفل عندما يتحرك وعندما يكون في وضعيات مختلفة. o ما الذي لا يستطيع الطفل القيام به، وما الذي يمنعه من القيام به.
ما يستطيع الطفل القيام به:- هل يستطيع الطفل القيام بما يلي:- o رفع يده؟ الإبقاء عليها لأعلي؟ مدها؟ o سحب نفسه على الأرضية بأي طريقة ممكنة؟ الزحف؟ المشي؟ o كيف يستخدم الطفل يديه؟ o هل يستطيع الإمساك بالأشياء والاحتفاظ بها، واستخدام كلا اليدين معا (أم بيد واحدة في كل مرة)؟ o هل يستطيع استخدام أصابع يده لالتقاط الأحجار الصغيرة أو قطع الطعام؟ o ما حجم ما يستطيع الطفل القيام به لنفسه؟ o هل يستطيع تناول طعامه بنفسه، والاغتسال بنفسه، وارتداء ملابسه بنفسه؟ وهل هو "متدرب على استعمال دورة المياه"؟
ما الذي يستطيع الطفل القيام به في البيت أو في الحقل لمساعدة أسرته؟ بعد مراقبة ومناقشة ما يستطيع الطفل القيام به، يجب أن نتوقع منه القيام بهذه الأشياء، وإذا كان الوالدان معتادان على القيام بكافة الأمور تقريبا للطفل، فقد يكون ذلك صعبا (بالنسبة لكل من الوالدين والطفل) في البداية، ولكن سريعا ما سيؤدي ذلك إلى مساعدة الطفل على اكتساب المزيد من الثقة بالنفس، كما أن رؤية ما يستطيع الطفل القيام به بنفسه ستؤدي أيضا إلى تشجيع الوالدين، وسوف يقل تفكيرهما في ما لا يستطيع الطفل القيام به، وفيما يلي جدة تساعد حفيدتها على أن تصبح أكثر اعتمادا على نفسها:-
كان من الصعب على الجدة عدم إحضار كوبا من الماء لحفيدتها - خاصة عندما توسلت إليها، ولكنها كانت تعلم أن حفيدتها على المدى الطويل سوف تستفيد من ذلك في إدارة شئون نفسها بنفسها، ولمزيد من الأفكار عن كيفية استطاعة الأسرة مساعدة الطفل المصاب بالشلل الدماغي، إقرأ قصة "مارسيليا" بالصفحات من 5 إلى 7، وقصة "إنريك" بصفحة رقم 288 من النص الإنكليزي.