السياسة التعليمية .. ( الهدف والغاية ) ؟
الدكتور عادل عامر
أصبح واضحاً جلياً أن التعليم في كل بلد هو عماد نهضتها وأملها في مستقبلها ، وكل بلد أياً كانت هذه البلاد لها سياستها التعليمية التي تتناسب مع حجم هذا البلد وإمكاناته ، والتطوير التعليمي أمر روتيني يحدث لأي تعليم شاء أم أبى ، تحكمه في ذلك التطورات والدراسات التي تغزو العالم ، فلا يمكن أن تسكن خيمة وأنت ترى جارك يبني ناطحة سحاب مثلاً ! و واضعوا سياسات التعليم وضعوا نصب أعينهم نقطتان ، الأولى رسم سياسة محددة للوصول بالتعليم إلى هدف معين ، الثانية تحديد هدف ينبغي الوصول إليه . فحبذا لو طلع علينا أحد المسئولين عن السياسة التعليمية في المملكة لكي يخبرنا عن مسار السياسة التعليمية ، أو عن الأهداف المنشورة حيث أننا رغم كل الحديث الذي أثير حول التعليم في المملكة مازلنا نجهل أهدافه ! وأنا هنا لا أنتقد التعليم بل إني من أكثر المعتزين بالانتماء إليه ، إلا أني أجهل الهدف الذي وضعه المختصين للبلاد في العقود القادمة طبعاً خارج نشر العلم وتثقيف الفرد وإخراجه من ظلمات الجهل إلى نور العلم إلى غير ذلك من العبارات التي استهلكت أيام العباسيين والأمويين ! حتى إن واضعي هذه السياسة قليلاً ما نشاهدهم ، ونادراً ما نسمع حديثهم ، وكأنهم بوارق تظهر فجأة وتختفي فجأة ؟!كل ما أريد معرفته هو هل الهدف أن نكون بلد يعتمد على نفسه في كل شيء أم بلد صناعي أم بلد متخلف فلا هو حي يستحق كرامه ، ولا هو بميت يستحق الترحما ؟كل ذلك يعتمد على السياسة التعليمية لهذا البلد أو ذاك فهذه السياسة هي التي جعلت من بلاد كالصين والهند واليابان في مصاف الدول العظمى رغم كثرة عدد سكانها وضآلة مواردها ، وجعلت من بلادٍ أخرى كثيرة في مصاف الدول المتخلفة رغم قلة عدد سكانها وكثرة مواردها .