15-اكتوبر- يوم العصا البيضاء.. اليوم العالمي للمكفوفين
يحتفل العالم اجمع يوم 15 اكتو بر من كل عام بيوم العصا البيضاء كرمز وتعبير عن مشاعر المشاركة والدعم لمن شاءت الأقدار أن يفقدوا حاسة من أهم الحواس لدى الإنسان وهي حاسة البصر . والهدف من الاحتفال بهذا اليوم هو التعبير عن اهتمام الأمم وجميع دول العالم بالأفراد المعاقين بصريا من حث بتقديم الخدمات لهم على كافة المستويات ومساواتهم بالأفراد المبصرين في حقوقهم وواجباتهم وتأمين احتياجاتهم الخاصة التي تسهم في زيادة قدراتهم وإعطائهم الفرص لكي يحيوا ويعيشوا ضمن مجتمعاتهم كأفراد مساهمين في بنائها وتقدمها . وقد لاقت هذه البرامج اهتمام الهيئات الدولية فوضعتها الأمم المتحدة ضمن برامجها الخاص بالتنمية لسنوات 1970 _ 1980
وفي عام 1970 تم إعداد استراتيجيه للتربية العربية أصدرتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم وركزت على ضرورة الاهتمام بالمعوقين وتربيتهم وتوفير الخدمات لهم ضمن الإعلان الخاص بحقوق المعوقين . ويتمثل احتفال الدول بهذا اليوم بمظاهر متعددة منها إقامة النشاطات الترفيهية والمعارض الخاصة بإنتاج الأفراد المكفوفين وإظهار قدراتهم وطاقاتهم وتوضيح بعض الصور الخاطئة التي يعتقد بها بعضهم بأن الشخص الكفيف إنسان عاجز وغير معطاء وبحاجه إلى المساعدة من الآخرين . بهدف تغيير نظرة المجتمع للأفراد المكفوفين ومحاولة دمجهم في المجتمع كسائر الأفراد .
كما تقام النشاطات الخيرية : مثل المعارض والحفلات لدعم البرامج وتطويرها في سبيل خدمة المعاقين بصريا ، وفي هذا اليوم يشعر الأفراد المكفوفين بأنهم جزء لا يتجزأ من مجتمعهم وأهلهم وليس كما ينظر لهم في الماضي على إنهم عاجزون ومصدر للرثاء والشفقة . فكم من كفيف استطاع إن يواجه كل التحديات والصعوبات التي تنجم عن إعاقته البصرية ويبدع في علومه وأدبه ولا ننكر أمثال هؤلاء العباقرة ممن جسدوا أروع مثال للتحدي في مواجهة العجز وكسر أغلاله أمثال طه حسين ، سيد مكاوي ، هيلين كيلر وغيرهم كثيرون ممن كانوا مثل يقتدي بهم لغيرهم ممن حرموا نعمة البصر ، فالإرادة القوية والإيمان بالله والصبر والمحاولة الجادة كلها دوافع قويه لتحقيق ما ترجوه النفس وتحقيق مفهوم الذات بما وهبه الله من حواس أخرى حيث يستطيع إن يحقق الكثير من طموحاته ويتغلب على يأسه ليشق طريقه إلى النجاح . فمع تقدم العلم وتوفير الخدمات التأهيلية المجتمعية والتعليمية للمعاقين بصريا استطاع معظم المكفوفين أن يعيشوا حياتهم كالآخرين وان يحصلوا على تعليمهم بواسطة توفير الأجهزة المساعدة وإعداد الكوادر المؤهلة واستخدام حواسهم المتبقية واستطاع عدد كبير منهم أن ينافس المبصرين في مجالات عديدة
أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ(46)
سورة الحج) صدق الله العظيم .