#1  
قديم 05-10-2013, 10:43 AM
الصورة الرمزية معلم متقاعد
معلم متقاعد معلم متقاعد غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 1,190
افتراضي التوحد : الأسباب،

 

التوحد

يعتبر كانر (Kanner) أول من أشار إلى التوحد كاضطراب يحدث في الطفولة ، وقد كان ذلك عام 1943 ، وقد استخدم مصطلح التوحد في البداية في ميدان الطب النفسي عندما عرف الفصام .
وفي ذلك الوقت كان يستخدم التوحد موصف لصفة الانسحاب لدى الفاصميين ، ثم بعد ذلك تم استخدام هذا المصطلح كاسم للدلالة على الاضطراب بأكمله .
ففي مقالته الأساسية عن التوحد أشار كارنر (Kanner) إلى خصائص أحد عشر طفلاً كانوا يعانون من متلازمة غير معروفة وكان الهدف من الدراسة هو التعرف إلى الخصائص السلوكية لهؤلاء الأفراد والتمييز بينها وبين الصفات التي يظهرها الأطفال المرضى بأمراض نفسية أخرى ، وهذه الصفات تشمل : عدم القدرة على التعلق والانتماء إلى الذات والآخرين والمواقف وذلك منذ الولادة . تأخر في اكتساب الكلام ، عدم استخدام الكلام من أجل التواصل ، إعادة الكلام ، رغبة شديدة في المحافظة على الروتين ، عكس صفة الملكية ، سلوك لعب نمطي ، ضعف التخيل ، ذاكرة جيدة ، ومظهر جسماني طبيعي .
ومعظم هذه الصفات قد ذكرت في دراسات لاحقة عن الأطفال التوحديين .
وهناك الكثير من التعريفات التي قدمت للتوحد ، إذا عرفت الجمعية الوطنية الأمريكية للأطفال التوحديين (National Society of autistic Children {NSAC}) التوحد بأنه اضطراب أو متلازمة تعرف سلوكيا وأن المظاهر الأساسية يجب أن تظهر قبل أن يصل الطفل إلى 36شهراً من العمر ويتضمن اضطراباً في سرعة أو تتابع النمو ، واضطرابا في الاستجابات الحسية للمثيرات ، واضطرابا في الكلام واللغة والسعة المعرفية ، واضطرابا في التعلق والانتماء للناس والأحداث والموضوعات ، وقد عرفت منظمة الصحة العالمية (WHO) عام 1982 بأنه اضطراب نمائي يظهر قبل سن ثلاث سنوات يظهر على شكل عجز في استخدام اللغة ، وفي اللعب ، وفي التفاعل الاجتماعي والتواصل . كما عرفته الجمعية الأمريكية للطب النفسي (American Psychiatric Association APA) بأنه اضطراب يشمل الجوانب النمائية الثلاثة التالية : 1ـ الكفاءة الاجتماعية 2ـ التواصل واللغة 3 ـ السلوك النمطي والاهتمامات والنشاطات.
وقد انعكس غموض اضطراب التوحد وتداخل أعراضه مع الاضطرابات والإعاقات الأخرى .
وتعدد وتباين اختصاصات المهتمين والباحثين بهذا الاضطراب على تصنيف هذا الاضطراب منذ اكتشافه حتى الوقت الحاضر .
ففي عام 1977 تم اعتماد اضطراب التوحد من قبل منظمة الصحة العالمية من خلال الدليل العالمي لتصنيف الأمراض (International Classification of Disease ICD-9) كفئة تشخيصية ، ثم في عام 1980 صنف اضطراب التوحد كأحد الاضطرابات النمائية الشاملة (Pervasive Developmental Disorder) وذلك من قبل الجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA) من خلال الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorder) في طبعته الثالثة . وفي عام 1981 تم إعادة تصنيف اضطراب التوحد واعتبر على أنه إعاقة صحية وذلك بناء على التوصيات المقدمة من المنظمات والجمعيات المهتمة بالتوحد .
وعند مراجعة الدليل التشخيصي والإحصائي في طبعته الثالثة والذي صدر عام 1987 وبسبب الخلاف على مفهوم التوحد نتيجة وجود عدد من الأطفال الذي يظهرون الكثير من الصفات التو حدية ولا تنطبق عليهم المعايير الكاملة ، فدق تم إضافة فئة جديدة سميت بفئة الاضطرابات النمائية الشاملة غير المحددة (pervasive Development Disorder-Not Otherwise Specified) كما إلغاء محك العمر لظهور الأعراض مع التركيز على المستوى النمائي عند تقييم الأعراض . وتضمنت الطبعة الرابعة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية توسعاً في مفهوم الاضطرابات النمائية الشاملة (PDDS) بحيث أصبح يضم فئات التوحد (Autism) ؛ واضطراب ريت (Retts Disorder) ؛ واضطراب تفكك الطفولة (Childhood Disintegrative Disorder CDD) ؛ واضطراب اسبرجر (Asperger Disorder) ؛ واضطراب التوحد غير النمطي (Atypical Autism) أو ما يسمى بالاضطرابات النمائية الشاملة غير المحددة أو صفات التوحد .

نسبة انتشار التوحد
أجريت الكثير من الدراسات حول تحديد نسبة انتشار التوحد ، وهناك الكثير من التباين حول تحديد هذه النسبة ، وذلك بناء على التعرف المعتمد في تحديد هذا الاضطراب والمحكات التشخيصية المعتمدة .
ولكن النسبة الأكثر قبولاً تتراوح من 4/ 000‚10 إلى 1/ 15. كما تشير الدراسات إلى أن نسبة حدوث التوحد لدى الذكور تفوق بكثير نسبة حدوثه للإناث ، إذ تبلغ النسبة عند الذكور مقارنة بالإناث (Gillberg et al٫1991) .
وتجد الإشارة هنا إلى أن دراسات علم الأوبئة في مجال التوحد تشير إلى الازدياد في نسبة شيوع هذا الاضطراب ، التحود من حيث التعريف ، والمحاكات التشخيصية المعتمدة ، ودقة أدوات القياس والتشخيص وتوافر الاختصاصيين القادرين على القيام بمهمات التشخيص والتفريق بين هذا الاضطراب والاضطرابات والإعاقات الأخرى التي تختلط أعراضها مع أعراض اضطراب التوحد (Burack et. Al., 2001) .

أسباب التوحد
حيث أن التوحد اضطراب معقد ومظاهره السلوكية متشابكة مع كثير من الاضطرابات ، فقد كان مجالاً لكثير من الدراسات التي حاولت التعرف على أسبابه . وقد تعددت العوامل التي ذكرت في كثير من الدراسات كأسباب للتوحد ، اعتماداً على اختلاف الاختصاصات والاهتمامات بين الباحثين وتنوع خلفياتهم النظرية . ومع كثرة الأسباب التي ذكرت ، وتنوعها إلاّ أنها ما زالت نظريات وكثير منها فرضيات لت يثبت مسؤولية إحداها بمعزل عن الأخرى .
إن فقدان التفاعل الاجتماعي والعزلة التي يظهرها الأطفال التوحديين كان يعتقد بأنها دليل على العلاقة المرضية الشديدة بين الطفل وأمه وإلى الاتجاهات السلبية من الوالدين تجاهه .
ولذلك فقد استخدمت مصطلحات وتسميات لدلالة على الاضطراب مثل الاضطراب الانفعالي الشديد ، النقص في نمو الأنا ، فصام الطفولة ، وغيرها .
وبناءً عليه ، فإن والدي الأطفال التوحديين كانوا يلامون ويوصمون سلبيا على اعتبار أنهم السبب الأولي لاضطراب أبنائهم ، فقد وصفت الأمهات بأن عواطفهم جامدة ، ووصف الآباء بأنهم متشددون وحازمون . ونتيجة لهذه النظرية ، فإن الدراسات قد وجهت لدراسة صفات أو خصائص الأطفال التوحديين ، وذلك من أجل ربط هذه الخصائص باضطراب التوحد (Ciaranello & Ciaranello , 1995 ; Nelson , 1991 Smalley , 1991) .

أما في الوقت الحاضر ، ونتيجة للدراسات الحديثة ، والخبرات الإكلينيكية ، فإن الافتراضات السابقة حول التوحد لم تعد مقبولة ، إذ أن التأكيد قد انتقل من الوالدين كأسباب لهذا الاضطراب إلى الجوانب المعرفية والبيولوجية والاضطرابات النمائية للأطفال التوحديين أنفسهم .
وهذا الانتقال جاء نتيجة للضغوط من قبل المجموعات الداعمة المؤلفة من والديّ الأطفال التوحديين والاختصاصيين . ومن النظرات والفرضيات الحديثة التي تفسر حدوث التوحد ما يلي :

ــ النظرات البيولوجية (Biological Theore)
وتفسر هذه النظريات حدوث التوحد بأنه راجع إلى تلف في الدماغ يصيب الطفل ، أو نقص أو عدم اكتمال نمو الخلايا العصبية الدماغية للطفل التوحدي ، وهذا يفسر الأمراض العصبية والإعاقات العقلية والصرع وغيرها من الأمراض التي ترافق اضطراب التوحد (Smalley,1991) .

ــ الفرضيات الوراثية (Hereditary & Genetic Hypothesis)
وتفترض أن عنصر الوراثة كسبب يفسر اضطراب التوحد وهذا يفسر إصابة أخوة الأطفال التوحديين بالاضطراب نفسه ن أو إصابة أقاربهم بعدد من الإعاقات النمائية المختلفة .
كما يشير بعض الباحثين إلى أن الخلل في الكر وموسومات والجينات في مرحلة مبكرة من عمر الجنين قد يؤدي إلى الإصابة بالتوحد .

ــ الفرضيات البيوكيميائية (Biochemical Hypothesis)
وتفترض حدوث خلل في بعض النواقل العصبية مثل السيروتونين (Serotonin) والدوبامين (Dopamine) والببتيدات العصبية (Neuropeptide) حيث إن الخلل البيوكيميائية في هذه النواقل من شأنه أن يؤدي إلى أثار سلبية في المزاج والذاكرة ، وإفراز الهرمونات وتنظيم حرارة الجسم ، وإدراك الألم.

ــ الفرضيات الأيضية (Metabolism Hypothesis)
وتشير هذه الفرضيات إلى أن عدم مقدرة الأطفال التوحديين على هضم البروتينات وخصوصاً بروتين الجلوتين (Gluten) الموجودة في القمح والشعير ومشتقاتها ، وهو الذي يعطي القمح اللزوجة والمرونة أثناء العجين وكذالك بروتين الكازين (Casiem) الموجود في الحليب وهو سبب أعراض التوحد . وهذا يفسر استفراغ الطفل المستمر للحليب ، والأكزما الموجود خلف ركبته ، والإمساك ، أو الإسهال واضطرابات التنفس لديه .
ومن مظاهر اضطراب الهضم عند الأفراد التوحديين حساسية الجسم الزائدة لبعض الخمائر والبكتيريا الموجودة في المعدة والأمعاء ، وزيادة الأفيون في الجسم ، وعدم هضم الأطعمة الناقلة للكبريت ، والنفاذية المعوية ، ونقص بعض الأحماض والإنزيمات في الجسم .

ــ فرضيات الفيروسات والتطعيم
(Virus and Vaccination Hypothesis)
يرى الباحثون الذين يتبنون هذه الفرضية أن أسباب اضطراب التوحد تعود إلى الأثر السلبي الذي تحدثه بعض الفيروسات لدماغ الطفل في مرحلة الحمل أو الطفولة المبكرة .
كما يشير البعض إلى أن التطعيم يؤدي إلى الأعراض التو حدية بسبب فشل جهاز الطفل المناعي في إنتاج المضادات الكفاية للقضاء على فيروسات اللقاح في حالت نشاطه مما يجعلها قادرة على إحداث تشوهات في الدماغ .

ــ فرضية التلوث البيئي
(Environmental Contamination Hypothesis )
يفتر بعض الباحثين إلى تعرض الطفل في مراحل نموه الحرجة إلى التلوث البيئي ، وما قد يحدثه هذا التلوث من تلف دماغي وتسمم في الدم يؤدي إلى أعراض التوحد .
ومن أهم الملوثات التي ذكر أنها تحدث التلوث في جسم الطفل الزئبق ، والمادة الحافظة للمطاعيم ، والرصاص وأول أكسيد الكربون .

ــ نظرية العقل (Theory of Mind)
­­تختلف هذه النظرية عن سابقاتها بأنها نظرية لا تتبنى الجانب الفسيولوجي وتفسر حدوث اضطراب التوحد بأسباب نفسية معرفية تتعلق بعد اكتمال نمو الأفكار بشكل يواكب النمو الطبيعي لمختلف النظم المعرفية التي تنمو بشكل طبيعي جنباً إلى جنب مع هذه الأفكار .
إن عدم نمو الأفكار بشكل طبيعي وغيابها يؤدي إلى حصول مشكلات للطفل يعجز من خلالها عن مواجهة متطلبات الحياة اليومية المواقف الاجتماعية وتجعله عاجزاً على التواصل وقراءة تعبيرات الآخرين ومشاعرهم (Baron-Cohen,1995) .

 

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 المكتبة العلمية | المنتدى | دليل المواقع المقالات | ندوات ومؤتمرات | المجلات | دليل الخدمات | الصلب المشقوق وعيوب العمود الفقري | التوحد وطيف التوحد  | متلازمة داون | العوق الفكري | الشلل الدماغي | الصرع والتشنج | السمع والتخاطب | الاستشارات | صحة الوليد | صحة الطفل | أمراض الأطفال | سلوكيات الطفل | مشاكل النوم | الـربـو | الحساسية | أمراض الدم | التدخل المبكر | الشفة الارنبية وشق الحنك | السكري لدى الأطفال | فرط الحركة وقلة النشاط | التبول الليلي اللاإرادي | صعوبات التعلم | العوق الحركي | العوق البصري | الدمج التربوي | المتلازمات | الإرشاد الأسري | امراض الروماتيزم | الصلب المشقوق | القدم السكرية



الساعة الآن 10:17 AM.