#1  
قديم 07-20-2008, 09:50 AM
الصورة الرمزية عاشقة البدر
عاشقة البدر عاشقة البدر غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 73
افتراضي اضطرابات النطق عند الأطفال

 

اضطرابات النطق عند الأطفال

بقلم د/ إيهاب الببلاوي

اللغة هي وسيلة الاتصال بين الناس ، وتعد أساساً مهماً للحياة الاجتماعية , فهي وسيلة الإنسان للتعبير عن انفعالاته ورغباته ومشاعره , فمن خلالها يحاور ويخالط الآخرين ، ويقوي علاقاته مع أعضاء أسرته وأفراد مجتمعه , فاللغة ليست مجرد أصوات مسموعة وإنما هي معني يدل علي الأشياء والأشخاص والموضوعات ، فالكلمات المنطوقة التي لا تحمل معني لا قيمة لها علي الإطلاق .
ويرتبط النمو اللغوي بسلامة أجهزة النطق والجهاز العصبي والجهاز التنفسي وجهاز السمع والذكاء والمقومات الثقافية والاجتماعية والبيئية المحيطة بالطفل ، وأثناء تطور كلام الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة ، قد يضطرب نطقه ويعاني من مشكلات تجعله غير قادر علي نطق الأصوات الهجائية بشكل صحيح ، فبينما نجد بعض الأطفال يستطيعون نطق جميع الأصوات في عمر الرابعة ، نجد البعض الآخر يتأخر إلي ما بعد ذلك ، حتى سن السادسة ، ولا يبدو أن هناك مشكلة حتى ذلك السن ، إذ أن نضج أجهزة النطق والجهاز العصبي قد تتفاوت من طفل لآخر في ضوء مبدأ الفروق الفردية ، لذا يجب التدخل الفعلي بعد هذا العمر الزمني ، لأن تأخر نطق الطفل لبعض الأصوات بعد ذلك العمر يعني أن المشكلة ليست نمائية تتعلق بنضج الأجهزة العضوية ، وإنما هي مشكلة تحتاج إلي إعادة تدريب الطفل علي النطق الصحيح لبعض الأصوات التي يخطئ في نطقها .

وفي ضوء ما سبق يمكن أن يقال أن اضطرابات النطق تعد من أكثر أنواع اضطرابات الكلام شيوعاً خاصة لدي الأطفال في سن المدرسة ، فنتيجة هذه الاضطرابات قد يلفظ الطفل الأصوات اللغوية بطريقة مشوهة بحيث لا يفهمه المستمع ، أو قد يحذف أو يضيف أحد الأصوات اللغوية أو أكثر بحيث لا يؤدي النطق المعني المطلوب أو ربما يستبدل الطفل أحد الأصوات اللغوية بصوت أو أصوات لغوية أخري ، وإذا ما زاد عدد الأصوات اللغوية المشوهة أو المستبدلة أو المحذوفة إلي درجة كبيرة ، فإن حديث الطفل يصبح غير مفهوم علي الإطلاق. فاضطرابات النطق هي أخطاء كلامية تنتج عن أخطاء في حركة الفك والشفاه واللسان أو عدم تسلسلها بشكل مناسب بحيث يحدث إبدال أو تشويه أو إضافة أو حذف ، وقد لا يكون لهذه الاضطرابات أسباب عضوية واضحة وفي هذه الحالات تُعزي اضطرابات النطق للحرمان البيئي ، أو السلوك الطفولي ، أو المشكلات الانفعالية ، أو بطء النمو .

وتحدث اضطرابات النطق في بداية مرحلة الطفولة ولكن سرعان ما تصحح أخطاء النطق مع تقدم الأطفال في العمر ، ولكن قد لا ينجح بعض الأطفال في تصحيح أخطائهم ، وقد لا يستطيعون التخلص من اضطرابات النطق تلقائياً ، ولذا فمن المهم علاج تلك الاضطرابات قبل أن تتعقد ، حيث ينصح بعلاج اضطرابات النطق للأطفال الذين لم يظهروا تحسناً تلقائيا ، أو يكون كلامهم غير مفهوم بشكل واضح، ومن يضطربون لعدم قدرتهم علي التحدث بوضوح .

ويؤكد الباحثون أن الأطفال الذين لديهم درجة حادة من اضطرابات النطق أو من يكون اضطرابهم مزمناً ، يكونوا أكثر احتمالا لأن يعانوا من المشكلات النفسية .إذ تؤدي اضطرابات النطق إلي العديد من المشكلات الانفعالية والاجتماعية والتي من بينها : الشعور بالرفض من الآخرين ، أو الانطواء ، والانسحاب من المواقف الاجتماعية ، أو الإحباط والشعور بالفشل أو الشعور بالنقص ، أو بالذنب ، أو العدوانية نحو الذات أو نحو الآخرين ، أو العمل علي حماية أنفسهم بطريقة مبالغ فيها أو ما يعبر عنه باسم الحماية للذات.

إن هؤلاء الأطفال قد يسيئون تفسير المواقف الاجتماعية وقد يستجيبون لها بطريقة غير ملائمة . وهم غالباً لا يدركون كمية المعلومات التي يحتاج إليها المستمع أو يقفزون إلي منتصف الموضوع دفعة واحدة مما يربك المستمع ، وقد يواجهون صعوبة في متابعة واستيعاب المحادثة السريعة والانتقال من موضوع إلي آخر ، ولذلك فقد ينسحبون من المحادثة بدلاً من محاولة المشاركة فيها.
مما سبق تتضح أهمية علاج اضطرابات النطق لدي الأطفال ، وذلك بسبب ما تخلفه تلك الاضطرابات من آثار سلبية علي علاقاتهم الاجتماعية ، إذ أنها قد تحد من اندماجهم في المجتمع المحيط بهم ، ولا يقف الأمر عند هذا الحد ، بل إنها قد تحرمهم من العمل في المستقبل في العديد من القطاعات التي تتطلب لساناً طلقاً ونطقاً سليماً ، كالعلاقات العامة والتدريس والمحاماة .. وغيرها.

وهناك عدد من النصائح التي يجب علي الوالدان مراعاتها لمساعدة طفلهما علي النطق الصحيح ، ومنها :
(1) ابتكار بعض المواقف التي تسمح للطفل بالتحدث باستمرار ومحاولة تصحيح نطقه الخاطئ , ومن بين المواقف التي يستطيع الآباء من خلالها حث طفلهم علي الحديث ما يلي :
o السماح للطفل بمرافقتهما إلي التسوق , وإعطائه الفرصة للتحدث مع البائع حول المشتريات والأسعار .. وغيرها .
o يمكن للوالدين أن يقصا علي الطفل بعض القصص والحكايات القصيرة ويطلبا منه أن يعيد سرد القصة من جديد أو طرح بعض الأسئلة عليه حول القصة تستدعي بعض الإجابات
o إشراك الأم لطفلها في شئون المنزل , وحثه علي الحديث والكلام أثناء القيام ببعض المهام .
(2) الابتعاد عن تشجيع الطفل علي الاستمرار في النطق الخاطئ للكلمات من باب الهزل والضحك , وذلك حتى لا يتأصل النطق الخاطئ في ذهن الطفل .
(3) عدم الشعور بالملل من متابعة الطفل , حيث أن التخلي عن العادات النطقية الخاطئة يحتاج إلي وقت طويل .
(4) التدريب اليومي للطفل علي نطق الحرف الذي يخطئ فيه .
(5) الاهتمام بتعزيز الطفل عند نطقه للصوت بشكل صحيح عن طريق إثابته علي ذلك , حيث تعمل هذه الإثابة علي زيادة تشجيع الطفل علي النطق الصحيح للأصوات .
(6) ضرورة إثراء بيئة الطفل بالألعاب والأشكال والصور والمجسمات مع مراعاة أن تصاحب هذه الأشياء حكايات وقصص تدور حول هذه الألعاب مما يؤدي إلي اكتساب خبرات الطفل اللغوية بشكل فعال.
(7) الاهتمام بتفاعل الطفل في الأنشطة والمواقف المختلفة داخل وخارج المنزل مما يترتب عليه زيادة خبرة الطفل ومعرفته بمسميات كثير من الأشياء والأماكن حيث يسهم ذلك في إثراء الحصيلة اللغوية لدي الطفل .
(8) إتاحة الفرصة للطفل للتواصل اللفظي مع الأفراد المحيطين به كالأقارب أو الجيران أو أصدقائه أو أخوته ... لأهمية ذلك في تنمية مهارات النطق لديه, وإتاحة الفرصة له لإقامة علاقات إيجابية وفعالة مع الآخرين .
(9) 10- عدم إجبار الطفل علي تصحيح نطقه بشكل حاد وصارم , إذ قد يؤدي ذلك إلي عناد الطفل وتشبثه بالخطأ لذا فقد أوصي الوالدين عندما يسمعا الطفل ينطق لكلمة ما بطريقة خاطئة أن يعيدوا علي مسامعه نطق الكلمة الصحيحة بدون توبيخ .

ولا يقتصر الأمر علي الوالدين فقط، بل يمتد الاهتمام أيضاً إلي معلمي الطفل الذي يعاني من اضطراب في النطق، وذلك لما لهم من دور لا يقل أهمية عن دور الوالدين في المنزل، فلا يمكن أن يكتمل علاج الطفل بدون إشراك المعلمين. وكما سبق وقدمنا لوالدي الطفل عدد من النصائح والإرشادات، يمكننا أيضاً أن نقدم للمعلمين بعض الإرشادات التي تسهم في فعالية العلاج ، ومنها :
(1) ينبغي أن تعمل علي إقامة علاقات لفظية ثنائية مع تلميذك وذلك في شكل حوار بسيط حول موضوعات حيوية تهم الطفل وتدفعه إلي المشاركة في الحديث، ومن ثم يمكن تحديد مواضع الخطأ في نطقه حتى يمكن تصحيحها .
(2) من الضروري تشجيع التلميذ علي التحدث باستمرار من خلال مشاركته في الأنشطة المتنوعة سواء من خلال الألعاب اللغوية أو الأناشيد أو إعادة سرد القصص والحكايات وغيرها من الأنشطة التي تحثه علي النطق وتصحيح ما يقع فيه من أخطاء .
(3) من الضروري تقديم التعزيز المناسب للتلميذ علي نطقه الصحيح، حيث إن استخدام هذه المعززات يزيد من فرص النطق بالصوت الذي يتم التدريب عليه بصورة أسرع .
(4) من الضروري عند تصحيح نطق التلميذ الخاطئ أن يتم ذلك في إطار من الحب والود والابتعاد عن التوبيخ والتحقير لأن ذلك من شأنه أن يؤدي إلي نتائج سلبية تنعكس علي التلميذ، كما أنه من الضروري أن تبتعد أيضاً عن الاستهزاء به أما زملائه إذا نطق بعض الأصوات بشكل خاطئ لأن ذلك يشعره بالدونية والنقص .
(5) من الضروري التأكد من تفاعل التلميذ ضمن الأحاديث والمناقشات الجماعية في داخل الفصل وذلك لإيجاد العديد من المواقف التي يمكن من خلال تعميم ما تعلمه التلميذ في الجلسات العلاجية ضمن حديثه التلقائي مع زملائه ومعلميه .
(6) علي معلمي التربية البدنية الاهتمام بالتمارين والتدريبات الرياضية التي يطلب من التلميذ القيام بها والتي تساعده علي تقوية أجهزة الكلام كتمرين البطن والصدر وجهاز النطق (اللسان، الأسنان، الحلق، الشفتان) وذلك في إطار ما سوف يتم تحديده من تدريبات بهذا الخصوص .
(7) علي معلمي التربية الموسيقية الاهتمام باستغلال الأنشطة الموسيقية في تدريب الأطفال علي النطق الصحيح، نظراً لحب الأطفال للموسيقي، وذلك من خلال الألعاب اللغوية والأغاني والأناشيد وغيرها من الأنشطة الموسيقية .

 

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 المكتبة العلمية | المنتدى | دليل المواقع المقالات | ندوات ومؤتمرات | المجلات | دليل الخدمات | الصلب المشقوق وعيوب العمود الفقري | التوحد وطيف التوحد  | متلازمة داون | العوق الفكري | الشلل الدماغي | الصرع والتشنج | السمع والتخاطب | الاستشارات | صحة الوليد | صحة الطفل | أمراض الأطفال | سلوكيات الطفل | مشاكل النوم | الـربـو | الحساسية | أمراض الدم | التدخل المبكر | الشفة الارنبية وشق الحنك | السكري لدى الأطفال | فرط الحركة وقلة النشاط | التبول الليلي اللاإرادي | صعوبات التعلم | العوق الحركي | العوق البصري | الدمج التربوي | المتلازمات | الإرشاد الأسري | امراض الروماتيزم | الصلب المشقوق | القدم السكرية



الساعة الآن 11:29 PM.