#1  
قديم 04-10-2017, 12:20 AM
الصورة الرمزية الصحفي الطائر
الصحفي الطائر الصحفي الطائر غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 3,060
افتراضي عائدة من "عالم الصمت".. قصة أول طبيبة "صماء" في العالم عالجت المرضى 20 عامًا وترشحت لـ"صانع الأمل"

 

عائدة من "عالم الصمت".. قصة أول طبيبة "صماء" في العالم عالجت المرضى 20 عامًا وترشحت لـ"صانع الأمل"





"في وجود الأمل يوجد اليقين وفى وجود اليقين توجد العزيمة وفي وجود العزيمة تحدث المعجزات" هذا هو شعار الدكتورة فادية عبد الجواد، أول طبيبة صماء في العالم تخرجت فى كلية الطب بجامعة عين شمس سنة 1986ومارست الطب 20عامًا وهي صماء تمامًا، تخصصت في الأمراض الجلدية والتجميل، وعملت لمدة 12 عامًا في السعودية واليمن وأوغندا وتنزانيا ونيجيريا.


تقول الدكتورة فادية عبد الجواد لـ"بوابة الأهرام" إنها منذ أن كانت طفلة وكان والدها يناديها "يا دكتورة" لأنها كانت طفلة ذكية ومتفوقة ودائمًا ما تحصل على الدرجات النهائية، لذلك ورغم فقدانها حاسة السمع قررت أن تلتحق بكلية الطب وبالفعل اجتازت اختبارات القبول بالجامعة ولم يلاحظ أحد من اختبارها أنها تعانى من أي شىء، فكانت تظهر كأنها إنسانة طبيعية تمامًا، لأنها أتقنت الفهم بـ"حركة الشفايف".



تضيف أول طبيبة صماء في العالم، أن الفائزين في الحياة هم من يفكرون بطريقة "أنا أستطيع..أنا أقدر.. أنا سأفعل أنا سأكون"، وكان شعارها "انطلق نحو القمر فحتى لو أخطأت فسوف تحلق بين النجوم" وكان قدوتها طه حسين، وهيلين كيلر الأديبة الأمريكية وكلاهما كان يعانى أكثر منها وحقق إنجازًا مبهرًا.


وتتابع استشارية الأمراض الجلدية والتجميل لـ"بوابة الأهرام" أنها وجدت صعوبات هائلة في أثناء دراستها بالجامعة لأنها كانت تقرأ حركة "الشفايف" حين تتحدث باللغة العربية فكان الأمر صعبًا عندما يكون الحديث بالإنجليزية، وكان الأمر بمثابة تحدٍ يومي بمعنى الكلمة، كانت تقضى وقتًا طويلًا في الكلية والمشرحة والمعامل تحاول فك شفرات المناهج الصعبة والكتب، لأنها لم تكن تستفيد كثيرًا من المحاضرات لعدم إجادتها قراءة حركة الشفاه باللغة الإنجليزية، والدراسة والمحاضرات وكل شيء كان باللغة الإنجليزية، وأيضًا لم تجد مساعدة تذكر من أساتذة الكلية، بل على العكس كانوا دائمًا لا يصدقون أنها صماء باستثناء الدكتور على خليفة – رحمه الله – والدكتور طلعت الديب، أستاذ الباثولوجي في طب عين شمس، الذي علمت بعد سنوات من تخرجها أنه ما زال يذكر اسمها في محاضراته وهو ينهر الطلبة ويقول لهم إنه كانت عنده طالبة مجتهدة ولا تسمع وكل أمنيتها أن يبعد الميكروفون قليلاً عن فمه لكي تقرأ حركة شفاهه في المحاضرة.

تكمل: أي طالب أثناء امتحانات الشفوي تكون أمنيته أن يعرف الإجابة، أما بالنسبة لحالتى فكانت مشكلتها هي السؤال وليس الإجابة التي كانت لا تمثل شيئًا بالنسبة لها لأنها كانت قد حفظت كل ما يتعلق بالمناهج عن ظهر قلب.




تحكي الطبيبة الصماء موقفًا حفر بذاكرتها، عندما كانت في الفرقة الرابعة بكلية الطب وفى امتحانات الشفوي لمادة "النساء والتوليد" طلبت من الأستاذ، الذي كان يختبرها أن يكتب لها الأسئلة وأثناء تصحيح الأوراق الخاصة بها علق أنها قد كتبت اسم المريضة خطأ، في ذلك الوقت كان يمر الدكتور ماهر مهران وزير الصحة الأسبق، الذي كان يرأس القسم وقتها فانتقد ذلك وشرح للأستاذ أنها تعانى من فقدان السمع فرد عليه قائلاً "إحنا ناقصين" مستنكرًا وجودها بالكلية، وقرر أن يختبرها مرة ثانية بنفسه فقالت له من حقك أن تختبرني ومن حقي أعرف السؤال بالطريقة التي تناسبني.

فى نهاية الامتحان سألها سؤالاً اعتبره صعبًا جدًا وأجابت عليه فورًا وببساطة تامة، فقال لها إنه سأل نفس السؤال لطالب دكتوراه فلم يعرف الإجابة، وقام من كرسيه وحياها واقفًا وابتسم وكان قليل الابتسام وقال لها "ربنا يوفقك"، وكان يومًا من أيام انتصارها، ورغم كل العقبات التي واجهتها في حياتها إلا أنها لم تشعر يومًا أنها معاقة، فهي ترفض كلمة "معاق" من الأساس، واستطاعت أن تمحوها من قاموسها، وتسعي لمحوها من مفردات المجتمع تمامًا.

تخرجت الدكتورة فادية فى كلية الطب وعملت بأماكن مختلفة وسافرت إلى عدة دول قضت فيها حوالي 12 عامًا، منها السعودية واليمن وتنزانيا ونيجيريا وأوغندا.. ولم تكن تعرف أنها الطبيبة الوحيدة الصماء بالعالم إلا في 2014 حين قررت زرع قوقعة بمستشفى الطيران، حيث أجرت شركات "القوقعة" بحثا في هذا الموضوع، وراسلت الدكتورة فادية أيضًا عدة دول ولم تجد أحدًا أصم تخرج فى كلية الطب غيرها.




تسرد الدكتورة فادية عبد الجواد قصتها من البداية في 23 مارس عام 1973 وكانت في الصف السادس الابتدائي حين أصيبت بالحمى الشوكية بعد حفل مدرستها لعيد الأم والذي مثلت وغنت ولعبت أيضًا الباليه والجمباز، فكانت طفلة شقية، ومثقفة، ونتج عن إصابتها بالحمى الشوكية صمم حسي عصبي كامل من الجهتين– فلم تستوعب حينها وتخيلت أنهم يمزحون معها حين أبلغوها بذلك، وجاء والدها بورقة وكتب فيها أنها كانت مريضة جدًا وفى غيبوبة وأن امتحان الابتدائية قريب جدًا، فنست كل ما حولها وطلبت فورا الكتب لتذاكر للامتحان، ولكن رفضوا إحضاره لها خوفًا علي بصرها الذي كان مهددا أيضًا.

بعد خروجها من المستشفى وبعد انتهاء الامتحان وظهور النتيجة دخلت في حالة توتر بسبب الصدمة التي تعرضت لها وفي ليلة بكت فيها كثيرا وقررت أن تتوضأ وتصلي، وقرأت خمسة أجزاء من القرآن ثم نامت فرأت رسول الله صلى الله عليه وسلم في رؤيا جميلة أضاءت قلبها، واعتبرتها النور الذي سيهديها.


تتابع أنها حين استيقظت من النوم قررت أن تخرج المارد الذي بداخلها وأن تتغلب على كل ما يعوق تحقيق أحلامها وتذكرت حركة شفاه المعلمة التي كانت تقرأ عليها قطعة الإملاء في امتحان الابتدائية ولم تفهم منها شيئًا ولكن عندما رأت مشهد من فيلم لإسماعيل ياسين وكانت تحفظ الحوار جيدا فربطت هنا حركة "الشفايف" بالحوار الذي تحفظه فقررت أن تركز في لغة حركة "الشفايف" حتى أجادتها خلال 4 شهور تقريبًا.

وبالفعل وفى بداية المرحلة الإعدادية كانت تفهم كل شىء، وبحكمة وذكاء والدها ألحقها بمدرسة عادية وليس مدرسة للصم، والتحقت بمدرسة غمرة الإعدادية، وكانت الأولى على المدرسة في الشهادة الإعدادية بمجموع 96%، كانت الدرجات الناقصة بسبب مادة الرسم التي لا تجيدها، ثم التحقت بمدرسة العباسية الثانوية، وكانت الأولى أيضًا فيها بمجموع 97.5%، وكانت تظل تنظر فى وجوه الناس وفى التليفزيون وتقرأ حركة شفاه المطربين والممثلين وساعدها والدها وإخوتها في ذلك وعلمت نفسها أيضًا اللغة الانجليزية والفرنسية بمساعدة بسيطة من إخوتها الكبار.




عن حياتها الشخصية تقول الدكتورة فادية إنها تزوجت وهي في فترة الدراسة في كلية الطب ولها أربعة أبناء هم أروع وأجمل وأرقى إنجازاتها هم "جهاد ماجستير اقتصاد ومديرة بنك في أبو ظبي (30 سنة) والابنة الصغرى سندس تخرجت بمرتبة الشرف من كلية الصيدلة وتعمل في إحدى شركات الأدوية (26 سنة)، والمهندس محمود بكالوريوس حاسبات ومعلومات ومدير شركة للبرمجيات (29 سنة)، ومحمد بكالوريوس تجارة ويعمل في إحدى شركات المحمول".

توضح أنها بعد مشوار طويل ظل حوالي 33 عامًا مع حالة الصمم التام الذي عاشت فيه قررت وبإلحاح من ابنتها الكبرى أن تجري عملية زراعة القوقعة الأولى، وعندما سمعت كلمة "ماما" لأول مرة من أبنائها كانت في سعادة غامرة في عام 2014.

أجرت عملية القوقعة الثانية، وصارت تسمع بكلتا الأذنين، وخرجت بالكامل من عالم الصمت الموحش الكئيب إلى عالم الأصوات.

توضح الدكتورة فادية أنها ملتزمة بعدة أنشاطه مع جمعيات الصم في مصر ومراكز التأهيل والتخاطب التي تلقى فيها محاضرات للأطفال الصم وأولياء أمورهم لزرع الأمل والثقة داخلهم.

تشير إلي أنه تم ترشيحها من قبل شخصيات كثرة لجائزة "صانع الأمل" لشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وتم تكريمها من نقابة الأطباء وتم دعوتها من قبل معهد المرأة للتنمية بالكويت لإلقاء أول كلمة في مؤتمر عن تمكين المرأة الصماء وتم اختيارها أيضًا لإلقاء كلمة المؤتمر في مجلس النواب الكويتي، وطالبت فيها بإصدار قوانين تخص تمكين المرأة.

وطالبت أيضًا بإنشاء مصانع للقوقعة والأجهزة التعويضية وقطع غيرها، موجهة نداء لكل حكام العرب بأن تكلفة هذا المصنع لن تكون أكثر من ثمن دبابة أو طائرة ، فارتفاع أسعار هذه الأجهزة يعانى منه 99% ممن لديهم مشاكل .
وأمنية حياتها هى إنشاء مدرسة لتعليم الأطفال الصم وضعاف السمع من المرحلة الابتدائية حتى الثانوية وتأهيلهم علميًا ونفسيًا للالتحاق بالجامعات لتخريج نوابغ تفيد الوطن.

اختتمت أول طبيبة صماء في العالم حديثها بتوجيه رسالة للعالم العربي تطالب فيها بإلغاء كلمة معاق من قاموس الحياة وأن يرحبوا بهم فى حياتهم اليومية، والاهتمام بضعاف السمع وأن يتم فحص السمع مبكرًا ويكون إجباريًا مثل التطعيم، لأن ذلك سيؤدى لسهولة العلاج لأن الطفل الذي لا يسمع لا يتكلم.
وأن تصدر الحكومات تشريعات نافذة بتمكين الصم وإعطائهم الأهلية ودمجهم في المجتمع حتى لا يكونوا قنبلة موقوتة.. وطالبت صُناع الدراما وصناع الأعمال الفنية أن يصنعوا أعمال تحفز هؤلاء مثل مسلسل الأيام لطه حسين حتى ننشر النماذج الإيجابية.










 

__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 المكتبة العلمية | المنتدى | دليل المواقع المقالات | ندوات ومؤتمرات | المجلات | دليل الخدمات | الصلب المشقوق وعيوب العمود الفقري | التوحد وطيف التوحد  | متلازمة داون | العوق الفكري | الشلل الدماغي | الصرع والتشنج | السمع والتخاطب | الاستشارات | صحة الوليد | صحة الطفل | أمراض الأطفال | سلوكيات الطفل | مشاكل النوم | الـربـو | الحساسية | أمراض الدم | التدخل المبكر | الشفة الارنبية وشق الحنك | السكري لدى الأطفال | فرط الحركة وقلة النشاط | التبول الليلي اللاإرادي | صعوبات التعلم | العوق الحركي | العوق البصري | الدمج التربوي | المتلازمات | الإرشاد الأسري | امراض الروماتيزم | الصلب المشقوق | القدم السكرية



الساعة الآن 07:15 AM.