عمري وحياتي أبنائي ألسبعه المعاقين
الكاتبه : بحرينية
أنا أم بحرينية من أسرة بسيطة لم تتح لي فرصة التعليم في الصغر وعندما تزوجت أنجبت عشرة أبناء أربع أولاد وست بنات وكانوا كلهم سليمين ولله الحمد وكنت سعيدة بهم ، وقمت بتربيتهم تربية حسنه والكل يشهد بهم وبأخلاقهم وحسن تربيتهم على طاعة الله .
وعندما شاء الله أن يمتحن صبري ...... وقوة إيماني ...... ابتلاني بسبعه أبناء معاقين ، إعاقة جسدية تتمثل في ضمور العضلات ، وقد لاحظت انه ما أن يبلغ الابن أو البنت السابعة من عمرهم حتى تبدأ بهم الإعاقة، وما أن لاحظت ذلك حتى ذهبت بهم الى المستشفيات لإجراء الفحوصات لهم وقرروا إجراء عمليات لهم ولكن دون فائدة فبعد إجراء العملية يرجع الحال كما هو فقررت أن أفوض أمري إلى الله وأصبر وأحتسب.
وبدأت رحلتي مع أبنائي المعاقين حيث لم تكن إعاقتهم تسبب لي اليأس والملل بل كنت سعيدة حيث كنت أراهم يكبرون أمام عيني وهم يدرسون بجد واجتهاد ولم أدخلهم مدارس تأهيل خاصة بل على العكس أدخلتهم مدارس حكومية مع نظرائهم الأسوياء حتى لا يشعروا بالنقص أمام غيرهم من الأطفال الأسوياء، صحيح عندما أري طفل سليم وأرى أبنائي معاقين أحزن ولكن ذلك لا يزيدني إلا إيماناً وصبراً وثباتاً، وفي المدارس الكل يعاملهم باحترام وحب لبساطتهم وذكائهم وطيبتهم.
كنت أشعر بالفخر والاعتزاز وأنا احتضنهم في صدري وكنت أهتم بهم بنفسي لا أرضى لأحد أن يمسهم بكلمة حتى لا يجرح مشاعرهم .
وكنت أخذهم للمستشفى مشياً على الأقدام وهم على الكراسي المتحركة تحت حرارة الشمس أو برودة الجو ولكن كنت سعيدة بذلك ولم أتذمر من ذلك يوماً بل أحمد الله على كل حال.
اليوم وأنا أحسب السنين وأنظر إليها وهي تمر بي بعد أن عصفت بي تلك السنين لأقف وأنا فخوره بامتحان رب العالمين لي ، وأجد أمامي هؤلاء وكل واحد منهم قد شق طريقه في الحياة.
أبني الأول :
كان مجتهد في دراسته وحفظ القران كاملاً ولله الحمد حتى بلغ الخامسة عشره من عمره حيث أشتد عليه المرض وضاق تنفسه حتى رحل عني وكنت حزينة جداً على فراقه ولكني بعون من الله وقوة إيماني صبرت واحتسبت الأجر من ألله ودعوت الله أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته .
الابن الثاني :
تخرج من الثانوية ومثل البحرين في أكبر محفل رياضي وحصل على العديد من الميداليات في البطولات العالمية وهو صاحب الرقم والإنجاز الاولمبي للبحرين في الدورة الاولمبية بسيؤل 1988، وقد حصل على وظيفة وكان أمله ان يشق طريقه ويعيش ويفتح بيت له ولكن ما هي إلا أشهر قليلة فتقاعد تقاعد مبكر لعدم قدرته على الجلوس طويلاً على الكرسي المتحرك ، وقد أبتلى هذا الابن بأمراض أحتار الأطباء في علاجها ووصلت حالته الصحية إلى حد لا يتصوره أحد وأختلف الأطباء في حالته وطريقة علاجه وكيفية بتر أطرافه السفلية ، فرفضت وبشدة أن يبتروها وقررت أن أسعى بكل جهدي في طلب العلاج الشافي له وقد استجاب لي الرحمان وسخر لي الكثير من الجاليات الأجنبية وأهل الخير وتم علاجه في مستشفيات جدة بالمملكة العربية السعودية وتم توفير كافة التسهيلات الخاصة لإعاقته وتوفير الممرضات المتطوعات من قبل الإرسالية الأمريكية . وهو اليوم حبيس الفراش يصلي ويسبح ويدرس السيرة والحمد لله على كل حال .
ابنتي الثالثة :
كانت مجتهدة ومن الأوائل في المدرسة وأكملت دراستها الثانوية وجلست في البيت بسبب أعاقتها لا تستطيع الحراك فكنت أسحبها سحب بين غرف البيت فكنت دائما معها أتألم لألمها وأسهر الليل الطويل أدعو الله أن يخفف عليها حتى أن دخلت المستشفى لعدة أشهر كنت لا أفارقها لحظة واحده ولكنها رحلت عني في ذلك الصباح وتركت ورائها حزن وألم شديدين ولكن رحمة الله بي وصبري واحتساب الأجر عنده وأدعو ربي دائما أن يرحمها ويسكنها فسيح جناته.
ابنتي الرابعة :
كانت مجتهدة ومن الأوائل في دراستها ودخلت الجامعة سنة واحدة فقط وقد توقفت عن تكملة دراستها بسبب الصعوبات في التنقل مما جعلها تواصل دراستها من خلال الفترة المسائية في احد المعاهد الأكاديمية وحصلت على دبلوم في الحاسب الآلي وهي الآن طالبة علم شريعة هنا في البحرين وتقوم بحفظ القرآن الكريم والحمد لله على أن وفقها الرحمان في حفظ كتابه .
ابنتي الخامسة :
مجتهدة وتحب الدراسة أكملت الثانوية وهي الآن تكتب القصص القصيرة في أحدى الجرائد المحلية تحلم أن تكون مشهورة وأن شاء الله يتحقق حلمها وهي تقوم الآن بحفظ القرآن الكريم وتقوم بدراسة الكمبيوتر لتحصل على دبلوم في مجال الحاسب الآلي.
أبني السادس :
أسميته على أسم أخوه المتوفى، درس وتخرج من الثانوية العامة وحصل على دبلوم في الكمبيوتر وشهادة في المحاسبة وشهادة في لغة الإنجليزية وهو موظف في إحدى الشركات وشارك في العديد من البطولات الخليجية وحصل على الميداليات ورفع علم بلده في الكثير من المحافل وهو كذلك طالب علم شريعة ويقوم بحفظ القرآن الكريم .
ابنتي السابعة :
مجتهدة وخريجة الثانوية العامة حصلت على دبلوم كمبيوتر وتقوم بحفظ القرآن الكريم .
هؤلاء هم أبنائي السبعة المعاقين حيث أني قد جعلتهم يختلطون بالآخرين وزرعت فيهم الثقة بالنفس وحب الآخرين وأن يكونوا مرفوعين الرأس أمام الآخرين ولا يخجلوا بأنهم معاقين وكنت ومازلت فخورة بأني أم لهؤلاء الأبناء.
و لا أنسى دور والدهم المصون الذي له دور كبير في مساعدتي على تربيتهم وإعانتهم حيث كان هو المدرس لهم والمحفظ لدينهم والقائم على توصيلهم ورعايتهم .
أمنيتي أن يدوم الله علينا بالصحة والعافية وأعيش لخدمتهم جميعاً وأفرح بذريتهم
اللهم آمين .... اللهم آمين ..... اللهم آمين
المصدر --- منتدى الخليج
ردود الأفعال لدى بعض زوار المنتدى
رد من ---- شمس الشبكة
كلما قرات قصككم كلما شعرت بصغري امامكم
اتمنى اكون ولو احمل جزء بسيط من صبركم على ابتلائكم
اللهم اجلعنا من الصابرين الذين ان اصابتهم مصيبه قالوا ان لله وانا اليه راجعون
رد --- مشاركة من ---- مكلوم
ماشاء الله عليك ياأختي أدخلت على قلبي السعاده وأتمنى أن أكون في قوة صبرك وإيمانك.
(ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)
رد --- مشاركة من --- عقيلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أمي العزيزة bahraini .. أتمنى أن تسمحي لي بأن أناديكِ بأمي ..
فكل إنسان في هذه الدنيا يتمنى أن تكوني أمه ..
والله أن عيناي دمعتا وأنا أقرأ الموضوع ..
أقسم أنها ليست شفقة ولا حزن .. بل هي مشاعر غريبة .. تختلط بين نظرة العظمة والدهشة ..
من أن تكوني إنسانة .. فأنتي فعلاً تعديتي كثيراً معاني الإنسانية .. وكنتِ أكبر منها وأعظم ..
صحيح أن الجنة تحت أقدام الأمهات ..... أنتي هي الأم المثالية التي يحتذى بها ..
سبعة ؟؟ وكلهم ماشاء الله متوفقين .. ورحم الله من توفى منهم .. ووفق البقية بإذنه تعالى ..
جزاكِ الله كل الخير على صنعكِ الرائع ..
وعسا أن يوفقكِ .. ويرزقكِ من حيث لا تدرين ..
أريد أن أقبلكِ على جبينك ..
وأعتذر على الإطالة وكلماتي المبعثرة ..
وشكراً جزيلاً ..