المقدمة:
تهتم الشعوب المتقدمة بثرواتها البشرية , ومن بينها الكشف عن الراغبين في الزواج ثم الاهتمام بالأم الحامل , وبالطفل منذ ولادته , لتقليل نسبة احتمال حدوث مشكلة الإعاقة , وترى أن الشخص المعاق يمكن استثمار إمكاناته بتربيته , والاستفادة من قدراته إلى أقصى حد ممكن ليصبح إنساناً سوياً في مجتمعه يشعر بالثقة والأمان,(يحيى,عبيد,2005,ص13) .
وسوف أخصص في هذا البحث الحديث عن (الإعاقة العقلية) , حيث ازداد اهتمام كثير من المجتمعات في العصر الحاضر بمشكلة الإعاقة العقلية , وإذ تعد الإعاقة العقلية من أكبر المشكلات التي تهم قطاعاً كبيراً من العلماء , والمختصين في المجتمع , فهي مشكله متعددة الجوانب والأبعاد , و أبعادها طبية , واجتماعية , ونفسية , و تأهيلية , ومهنية , وهذه الأبعاد تتداخل ببعضها , لذا يجدر التعاون بين الأجهزة المختلفة لحل المشكلة , وقد حاول المختصون في ميادين الطب , و الاجتماع , والتربية , وغيرهم التعرف على هذه الظاهرة من طبيعتها , ومسبباتها , وطرق الوقاية منها , وأفضل السبل لرعاية الأشخاص المعاقين عقلياً (يحيى,عبيد,2005,ص13).
فقد كان وعي الأسر السعودية في السابق بالإعاقة العقلية, وكيفية التعامل معها قليل , أما بعد ظهور وسائل الأعلام المختلفة في هذا المجال ازداد وعي تلك الأسر.
الإعاقة العقلية : وهي نقص جوهري في الأداء الوظيفي الراهن , يتصف بأداء ذهني وظيفي دون المتوسط يكون متلازماً مع جوانب قصور في اثنين أو أكثر من مجالات المهارات التكيفية التالية : التواصل , والعناية الشخصية , و الحياة المنزلية , والمهارات الاجتماعية , والاستفادة من مصادر المجتمع , والتوجيه الذاتي , والصحة والسلامة , والجوانب الأكاديمية الوظيفية , وقضاء وقت الفراغ , ومهارات العمل والحياة الاستقلالية , ويظهر ذلك قبل سن الثامنة عشرة, (يحيى,عبيد,2005,ص13).
تعريف الإعاقة العقلية:
هناك تعاريف متعددة للإعاقة العقلية منها تعريف الجمعية الأمريكية للتخلف العقلي: وهو نقص جوهري في الأداء الوظيفي الراهن , يتصف بأداء ذهني وظيفي دون المتوسط يكون متلازماً مع جوانب قصور في اثنين أو أكثر من مجالات المهارات التكيفية التالية : التواصل , والعناية الشخصية , و الحياة المنزلية , والمهارات الاجتماعية , والاستفادة من مصادر المجتمع , والتوجيه الذاتي , والصحة والسلامة , والجوانب الأكاديمية الوظيفية , ويظهر ذلك قبل سن الثامنة عشرة,(يحيى,عبيد,2005,ص13).
أما التعريف الطبي للإعاقة العقلية فهو:
حالة من الضعف في الوظيفة العقلية ناتجة عن سوء التغذية , أو مرض ناشئ عن الإصابة في مركز الجهاز العصبي ,(يحيى,عبيد,2005,ص13).
نسبة الانتشار والعوامل المؤثرة عليها:
ليس من السهل معرفة نسبة انتشار ظاهرة الإعاقة العقلية , حتى لو تم استخدام الإحصاء والمسح المبدئي للأسر , ولكن تبقى مشكلة الإعاقة العقلية مشكلة اجتماعية يعاني منها المجتمع سواءً أكان هذا المجتمع متقدماً أو بدائياً , غنياً أو فقيراً , وهناك عدد من العوامل التي تساهم في زيادة نسبة انتشار ظاهرة الإعاقة العقلية أو خفضها في دول العالم المختلفة , وعلى ذلك فليس من المستغرب أن نجد اختلافاً واضحاً في نسبة الانتشار , ويعود هذا الاختلاف في تقدير نسبة الانتشار إلى مجموعه من العوامل أهمها :
1/ اختلاف المعايير المتبعة في تعريف الإعاقة العقلية , والاختلاف في تحديد نسبة الذكاء للمعاقين عقلياً.
2/ الاختلاف في المجموعات العمرية
3/ معيار السلوك التكليفي في تعريف الإعاقة العقلية.
4/ الاختلاف في المستوى الثقافي , والاجتماعي ,والخدمات الصحية بين الفئات الاجتماعية, أو المجتمعات المختلفة ,حيث تشير الدراسات إلى أن نسبة شيوع الإعاقة العقلية لدى الفئات الاجتماعية المعدومة , والمجتمعات الفقيرة أعلى من الفئات الاجتماعية الغنية , (يحيى, عبيد ,200,ص33-34-35).