التعامل مع مشكلة العنف ضد الطفل ذي الإعاقة
دور العمل الفريقي في التشخيص والتدخل المبكر
د. مدحت أبو النصر
بخصوص أهداف مهنة الخدمة الاجتماعية وعلم النفس في مجال رعاية وتأهيل المعاقين، فيمكن تحديدها في مجموعة نقاط (تنمية القدرات والمهارات المتبقية لدى مُتَحِّدي الإعاقة، تغيير اتجاهاتهم وسلوكياتهم السلبية، تدعيم اتجاهاتهم وسلوكياتهم الإيجابية، إشباع حاجاتهم خاصة الاجتماعية والنفسية، مساعدتهم على مواجهة مشكلاتهم الاجتماعية والنفسية، الدفاع عن حقوقهم وخاصة الاجتماعية والنفسية) ويمكن أن نحدد أدوار الإخصائي الاجتماعي والنفساني، فنحن عندما نتعامل مع المشكلات نتعامل على أكثر من مستوى:
المستوى الأول : مع الطفل المعاق الذي تعرض للإساءة من أسرته
المستوي الثاني : من المؤسسة التي يحصل على الخدمات منها
المستوي الثالث : المجتمع المحلي المحيط
المستوي الرابع : المجتمع العالمي
بالنسبة لدور الإخصائي الاجتماعي أو النفساني مع الطفل المعاق الذي تعرض للعنف، يجب دراسة مشكلات الطفل خاصة الاجتماعية والنفسية، تخفيف مشاعر الطفل وتخفيف ضغوط الحياة ومساعدته على تقبُّل الحياة ومساعدته في إشباع حاجاته الاجتماعية والنفسية ومواجهة مشكلاته.
وبالنسبة لدور الإخصائي الاجتماعي والنفساني مع أسرة الطفل المعاق (تهيئة المناخ المناسب والمدعم والمشجع لتخطي الطفل إعاقته على جميع الجوانب، إشراك الأسرة في جميع مراحل عملية المساعدة للطفل، توعية الأسرة بأساليب التعامل السليم مع الطفل، توضيح دور الأسرة في تعديل سلوكيات الطفل وتعديل الاتجاهات والسلوكيات السلبية، والتأكيد على دور الأسرة في مواجهة مشكلات الطفل وفي متابعة الخطط التأهيلية ونجاحها، وتزويد الأسرة بالمعلومات الدقيقة حول كيفية رعاية طفلها والخدمات المتاحة في المجتمع المحلي).
بالنسبة لدور الإخصائي الاجتماعي والنفساني مع جماعات الأطفال: (إتاحة الفرصة للأطفال ذوي الإعاقة لممارسة هواياتهم من خلال الجماعات الصغيرة، استخدام أسلوب الترويح واللعب الجماعي كأسلوب علاجي، إتاحة الفرصة لممارسة الألعاب العنيفة مثل الكاراتيه لبعض الأطفال كأسلوب علاجي لتقليل الكبت والإحباط والمشاعر العدوانية والطاقات الزائدة، مساعدة الأطفال ذوي الإعاقة من خلال العضوية في الجماعات على أن تكون الصداقات والمناقشة باستخدام الأساليب الجماعية في توضيح المشكلات التي يعاني منها الأطفال ذوو الإعاقة الذين تعرضوا للعنف، إتاحة الفرصة للأطفال ذوي الإعاقة لممارسة البرامج الثقافية والفنية والرياضية)
دور الإخصائي الاجتماعي والنفساني مع مؤسسات الرعاية التي بها الأطفال ذوو الإعاقة (المشاركة في إدارة هذه المؤسسات، المساهمة في وضع سياسة هذه المؤسسة أو الجمعية، مساعدة مجلس إدارة المؤسسة أو الجمعية، المساهمة في توطيد العلاقات بين العاملين في المؤسسة والجمعية بينهم وبين الأطفال ذوي الإعاقة وأسرهم، التعاون مع فريق العمل بالمؤسسة أو الجمعية بالشكل الذي يساهم في نجاح الفريق وأداء المطلوب منه، المساعدة والمساهمة في تطوير الخدمات التي تقدمها المؤسسة أو الجمعية التي يعمل بها، إجراء البحوث والدراسات العلمية وخاصة النفسية، المشاركة في وضع الخطط والبرامج المعنية بتأهيل الأطفال ذو الإعاقة الذين تعرضوا للعنف، المشاركة في التقييم والمتابعة لهذه الخطط، إشراك الأطفال وأسرهم في جميع المراحل، العمل على اكتشاف المتطوعين وتدريبهم والاستفادة منهم في خدمة الأطفال ذو الإعاقة).
دور الإخصائي الاجتماعي والنفساني مع المجتمع ككل: (المشاركة في تحديد احتياجات الأطفال ذو الإعاقة وأسرهم وخاصة النفسية، المشاركة في تنسيق جهود المؤسسات الحكومية والجمعيات الأهلية العاملة في هذا المجال، المشاركة في تنسيق جهود هذه الجمعيات والمؤسسات بصفة عامة لصالح الأطفال ذوي الإعاقة وأسرهم، المساهمة في تنظيم المؤتمرات والمعارض التي تناقش احتياجات الأطفال ذوي الإعاقة الذين تعرضوا للعنف، العمل على نشر الوعي بين المواطنين بكيفية التعامل المناسب مع الأطفال ذوي الإعاقة وطرق الوقاية منها، إعداد كتيبات ونشرات توزع على المدارس في المجتمع كدليل لتوعية التلاميذ كي يتجنبوا العنف الذي قد يُمارس ضدهم، تنوير الرأي العام عبر كافة وسائل الاتصال الجماهيري بمشكلات الأطفال ذوي الإعاقة وخاصة مشكلة الإعاقة ومشكلة العنف بهدف تعديل الاتجاهات الخاطئة لدى الجماهير تجاه الإعاقة وتجاه الطفل المعاق، المشاركة في إجراء البحوث والدراسات الاجتماعية والنفسية في هذه الموضوعات، ممارسة العمل الاجتماعي في مواقف القوى والصراع من أجل الدفاع عن حقوق الأطفال ذوي الإعاقة كإحدى الجماعات المظلومة أو المهضوم حقوقها في المجتمع في كثير من الأحيان).
طبعًا مشكلة الإعاقة والعنف مشكلة متعددة الأبعاد ومتداخلة في جوانبها، فيها جانب طبي ونفسي واجتماعي وإعلامي وتحتاج تعاون كل المجالات في حل مشكلات الأطفال ذوي الإعاقة.
وأؤكد بعض الأمور وهي زيادة حملات التوعية بحقوق الأطفال ذوي الإعاقة ومخاطر ممارسة العنف ضدهم، زيادة حملات التوعية لتلاميذ المدارس بحقوق الطفل وكيفية اكتساب مهارات الوقاية والتعامل مع مشكلة العنف ضدهم، نشر الثقافة والوعي بأضرار العنف في المجتمع ضد الأطفال، وفي حال ممارسة العنف ضد الأطفال ذوي الإعاقة لابد من ضرورة اتخاذ الإجراءات نحو الكشف والتدخل المبكر بواسطة الأطباء والمعلمين والإخصائيين الاجتماعيين والنفسايين ورجال الشرطة، وتدريبهم على كيفية التعامل مع حالات الأطفال ذوي الإعاقة الذين تعرضوا للعنف.
وكذلك ضرورة إنشاء آليات آمنة سهلة المنال يُعلن عنها بطريقة جيدة وتتمتع بالسرية يقوم من خلالها الأطفال ووالداهم والمعنيون بحماية الأطفال بالإبلاغ عن حالات العنف ضد الأطفال، ومن هذه الآليات المقترحة خطوط الدعم الساخن التي يمكن من خلالها الإبلاغ عن حالات العنف ضد الأطفال المعاقين، وإجراء المزيد من البحوث والدراسات العلمية في ذلك والاستفادة من مردود هذه الدراسات لوضع السياسات والبرامج المناسبة في موضوع الوقاية ومشكلة العلاج من العنف. وإعداد أدلة استرشادية وتدريبية في هذا الموضوع.