شكا من تجاهل الإعلام لبطولات المكفوفين ويزعجه "المكتئبون والسلبيون"
الكفيف ناصر العمران : العمى منعني من رؤية الحروب و"الحرام"
سبق- الرياض: أعرب السعودي الكفيف ناصر العمران عن أمنيته للقاء خادم الحرمين الشريفين؛ ليشرح له احتياجات المكفوفين. وقال: "أياديه البيضاء الأبوية ستُسهم في تخفيف معاناتنا، وهو دائماً يتلمس حاجة الناس". كما أعرب عن أمنيته الانضمام للمنتخب السعودي؛ "لأن هذا الشرف مفخرة لكل رياضي، و"أنا قادر على تشريف الوطن خير تمثيل".
وفي مقابلة مع "سبق" شكا العمران من "عدم وجود الإعلام نهائياً بدليل أن البطولات التي أُقيمت للمكفوفين لم تُغطَّ من قِبل التلفزيون ولا الصحافة ولا حتى الإذاعة، وقال "أتمنى أن يقوم الإعلام بدوره؛ لأننا بحاجة إليه". وأكد أنه يستخدم "الإنترنت والإيميل والتويتر والفيسبوك من خلال البرامج الناطقة".
وقال العمران إنه مضى نحو سنتين ونصف السنة منذ دخوله لعبة رياضة كمال الأجسام، والدافع لذلك هو "التحدي؛ لأن الكفيف حياته صعبه، وأريد أن أتغلب على نفسي، وأثبت للجميع أن الكفيف فاعل وغير عاجز، وأن الإعاقة دافع، وليست عقبة". واعتبر أنه يستفيد من العمى "فيكفي أنه منعني من رؤية الحروب والقتل والدمار وارتكاب معصية النظر المحرَّم".
وفيما يلي نص المقابلة:
· هل شاركت في بطولات وحصلت على ميدالية؟
- بفضل الله حصلتُ على ميداليتَيْن ذهبيتين، إحداهما في بطولة السعودية لرفع الأثقال في المنطقة الشرقية، والثانية في مكة المكرمة.
· ما أصعب المواقف التي مررت بها؟
- المواقف الصعبة موجودة، لكننا نحن الرياضيين المكفوفين نعاني عدم وجود الإعلام نهائياً؛ بدليل أن البطولات التي أُقيمت لم تغطَّ من قِبل التلفزيون ولا الصحافة ولا حتى الإذاعة، وأتمنى أن يقوم الإعلام بدوره لأننا بحاجة إليه.
· ماذا عن التزامك اليومي بممارسة التمارين؟
- ولله الحمد أمارس بانتظام الرياضة من خلال المتابعة مع المدرب والمحافظة على البرنامج الغذائي.
· تتمنى رؤية ماذا؟ وماذا استفدت من العمى؟
- الحمد لله على كل حال، أنا أتمنى أن يرجع بصري وأقرأ آيات الله، وأتدبر كتابه. والأمنية الثانية أن أرى والدتي والمناظر الجميلة من حولي. أما استفادتي من العمى فيكفي أنه منعني من رؤية الحروب والقتل والدمار وارتكاب معصية النظر المحرَّم.
· ما علاقتك بالرياضات الأخرى؟
- أنا أحب كرة القدم وأمارسها، وأشجع النصر بتعصب، ولو أنا مُبصرٍ لحضرت جميع مباريات الفريق، وأقول لرئيس النادي: للأسف ستقوم ناقة صالح والفريق لم يحقق بطولة فإلى متى؟! نريد نحن الجمهور أن نفرح لهذا الفريق.
· وماذا عن هواياتك الأخرى؟
- أحب سماع تلاوات الشيخ ماهر المعيقلي إمام الحرم المكي، وأحب الشِّعر، خاصة لحامد زيد وياسر التويجري.
· ماذا تتمنى؟
- أتمنى مقابلة خادم الحرمين الشريفين؛ لأشرح احتياجات المكفوفين؛ حيث تم نقلي للعمل مدرِّساً في معهد النور في بريدة، وهذا تسبب في إشكالية كبيرة لي؛ لأنه أبعدني عن أهلي. وبالمناسبة أنا أستطيع دفع تكاليف ممارستي الرياضة، لكن غيري لا يستطيع، ويحتاج الدعم والوقوف بجانبه؛ لدفع النفقات. صحيح أن النوادي غير مهيأة، لكن نحن على أمل بأن تنفَّذ توجيهات الملك عبدالله؛ فأياديه البيضاء الأبوية ستسهم في تخفيف معاناتنا، وهو دائماً يتلمس حاجة الناس.
· وماذا على المستوى الرياضي؟
- أتمنى الانضمام للمنتخب؛ لأن هذا الشرف مفخرة لكل رياضي، وأنا قادر على تشريف الوطن خير تمثيل.
· كيف استقبلت أصداء حلقة أحمد الشقيري عن المكفوفين؟
- أولاً أنا أحيي الرائع الشقيري؛ لأنه متفتح، وجميع من ينتقد الشقيري يحاربون التقدم. وبالمناسبة أنا أستخدم الإنترنت والإيميل والتويتر والفيسبوك من خلال البرامج الناطقة، ودائماً أردد: لا يأس مع الحياة، ولا حياة مع اليأس.
· أخيراً.. ماذا يزعجك؟
- يزعجني نظرة الشفقة، وهذا سبب كبير لاتجاهي لرياضة بناء الأجسام. أيضاً يزعجني المكتئبون والسلبيون؛ فهؤلاء لا أطيق الجلوس معهم.