معلم التربية الفكرية وإعداده وتدريبه
دكتور/ عماد صموئيل وهبة
المعلم من أهم عناصر العملية التربوية، بل هو عصب هذه العملية وأداة نجاحها، ولذلك مهما حدث من تطور علمى وفكرى، ومهما استجد من تكنولوجيا متطورة، يظل المعلم عنصراً فاعلاً وأساسياً فى هذه العملية لا يمكن الاستغناء عنه أو استبعاد دوره، ولذلك توجهت الجهود إلى الاهتمام بالمعلم ووضعت الخطط من أجل إعداده وتدريبه وتنمية قدراته وتطوير أساليبه فى التعليم، وهذا ينطبق إلى حد كبير على معلم التربية الفكرية وخطورة دوره، ومن ثم ضرورة الاهتمام به وتطوير نظم إعداده وتدريبه فى ضوء التطورات والاتجاهات التربوية المعاصرة فى مجال تعليم المعاقين عقلياً، ويمكن أن يتحقق ذلك من خلال الجوانب التالية:
o تطوير أسلوب إعداد معلم التربية الخاصة بصفة عامة ومعلم التربية الفكرية بصفة خاصة فى كليات التربية سواء من خلال الشُعب الخاصة بهذا الإعداد أو من خلال برامج الدراسات العليا المرتبطة بهذا الأمر "كالدبلوم المهنية شعبة التربية الخاصة"، وتطوير مناهجها ومقرراتها وتدريبها العملى.
o مساعدة معلم التربية الفكرية على متابعة الجديد فى مجال تعليم المعاقين عقلياً ومسايرة الاتجاهات التربوية المعاصرة فى هذا الشأن، ويمكن أن يتحقق ذلك من خلال قيام مراكز التدريب بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم بعقد برامج تدريبية متنوعة ومستمرة تركز على الجوانب الخاصة بـ: أهداف تعليم المعاقين عقلياً، وخصائصهم العقلية والبدنية، واحتياجاتهم التربوية، وطرق تدريسهم، ووسائل تعليمهم، ونظم تقويمهم.
o اهتمام المعلم بالتعاون مع أسر التلاميذ وأولياء أمورهم فى حل مشكلات التلاميذ وخاصة فى النواحى التعليمية، ويمكن أن يتم ذلك بالتعاون مع كل من الإخصائى النفسى والإخصائى الاجتماعى بالمدرسة.
o العودة إلى نظام البعثة الداخلية فى التربية الخاصة، وإتاحة أكبر عدد منها لمعلمى التربية الفكرية لما لها من فوائد عديدة تنعكس على المعلم، ومن ثم على التلميذ والارتقاء بمستوى تعليمه وجودة إعداده وتأهيله فى المجتمع.
وبالطبع فإن فاقد الشئ لا يعطيه، فمعلم التربية الفكرية الذى يعانى من جوانب قصور فى أسلوب عمله وفى إعداده وتدريبه، لا يمكنه بأى حال من الأحوال أن يخدم التلميذ المعاق عقلياً ويلبى احتياجاته التربوية والتعليمية والمهنية، ولذلك يجب أن تتكاتف جهود مراكز التدريب مع كليات التربية مع وزارة التربية والتعليم مع إدارات التربية الخاصة من أجل مساعدة معلم التربية الفكرية على تطوير نفسه وقدراته بما يتناسب والاتجاهات التربوية المعاصرة فى مجال تعليم المعاقين عقلياً.