«الشؤون الاجتماعية» تحتفل بأسبوع ذوي الإعاقة الخليجي
كتب ـ ناصر محمود وبراء عزمي
نظمت وزارة الشؤون الاجتماعية بالتعاون مع الجمعية الخليجية للاعاقة لدول مجلس التعاون بدول الخليج العربي وبدعم من شركة نزيه التجارية أمس ندوة بمناسبة اسبوع المعاق الخليجي والمقرر إقامته خلال الفترة من 25-30/4/2009 تحت شعار «دور الأسرة وأولياء الأمور في الارتقاء بالخدمة المقدمة لذوي الإعاقة» بفندق الملينيوم، وبحضور السيدة نجاة العبد الله مدير إدارة الشؤون الاجتماعية و د. سيف الحجري نائب رئيس مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ود. وفاء اليزيدي مدير إدارة التأهيل الطبي ونائب رئيس الجمعية الخليجية، و أ.عيسى آل اسحاق مدير جمعية اولياء الامور وتهدف الندوة إلى زيادة الوعي الفكري والثقافي لدى اولياء الامور والاسر الحاضنة للأطفال المعاقين.
وفي مستهل كلمته اكد د. سيف الحجري نائب رئيس مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع على اهمية الدور الذي تلعبه المؤسسات والجمعيات سواء كانت حكومية اوخاصة في خلق ثقافة فكرية وعلمية ترتقي بالمستوى الاجتماعي والفكري للأسرة الحاضنة للطفل المعاق،مشيرا إلى انه استكمالاً للجهود العربية التشريعية الرعائية والتنموية في مجال تأمين حقوق الأشخاص المعاقين ودمجهم في المجتمع باعتبارهم جزءاً هاماً من نسيجة الاجتماعي جاءت هذه السنة لتحتضن اسبوع ذوي الاعاقة الخليجي، داخل جميع دول مجلس التعاون الخليجي تحت شعار «دور الأسرة واولياء الامور في الارتقاء بالخدمات المقدمة لذوي الاعاقة»، وتدعيما لبناء مجتمع متماسك متساو في الحقوق والواجبات دون تمييز بسبب الجنس او الدين أو العرق أو الاصل أو الإعاقة، ونظراً لاقتناعنا بأن قضية الإعاقة قضية اجتماعية هامة تحتاج إلى تدعيم بصورة مباشرة وحقيقية.
واكد على اهمية وضرورة الدمج من خلال توفير الوسائل والمعينات التي تسهل العملية التربوية والتعليمية، وتوعية الأسرة والمجتمع بأهمية دمج الأطفال المعاقين في المدارس العادية وتأهيل الأطفال والمدرسين لاستقبال الأطفال المعاقين،و إعادة النظر في البناء المنهجي للبرامج التعليمية لتتلاءم مع السمات الإنمائية والنفسية للأشخاص المعاقين وروح العصر والتطور التكنولوجي.
وشدد د. الحجري على اهمية تكاتف جميع المؤسسات والجمعيات المعنية لدمج الطفل المعاق داخل العديد من المجالات الاجتماعية بالصورة المطلوبة حتى يستطيع ان يقوم بدوره التنموي الكامل داخل المجتمع وان ذلك هو حق مشروع لجميع الافراد المعاقين ، مضيفا انه يجب ان يصل المجتمع كاملا إلى الوعي الكامل بأهمية وضرورة التواصل مع المعاق وتقبله بصورة حقيقية وصحيحة حتى يستطيع ان يمنح الثقة اللازمة، بأن له قدرات يستطيع ان يخرجها من داخل اعماقه وتصل إلى النور.
واشار إلى اهمية دور اولياء الامور والأسرة في الخدمات الهامة التي تقدم لدور الرعاية، لما تمثله من الخط الاساسي والحقيقي في تدعيم الدور والهدف الاساسي الذي تسعى اليه جميع الجمعيات والمؤسسات ، بسبب تواجد الطفل المعاق بصورة كبيرة بين احضان الأسرة، وتأثره الشديد بالسلوك التربوي الذي تتبعة الاسر، ومايخلقه هذا السلوك من تأثر نفسي على حالات الأطفال المعاقين، مبينا ان باقي الاجهزة تعتبر اجهزة مساندة للدور الحيوي الذي تلعبه اسر المعاقين .
واضاف د.الحجري ان الارتقاء بمستوى الثقافة الفكرية والاجتماعية للأسرة الحاضنة للأطفال المعاقين، يعتبر توجها عالميا، فهناك اهمية كبرى بضرورة الارتقاء بالأسرة وتثقيفها وتعريفها ايضا بجميع المستجدات العالمية في مجال التعامل مع الأطفال المعاقين والتطلع على الخبرات في التقنيات المتوافرة بدور الاعاقة، بالاضافة إلى تنمية الكثير من المهارات في هذا الاطار الاجتماعي والعلمي والمجال السلوكي وفي جميع المجالات الاخرى فهناك بعض الاسر تتعلم العلاج الوظيفي والعلاج النطقي ، فالطفل المعاق يحتاج إلى تلك العناية، وبالتالي جاء هذا الاسبوع الخليجي من هذه السنة ليتخصص في تأهيل الأسرة وتوفير كل الامكانات لتمكينها من تأدية دورها الكامل تجاه الطفل المعاق.
وقال: ان جميع الهيئات المشاركة في هذا الاسبوع تتمنى اقبال جميع اولياء الامور والاسر الحاضنة للأطفال المعاقين، حتى نستطيع التواصل معهم بالصورة المطلوبة ، فهم من يستطيع ان يصلوا بصورة اكبر المعاناة التي يعانيها هؤلاء الأطفال ، مضيفا ان هناك فرصة كبيرة امامهم خلال تلك الفترة للتواصل مع متخذي القرار ومع الاجهزة المساندة واشراكنا في الامور الصعبة والتحديات التي يواجهونها في حياتهم اليومية والاجتماعية،فالأسرة هي التي تستطيع ان تصنع حياة افضل للابناء المعاقين، واضاف: انه يجب ان يستمر هذا العام كاملاً في تأهيل وتدعيم ثقافة اولياء الامور تجاه الأطفال المعاقين.
وبين الحجري ان جميع دول التعاون الخليجي تتخذ هذا الاسبوع للتركيز على دور الأسرة واولياء الامور تجاه الأطفال ذوي الاعاقة ومحاولة الارتقاء بالخدمات المقدمة لهم ، مشيرا إلى ان كل دولة سوف تقدم نشاطا خاصا بها ولكن جميعها تحت شعار واحد.
واكد ان الانشطة داخل دولة قطر تتم على مستوى جميع المراكز التي تقدم خدمات للمعاقين سواء كانت حكومية او جمعيات او حتى خاصة ، حتى نستطيع الالتفاف والاحاطة بجميع الاسر الحاضنة للأطفال المعاقين.
اما الدكتورة وفاء اليزيدي مدير إدارة التأهيل الطبي ونائب رئيس الجمعية الخليجية فتحدثت قائلة: انطلاقا من وعينا نحن الجمعية الخليجية للإعاقة فقد وضعنا منضومة العام للقاء الوالدين الراعيين لطفل معاق ضمن لقاء تشاوري للنقاش والتشاور وهي خمسة مبادئ ترتكز عليها خطة لرعاية الطفولة لمثل هذه الفئة وتتمثل في ان الحكومة لا تنشأ الأطفال بل الأسرة هي التي تنشئهم ولذلك تحتاج الحكومة الى بذل المزيد لدعم اولياء الامور واسر ذوي الإعاقة وجميع الأطفال من مختلف الفئات لديهم القدرة على النجاح ويجب علينا الذهاب إلى ابعد من مواهبهم ويمكن ان تتخذ لها الاسباب وايضا هناك حاجة إلى تشكيل الخدمات بما يضمن الاستجابة لاحتياجات الأطفال والشباب والاسر الراعية لذوي الإعاقة وان لا تتمحور فقط حول الحدود المهنية والقوانين ومن الافضل العمل المخطط المسبق دائما من اجل عدم منع معالجة الازمات في وقت لاحق واتفاقا لما ورد في قانون اليونسيف عام 2006 الذي جاء في نصه بأن الغالبية العظمى من الحالات ينبغي ان يكون قرار الوالدين متى طلب المساعدة والمشورة بشأن رعاية الأطفال وتربيتهم لوحدهم ولكن هناك حالات استثنائية يكون الزاميا وينبغي تدخل الجهات المختصة في الحياة الاسرية.واضافت ان اولويات عملنا تتضمن ما يتوافق مع المعايير العالمية وهي استخدام الوالدين كمحور للرعاية والعمل معا مع اولياء الامور من اجل حماية الأطفال ذوي الإعاقة وتحديد النهج الذي يركز على الطفل كمحور للخدمات المقدمة من خلال اقامة نهج شامل متكامل والبناء على نقاط القوة وكذلك تحديدالصعوبات واشراك الأطفال واسر اولياء الامور وهي تعتبر مسؤولية مشتركة في المجتمع وايضا دور الأسرة في مجموعة المؤتمرات والملتقيات.
واوضحت د.وفاء اليزيدي ان تحسين الخدمات المتخصصة في كيفية العمل مع اولياء امور ذوي الإعاقة لا يتم الا عن طريق التنسيق وتقييم الاداء الحالي والاستعراض وتطوير الرعاية المشتركة القياسي والعمل على انهيار الحواجز المهنية وتسهيل التمويل المجتمعي وايضا بناء فكر جديد حول سبل تنمية الطفل يتمركز مدخله حول الحصول على الاعتماد والتسجيل المخصص للأطفال ذوي الإعاقة وكذلك يجب تعزيز قدرة الخدمات الوطنية لاستيعاب الأطفال ذوي الإعاقة وسيتم ذلك عن طريق انشاء شبكات من المتخصصين لدعم حول المجتمعات المدرسية وطرق دمج الأطفال في مدارس عامة.
واوضحت اليزيدي ان الأطفال وذويهم ومقدمي الرعاية سوف يكون لهم صوت أقوى في كيفية تصميم الخدمات وتقديمها وذلك لتطوير الخدمات المجتمعية لهذه الفئة ويتم عن طريق اقامة مجلس ذي قاعدة عريضة للوالدين الراعيين للأطفال وتحديد دور رسمي في التخطيط وعمليات التنفيذ لهذه المخططات وتطوير مهارات وقدرات الأطفال والشباب وآبائهم ومقدمي الرعاية للمشاركة وتطوير قدرات العاملين للعمل في شراكة مع الأطفال والشباب ووالديهم ومقدمي الرعاية.
ومن جانبه اكد أ.عيسى آل اسحاق مدير جمعية اولياء الامور اتفاقه مع جميع المحاضرين على اهمية دور اولياء الامور في تطوير الخدمات المقدمة للاشخاص ذوي الاعاقة، ومع ذلك يتم في الكثير من الاحيان ، من الاكثرية تجاوز هذا الدور، ويقوم البعض بتنصيب انفسهم اوصياء على الابناء والأطفال ويحددون هم احتياجاتهم ومتطلباتهم بعيدا عن اولياء الامور وذلك لكونهم الاختصاصيين، واضاف ان الحقيقة انها عملية مشتركة بين اولياء الامور والاختصاصيين جميعا ولكن على الجميع التركيز بأنها تبدأ اولا من اولياء الامور.
واشار إلى ان هناك مسؤولية منوطة بهم شرعيا وضمنيا وقانونيا فهم من يتحمل العواقب الايجابية والسلبية لما قد تتطور له حالة ابنائهم، فهم الناطقون باسمهم والمعبرون عن احتياجاتهم ، كما انهم يمثلونهم امام الجهات الرسمية والقانون، لذلك يأتون على هرم المسؤولية ، ويتبعهم في ذلك مقدمو الخدمات باختلاف طبيعة اعمالهم ووجهاتهم، فبدون اولياء الامور يفقد موفرو الخدمات شرعيتهم وصلاحيتهم في تقييم وتقديم الخدمة الصحيحة.
واضاف آل اسحاق قائلا: إنه لكي يصل اولياء الامور لأعلى الهرم عليهم، الرضا بقسمة الله وبما اعطاهم، تكاتف الابوين معا فيما يتعلق بالعناية، المعرفة التامة بقدر المستطاع بالحالة الخاصة للطفل المعاق، متابعة نمو الطفل وتطور حالته البدنية والنفسية والاجتماعية، الوعي بحقوقه والمطالبة بها من الجهات المختلفة، تهيئة البيئة المناسبة داخل المنزل ومع الاهل والاصدقاء، تساوي الاهتمام بين جميع افراد الأسرة على حد سواء، الاستمرارية بالتثقيف الذاتي .وواصل قائلا: انه لاحداث التغير للواقع الحالي وتعديل الموازين في العلاقة بين الطرفين ووضع كل طرف في موقعة الصحيح يتطلب من اولياء الامور الاتحاد والعمل جماعيا، وهذا يبتغي اولا ان: نتواصل بخلق شبكة اتصال نتبادل من خلالها الافكار والتجارب والخبرة فيما بيننا، تكاتف الجهود، نتعاون جميعا بمد ايدينا لبعض متى ما احتاج منا الاخر ان نمد له يدنا.
http://www.al-watan.com/data/2009042...p?val=local2_1
__________________
(( المسمى الجديد الآن هو الأشخاص ذوي الإعاقة وليس المعاقين أو ذوي الاحتياجات الخاصة بناء على طلبهم في اجتماعات اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في نيويورك .. الرجاء نسيان المسميات السابقة كلها ))
والله أحبك يا قطر ** قدّ السما وقدّ البحر ** وقدّ الصحاري الشاسعة ** وقدّ حبات المطر ** والله أحبك يا قطر **