#1  
قديم 11-06-2010, 01:49 PM
الصورة الرمزية معلم متقاعد
معلم متقاعد معلم متقاعد غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 1,190
افتراضي النظرية الاستثمارية في الإبداع و تنميته

 

النظرية الاستثمارية في الإبداع و تنميته


نايل يوسف سيف ـ مصر :

نال الإبداع بوصفه ظاهرة إنسانية اهتمام الكثير من العلماء والباحثين، فعكف المئات منهم على كشف غموضه، وفهم كنهه، وتحليل عوامله، بعدما أحاطته الأوهام، وشابته المفاهيم الخاطئة، وظل لفترة طويلة ماضية يفسر على أنه حالة غيبية من الإلهام تمس طائفة مخصوصة من الأفراد فيبدعون.
وفي عام 1991 قدم روبيرت سترنبرج (Robert J. Sternberg
) نظرية متكاملة حول تفسير الإبداع ومصادر القدرة الإبداعية، تختلف عن سابقاتها في تفسير الإبداع وتحديد المصادر الممولة له وطبيعة العلاقة بين تلك المصادر.
وطبقًا للنظرية الاستثمارية، فإن القدرة الإبداعية تعتمد على ستة مصادر هي:
٭ الذكاء وعمليات التمثيل العقلي
Intelligence and Mental Processes.
٭ الجوانب المعرفية
Knowledge.
٭ أنماط التفكير
Styles of Thinking.
٭ الجوانب الشخصية
Personality.
٭ الدافعية
Motivation.
٭ النواحي البيئية
Environmental .Context
وإذ يفترض سترنبرج مسؤولية هذه العوامل الستة عن تمويل القدرات الإبداعية لدى الأفراد، فإنه يشير إلى ضرورة الأخذ في الاعتبار أن أيًا من تلك العوامل لايتوقف الإبداع على وجوده، وأن هذه المصادر الستة تمثل القوة الدافعة التي تقف خلف ظهور الإبداع، ولكي يظهر تأثيرها بفاعلية، لابد أن تمول القدرات الإبداعية بطريقة فردية، وطريقة تبادلية، وأيضًا تفاعلية فيما بينها. فعلى سبيل المثال: لابد من وجود الذكاء المرتفع في حالة غياب الدافعية أو انخفاضها، وكذلك وجود ثراء معرفي في حالة ضعف نمط التفكير التشريعي أو غيابه الذي يعد من أقوى أنماط التفكير ارتباطًا بالقدرات الإبداعية. ويشير سترنبرج إلى أن مصادر تمويل القدرات الإبداعية لا تختص بمجال بعينه من مجالات الحياة سواء كان هذا المجال مجالاً عامًا أم خاصًا، وإنما تتكامل فيما بينها بطريقة يصفها سترنبرج بأنها معقدة.
وطبقًا لهذه النظرية فإن الإبداعية لا تنبع من قدرة عامة واحدة ولا من قدرة خاصة بمجال معين، ولكن من مصادر متعددة، مع وجود ارتباطات مختلفة بين هذه المصادر ومجالات الإبداع المتعددة, وطبقًا لهذه النظرية أيضًا فإن القدرة على الإبداع لن يحبطها غياب قدرات فردية معينة أو غياب قدرات خاصة بمجال معين، وإنما تتأثر هذه القدرة من خلال اتحاد وتفاعل المصادر الممولة المشار إليها، وبذلك فإن أي فرد يمكنه القيام بأنشطة إبداعية في أي مجال من المجالات حيثما توفرت مصادر تمويل الإبداع في هذا المجال.


وفيما يلي عرض موجز لمصادر القدرة الإبداعية كما ذكرها سترنبرج:
٭ الذكاء وعمليات التمثيل العقلي:
يرى سترنبرج أن الذكاء الإنساني يمكن تفسيره من خلال تناول ثلاثة جوانب أساسية هي: المحتوى أو المكونات التي تتم عليها العمليات العقلية، ومستوى الخبرة الذي يتم من خلاله التعامل مع هذه المكونات، والسياق الذي يتم فيه تطبيق وتوظيف المحتوى، وكل جانب من تلك الجوانب الثلاثة له ارتباطاته الإبداعية.
وتبدو العلاقة بين جوانب الذكاء والقدرة على الإبداع من حيث إن الإبداع يتضمن تطبيق عمليات التعامل مع المحتوى العقلي وتطبيق وتوظيف المحتوى في مواقف ومهام جديدة ولحل مشكلات مختلفة.
وتمثل عمليات تعريف وإعادة تشكيل المشكلات دورًا مهمًا وإيجابيًا في تنمية الإبداع، فعلى سبيل المثال نرى الأفراد المبدعين يظهرون إبداعهم من خلال أخذ معلومات وخطوات إجرائية في مجال معين، ثم الإفادة منها في مجال آخر، وبذلك فهم يقومون بإعادة تشكيل مشكلات مجالهم الأساسي من خلال مشكلات ونظريات مجال آخر.


٭ الجوانب المعرفية:
ويقصد بها النواحي المعرفية المتصلة بمجال الإبداع، فلكي يبدع فرد ما في مجال ما لابد له من حد أدنى من المعرفة بهذا المجال، بحيث يمتلك قدرًا من المعارف المتصلة بمجال الإبداع وثقافة المجتمع ودوافع أفراده وحاجاتهم، حتى تأتي إبداعاته ذات قيمة حياتية، وليست مجرد خيالات لا قيمة لها.


٭ أنماط التفكير:
يقصد بنمط التفكير: الأسلوب المفضل لدى الفرد في تناول المشكلات واتخاذ القرار في المواقف المتنوعة، وهو أسلوب شخصي يختلف باختلاف الأشخاص والمواقف، ولا يعتبر نمط التفكير قدرة في حد ذاته، ولكنه أسلوب مفضل لاستخدام القدرات الفردية في مواجهة المواقف والمشكلات. وقد توصل سترنبرج عام (1988) إلى نظرية حول أنماط التفكير، تعرف في هذه النظرية على ثلاثة عشر نمطًا للتفكير البشري، ومن هذه الأنماط التفكيرية ما يرتبط ارتباطًا عاليًا بمستوى الإبداع. وفيما يلي توضيح لهذه الأنماط:
): ويقصد به تفضيل الفرد لسن
elytS evitalsigeL- نمط التفكير التشريعي ( وتشريع الحلول وصياغة القرارات في مواجهة المواقف والمشكلات، وهو نمط يقابل النمط ) الذي يميل الفرد فيه إلى تطبيق الحلول السابقة المعتادةelytS evitucexEالتنفيذي ( دون الأخذ في الاعتبار مدى فعالية الحلول أو سلامة القرارات، وهذان النمطان يتوسط ) الذي يعبر عن الأفراد الذين يفضلون تحريelytS yraiciduJبينهما النمط القضائي ( الدقة والعدالة في تطبيق الحلول وتنفيذ القرارات المناسبة للمواقف والمشكلات.
وقد وجد سترنبرج أن الأفراد الذين يفضلون نمط التفكير التشريعي يتمتعون بإبداعية عالية يليهم الأفراد الذين يفضلون النمط القضائي ثم أصحاب النمط التنفيذي.
- نمط التفكير العالمي (Global Style): ويعبر هذا النمط عن تفضيل الأفراد لتناول المسائل والقضايا الكبيرة ذات المستويات العريضة ويقابل هذا النمط نمط التفكير المحلي (Local Style
) الذي يشير إلى تفضيل تناول المسائل والحلول الضيقة والمهام الصغيرة.
- نمط التفكير التقدمي (
Progressive Style): ويعبر عن الأفراد الذين يفضلون التطوير ولديهم نزعة البحث عن الجديد والحديث وما هو أفضل، ويقابل هذا النمط نمط التفكير المحافظ (Conservative Style) ويعبر عن الأفراد الذين يفضلون تناول المسائل التقليدية والمحافظة على الأوضاع والتمسك بالروتين والمجهود في التصرفات.
وقد وجد سترنبرج أن هناك ارتباطًا إيجابيًا بين أنماط التفكير التشريعي والعالمي والتقدمي من ناحية وبين مستوى الإبداع من ناحية أخرى.


٭ الجوانب الشخصية:
هناك عدد من السمات التي تتسم بها الشخصية المبدعة، من بين تلك السمات التي يجب الحرص على تنميتها وترتبط بالإبداع: الرغبة في اقتحام المجهول، بمعنى خوض المسائل الصعبة والغامضة وتفسير غموضها، وهناك سمة الرغبة في النمو، وكذلك الاستقلالية في التفكير، والشجاعة الأدبية، وحب الاستطلاع، والاستكشاف وإثارة التساؤل، كل تلك السمات ترتبط ارتباطًا إيجابيًا بالإبداع.


٭ الدافعيــة:
المصادر السابقة التي تمول القدرة الإبداعية ليست كافية لظهور الأداء الإبداعي لدى الأفراد دون وجود الدافعية لاستغلال هذه المصادر في تنفيذ إنتاج إبداعي، ومن هنا كانت المهمة التي ترتكز على التحفيز والدافع تمثل مكونًا أساسيًا لتنمية الإبداع.


٭ النواحي البيئية:
لا ينمو الإبداع في ظل ظروف معوقة وعوامل محبطة تجعل المبدع شاذًا غريبًا عن بيئته ومجتمعه، ولا في ظروف تجعله عاجزًا عن توجيه المزيد من الأسئلة والقيام بالاكتشافات، وإنما لكي ينمو الإبداع يجب أن تسمح الظروف البيئية بشيء من الحرية والأمن النفسي والاجتماعي، وأيضًا لابد من غياب الكبت والسماح للأفراد بحرية الخطأ في ظل المتابعة، وأيضًا السماح لهم بحرية التعبير عن أفكارهم وخبراتهم.


تنمية مصادر القدرة الإبداعية
طبقًا للنظرية الاستثمارية للإبداع فإن تنمية الإبداع تتم من خلال تمويل المصادر الستة للقدرة الإبداعية، وهذه المصادر الستة التي افترض سترنبرج وقوفها خلف تمويل القدرة الإبداعية، تتداخل بأشكال متعددة لخلق قدرات إبداعية متنوعة حسب مجالات الحياة المتعددة، ولا تتم تنمية الإبداع من خلال تنمية بعض القدرات الفردية الخاصة أو من خلال قدرات مرتبطة بمجال معين، ولكن تتم من خلال التركيز على التنمية الشاملة لجميع المصادر السابق ذكرها، فأي فرد يمكنه القيام بأنشطة إبداعية في أي مجال من المجالات وبدرجات متنوعة من مستويات الإبداع.
وبمعنى أدق يذكر لنا سترنبرج أنه لكي تتم عملية تنمية الإبداع بصورة أفضل فإنه يجب النظر إلى الإبداع -في مجال ما - كرقم يتكون من ستة مصادر ولكل مصدر أثره على الرقم الكلي وبالتالي مستوى الأداء الإبداعي، فكلما زاد المستوى في كل مصدر زاد مستوى الأداء الإبداعي العام للفرد. مع الأخذ في الاعتبار أن هذه المصادر تختلط فيما بينها وتتفاعل لتؤدي إلى المزيد من الإبداع.
وفيما يلي تصور حول الدور الذي يمكن أن تؤديه عمليات التدريس في تنمية كل مصدر من تلك المصادر الستة لدى التلاميذ في مراحل التعليم العام.


٭ تنمية الذكاء وعمليات التمثيل العقلي:
يمكن أن تساهم عمليات التدريس في نمو عمليات الذكاء والتمثيل العقلي لدى المتعلمين بشكل يؤثر على تنمية أدائهم الإبداعي، وتؤدي عمليات تعريف وإعادة تشكيل المشكلات دورًا إيجابيًا هامًا في هذا الصدد، فالأفراد ذوو المستوى الأدائي الإبداعي يظهرون إبداعهم عن طريق أخذ معلومات وخطوات إجرائية في مجال معين، ثم الإفادة منه في مجال آخر، وبذلك فهم يقومون بإعادة تشكيل مشكلات مجالهم الأساسي من خلال مشكلات مجال آخر، فمثلاً: قام ميلر (
Miller) بدمج اللغويات بعلم النفس، وقام سيمون (Simon) بدمج علم الكمبيوتر بعلم النفس، أما بياجيه (Piaget) فقد قام بدمج الفلسفة والبيولوجيا بعلم النفس.
ويمكن تطبيق عمليات تعريف وإعادة تشكيل المشكلات من خلال تدريس المواد الدراسية المختلفة عن طريق تدريب التلاميذ على عمليات تعريف المشكلات الخاصة ببعض الصعوبات في تعلم المفاهيم والمهارات، وكذلك تعريف وإعادة تشكيل المشكلات المجتمعية المحيطة، والتعبير عن ذلك في أنماط أدائية يحددها المعلم بحيث تناسب الأهداف التعليمية، أو أن يطلب المعلم من التلاميذ أداء تعبيريًا لتكميل قصة أو فكرة تقبل التفاوت في وجهات النظر عند إتمامها، أو أن يطلب من التلميذ الواحد ذكر عدة نهايات لها، أو عدة تفسيرات لمشكلة ما أو عدة حلول لمسألة رياضية، كذلك تمثل عمليات التلخيص للموضوعات والدروس اللغوية نموذجًا جيدًا لإعادة صياغة المشكلات.
وهناك بعض الأنشطة التعليمية المناسبة لتنمية العمليات العقلية بما ينمي الأداء الإبداعي لدى التلاميذ مثل استخدام الصور كمثيرات للتعبير، وإظهار التعبيرات والتعليقات غير التقليدية وقليلة التكرار، وكذلك استخدام البطاقات، وغير ذلك من الإجراءات المتعددة التي تفيد من هذا المبدأ. وبالطبع يتطلب تنفيذ مثل هذه الإجراءات تشجيع المعلم تلاميذه على الإتيان بأفكار جديدة وعدم التقليد، واستخدام المعلم وتوظيفه لمبدأ الإيحاء بشكل جيد، وكذلك لابد أن يتيح المعلم الفرصة للتلاميذ لإطلاق خيالهم في سبيل الوصول إلى أفكار جديدة ومتنوعة.
وعلى العكس من كل ما سبق فإن ما يقوم به كثير من المعلمين من تقديم مشكلات وأسئلة ذات إجابات نمطية ثابتة تتطلب ترديد ما يتم تقديمه من معارف وخبرات، وإجبار التلاميذ على الأداء بشكل نمطي موحد إزاء المواقف وإزاء الاختبارات، وعدم قبول الإجابات غير التقليدية أو الأداء المتميز، كل ذلك يمثل عقبات تحول دون تنمية الإبداع لدى التلاميذ.


٭ تنمية النواحي المعرفية:
يشجع معظم المعلمين تنمية وتطوير النواحي المعرفية لدى تلاميذهم، غير أن هؤلاء المعلمين ينظرون إلى النواحي المعرفية على أنها مجالات منفصلة ومستقلة بذاتها، ففي مجال تدريس اللغة العربية - على سبيل المثال - ينصرف جهد المعلم إلى معالجة المحتوى المعرفي لكل فرع من فروع اللغة ويهمل تدريب التلاميذ على المهارات اللازمة لممارسة اللغة والتعامل بها في مناحي الحياة، كما أن الخبرة اللغوية المقدمة لتلاميذ التعليم العام خبرة مفتتة متناثرة الأجزاء، وهذا يتنافي مع طبيعة اللغة العربية والهدف من تعليمها؛ إذ ليست اللغة العربية على هذا النحو من التمزق والانفصال بين عناصرها، وليس الهدف من تعليمها إغراق التلاميذ في نواحي معرفية ونظرية بحتة، بل الهدف هو مساعدتهم على ممارسة اللغة في مواقف التواصل اليومي: استماعًا وتحدثًا وقراءة وكتابة.
ويرى سترنبرج أنه لكي يمكن تنمية الإبداع لدى المتعلمين لا ينبغي أن نعزل الحقائق والمعارف ونعلمها بعيدًا عن الحياة اليومية، بل لابد من ربط هذه النواحي المعرفية بحياة التلاميذ ودوافعهم، كما أن الاختبارات المدرسية لابد أن تقيس كيفية توظيف تلك النواحي في الحياة، فالإبداع في استخدام المعرفة له نفس القيمة -إن لم يكن أكثر- من مجرد الاقتصار على كم تلك المعرفة.


٭ تشجيع أنماط التفكير الإبداعية:
طبقًا لما توصل إليه سترنبرج 1988 بشأن أنماط التفكير، فإن هناك ارتباطًا إيجابيًا بين بعض أنماط التفكير ومستوى القدرة الإبداعية، ومن هذه الأنماط نمط التفكير التشريعي، ونمط التفكير العالمي، ونمط التفكير التقدمي.
ويمكن تنمية القدرة الإبداعية لدى التلاميذ خلال عمليات التدريس اعتمادًا على نمط التفكير من خلال إعطاء التلاميذ مهام تعليمية متنوعة ومطالبتهم بالعمل من خلال إطار شخصي للعمل، وإتاحة الفرصة لظهور أنماط التفكير المتعددة وتقبل وتشجيع الإبداعي منها.
فمطالبة التلاميذ بطرح نقد شخصي لفكرة في موضوع من الموضوعات الدراسية ، أو وضع حل لمشكلة متضمنة في أحد تلك الموضوعات، أو تقديم رأي مخالف لما يعبر عنه الشاعر أو الكاتب أو حتى الأقران في الفصل أو المعلم ذاته، كل ذلك يتيح فرصًا لظهور أنماط التفكير.
وعلى المعلم أن يشجع النمط الذي يتناول القضايا من منظور أكبر والذي يستطيع وضع المبادئ وسن الحلول المناسبة في إطار فكري متفتح يراعي المستجدات والمستحدثات ويبحث عن الجديد، وقد تكون حصص التعبير بشقيه (الشفوي والتحريري) من أخصب الحصص مناسبة لممارسة وتشجيع أنماط التفكير الإبداعية، بدءاً من اختيار الموضوع أو القضية المراد التعبير عنها، وانتهاء بكتابة كل تلميذ لتصوره الخاص حول هذه القضية.
وعلى العكس من ذلك، فإن إصرار معلمي اللغة العربية على استخدام وفرض نمط التفكير التنفيذي الذي يعتمد على إلزام التلاميذ بأداء العمل بصورة ثابتة ومحددة وموحدة، مؤكد أنه يتحمل قسطًا كبيرًا من المسؤولية عن وهن إبداع التلاميذ لغة وفكرًا.


٭ تنمية سمات الشخصية المبدعة:
هناك عدد من السمات التي تتسم بها الشخصية المبدعة التي يمكن لمعلم اللغة العربية ـ مثلاًـ السعي إلى تنميتها من خلال نشاطه التدريسي، ومن تلك السمات: الرغبة في اقتحام المجهول، بمعنى الرغبة في خوض المسائل الصعبة والغامضة وتفسير غموضها، ويمكن لمعلم اللغة العربية تنمية هذه السمة الإبداعية لدى تلاميذه من خلال عدم إجبارهم على استخدام أسلوب أو نوعية محددة من الحلول أو الأساليب التعبيرية أو المفردات اللغوية، وكذلك من خلال حسن القيادة والتوجيه، وعن طريق احترام أفكار التلاميذ حتى إن كانت غير مهمة من وجهة نظره.
وهناك سمة شخصية أخرى للأفراد المبدعين هي الرغبة في النمو والانفتاح على الخبرات الجديدة، ويمكن تنميتها من خلال إظهار المعلم نموذجًا جيدًا للشخص المتفتح ذهنيًا في كافة المجالات، وأيضًا عن طريق إعطاء التلاميذ الحق في التساؤل والتفكير الحر.
وهناك سمة حب الاستطلاع التي تشير إلى الميل إلى البحث عن الجديد أو الميل إلى الاقتراب من المواقف والمنبهات الجديدة أو غير المتجانسة نسبيًا والاستكشاف وإثارة التساؤل حولها، ويمكن لمعلم اللغة العربية تنميتها عن طريق احترام الاتجاه الخيالي للتلاميذ ومساعدتهم لكي يصبحوا أكثر حساسية لوصف المثيرات، وتنمو ثقتهم بأنفسهم.


٭ تحفيز السلوك الإبداعي:
تعد المهمة التي ترتكز على التحفيز والدافع مكونًا أساسيًا للإبداع، وهذا يدعونا إلى إدراك أهمية إثارة المعلم لانتباه تلاميذه واستثارة دافعيتهم وتعزيز التواصل بينه وبينهم. أيضًا لابد للمعلم أن يحترم أفكار التلاميذ مهما كان مستواها، ويشجعهم على تقديم المقترحات والآراء ولا يسخر أو يوحي إليهم بالنفور. كذلك فإن استخدام المعلم لأساليب متنوعة ومرنة في تعزيز إجابات التلاميذ وتجنب التقويم المتكرر أثناء تنفيذ الأنشطة اللغوية، تعد من الأساليب الفعالة في تحفيز السلوك الإبداعي لدى التلاميذ.


٭ توفير بيئة إبداعية:
لكي ينمو الإبداع يجب أن تسمح الظروف البيئية بشيء من الحرية والأمن النفسي والاجتماعي، ولا تتم الإبداعية إلا في غياب الكبت، ثم السماح للشخص المبدع بحرية الخطأ والتعبير عن أفكاره وخبراته.
وقد أثبت العديد من الدراسات أن البيئة المدرسية تؤثر تأثيرًا مباشرًا في نمو الإبداع لدى التلاميذ. والخبرات التي يتعرض لها التلاميذ في المدرسة لا تؤثر فقط في تحصيلهم في المواد الدراسية، بل تؤثر أيضًا في سلوكهم الإبداعي واتجاهاتهم نحو المواقف الجديدة للتعلم.
ويتسم المناخ المدرسي المشجع للإبداع بتوفير فرص التعلم التلقائي، حيث يكون للمبادرة الذاتية دور حيوي يساعد التلميذ على التعلم بنفسه وبطريقته، ولا يكون المناخ المدرسي العام إبداعيًا ما لم تستجب البيئة المدرسية لأعمال الفرد وأفعاله.والحقيقة أن مثل هذا الأمر يستلزم تغيير الاتجاهات داخل المدرسة نحو إبداع التلاميذ، وفهمهم، والعمل على زيادة عمليات التشجيع لإبداعاتهم.
والمعلمون قادرون على أن يخلقوا داخل فصولهم بيئات قد تثري الإبداع وقد تقتله، فالمدرسون الذين يقودون الفصول بطريقة غير رسمية تسمح للتلاميذ بالاختيار والحرية في التعبير والتساؤل ويكافئون التلاميذ المبدعين ويعبرون عن حماستهم ويتفاعلون مع الطلاب داخل وخارج حجرة الدراسة، كذلك الذين يؤدون دور النموذج المبدع والذين هم متسامحون في تقبل آراء وأفكار تلاميذهم والذين لايتسلطون، كل أولئك يشجعون على تنمية الإبداع لدى تلاميذهم.




المصدر- مجلة المعرفة

 

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-20-2015, 12:47 AM
محمد الدين مصباح محمد الدين مصباح غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Dec 2013
المشاركات: 48
افتراضي

 

ماشاء الله
مشكوووووووووووور

 

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 المكتبة العلمية | المنتدى | دليل المواقع المقالات | ندوات ومؤتمرات | المجلات | دليل الخدمات | الصلب المشقوق وعيوب العمود الفقري | التوحد وطيف التوحد  | متلازمة داون | العوق الفكري | الشلل الدماغي | الصرع والتشنج | السمع والتخاطب | الاستشارات | صحة الوليد | صحة الطفل | أمراض الأطفال | سلوكيات الطفل | مشاكل النوم | الـربـو | الحساسية | أمراض الدم | التدخل المبكر | الشفة الارنبية وشق الحنك | السكري لدى الأطفال | فرط الحركة وقلة النشاط | التبول الليلي اللاإرادي | صعوبات التعلم | العوق الحركي | العوق البصري | الدمج التربوي | المتلازمات | الإرشاد الأسري | امراض الروماتيزم | الصلب المشقوق | القدم السكرية



الساعة الآن 07:46 PM.